الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثلاثة في واحد / قصة قصيرة

يوسف الصفار

2016 / 9 / 21
الادب والفن


ثلاثة في واحــد
الدرس الأول
بعد أربعين سـنة تستيقض الأزمان ..مالذي دعاها أن تأتي الى هذا المكان ...الأزمان ماتت وذهبت بعيداً، تبحث عن اماكن اخرى، أوأكوان ..بمعية رجل آخر،وبيت آخر،بتواجد أبناء ،ولربما احفاد ..لكن حين تتراجع الأزمان، وتتغلف، وتنكمش، وتندحر السنين ، تتكاثف الرؤى، وتستيقض مفاهيم الأيام الغابرة ،،،الأم تجلس أمامنا، تسترق السمع، ونحن نسرق الملامسات ..الأم لاتعي الدرس،سين زائداً صاد يساوي واحد. معادلة من الدرجة الأولى ....العجوز غافية..الحارس لايستيقض، ومن تحت منضدة الدرس،تلتف الأقدام..نخفي ضحكاتنا ..الحارس يفتح عين ويغمض اخرى..معادلة من الدرجة الثانية، سين تربيع زائد صاد تربيع يساوي واحد..العجوز تغفوا من جديد على ألحان الرياضيات..أختلس النضر، من شق القميص، لأكتشف باطن الأشياء..للتحول من معادلة الى اخرى، يتطلب تفكير، بذل جهد، وهناك صيغ اخرى..السهوا يتزامن مع الوعي، ويتلازم مع اللاوعي، فيتهاوى الدرس، وسط زغاريد الحب ،فنستحضرالهذيان بدل المنطق..لكل معادلة حل، وإذا كان هنالك مجهولان، فيتطلب الأمر أكثر من معادلة..الدرس أصبح درسين، واحد للحب، والآخر للرياضيات.. الظمير يسـتيقض ، خوفي عليها يشـتد،يتجاوز الحب ويطغي عليه ،اؤنبها ،ازجرها ( ما الذي ستفعلينه غداً في الأمتحان )..تضحك كوتر وسـنان (سـاطويك وأضعك في جيبي )..الآخر لايعرف الرياضيات، لكنه يفوز بالجائزة، يستحوذ عليها، ويهرب بها ،يسـرق الآمال الى اللامكان...أفتح عين واغمض اخرى، فأجد نفسي وحيداً بدونها ،متسـمرا في المكان والزمان....
هلوســة
شئت ألاتكوني إلا كما أردت أنت أن تكوني، اعطيتك دفاتري، وزود تك بكتبي..لم تقرئيها ..أركنتيها جانباً، مسحت دموعك ،وجعلتك تحلقين عالياً بترانيم الحب، لكنك أبيت ألا أن تستدرجيني الى أرض جافة بلا قرار، مجدبة، لاتعطي زهراً أو نبتاً، اهديتك أثمن العطور لتنهلي من شذى ألأكوان الفسيحة،لكنك أبيت إلا ان تتمرغي في غبار الأقنعة المتلفعة بعباءة النسيان، ليس من المرارة ان تنكريني، لكن الحيرة ان تنكري ذاتك..غبت عني، وحولتني الى معادلة في اللانهاية... تجاوزت سنين العمر كله ،تجاوزت الحب المطلق،واخترت منطق العقود ( ،تراضي الطرفان هو الأسلم )،وبمنطق المتطرفين ، جعلتك ترتحلين الى عالم بلا أحلام ..سفينتي بلاقرار...بوهيمي متقلب الأهواء ....وجودي متمركس في زحمة الأوهام..مفاهيم لا نستقي منها غير الهم والغم..حولتك الى جزء من التاريخ .وأستهنت بأيامي وأيامك ..استدرجنا الى مهاوي الحروب، وألتصقنا بمفاهيم الطغيان..جعلتك تحلمين بنياشين ذهبية صفراء، كنا في زمن أبطال المصارعة الحرة، وسط زحام الأزقة المظلمة،والرؤية المتقلبة الأهواء...
الدرس الأخير
هناك لحدان..ينتظران..واحدٌ لكِ وآ لأخر لي، ولكن أينا يسبق الآخر..سندفن في بقعة واحدة إسمها (........) لأننا من مذهب واحد..ألاتدرين إن المذاهب أصبحت مهمة كالأديان ..حينها لم ..اكن اعرف من أي مذهب أنت ،بعد اربعين سنة وعيت حين سألت عنك قالو لي أنتِ من مذهبنا ،حسـناً غمرتني السـعادة..على ألأقل سندفن سوية في نفس المكان، ولو على بُعد عشرات الأمتار، حينذاك سنضحك على سنين العذاب والفراق، وتتخطى وجوهنا سيماء الجفاء، لكن الذي حيرني هي صياغات شـواهد القبور ..سيكتبون عنك عقيلة السيد فلان، ولايكتبون حبيبة السيد علان..هل رأيت حتى موتنا يتمرغ في بحورمن الرمال المتحركة..المسـتعر الأعظم في مجرتنا سيتباطئ ..يتحول الى قزم ابيض.ألا ترين نحن اقزام في هذا الكون الرحب . فلاداعي للانتظار. لاننا لاندري أينا يسبق الآخر الى المثوى المنتظر..حينها سنحتاج الى معادلة من الدرجة الثالثة..حتى الثقوب السوداء تتنبأ ،برحيل الأزمان، عبر كل سنين الآثام.. حواء أغوت آدم ،وأنزلته الى محارب الأرض، وانت بوجهك الحنطي المترف،اغويت الأيام الخوالي ،وجعلتني اطوف في وديان الفكر ،كقيس ابن الملوح، لكن عصر شعراء الفروسية ،المتغنين بأعذب الحان العذرية، ذهب واندثر..وعصرنا يبدوا بلانهاية ، فلست انا ولا انت من الأهمية بمكان ،لكن الحنين والأشواق ،ورؤية جوهر الأشياء تتطلب المزيد لأن معادلة الحياة لها عدة مجاهيل..
................................أنتهت.................








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما