الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دربونة روزخونية وخرافة عذاب القبر وبرزخه ...!!؟؟

ذياب مهدي محسن

2016 / 9 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نقد ونقض الفكر الديني عند الكاهن اللاهوتي

كثر الحديث في الآونة الأخيرة حول عذاب القبر وأهوال القبر ، وصدرت كتب كثيرة ، تفنن فيها اصحابها في بيان هذا الأمر فأوهموا الناس بوجود عذاب يسلطه الله على بعض الناس في قبورهم قبل "يوم البعث !؟ " واستدلوا على وقوعه تارةً بآيات قرآنية لا تمت إليه بصلة ، وتارةً بأحاديث نبوية ، لم يحسنوا فهمها ولا توجيهها الوجه الصحيحة . ولما كان الإيمان أو عدمه بمثل هذه الأمور يُعد من قروع العقيدة ، ولما كانت العقيدة الإسلامية أساس الدين صار لزماً ضبط هذا الأمر بعيداً عن تشوه التصور ، وصار لزماً إزالة ما علق بتصور المسلم في هذا الأمر من خرافات وبدع وحيل ودجل وأستحمار وروزخونيات وعاض بثقافة القطيع ، وإعادة المؤمن إلى منهج التفكير الإسلامي العقلاني الحق ، واجب قيمي أنساني معرفي ثقافي ، ولكون انحداري العائلي وهويتي الجغرافية تنتمي الى وطن فيه للعقيدة الإسلامية جذور راسخة ومعتقدات مذهبيه في مجمل العنوان الديني الإسلامي وكلها لاتمثل الإسلام الحق كدين بل هي مذاهب وفرق تستمد معتقدها الوجودي الوضعي منه . أن التشوه العقدي والانحراف عن المنهج الحق يؤدي إلى عواقب وخيمة ، قد تصل بصاحبه إلى الخروج من ملة الإسلام ، وخاصة وأن الإسلام لا يعيش في الظلام فهو دين يعيش في النور لكن كهانه ووعاضه يردونه مظلم ، مبهم ، ادهم ، كله دهاليز ودرابين عسعس فيها الظلام والخرافة والخوف والارهاب لايدخله او يفهمه إلا الراسخون فيه ؟؟ الدين عند الله هو احترام العقل وهو الأول ولا يتناقض معه ، ويؤمن بالسنن الكونية لا يخالفها ، لكونها طبيعية بحد ذاتها ، ويربط بين الاسباب ومسبباتها ، لا يتخاف عن ذلك ابداً إلا فيما قضاه الله من أمر معجز أو خارق لنواميس الكون ، وما شاكلها من معجزات قد مرّ زمانها وولى . باختصار شديد فلا شيء في الإسلام محكوم للخرافة ، ولا شيء في الإسلام يصعب على العقل تحليله وفهمه على أسس علمية سليمة ، حتى المغيبات التي لا يعلمها الإنسان فأنه وإن كان لا يتصورها ، إلا إنه يستطيع تقدير إمكانية وقوعها من عدمه ، بما خلق الله فيه من ملكات ، وبما تراكم لديه من معارف ومعلومات وتجارب حياتيه وتاريخ موغل بالحضارات والقدم ، وبما آتاه العقل وخالقه من القدرة على التمييز والحكم . وقد اختلف رجال الدين وكهنوته ومن يسمونهم العلماء منذ القرن الثاني الهجري في مسألة "عذاب القبر " خاصة عند انتقالهم لمناقشة التفاصيل غير الموجودة في الأحاديث أصلاً ، فقال أحدهم : عذاب القبر يقع على جسد الميت ، وقال آخر : يقع على جزء من جسده ، وقال ثالثٌ : بل تُرد روحه إليه ( أي يحيى في القبر ) ولم يجزم احدهم بأنه يقع على الروح كما أدعى آخرون لعدم ثبوت ذلك عنده ، بل أقر بوجوده فحسب ، وعلى الرغم من أن الروح من أمر الله بالنص ، وأن لا أحد من البشر يعرف ماهيتها ، إلا أننا وجدنا من السابقين ومن المعاصرين من يزعم أن الروح هي التي تُعذب ، متى ؟! في حياة البرزخ ، فانظر أختي / أخي القارئ وتأمل هذه الاختلافات ، وهذا الاضطراب ، حتى البرزخ ( الحاجز بين حياتين ) جعلوا فيه حياة ، ناسين أو متناسين أن من الناس من لا يُقبر . ونحاججهم مثلا بالنص ، عدا الشهداء فإنهم " أحياء عند ربهم يرزقون " آية 169 آل عمران ، وهي حياة خاصة بهم . القول كما يذهب به إياد الركابي : بإن - البرزخ - هو العالم الذي يعيشه الإنسان في القبر إلى يوم القيامة !! ، فهوأيضاً قول مردود : - لتعارضه مع مفهوم القيامة ومعناه ، - ، فالقيامة : - في لسان النص هي الشيء الذي يحصل للإنسان مباشرةً بعد الموت - ، و أما - يوم القيامة – فهو مفهوم نسبي مُركب من - يوم وقيامة - ، ولفظ يوم فيه ورد مُنكراً وهو بذلك لا يدل على الحصر والتعيين بيوم معين ، وإنما هو إشارة لمطلق معنى - يوم - الذي يلاقي فيه الإنسان ربه بعد الموت ، وهو مفهوم تقريبي أو قل هو وسيلة إيضاح لمعنى الحساب بعد الموت .
وأما فكرة : - الإنتظار أو حالة الإنتظار - التي يعيشها الإنسان في القبر بعد الموت وإلى قيام الساعة ، فهي فكرة مردودة لأنها تتعارض وصريح الكتاب المجيد ، وكما قلنا : إن إلفاظ الكتاب المجيد دالة على معانيها المحددة بدقة و لا تتعدآها إلى غيرها ، ونفهم ذلك من جهة الخطاب والدلالة والوضع .
وأما معنى : - نهاية الكون - وإرتباطه بقيام الساعة فلا أصل له عندنا ، والصحيح ما ورد في لسان النص بإن - نهاية الكون - هو تعبير يُقصد منه بحسب وجود الكائن الحي ، وحين يُفارق هذا الكائن الحي هذا الوجود يكون ذلك بمثابة - نهاية للكون – بالنسبة له ، أي إن نهاية كل كائن حي عن عالم دنيا الوجود هي - نهاية للكون - بالنسبة له ، ولا فرق في ذلك المعنى بالنسبة للفرد أو للجماعة ، إذ المقصود : - هو إنقضاء أجل الكائن الحي الفرد أو الجماعة عن دنيا الوجود - ، هذا الإنقضاء هو - نهاية للكون - بالنسبة لهم ، ونهاية الكون بالنسبة لهم هو قيام للساعة أو هو يوم القيامة .
وبناءاً على ذلك لا يجوز ألبتة : - إعتبار القبر مكاناً للجنة والنار ، ولا يصح الإيمان بمقولة ( ضغط القبر ) كما ورد ذلك في بعض الأخبار ، والتعبير الوارد في هذا الشأن لا يخلو من الترغيب والترهيب ، ذلك لأن البدن تفارقه الروح بعد الموت ، والروح هي مركز الإحساس بالألم وبالسعادة ، وهذا متفق عليه بين العلماء وبأن الروح لها عالمها الخاص بها ، ومعلوم بالضرورة إن متعلق - الثواب والعقاب - مرتبط بروح الإنسان وليس بجسده ، والقبر : هو ليس إلاَّ محلاً للجسد وليس للروح ، والموت كمفهوم وكفلسفة يتعلق بالروح التي هي الطاقة التي تحرك الجسد ، والجسد : هو مجرد وعاء ، وأما القول : - بعودة الروح إلى الجسد عند الحساب - !! ، فهو قول تقريبي متعلق بمادة الشعور والإحساس في العقل ، والكلام هنا ليس من باب الدقة العلمية ، إنما من باب المجاز ، والأمر كما ورد عن الشيخ الرئيس : هو تصور مصاديق نسبية وقد جعل الله النوم بمثابة الموت ، وما يستشعره المرء في النوم من أحلام ورؤى ، هي الصورة عن المصاديق التالية بإعتبار ما يكون لاحقاً ، والحق إن الإيمان بالبرزخ يجب أن لا يتعدى المفهوم في الكتاب المجيد ، وأما ما نُسج حوله من قصص وأخبار فهي من باب الخرافة التي تزدهر مع غياب العلم والتحقيق . فإذا علمنا أن عذاب القبر لم يرد ذكره في القرآن ، وهو شيء ، بل شيء هام جداً ، فهل فرّط الله قي كتابه من شيء ؟! قال تعالى " ما فرَّطنا في الكتاب من شيءٍ " آية38 الأنعام . وإذا علمنا أن في القرآن مئات الآيات لا تتفق مع عذاب القبر ، بل تنفي وجوده تماماً ، فهل يصح طرح القرآن جانباً ، والأخذ بأخبار ظنية الثبوت والدلالة ؟! فاغلقرآن لا تناقض فيه ولا اختلاف ، بموضوعة عذاب القبر او ما يسمى حياة البرزخ كما اسلفنا القول . أما الأحاديث ففيها ما يُفهم منها وجود عذاب في القبر ، ومنها ماينفيه تماماً ، "مصالح كهان المعتقدات المذهبية المنتمية للإسلام وليست هي الدين الإسلامي مطلقاً . وقد جاء في فهم بعضهم وقوع العذاب على الميت في قبره ! أي قبل بعثه وقبل محاكمته وإدانته ، وهو فهم خطأ ، فيه اتهام لله تعالى بالظلم والعبث ( تعذيب ما لا يُحس عبث ) ...واستغفر لكم ولي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحاجة الى علاج جذري
حميد فكري ( 2016 / 9 / 16 - 19:26 )
المشكل ليس في الفروع بل في الاصل .وطالما الدين في مجمله وجوهره يستمد شرعيته من اصله الغيبي ،فالخرافات ستتناسل حتما ،لانه هو من يستنبتها ويغذيها . اننا بحاجة الى علاج يستاصل الداء من الجذور.


2 - الدليل على عدم وجود حقيقة يعتد بها!!
سمير أل طوق البحرآني ( 2016 / 9 / 17 - 07:05 )
ان وجود مئات الاديان والمذاهب منذ ان وجد الانسان على هذه الارض وعدم ملائمتها مع بعضها البعض وبالاخص الاديان التي تسمى سماوية كـ اليهودية والمسيحية والاسلام وعدم التوافق بينهم هو دليل قاطع على عدم وجود حقيقة وان ما جآؤا به من يسمون انبيآء لا دليل قاطع على انه من الاه وانما هو اجتهادات مصلحين لانقاذ مجتمعاتهم من جهل حسب تفكير المصلح.اخي الكريم اذا وضعنا دين الاسلام على طاولة البحث والتنقيب فليس هناك دليل قاطع على ان ما وصلنا من كتاب وسنة لا ريب فيه والدليل انقسام المسلمين الى احزاب وجماعات يكفر يعضها بعضا والسؤأل هل يتررك الله دينه لآرآء البشر استنادا على اقوال معنعنة وهي الى الوهم اقرب ولا سيما الذي يتعارض مع حقوق البشر.ما هو الدليل على سماوية الاديان ولماذا ختمت النبوآت حسب الفهم الاسلامي؟؟. كيف لي ـ وانا ابن القرن الحادي والعشرين قرن العلم ـ ان اصدق بما نقل الي من اقوال قيلت قبل 1400 سنة وانا ارى امكانية التزوير في هذا العصر عصر المعلوات مع تقاتل المسلمين على السلطة وما اتخاذهم الدين الا وسيلة للحكم وليس ايمانا به؟. ان عذاب القبر وغيره هو تخويف لان الايمان قائم على العصا والجزرة.


3 - أحبائي لكم الشكر والتقدير سلفا
ذياب مهدي محسن ( 2016 / 9 / 17 - 10:45 )
لكل من قرأ ومر ولمن وضع بصمته بالاعجاب فهذا امتنان والى من علق واضاف واليكما يا اخوي حميد فكري والى الحبيب المتواصل سمير آل طوق البحرآني ولنا في المنامة سوة حسنة شكرا للتعقيب وللاضافة ونحن مع العقل ومنطقه لكون وجودنا عقلائيا وليس غيبيا والعقل هو الدليل المنطقي في الوجود ومن اوجده ... كل ما تقدمتما به هو من الصواب فالعقل خالق مصيره وخالق اديانه فمنهم من دمجها بالغيب لغرض في نفسه ( المال والسلطة وموضوعته الاجتماعية ) ومنهم من جعلها هكذا هي في الارض عقل وحوار وتفاضلية صراع طبقي ومادية تاريخية ...شكرا لكما وممنون أحبائي ... قرنفلاتي

اخر الافلام

.. مراسلة الجزيرة: أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في


.. آلاف المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى لأداء صلو




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah