الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السعودية تعيش أنفاسها الأخيرة

عزيز الخزرجي

2016 / 9 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


السعودية تعيش أنفاسها الأخيرة:
بعد استهلاك السعودية من قبل امريكا و إسرائيل على أحسن وجه و إحتراق أوراقها النقدية بسبب غباء حكامها و بآلتالي أدوارها المشبوهة في المنطقة خصوصا في أفغانستان و ليبيا و تونس و مصر و العراق و سوريا و البحرين و أخيرا ًاليمن, حيث كانت بمثابة محطة للتزود منها بآلوقود لتدشين الحرائق في البلاد الأسلامية و قتل المسلمين العزل!

بعد كل هذه الحقائق ؛ يبدو أن السعودية تعيش أنفاسها الأخيرة!

لقد تأكد إنتهاء الورقة السعودية, بعد ما قدّمت كل شيئ لأمريكا وحلفؤها, و بعد ما تعذرت على مجابهة إيران لكونها تختلف عن البلاد الأسلامية الاخرى التي تمّ تدميرها بأموال آل سعود؛ يبدو أن أمريكا تريد أن تلعب آخر ورقة معها, في محاولة لأبتزازها آخر ما تملك من ودائع و إستثمارات في أمريكا, بعد ما نفذت العملات النقدية:

حيث تحدى الكونغرس الأمريكي السعودية مجددا و صادق على قانون ملاحقتها بتهمة التورط في هجمات سبتمبر..

و السؤآل : هل بدأ تنفيذ مخطط محكم لابتزازها والاستيلاء على 750 مليارا من استثماراتها؟

لا نعتقد ان مصادقة مجلس النواب الامريكي، و بعد اشهر من مصادقة مجلس الشيوخ، على قانون يسمح لضحايا اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر بمقاضاة السعودية، ومطالبتها بتعويضات مالية، جاء بمحض الصدفة، ولاسباب قانونية بحته، خاصة ان هذا التصديق تزامن مع مرور الذكرى الـ15 لهذه الاعتداءات، بل تجيء في اطار مخطط مدروس جرى اعداده منذ سنوات.
هناك اكثر من 740 مليار دولار من الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة الامريكية ، من بينها 119 مليار دولار على شكل سندات للخزينة الامريكية، وان الاستيلاء على هذه المليارات هو الهدف الاساسي لهذا القانون والذين يقفون خلف اصداره، ونحن الآن في مرحلة التمهيد قبل صافرة معركة الاستنزاف الشرسة.
الامريكيون كانوا “يسايرون” القيادة السعودية طوال السنوات الثمانين الماضية، لان بلادهم كانت بمثابة “البقرة الحلوب” بالنسبة اليهم, أو بتعبير أدق محطة لتزويد الوقود، و”حليف” يمكن توظيفه بفاعلية لتمويل الحروب، و تخفيض اسعار النفط داخل منظمة “اوبك”، و محاربة المد الشيوعي السوفييتي من خلال الاسلام بشقيه المعتدل و المتطرف، الآن انتهت، او تقلصت، هذه المصلحة الامريكية الى حدودها الدنيا، أو لنقل قد تحققت الأهداف المرسومة وسقطت “البقرة السعودية”، و بدأ الامريكان يشحذون سكاكينهم دون رحمة، و يبحثون عن دفاترهم القديمة بحثا عن اعذار وذرائع للحصول على الضربة الأخيرة قبل سقوطها في مزبلة التأريخ.
البيت الابيض الامريكي الذي احيل اليه القانون رسميا يوم الجمعة الماضي، هدد باستخدام “الفيتو” لاجهاضه، ليس حبا بالسعودية وقيادتها، ورأفة بشعبها، وانما لانه يخشى من تأثيره على مبدأ “الحصانة السيادية” التي تحمي الدول من الملاحقات المدنية او الجنائية، فالدول التي من المسموح ملاحقتها امريكيا هي تلك المدرجة على لائحة الارهاب الامريكية، و هي ايران وسورية و كوريا فقط, و لكن هذا القانون تعرض للمسخ من قبل البيت الأبيض نفسه حين فتحت مفاوضات قانونية مع إيران و أوقفت الحرب الباردة مع كوريا الشمالية, و توقيعها لأتفاقية مع روسيا بشأن الوضع في سوريا.
إلا أن استخدام البيت الابيض لحقه في رفض القانون لا يعني دفنه، لانه، اي القانون، سيعود الى مجلسي النواب والشيوخ مجددا، حيث يحتاج الى تصويت ثلثي الاعضاء لاقراره، وسهولة التصديق عليه في المجلسين، وبنسبة تصويت عالية توحي بأن اعتماده بصيغته النهائية مسألة مضمونة.
مجلس النواب الامريكي لا يكن اي ودّ للعرب و المسلمين، و يخضع بالكامل للوبيات اعدائهم، و رفض قبل اسابيع المصادقة على صفقة اسلحة ودبابات امريكية للسعودية قيمتها حوالي مليار و ربع المليار دولار، تحت ذريعة الخوف من استخدامها ضد المدنيين في اليمن، و في اطار حملة التحريض و الضغط ضد الحليف السعودي “السابق” الذي لم يعد يملك الخدمات التي يمكن ان يقدمها للولايات المتحدة، بل بات عبئا دفاعيا عليها.
و يدعي البيت الأبيض بأن السلطات السعودية لا علاقة رسمية لها بهجمات الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) عام 2001، و تنظيم “القاعدة” بصيغته “البنلادنية” يكن لها عداءا اكبر بكثير من عدائه للغرب و زعيمته امريكا، ويعتبرها سلطات “كافرة”، و هذا ما إعترف به زعيم “القاعدة” الشيخ اسامة بن لادن نفسه في تصريحات عديدة خلال تسعينيات القرن الماضي بل رفض عرضا حمله اليه عمه (زوج امه)، و مجموعة من شخصيات الحجاز و علمائها البارزين، يتضمن رفع التجميد لارصدته البنكبة العائدة من نصيبه في شركة والده (شركة بن لادن للمقاولات)، وكان مقدارها 250 مليون دولار، ومضاعفتها، مقابل ان يعود الى المملكة، وىيقول خمس كلمات عند وصوله الى مطار الرياض وهي “ان المملكة تطبق الشريعة الاسلامية”.
الكونغرس الامريكي يعرف هذه الحقائق، مثلما يعرف ما هو اكثر منها، ولكنه يمارس “الابتزاز″ و”البلطجة”، في ابشع صورهما واشكالهما ضد المملكة، وضد العرب والمسلمين، ويقف في معظم الاحيان في الخندق المعادي لهم بإستثناء الأتفاقيات التي ترتبط بتأجيج آلحروب و الفتن ما بين الدول الأسلامية و في داخلها كستراتيجية أمريكية لا مناص منها لتصريف الأسلحة و المعدات.
الصحف الامريكية ظلت طوال الاعوام الماضية تتحدث عن 28 صفحة جرى طمسها من التقرير الصادر عن تحقيقات لجنة الكونغرس في هجمات سبتمبر، وتؤكد تورط الاسرة الحاكمة السعودية فيها، هذه الصفحات وبعد نشرها خلت من كل هذه الادعاءات، وها هو “الكونغرس″ يرد بالتصديق على قانون الملاحقات المذكور.
القيادة السعودية وقفت دائما ضد كل تحرك عربي حقيقي لمواجهة الخطرين الصهيوني والامريكي، وجندت المجاهدين العرب والمسلمين لالحاق هزيمة بالاتحاد السوفييتي، صديق العرب في افغانستان، واستقدمت نصف مليون جندي امريكي لتدمير العراق واسلحته تحت ذريعة تحرير الكويت، وايدت فرض حصار تجويعي ادى الى مقتل مليون من اطفاله على مدى 13 عاما.
المكافأة الامريكية لكل هذه الخدمات تأتي على شكل قوانين لملاحقتها بتهمة دعم الارهاب والارهابيين تماما مثل تنظيمي “الدولة الاسلامية” و”القاعدة” وايران وسورية، التي تحاربهما حاليا بشراسة، يا لها من نهاية.. يا لها من مأساة.
أمريكا و الأرهاب:
امريكا هي اكبر دولة تمارس الارهاب في العالم، واذا كانت هجمات الحادي عشر من سبتمبر الارهابية قتلت ثلاثة آلاف امريكي، وهي هجمات مدانة، فإن امريكا قتلت الملايين في العراق وسورية واليمن وافغانستان وليبيا بشكل مباشر، او غير مباشر، وهي التي هيأت الحاضنة الاكثر دفئا لنمو الجماعات الاسلامية المتشددة مثل “الدولة الاسلامية”(داعش)، التي تدعي انها الخطر الاكبر على السلم و الاستقرار العالميين.
القيادة السعودية تحالفت مع امريكا ضد معظم اعدائها، ان لم يكن كلهم، سعيا من اجل حمايتها ودعمها، وهي تدفع، الثمن غاليا من اموالها، التي هي حق لشعبها، وتواجه وشعبها خطر الافلاس لانها استمعت للنصائح الامريكية، بتخفيض اسعار النفط لالحاق الاذى والشلل بالاقتصادين الايراني والروسي، ودخول حرب في اليمن وسورية وليبيا، وبما يخدم المصالح الامريكية بشكل اساسي.
اليوم الاستثمارات السعودية، وغدا الكويتية، وبعد غد القطرية، والاماراتية، والذرائع والوثائق جاهزة ومحفوظة في الادراج، وسيتم اخراجها في الوقت الملائم، ودعم الارهاب احداها.
نشعر بالمرارة في الحلق، مثلما نشعر بالقهر والالم.. لاننا كنا، والكثيرون غيرنا، نتوقع هذه النهاية، ونعارض كل حروب امريكا، ونحذر من الثقة فيها، والتحالف معها، ونالنا ما نالنا، وهذا قدرنا وامثالنا، وما اكثرهم في هذه الامة.
هل سيستوعب القادة السعوديون هذا الدرس وتداعياته، ومعهم حلفاؤهم في الخليج، وبعض المملكات العربية، للبدء بمراجعات معمقة، والتغيير حسب نتائجها لصالح الشعوب الأسلامية و العربية منها بشكل خاص؟
لدنيا الكثير من الشكوك هذا اذا لم يكن الوقت متأخرا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نازح من غزة ينشئ صيدلية مؤقتة في خيمة برفح


.. غالانت يتعهد باستمرار الحرب ضد حزب الله | #رادار




.. بايدن: القانون الذي صدق عليه الكونغرس يحفظ أمن الولايات المت


.. رويترز نقلا عن مسؤول إسرائيلي: جيشنا يستعد لعملية رفح وينتظر




.. العاهل الأردني وأمير الكويت يشددان على أهمية خفض التوترات في