الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
طبيعة النظام تؤكد عبثية الانتخابات في المغرب
ابراهيم أحنصال
2016 / 9 / 20مواضيع وابحاث سياسية
منذ حصوله على الاستقلال الشكلي يرزح المغرب تحت نير نظام لا وطني لا ديمقراطي ولا شعبي مرتبط بالتبعية والعمالة للمراكز الاستعمارية والامبريالية، التي أوكلت إليه حماية مصالحها الاقتصادية في المغرب والقيام بأدوار عسكرية واستخباراتية تمليها عليه لضرب حركات التحرر الوطني في أفريقيا والعالم العربي، بدءا من التدخل في زايير (الكونغو الديمقراطية) في 1960 والذي تكرر للمرة الثانية في 1977 لتدعيم ديكتاتورها (موبوتو سيسيكو)، مرورا بحرب الرمال ضد الجزائر في 1963 ثم في الصومال 1992... وصولا إلى حرب الإبادة التي ما تزال متواصلة على الشعب اليمني منذ 2015.
هذا الارتباط للنظام كوكيل وعميل جعله يتمتع بحماية ودعم وغطاء سياسي من جانب الامبريالية والكيان الصهيوني والأنظمة الرجعية لاسيما الخليجية، فاستعمل كل وسائله الحربية والقمعية لوأد وإجهاض واجتثات الانتفاضات التي قامت بها جماهير شعبنا، بدءا من انتفاضة الريف في 1958 ثم انتفاضة 17 مارس 1960 بجبال الأطلس الكبير والمتوسط لإقليمي بني ملال وأزيلال، مرورا بانتفاضة 23 مارس 1965 وانتفاضة 03 مارس 1973... حيث قدم شعبنا آلاف الشهداء وما لا حصر له من المعتقلين السياسيين والمختطفين الذين ما يزال مصيرهم مجهولا، أما المطرودون من العمل لأسباب نضالية للانتقام منهم وتشريد أسرهم فلا عد لهم.
هذا النظام الذي قتل ويقتل بيد برع في إغراء وشراء أنصاف المناضلين باليد الأخرى، فكثر الخونة والمرتدون الذين تساقطوا عبر مسيرة كفاح شعبنا، حيث استعمل في استقطابهم وتدجينهم وسائط عدة كـ(المجلس الوطني للشباب والمستقبل، المجلس الاقتصادي والاجتماعي، المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، المجلس الاستشاري للحوار الاجتماعي، المجلس الأعلى للتعليم، هيئة الانصاف والمصالحة، المبادرة الوطنية للتنمية البشرية...)، ويمكن اعتبار الانتخابات (محلية، إقليمية، جهوية، برلمانية) أهم ركيزة في هذه العملية منذ انطلاق المسلسل الانتخابي في 1976. حيث كانت وما تزال توفر المجال للاغتناء السريع عبر تمرير الصفقات المشبوهة والاستيلاء على العقارات بطرق ملتوية ونهب أموال الشعب... ناهيك عن التعويضات والامتيازات والحصانة البرلمانية. وفي المقابل يتم تزكية مخططات النظام الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، ويكفي أن نستحضر هنا أنه لا يتم البتة مناقشة مداخيل الفوسفاط وميزانيات القصر والجيش والمخابرات والصناديق السوداء... التي تلتهم أموال الشعب. كما أن صورية الانتخابات تتأكد أيضا في كون جميع الحكومات و"المعارضات" البرلمانية المتعاقبة تدور في فلك النظام وتعلن التزامها بتعليمات الملك، وحيث البرنامج الوحيد الذي يسهرون على تنفيذه هو برنامج الملك المعبر عن مصالح الطبقة البرجوازية التبعية والمنسجم مع إملاءات الدوائر الامبريالية كالبنك العالمي وصندوق النقد الدولي...
كما وأن النظام نفسه ما فتئ يؤكد أن "مشروعيته" لا يستمدها من الشعب ولا من أي انتخابات، إنما من علاقة "البيعة" التي تربطه برعيته وخدامه الأوفياء، ومن "الرابطة المقدسة" التي يستمدها من نسبه. والانتخابات هنا لا تتعدى أن تكون مسرحية لإضفاء مسوح "الحداثة" و"الديمقراطية" على نظام ديكتاتوري، ومن جهة ثانية لخلق تنافس حول من سيخدمه أكثر وأفضل.
وعليه، فإن انتخابات 07 أكتوبر لا تشذ عن سابقاتها ولا تخرج عن هذا السياق العام، وبالتالي فإن التخندق في نقاش ضيق بين المشاركة أم المقاطعة بات عبثيا، لأن الأمر يتعداه إلى ما هو أبعد وأشمل وهو ما ينبغي أن ينصب حوله النقاش: أي طبيعة النظام السياسي القائم. وهو ما لن يتأتى دون الالتحام بالطبقة العاملة وعموم الجماهير الكادحة والتسلح بالنظرية الثورية الماركسية اللينينية من أجل تحقيق الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية...
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - عملاء
بلبل
(
2016 / 9 / 20 - 23:41
)
اذا كان هناك من عميل فهم امثالك اما المغرب فهو احسن بلد عربي وافريقي احب من احب وكره من كره انتم العملاء الذين لا تخدمون الا اجندات اسيادكم ولا ترون الا القسم الفارغ من الكاس
2 - عبيد النظام
ابراهيم أحنصال
(
2016 / 9 / 21 - 12:52
)
لكل نظام ديكتاتوري عبيده الذين رضعوا من ثدي الذل وألفوا المهانة واستأنسوا بالقيد، لدرجة يتصورون العبودية ناموس من نواميس الكون، وأن الوطن ليس بشيء إلا في حضرة وجود وبقاء الديكتاتور! لكن فاتهم أن ليل الاستبداد وإن طال لا بد وأن يعقبه فجر الحرية.
.. 2024 النشرة المغاربية الخميس 28 مارس • فرانس 24 / FRANCE 24
.. المستشارة القضائية للحكومة الإسرائيلية تؤكد ضرورة بدء تجنيد
.. لليوم الـ11.. استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع
.. محكمة العدل الدولية تأمر إسرائيل بضمان إيصال المساعدات إلى غ
.. غزة.. ماذا بعد؟| نحو 20? من الأمريكيين يغيرون موقفهم من حرب