الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف فهم القطيع العراقي ديمقراطية العم سام

جاسم محمد كاظم

2016 / 9 / 22
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


ربما لن يصدق احد أن أوربا اليوم كانت تعيش حكم الهي مطلق يستمد سلطته من السماء وكان الملك الحاكم اشد قسوة من حكام المسلمين اليوم فهو يعتبر نفسه مفوضا بأمر الله كما حكم هارون الرشيد من قبلة .
وان محاكم التفتيش المسيحية قتلت من الأوربيين أضعاف ما قتلت داعش من المسلمين .
أوربا اليوم تغيرت كثيرا ليس بكلمات المصلح والمرشد والمنبر بقدر ما ظهرت وسائل أنتاج حديثة ترافق مع نمو طبقات جديدة غيرت معها التاريخ وأسقطت كل مفاهيم الماضي حملت معها الكاهن والملك إلى مقصلة الموت .
فضح منظار غاليلو كذبة الكاهن عن السماء وجرد نيوتن السماء من سكانها كما يقول ماركس .
وحل العقل محل النقل وعادت أوربا إلى ديمقراطية أثينا القديمة لكن بصيغة محدثة وظهر مفكري الديمقراطية الجدد مثل ما أراد روسو تطبيق مبدأ الإرادة العامة في هذا العصر وان جاءت رياحه بما لا تشتهي سفنه لان الواقع العملي دائما لا يتشابه مع واقع التنظير .
سارت الديمقراطية بعد ظهور الثورة الصناعية ومنظريها وفتح الأسواق الجديدة واكتظاظها بالبضاعة وظهور صرخة ادم سميث دعة يعبر دعة يمر .
وهكذا ظهر البرلمان الحديث ومفهوم الدولة والشعب في وقت كانت فيه بلاد السواد لا تعرف من التاريخ سوى الله والفقيه وزوجاته الأربع.
وان انتقد الماركسيون هذه الديمقراطية البرجوازية ووصفوها بأنها تمثل مرحلة من مراحل التاريخ تتحدد بقوى الإنتاج تتجاهل في محتواها الارتباط التاريخي للطبيعة الطبقية للدولة كما وصفها لينين .
وبرزت الطبقة ومرشحها في المفهوم السياسي الحديث ونظرية المصلحة وكيف تنتخب الطبقات والمؤسسات الحديثة مرشحيها في البلديات وأماكن سن القوانين .
تنظر المؤسسات في أوربا إلى مرشحيها بأنهم سياسيين لهم القدرة على أقناع أفراد الشعب أو ناخبيهم بخطط وبرامج هذه المؤسسات في مرحلة معينة والتكيف مع الأزمات الطارئة .
ولهذا فليس لهؤلاء النواب أفضلية ولا يتمتعون بميزة مطلقة أو "كارت برانج" فهم يمثلون سيادة هذه المؤسسات الصناعية والهيئات الاستشارية أشبة بالموظفين وما يتطلبه ظرف المرحلة .
على عكس فهم القطيع العراقي لهذه الديمقراطية فالفائز العراقي يرى نفسه بأنة الله في عليائه ويتحول بعد الفوز بقدرة قادر ليصبح عارفا بكل شي ويحشر أنفة في الأمور المعروفة والمجهولة ويتدخل بعمل المؤسسات وتتجرد المؤسسات الاستشارية المليئة بالخبراء من أهميتها الإستراتيجية و تصبح إرادة الدولة بيد شلة من الأغبياء من غير العارفين بماهية الدولة وكيف تعمل مؤسساتها الإنتاجية والخدمية .
الفائز في الدول الأوربية هو ابن المؤسسة الصناعية أو الخدمية والعارف بدقائق عمل هذه المؤسسة وتراتبيتها الهيراركية وكيفية عملها في السوق وما تنتج من خدمات أو بضاعة وكيف ترتبط مع بعضها من المؤسسات برباط أفقي . عمودي أو تسير بصورة متوازية وكيف تسهم في زيادة الدخل القومي للبلد وبالتالي الإسهام الفعلي في صنع القرار وتحقيق المردود والمنفعة المتبادلة مابين الحق والواجب .
لا يعرف العراقي كل هذا ويفكر فقط في مخصصاته المالية وكيف يستلمها وكيف يتعاون مع المقاولين باختلاق مشاريع وهمية لنهب المؤسسات والميزانية .
وبالتالي فهو غريب بكل ما يمثل مفهوم الغربة عن عمل المؤسسة المنتجة للبضاعة أو للخدمة ولا يعرف معنى الطبقة أو الحزب لأنة ينتمي إلى شلة أو طائفة تفهم من الحياة فقط كيفية زيادة امتيازاتها من ميزانية الدولة لذلك فهو يصبح حجر العثرة الأول في عمل وأداء هذه المؤسسات .
لينعكس الأمر بالتالي على مفهوم الدولة حين تتداخل الأمور إلى فوضى حقيقية ويتحول الأمر إلى مهزلة .
لذلك فالديمقراطية في مفهومها التاريخي مرحلة من الفهم العالي في الفكر الإنساني في بناء المؤسسة – الدولة وليس من المعقول أبدا تطبيق هذا المفهوم في بلاد لا تعرف الصناعة والإنتاج والطبقة ومازالت تعيش إلى اليوم مفهوم العشيرة وتفكير القطيع .

//////////////////////////////////م
جاسم محمد كاظم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - دعه يسرق
عبد الحسين سلمان ( 2016 / 9 / 22 - 12:44 )
تحياتي ابو اليانور
الحواب على سؤالكم هو:
دعه يسرق...دعه يقتل


2 - الاخ العزيز جاسم الزيرجاوي
جاسم محمد كاظم ( 2016 / 9 / 22 - 14:41 )
ههههههههههههههههههه اجمل واذكى جواب على الاطلاق اسمى تحية


3 - لم ولن يفهموها
سامر ( 2016 / 9 / 22 - 15:01 )
لا اخفيك سرا انزعجت عند قرائتي لعنوان المقال لكن عند اكمالي قراءة المقال لايسعني الا ان اقول هذا القطيع لم ولن يفهم في يوم من الايام معنى ااديمقراطية وهم سبب فشل هذا البلد في كل المجالات. تقبل خالص تحياتي وتقديري استاذ جاسم محمد كاظم.


4 - الاخ العزيز جاسم الزيرجاوي الف تحية
جاسم محمد كاظم ( 2016 / 9 / 22 - 18:06 )
ههههههههههههههههههه بصراحةة اجمل جواب ..دعة ينهب ... دعة يفرهد دعه يقتل ..دعة يذبح اسمى تحية ع


5 - المسؤول عن فوضى العراق
عبد القادر إلياس ( 2016 / 9 / 22 - 19:42 )
المسؤول هو الحزب الشيوعي
لو أزاح الحزب قاسم في اليوم التالي لخطابة في الأول من أيار 1959 الذي يقطر سما ضد الشيوعيين لما آلت أحوال العراق لما آلت إليه


6 - الاخ العزيز سامر تحية
جاسم محمد كاظم ( 2016 / 9 / 22 - 19:45 )
اشكرك شكرا جزيلا على هذة الكلمات الرائعة انها ماساتنا ان نكون في عربة التاريخ الاخيرة ولانفهم من الحياة شيئا اسمى تحية


7 - الاخ العزيز عبد القادر تحية
جاسم محمد كاظم ( 2016 / 9 / 23 - 05:10 )
هل من المعقول تحميل االزعيم الخالد عبد الكريم قاسم هذة الماسي وهو المحرر الخالد الخطا يكمن في بنية القاطنين وفي اسلوب تفكيرهم المتدني وعدم وجود صناعة وانتشار الخرافة والفكر التضليلي اسمى تحية د ..


8 - زعيمك قاسم
عبد القادر إلياس ( 2016 / 9 / 23 - 21:31 )
كان على زعيمك بوم 9 شباط الأسود أن يختار بين الشيوعيين وبين القوميين
فاختار القوميين الذين قتلوه ولم يختر الشيوعيين الذين طالبوه بالسلاح لحمايته
زعيمك الخالد لم يكن يعرف الظروف المحيطة به ولذلك انتهى حكمه بعد 4 سنوات


9 - الاخ عبد القادر ياسين تحية
جاسم محمد كاظم ( 2016 / 9 / 24 - 05:10 )
المهم ان الزعيم الخالد بنى العراق في غضون هذ السنوات الاربع وجعل من دولة رائعة على عكس من اتى بعدة بميزتنيات خيالية ولم يبنى طابوقة واحدة الفرق كبير بين البناة وسارقي الوطن تحياتي


10 - لكنه
عبد القادر إلياس ( 2016 / 9 / 24 - 14:22 )
لكنه فضل البعثيين على الشيوعيين
وذهب على قدمية يستسلم للبعثيين
الفرق كبير بينه وبي سلفادور الليندي الذي ظل يقاتل لآخر رصاصة
فكيف تخلد قاسم المستكين !!!؟؟


11 - الاخ عبد القادر الف تحية
جاسم محمد كاظم ( 2016 / 9 / 24 - 17:48 )
حبنا للزعيم قاسم ان هذا الرجل احب الفقراء وبنى دولة جميلة جدا قضى على اللصوص والسرالكن الظرف الذي اتى بة قاسم يختلف عن ظرف اليوم الزعيم اتى في ذروة المد الشيوعي والعداء البريطاني للعراق انحاز الزعيم للشيوعيين اولا لكي يبقى على قدمية لكن العقل الجمعي للزعيم كان عروبيا اسلاميا ولم يكن ابدا ينتمي للمد اليساري او الفكر الشيوعي لذلك انك ترى ميول الزعيم الفكرية وتفضيلاتة كما تقول للبعثيين وليس للشيوعيين لانة بصراحة يمقت الافكار كما يبدوا الالحادية او ذات الصبغة التي لاتنمي لفكر يؤمن هو بة لكن حبنا للزعيم يبقى مع ذلك لانة الاول والاخير في التاريخ العراقي من بنى للفقراء دولة الانسان اسمى تحية ... ق


12 - عبد الكريم قاسم
عبد الحسين سلمان ( 2016 / 9 / 24 - 18:32 )
السيد عبد القادر

لم يتحدث المقال عن عبد الكريم قاسم

بل يتحدث عن المافيا التي جلبها بيريمر معه , وكيف حولت العراق الى رماد


13 - الاخ العزيز جاسم الزيرجاوي الف تحية
جاسم محمد كاظم ( 2016 / 9 / 24 - 20:21 )
انهم يلقون الكارثة العراقية اليوم على عاتق الزعيم والحزب الشيوعي ..ويبقى سؤالهم بلا جواب مثل الجملة البيزنطية الدجاجة والبيضة اسمى تحية و

اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي