الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السادس عشر من أيلول تاريخ محفور في ذاكرة الوطن

الحزب الشيوعي اللبناني

2016 / 9 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


السادس عشر من أيلول تاريخ محفور في ذاكرة الوطن

انطلاقة مسيرة التحرير والانتصار



في 16 ايلول من العام 1982 انطلقت جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، معلنة بداية عصر جديد من الصراع مع العدو الإسرائيلي، ومطلقة حركة تحرير وطنية، أثمرت انتصاراً كبيراً على العدو، وحققت تحريراً للأرض دون قيد أو شرط.هذه الانطلاقة جسدت قناعة الحزب بأن العدوان الذي طال شعبنا آنذاك لا يواجه إلّا بمقاومة وطنية شاملة، تدحر الجيش المحتل وترفض المهادنة والاستسلام الذي كان يُحضّر له، والذي توج باتفاق 17 ايار البائد.

في جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، لبى الشيوعيون، ومعهم الوطنيون اللبنانيون، نداء حزبهم برفض الهزيمة والعزم على التحرير مهما كانت التضحيات، فخرجوا من تحت الركام في شوارع بيروت يحملون السلاح، في وجه المحتلين، محققين خلال أيام معدودة تحرير عاصمتهم. واستمروا يتقاطرون إلى الجبهة من جميع أرجاء الوطن ليلهبوا الأرض تحت أقدام الغزاة، في مقاومة وطنية وشعبية عنيدة، عكست رغبة شعبنا بالحرية والاستقلال. هكذا استمرت المقاومة تلاحق العدو دون استكانة، مرغمة الجيش الذي لا يقهر، على الانسحاب تباعاً من بيروت والجبل والبقاع الغربي والجنوب وصولاً إلى الشريط المحتل، الذي ظنت إسرائيل واهمة أنها تستطيع أن تقيم فيه دويلة من العملاء تابعة لها.

لقد كان مشروع المقاومة منذ البداية مشروعاً وطنياً يرى في المواجهة الشاملة عاملاً أساسياً في نجاح التحرير، من خلال مشاركة الشعب في هذه المقاومة، وفي ربط عملية التحرير بالتغيير الديمقراطي الذي يحقق للبنانيين الحرية والتقدم والعدالة.

لقد جسّد موقف حزبنا خيار الشعب الذي يقاوم العدوان بلحمه ودمه وبخيرة أبنائه، ورأى أن لا قيمة لتحرير الأرض من دون تحرير الإنسان من براثن النظام الطائفي، ولا قيمة لتحرير الأرض من دون بناء الوطن، الوطن الذي كان يستعد حينذاك للاستشهاد من أجل حريته، مقاتلون متطوعون من جميع أرجائه يصنعون ملحمة تاريخية كبرى، فيما كانت الدولة غائبة عن دورها المفترض أن تقوم به في تحمّل مسؤولياتها والقيام بتسليح الجيش وعدم التخلي عن مهامها الوطنية في تعبئة كل الطاقات السياسية والشعبية وتوحيدها باعتبارها المعنية المباشرة وبالدرجة الأولى في الدفاع عن السيادة الوطنية.

يستعيد الشيوعيون والوطنيون اللبنانيون اليوم بفخر واعتزاز كبيرين هذه المناسبة، لأنها أسست لهذه المسيرة المضيئة، حيث اجترح رفاقنا وحلفاؤنا في جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، شتى أساليب النضال والقتال ضد العدو، حتى حققوا التحرير، مقدمين خلالها تضحيات عظيمة عبّرت عنها قوافل الشهداء والجرحى والمعوقين والأسرى.

إن النضال من أجل الحرية والعدالة اليوم، هو استمرار لعمل المقاومة، لأن المقاومين الذين حملوا السلاح يوماً من أجل هذه القيم، يرونها تتحطم يومياً على يد نظام غارق في طائفيته وريعيته، يستجدي الخارج وأثرياء الداخل لتسليح جيشه، ولتمويل تعليم أولاده، ولإطفاء حرائق أحراجه، ولبناء جسوره وإصلاح بناه التحتية... بينما ثروة بعض اللبنانيين تعد بمئات مليارات الدولارات.

إن الشعب اللبناني قاتل من أجل وطن، لا يبقى فيه الفقراء والعمال والموظفون والمعلمون والفلاحون والمزارعون والشباب في غربة عميقة عنه، بل من أجل وطن يعيشون فيه بحرية، وطن لكل أبنائه، يعيشون فيه بكرامة دون خضوع لاستغلال أمراء المذاهب ورأس المال، وطن يكون على قدر التضحيات التي بُذلت من أجل إنجاز التحرير.

لقد أثبتت جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية عبر مسيرتها المنتصرة، وعبر كل الذين ساهموا فيها، أنها كانت الطريق الوحيد آنذاك وإنها ستبقى السبيل الوحيد لتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ولرد الأطماع والاعتداءات الصهيونية والارهابية على شعبنا وأرضنا.

وفي هذا اليوم التاريخي يعاهد الحزب الشيوعي اللبناني شعبنا، الذي قدم أفضل ما عنده في أحلك الظروف، على الاستمرار في المقاومة والنضال من أجل التحرير والدفاع وبناء الدولة العلمانية الديمقراطية المقاومة التي تحقق العدالة الاجتماعية التي من أجلها سارت قوافل المقاومين والشهداء والجرحى والأسرى تقاتل من بيروت إلى أقصى الجنوب.

وفي هذه المناسبة ندعوكم إلى المشاركة الكثيفة، بالذكرى الـ 34 لانطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، في بيروت نهار الجمعة الواقع فيه 16/9/2016 الساعة السادسة مساءً.

بيروت في 14/9/2016

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي اللبناني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انقلب الشيء إلى ضده
صفوان موسى ( 2016 / 9 / 15 - 06:08 )
يعاني الشعب اللبناني اليوم من دعاة المقاومة
إدولة تعيش بلا رئيس امر لم يحدث في التاريخ إلا في لبنان
وذلك لأن لبنان رأس حربة المقاومة
ومن المحزن أن الشيوعيين اللبنانيين لا يستطيعون الجهر بذلك

با ريت اسرائيل احتلت سوريا في حرب 73 ولم يقتل نصف مليون سوري ويلقى في سجون الأسد الرهيبة 800 ألف سوري ويطرد 12 مليون سوري خارج الوطن ومع ذلك لا تعدم بعص الوقحين يتحدثون عن المقاومة

لا أشك للحظة أن أطفال سوريا يتمنون اليوم لو أن اسرائيل احتلت سوريا في حرب 73

الصهاينة لم يقتلوا من الشعب الفلسطيني أكثر من بضع مئات خلال خمسين عاما
الأسد قتل من الشعب السوري 450 ألفاً في خمس سنوات فقط
في سجون الصهاينة المريحة 10 آلاف فلسطيني
وفي سجون الأسد الرهيبة 800 ألف
كان القائد السوري الكبير صلاح جديد يقول أن حافظ الأسد عميل لاسرائيل
وتحن نقول ليته كان كذلك لما قتل من قتل وسجن من سجن !!

اخر الافلام

.. آثار القصف الإسرائيلي على بلدة عيترون جنوبي لبنان


.. ما طبيعة القاعدة العسكرية التي استهدفت في محافظة بابل العراق




.. اللحظات الأولى بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في حي السلط


.. مصادر أمنية عراقية: 3 جرحى في قصف استهدف مواقع للحشد الشعبي




.. شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي دمر منزلا شمال غربي غزة