الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يسير السيسى على خطى ضياء الحق؟

مجدى خليل

2016 / 9 / 22
مواضيع وابحاث سياسية



مجدى خليل
عندما تحدث الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى فى يناير 2015 أمام شيوخ الأزهر عن ضرورة إحداث ثورة دينية داخل الإسلام، تفائل الكثيرون فى الغرب بحديثه واخذوه بجدية، ولكن ثبت بعد ذلك أن الرئيس المصرى كان يوجه رسالته للخارج من آجل دعم شرعيته كشخص معتدل جاء بعد رئيس إسلامى متطرف.أما فى الداخل فهو يتبنى خطابا وسلوكا دينيا محافظا ويزايد فى أسلمة المجتمع المصرى لكى يرسل رسالة أخرى للمصريين تقول أنه ليس أقل إسلاما من الاخوان الذين طردهم من الحكم.
الصحوة الإسلامية التى بدأت فى ستينات القرن الماضى، كنتاج تحالف بين الملك السعودى فيصل وجماعة الاخوان المسلمين، أنتجت ثلاثة أنواع من الإسلام،الإسلام الراديكالى الحركى الإرهابى، والإسلام السياسى الذى يسعى للحكم، والإسلام المحافظ الذى يسير على نهج القرن الأول للإسلام، والسيسى ينتمى إلى هذا الإسلام المحافظ. وقد ذكر السيسى بنفسه فى لقاء له قبل الرئاسة أنه تربى على أفكار الشيخ الشعراوى، وهو أبرز رموز التطرف فى الصحوة الإسلامية فى مصر.ولهذا تتجسد مفرادات الخطاب الدينى الإسلامى فى معظم خطابات السيسى وأحاديثه. وإذا عدنا إلى مقتطفات من أحاديثه يتضح أن دوره هو تقوية دور الدين فى الدولة وليس العكس،بل أنه كرر أكثر من عشر مرات أن مهمته هى حماية الدين والدولة، فهو يقول فى أحد أحاديثه (الدولة التى ننادى بها هى التى تعرف صحيح الدين وتصون منظومته القيمية والأخلاقية، وتحافظ على الصورة الحقيقية لديننا الإسلامى وتشكل عقول ووجدان المسلمين)، أى أنه بوضوح يتحدث عن الدولة الحارسة للإسلام. وفى خطاب آخر يقول ( للدولة وقائدها دورا فى حماية الدين والقيم والمبادئ فى المجتمع)،وفى حديث ثالث يقول ( قمنا ب 3 يوليو لإنقاذ الإسلام ومصر من الاخوان)، ويقول (دورى هو حماية الدين والدولة معا)، وفى حديث آخر يقول ( نحن قوم يخشون الله، وأى شخص يعتقد أنه يمكن أن يهزم اولئك الذين يخشون الله فهو واهم)....كل هذا والكثير يوضح أن السيسى يقوى سلطته بالدين المحافظ وليس بالإصلاح كما يدعى.
على أرض الواقع لم يتجسد خطاب السيسى الإصلاحى فى أى عمل إيجابى بل العكس تراجعت مساحة الحرية الدينية والعامة عن عهد مبارك، وفى نفس عام 2015 الذى تحدث فيه السيسى عن الإصلاح الدينى تم الحكم على 12 شخص بالسجن فى قضايا إزدراء الإسلام ومازال 14 شخصا آخر قضاياهم منظورة أمام المحاكم، ومن ثم فهو من اسوأ الأعوام فى مصر من جهة هذا النوع من القضايا حيث تم حبس خمسة أطفال أقباط نتيجة سخريتهم فى كليب مدته 26 ثانية من داعش، وتم حبس أدباء ومصلحح إسلامى وهو إسلام البحيرى.هذا علاوة على إخراج العديد من الإسلاميين المتطرفين من السجن ومنهم محمد الظواهرى شقيق أيمن الظواهرى، وفتح حوار مصالحة مع حماس، وصدور حكم المحكمة المصرية بحق الأحزاب الإسلامية المطالبة بتطبيق الشريعة فى التواجد السياسى.
وعندما وجه خطابه للإصلاح الدينى طالب أن يقوم الأزهر بالمهمة، رغم أن الأزهر جزء من المشكلة ومن الصعب أن يكون جزء من الحل، بل وعندما تدخل السيسى لمساعدة مجلة للتنوير تدخل لدعم مجلة (نور) الإسلامية الصادرة عن الأزهر، وهى مجلة تحاول تجميل صورة الإسلام وليس إصلاح الأصل، وهذا هو ما يشغل السيسى فعلا، تحسين صورة الإسلام فى الخارج وليس إصلاح الأصل.
على أن أخطر ما يتعلق بشخصية السيسى هو مزجه للعسكراتية مع الإسلامية، فهو دائم الفخر بتدينه المحافظ وبقيمه العسكرية فى نفس الوقت. مع خلط كل ذلك بهلاوس إسلامية خطيرة، ففى أحدى التسريبات من لقاء له مع رئيس تحرير المصرى اليوم يقول أنه حلم أنه حامل سيف احمر وعليه لا اله إلا الله، وهو كلام خطير يحمل معانى خطيرة فى شعوره الداخلى من أنه سيحمى الإسلام بالدم على طريقة القائد العسكرى المسلم الشهير خالد بن الوليد.
https://www.youtube.com/watch?v=lpbmtRbpXM8
وختام القول هو أن السيسى لا يملك القدرة ولا الرؤية ليكون مصلح إسلامى، ويكون السؤال الحقيقى هل سيتحول السيسى إلى رئيس إسلامى كما فعل البشير فى السودان وضياء الحق فى باكستان؟، هذا هو الخطر الحقيقى..فالسيسى يخلط جنون العظمة بهلاوس إسلامية بنزعة عسكرية، وهى خلطة شديدة الخطورة... وكما أستيقظ ضياء الحق عام 1988 مدعيا أنه رأى رسول الإسلام فى الحلم وطالبه بتطبيق الشريعة، ومن وقتها وباكستان فى كارثة، يمكن أن يفعل السيسى شئ مشابه، وكما حلم السيسى بالسيف الاحمر المكتوب عليه لا اله إلا الله يمكن أن يطور حلمه إلى حكم إسلامى كامل وعندها ستكون الكارثة الكبرى على مصر وعلى المنطقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انقلاب عسكري وليس تصحيح!!
سمير أل طوق البحرآني ( 2016 / 9 / 23 - 11:36 )
ان ما قام به السيسي هو انقلاب على شرعية حكم الاخوان والقول ان الرافضين لحكمهم يمثل نسبة كبرى من الشعب المصري لا دليل عليه. انه المنصب والحكم وليس الاصلاح والدليل ان الاوضاع في مصر انحدرت الى الاسوء وليس الى الاحسن. لا فرق بين حكم الاخوان والسيسي الا ببعض المظاهر ـ مع اعتذاري للشعب المصري ـ لان الايدلوجية الدينية والتي قام عليها الحكم في الاسلام هي الغلبة وكانت هي الشرعية السآئدة اقتدآءا بقول الصحابي عبد الله بن عمر (نحن مع من غلب). لا ديموقراطية ولا حرية في قطر يتحكم في قوانينه الدين . ان احسن دولتان تحكمان بالدين هما السعودية وايران الاولى على النهج الاموي والثانية على النهج الصحابي المعدل اي حكم اهل الحل والعقد وما الانخابات الا ضحك على الذقون. اما حكم باقي الدول الاسلامية فهو خليط من الديكتاتورية والاستهبال. لا فرق بين السيسي ومحمد مرسي الا ان السيسي سياسي بارع ومحمد مرسي خاو من السياسة والاعيبها. ان الضحية هي الشعوب المغلوب على امرها ولله في خلقه شؤون.


2 - السيسي نتيجة
عبد القادر أنيس ( 2016 / 9 / 23 - 19:00 )
السيسي ليس غريبا عن عقلية الشعب المصري، بل وغيره من شعوبنا المخدرة بالدين.
المهم في أي نقد وأي مشروع تنويري ألا نمل من نقد الظروف التي جاءت بالإخوان ثم بالسيسي.
المسؤولية الأولى في هذا الانسداد الذي تواصل عشرات السنين في عالمنا العربي لينتقل إلى الحداثة وما تعنيه من قيم إنسانية عظيمة تتمثل في الديمقراطة والعلمانية والمواطنة ومختلف الحريات، تقع على النخب والأحزاب التي رفعت شعارات الديمقراطية والحريات يسارا ويمينا. هذه النخب لم تكن أبدا في مستوى الأحداث. كيف يعقل أن تتعدد هذه الأحزاب بالعشرات غافلة عن ضرورة المرحلة وما تقتضيه من إرساء دعائم الدولة الوطنية الديمقراطية كأول شرط كان يجب أن تذوب من أجله كل الاختلافات. كان من المضحك والمحزن في آن واحد أن ينقسم الناس إلى يمين ويسار، وينقسم كل طرف إلى أحزاب كثيرة بينما المرحلة تقتضي العكس. أي التركيز على العدو الرئيسي لهذه الدولة الوطنية الديمقراطية المتمثل في تحالف الاستبداد القومي والاستبداد الديني. لكن غباء النخب جعلها توهم الناس أن هناك حياة ديمقرطية وأنه بالإمكان تنظيم انتخابات حرة ونزيهة وبمشاركة أعداء الديمقراطية والحريات كمان.
تحياتي


3 - مقلب السيسى
على سالم ( 2016 / 9 / 23 - 21:09 )
السيسى يبدو من وجهه انه خبيث وفاسد وغير صادق وكاذب وانتهازى وواضح ايضا ان وجهه مشلضم ولايدعو الى التفاؤل ابدا , بحكم نشأه السيسى العسكريه فهو متشبع بكل وساخات العسكر ودنائتهم وانحطاطهم الخلقى وسرقاتهم بالاضافه الى انه كان من نظام مبارك الزنيم , مازال حكم مبارك يحكم مصر فى شخصيه السيسى , السيسى مكن كل عصابه مبارك من مفاصل الدوله وفى نفس الوقت القى القبض على كل ثوار حركه التغيير وتم ايداعهم السجون وهم بالالاف , السيسى ايضا سلفى واخوانجى وصفه الغدر والخيانه دائما طبعهم