الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المركزية الديمقراطية داخل الحزب

محمد علي الماوي

2016 / 9 / 23
الارشيف الماركسي


المركزية الديمقراطية داخل الحزب
ينص القانون الأساسي للحزب على أن " المبدأ التنظيمي للحزب هو المركزية الديمقراطية" اذ يكتسي تطبيق المركزية الديمقراطية عن وعي أهمية كبرى فى ضمان الوحدة المركزية للحزب و تقوية اتجاهه الأوحد و زيادة النضالية و اعطاء حيوية أكثر لحياة الحزب و على كل الشيوعيين أن يفهموا تماما فائدة و معنى المركزية الديمقراطية داخل الحزب و أن يجتهدوا فى رفع مستوى وعيهم فيما يخص تطبيقها.
المركزية الديمقراطية هي المبدأ التنظيمي للحزب:
المركزية الديمقراطية هي المبدأ التنظيمي للحزب و كل نشاطات حزبنا يقودها مبدأ المركزية الديمقراطية . فما هي المركزية الديمقراطية؟ المركزية الديمقراطية فى الحزب هي المركزية القائمة على أساس الديمقراطية والديمقراطية المكرسة تحت قيادة
مركزية . فهي فى آن واحد ديمقراطية ومركزة. و تمثل المركزية الديمقراطية وحدة أضداد فقد اتحد هذان اللفظان رغم كونهما متضادين .انه بدون مستوى عال من الديمقراطية لا يمكن أن يوجد مستوى عال من المركزة ولكن بدون مستوى عال من المركز ة لا يمكن أيضا أن يوجد مستوى عال من الديمقراطية. أشار الرئيس ماو الى أن :" هذه الوحدة بين الديمقراطية والمركزية ، بين الحرية والانضباط تشكل مركزيتنا الديمقراطية" (" فى الحل الصحيح للتناقضات فى صلب الشعب"م5).
اننا عندما نتحدث عن المركزية القائمة على أساس الديمقراطية فذلك يعنى أن الأجهزة القائدة للحزب على كل المستويات يجب أن تكون منتخبة بعد مداولة ديمقراطية لأعضاء الحزب و بالأخذ بعين الاعتبار الشروط المفترضة فى مواصلة القضية الثورية للبروليتاريا ومبدأ الوحدة الثلاثية للشباب والكهول والمسنين وأن كل قرارات الحزب يجب أن تؤخذ بعد حصر آراء الجماهير عن طريق الأجهزة القيادية وأن سلطة الأجهزة القيادية للحزب ان منحت لها من طرف اجتماعات أعضاء الحزب أو مفوضيهم ، فيمكنها تمثيل مجمل أعضاء الحزب و أنه على كل الحزب أن يخضع لسلوك موحد : الفرد يخضع للمنظمة والأقلية تخضع للأغلبية والدرجات الدنيا للدرجات العليا وكل الحزب لللجنة المركزية .ويجب على أعضاء الحزب الانصياع لقرارات وتوجيهات منظمات الحزب . وفى صورة عدم الموافقة يسمح لهم بحفظ رأيهم أو عرضه على الدرجات العليا . ان مركزية الحزب قائمة على أساس ديمقراطية واسعة.
وعندما نتحدث عن الديمقراطية فى ظل ادارة مركزة فذلك يعنى أن كل أنشطة الحزب منظمة وموجهة وأن الأجهزة القيادية للحزب فى كل المستويات عليها تقديم تقارير حول عملها بصفة دورية أمام الاجتماعات العامة لأعضاء الحزب أو مفوضيهم وأنه عليها أيضا جمع آراء الجماهير بانتظام داخل الحزب وخارجه وتصحيح أسلوب عملها بالتفتح على الخارج وقبول رقابة الجماهير وأن لأعضاء الحزب الحق فى تقديم أي نقد مقترح الى منظمات الحزب وقادتها فى كل المستويات وأنه يمنع قطعا خنق النقد....ان الديمقراطية داخل الحزب قائمة تحت قيادة مركزة. كان الرئيس ماو يؤكد دائما على تطبيق المركزية الديمقراطية داخل الحزب وهكذا توجه الى كل الحزب بعبارات واضحة:" اذا أردنا أن يكون الحزب قويا فعلينا أن نعتمد على ممارسة نظام المركزية الديمقراطية فى الحزب لإلهاب حماس الحزب بأسره" ( لنناضل فى سبيل كسب عشرات الملايين من الجماهير الى الجبهة الوطنية المتحدة ضد اليابان م1،ص425) و"يجب...أن نوحد جميع قوى حزبنا بصورة وطيدة بناء على ما يقضى به نظام المركزية الديمقراطية من مبادئ التنظيم والإنضباط." (حول الحكومة الائتلافية م 3 ،ص 368).
وحدد الرئيس ماو أيضا جملة من المبادئ والطرق لكي تطبق المركزية الديمقراطية على النحو الصحيح داخل كل الحزب .لقد كدس حزبنا خلال صراعه الثوري الطويل تجربة ديمقراطية ثرية ، واكتسب تقاليدا مجيدة فى التطبيق الحازم للمركزية وأظهرت الممارسة أنه عند تطبيق المركزية الديمقراطية يتكلم ويعطى وجهة نظره....، والاستعمال الكامل لكل المهارات والمبادرات ومن جانب آخر عند ممارسة مركزية صحيحة على أساس الديمقراطية واقامة نظام صارم وتوحيد أفكار وأعمال الكل ، فقط عند ذلك يمكن قيادة الجماهير الشعبية نحو كسب انتصارات جديدة فى الثورة والبناء والتشييد. وتعتبر ممارسة المركزية الديمقراطية ضمانة هامة لتطبيق الخط الثوري . وهذا المبدأ فى التنظيم الذى تمثله المركزية الديمقراطية يحدده الخط السياسي لحزبنا وهو ضروري لوضع خط صحيح ويظهر أعضاء حزبنا حماسا كبيرا واقداما قويا لتطبيق الخط الثوري . ويمكن عن طريق تطوير الديمقراطية الشامل فى صلب الحزب والسماح لكل أعضاء الحزب بالنقاش الدائر حول حالة تطبيق الخط وتعبير الكل عن آرائهم والادلاء بكل مقترحاتهم بحيث يتكلم الجميع تلقائيا وبصراحة يمكن عن طريق ذلك تقوية روح المسؤولية لدى أعضاء الحزب وجعلهم يهتمون بخط الحزب والاطلاق الكلى لروح المبادرة والابداع لديهم وجعلهم يلعبون دور المثال والمحرك فى أنشطة الحزب وبامكان منظمات الحزب بعد تقييمها وتحليلها توحيد الآراء الصحيحة على أساس تطور واسع للديمقراطية و ذلك لكي تكون قرارات الحزب مطابقة أكثر ما يمكن لواقع النضال الثوري ولكي تتمكن الأجهزة القيادية للحزب من أن توجه العمل توجيها سليما وتطبق على أفضل وجه الخط الثوري للرئيس ماو . اذا لم نجتهد فى تطيبق المركزية الديمقراطية وتصرف كل واحد من ناحيته وحسب هواه فسوف يدخل الحزب فى حالة من الفوضى التامة ويستحيل تطبيق الخط الأساسي للحزب ولن يجري البحث فى توحيد الحزب بأكمله لكسب انتصارات أعظم.
ان تطبيق المركزية الديمقراطية شرط ضروري لتدعيم دكتاتورية البروليتاريا . ان الطبقات المستغِلة المخلوعة فى المجتمع الاشتراكي لا تستسلم لهزيمتها وتقوم حتما بنشاطات عنيفة فى المقاومة والتخريب وهذا يفترض من حزب البروليتاريا امتلاك مركزية صارمة و نظاما موحدا لكي تكون فى صفوفه ارادة موحدة فتسير بنفس الخطوة تحت قيادة خط صحيح كما يفترض منه القدرة على قيادة الجماهير لاحباط مؤامرات... المضادة للثورة للأعداء الطبقيين وتدعيم دكتاتورية البروليتاريا . لقد أشار لينين الى :"إن المركزية المطلقة والنظام الأكثر صرامة للبروليتاريا يشكلان احدى الشروط الأساسية لقهر البرجوازية " ( مرض "اليسارية " الطفولي فى الشيوعية) ومن جانب آخر عبر تطبيق المركزية الديمقراطية و التعبئة التامة للجماهير والارتكاز عليها وحماية السلط الديمقراطية لأوسع الجماهير و المناشدة الشاملة لمبادرتها، عبر ذلك فقط يمكن ممارسة الدكتاتورية بصورة أنجع ضد حفنة من الأعداء الطبقيين . صيانة المركزية الديمقراطية أو تخريبها : هذا هو أحد المحاور الهامة فى الصراع بين الخطين فى صلب الحزب . ان قادة مختلف الخطوط الانتهازية عطلوا جميعهم بجنون المركزية الديمقراطية داخل الحزب فطبقوا بكيفية مخجلة خطوطا انتهازية وخانوا كليا الماركسية –اللينينية ومصالح البروليتاريا والشعب الثوري . ومع الديمقراطية البروليتارية يصبح تسترهم مستحيلا ويسقط القناع عن وجههم المعادي للثورة . ومع المركزية القائمة على الديمقراطية أي مع نظام موحد لكل الحزب يستحيل عليهم اللجوء الى أعمالهم الانقسامية وتسقط كليا كل مؤامراتهم. لقد بذل لين بياو وجماعته المضادة للحزب أقصى جهودهم لتخريب المركزية الديمقراطية وذلك لتطبيق خطهم التحريفي على المستوى السياسي والتنظيمي فمن ناحية ينصرفون حسب أهوائهم ويرفضون الانصياع لأوامر القيادة ويضعون الفرد فوق التنظيم ومن ناحية أخرى يشكلون زمرا و يؤثرون فى الناس ويجلبون الخونة ويخلقون أقساما لصالحهم ويجمعون هيئة أركان للبرجوازية وينصرفون بجنون نحو القيام بأعمال انشقاقية داخل الحزب.
لقد كان هدفهم من تخريب الديمقراطية داخل الحزب هو تثبيت هيمنة هيئة أركانهم البرجوازية فى صلبه وبتخريب المركزية داخل الحزب كانوا يقصدون زعزعة القيادة الموحدة لللجنة المركزية وعلى رأسها الرئيس ماو والتصدى لها. وهذان النوعان من التآمر يهدفان الى غاية واحدة وهي تقسيم الحزب وتغيير خطه ومبادئه السياسية الأساسية لكل المرحلة التاريخية للاشتراكية وقلب دكتاتورية البروليتاريا واقامة الرأسمالية .لذلك لم يكن تطبيق المركزية الديمقراطية داخل الحزب مجرد مسألة طريقة عمل بل مسألة هامة تعنى الدفاع عن قيادة الحزب و تطبيق الخط الثوري للرئيس ماو وتدعيم دكتاتورية البروليتاريا . وعلينا أن نواصل نقد جرائم ليو شاوشى و لين بياو وصعاليك آخرين من نفس النوع الذين يريدون تخريب المركزية الديمقراطية داخل الحزب وأن نرفع بدون توقف مستوى وعينا في ما يخص تطبيق المركزية الديمقراطية.
المركزية الديمقراطية داخل الحزب إحدى أهم المسائل التى تطرحها المركزية الديمقراطية فى صفوف الحزب تتعلق بتكريس نظام يدمج القيادة الجماعية والمسؤولية الفردية –وهذا يمثل تطبيقا ملموسا للخط الجماهيري للحزب فى طرق القيادة .
ماذا يعنى دمج القيادة الجماعية والمسؤولية الفردية؟
لقد صرح الرئيس ماو :"إن جميع المسائل المهمة (ليست بالطبع المسائل القليلة الأهمية وكذلك المسائل التى قد حلت بعد أن نوقشت فى الإجتماعات ولم يبق سوى تنفيذ القرارات بشأنها ) يجب أن تحال الى اللجنة حيث يناقشها الأعضاء الحاضرون ويعبرون عن آرائهم بدون تحفظ، ويتخذون بصددها قرارات صريحة يقوم بتنفيذها الأعضاء المسؤولون "[م4،ص 343-344
ان تعزيز القيادة الجماعية شرط أولي هام لتكريس المركزية الديمقراطية فى صفوف الحزب ، وضمان هام لتركيز القيادة المركزية للحزب . لجان الحزب على المستويات كافة هياكل تمارس القيادة الممركزة . لجان الحزب قيادة جماعية ولا تصدر عن قرارات اعتباطية لأشخاص معينين . فقط بالتكريس الواعي لنظام القيادة الجماعية ،بمستطاعنا أن نمارس بشكل سليم المركزية الديمقراطية فى صفوف الحزب وبمستطاع لجان الحزب أن تنهض على الوجه التام بدورها كنواة قيادة تنهض بصورة صحيحة بكافة المهام. عموما ، ثمة حد لمدى حسن تفكير فرد واحد حول مسألة و تحليلها ،لذلك حينما يتخذ فرد واحد قرارات حول مسائل هامة ،من الصعب بالنسبة له ألا يكون ذاتيا وإحادي الجانب . فقط إذا مارسنا القيادة الجماعية ،إذا عكس أعضاء لجنة الحزب آراء أعضاء الحزب والجماهير فى جميع مظاهرها ،إذا درسوا مسائل وناقشوها من كافة زوايا النظر و بعمق ، سنكون قادرين على شحذ ذكاء الجماهير للتوصل الى الأفكار الصحيحة وأن نتخذ قرارات تنسجم مع الواقع الموضوعي وأن نتجنب خطر الخطاء أو نقلص منه . فى نفس الوقت ، سيسمح هذا للأعضاء القياديين لتنظيمات الحزب أن يتعلموا من بعضهم البعض وأن يمضوا قدما.
إن القيادة الجماعية ينبغى أن تدمج كذلك مع المسؤولية الفردية وفى ظل القيادة الجماعية من الضروري أن يلعب الأفراد تماما أدوارهم مطبقين نظام المسؤولية الفردية والإستنهاض التام لدور الفرد يجسد ويضمن تحقيق القيادة الجماعية على المستوى الجهوي ،وعلى مستوى الوحدات ،فان الحزب هو الذى يقود كل شيئ –لديه كمية هائلة من العمل . إذا لم يتم تقسيم المسائل المناقشة والمعالجة جماعيا ، على الأفراد الذين يتكفلون بها ، نعرض أنفسنا لخطاء أن نجد ذواتنا فى وضع لا أحد فيه مسؤول عن العمل وهو وضع لا يمكن أن يمارس فيه الحزب قيادته.
لهذا "وعلينا أن ننتبه ،فوق ذلك، الى أن القيادة الجماعية والمسؤولية الشخصية كلتاهما ضرورية فلا يجوز أن تهمل هذه أو تلك "[ م4،ص 344] . لا يجب أن نعارض أخذ القرار فى المسائل على أساس فردي فقط بل كذلك يجب أن نعارض توجه تجنب المسؤولية ،توجه مناقشة كل شيئ – المواضيع الكبيرة والصغيرة
– فى تجمعات وممارسات ضارة أخرى ،ينبغى معارضتها كذلك . لغاية تطبيق دمج القيادة الجماعية والمسؤولية الفردية ،ينبغى أن يتعزز نظام لجنة الحزب . لقد قال الرئيس ماو :"إن نظام لجنة الحزب هو نظام مهم من أنظمة الحزب لضمان القيادة الجماعية والحيلولة دون إحتكار شخص واحد إدارة العمل "[ م4 ،ص 343] . فى وحدات معينة ، عادة ما يدعى الأعضاء القياديون لتنظيمات الحزب أنهم منشغلون الى درجة عدم القدرة على عقد إجتماعات ويستخدمون هذا تعلة لتعويض النقاش الجماعي فى إجتماعات لجان الحزب بإجتماعات خاصة مع عدد قليل من الأعضاء . فى وحدات أخرى ،تدعو تنظيمات الحزب الى" ندوات مشتركة " بين عدة قطاعات للتعاطى مع مسائل يتعين أن تناقش وتعالج فى إجتماعات لجان الحزب . هكذا ، يخلطون العلاقة بين منظمات الحزب وغيرها ،فى حين أنها علاقة قيادة بمقودين .هذه الممارسات المتنوعة تتناقض مع مبدأ القيادة الجماعية و يجب تصحيحها نهائيا.الإعداد الجيد لكل إجتماع لجنة الحزب يجب أن يتم مسبقا بهدف إقامة نقاش مفصل . إذا وجدت نظرات متباعدة ،ينبغى طرحها ونقاشها بعمق قبل التوصل الى قرار. حين لا تكون مسألة ما واضحة ولا يمكن حلها ، لا يجب أن نمر الى إستنتاجات متسرعة و إنما بالأحرى علينا أن نواصل الدراسة والبحث وأن نأجل القرار الى أن يغدو الوضع اضحا و الى أن يجري التوصل الى وجهة نظر مشتركة.
من أجل تكريس نظام دمج القيادة الجماعية والمسؤولية الفردية ،من الضروري أيضا أن نعالج بطريقة صحيحة العلاقة بين الكاتب العام /السكريتير وأعضاء اللجنة ،بين الفرد و المجموعة . كل من الكاتب العام والأعضاء الآخرين ينبغى أن يفكروا فى القيادة الجماعية و لا ينبغى أن يتصرف الكاتب العام لوحده فى كل شيئ كما لا ينبغى على أعضاء لجنة الحزب أن يترقبوا أن يعتني بالأشياء شخص آخر. – والجميع ينبغى أن يكونوا تحت القيادة الجماعية. العلاقة بين الكاتب العام وأعضاء اللجنة هي علاقة أقلية وأغلبية وفى إجتماعات لجان الحزب ،يلزم أن يضع الكاتب العام نفسه على ذات مستوى الآخرين وأن يقدم آراءه و يناقش المشاكل على قدر المساواة مع الآخرين ،لا يجب أن يضع نفسه فوق اللجنة ولا أن يعالج المواضيع على النحو الذى يوده هو. الكاتب العام هو كذلك "قائد فرقة" وعليه أن يقود رجال "فرقته" فى المعركة وأن يلعب دورا مركزيا فى الإعداد وفى الدعوة للإجتماعات و توجيهها وعليه أن يشجع الأعضاء على أن يناقشوا ديمقراطيا المشاكل وأن يتوصل الى إستنتاج بعد أن يكون الجميع قدم آراءه إلخ. يجب بالتالي أن يوفر لكل فرد حق الكلام ،عوض إحتكار الكلمة لنفسه ، وأن يكون متواضعا وحذرا ويعامل الآخر بمساواة . عليه أن يكون قادرا على القيام بالعمل التنظيمي والدعائي فى صفوف "أعضاء فرقته" وأن يوحد تفكيرهم على أساس الماركسية –اللينينية- و خط الحزب و توجهه ومبادئه السياسية . و فى الأخير ، إذا وجدت نقائص فى العمل ، أو إذا قام بأخطاء ،ينبغى أن يتقدم ويتحمل المسؤولية هو نفسه . جميع أعضاء الحزب سواء كانوا من القدماء أو الجدد يجب أن يجتهدوا لجعل لجنة الحزب مجموعة قوية ومناضلة. عليهم أن يعتنوا بكل العمل وأن ينهضوا بجزء نشط فى القيادة الجماعية وأن يساهموا فى جعل اللجنة قوة لها شوكة . يجب أن نعارض العقلية الإستقالية القائلة بأن "الكاتب العام يقرر والأعضاء ينفذون " ، و أن نعارض توجه عدم تحمل مسؤولية العمل المكلفين به بشجاعة و يجب كذلك أن نحارب الموقف السلبي المتمثل فى الإهتمام فقط بالعمل الشخصي للفرد وأن نعمل كما لو أن المرء غير معني حين يجرى نقاش عمل الآخرين
عندما يحين وقت تكريس قرارات لجنة الحزب و يكون كل عضو يضطلع بجزء من العمل والمسؤوليات ، يتعين على الكاتب العام –"قائد الفرقة"- أن يقود العمل على أساس مبادئ قرار لجنة الحزب ، ولا يتعين أن يفرض رأيه . عند تكريس قرارات اللجنة ، ينبغى أن يخضع الأعضاء المتحملون لمسؤولية مختلف العمل لإشراف ومراقبة وقيادة الكاتب العام وأن يسألوه عن التوجيهات عوض مجرد محاولة معالجتها بأنفسهم. إذا برزت فى سيرورة العمل اليومي إختلافات فى الآراء بين الكاتب العام وأعضاء آخرين من لجنة الحزب ،أو إذا ظهر مشكل هام ، لابد أن تجتمع اللجنة وتتوصل الى قرار إثر نقاش الموضوع : لا الكاتب العام ولا عضواللجنة بإمكانه أخذ القرار بمفرده.
لأجل تكريس نظام دمج القيادة الجماعية والمسؤولية الفردية ، من الضروري أيضا المعالجة الصحيحة للعلاقة بين الكوادر القديمة والكوادر الجديدة وكذلك بين أعضاء اللجنة الذين يساهمون فى الإنتاج وأولئك المعفون منه . على الكوادر القدامى والجدد أن :"يحترم بعضهم بعضا ،وأن يتعلم بعضهم من بعض فيتغلبوا على نقائصهم بالتعلم من مزايا الآخرين حتى يمكنهم الإتحاد كرجل واحد لخدمة القضية المشتركة ودرء نزعة الإنعزالية "[م3،ص61] .أعضاء اللجنة الذين لا يساهمون في الإنتاج يجب أن يحترموا أولئك الذين بقوا ينتجون ، عليهم أن يبادروا ب"تبادل الأخبار " و لا يكونوا راضين فقط عن التشاور مع عدد قليل من الناس أو أن يعتبروا الأعضاء الذين لا زالوا يساهمون فى الإنتاج ك"ملحق ثانوي " فى اللجنة . من جهتهم ، أعضاء لجنة الحزب الذين بقوا يساهمون فى الإنتاج يجب أن يعتنوا بالعمل ككل وأن يعكسوا بنشاط آراء الجماهير ولا يجب أن يرضوا بمجرد العناية بقطاعهم الخاص . خلاصة القول ،يجب على الكوادر القدامى منهم والجدد ، المساهمين فى الإنتاج أو غير المساهمين فيه ،أن يكونوا متواضعين وحذرين ، وأن يتعلموا من بعضهم البعض وأن يكونوا متحدين مثل ألياف الحبل ،بهدف التمكن من تكريس الخط الثوري للرئيس ماو و قيادة أعضاء الحزب و الجماهير لكسب إنتصارات أكبر حتى فى الثورة و البناء.


تطوير الديمقراطية الداخلية فى صفوف الحزب والمحافظة على الوحدة الممركزة:
فى سبيل تطبيق المركزية الديمقراطية على الوجه الصحيح فى صفوف الحزب ، ينبغى أن نطور تمام التطوير الديمقراطية وأن نحسن الحياة الديمقراطية فى صفوف الحزب وأن نطبق بإنتظام النقد والنقد الذاتي . يعلمنا الرئيس ماو :"داخل الحزب وخارجه يجب أن نمارس تماما الديمقراطية بمعنى يجب أن نمارس بوعي المركزية الديمقراطية "[ توجيه يعود الى مارس 1966] و" دون ديمقراطية ،لا يمكن أن توجد مركزة لأنه حين تكون للناس نظرات متباعدة وتفكير غير موحد ، من غير الممكن تركيز المركزية "[ مجلة بيكين عدد 1 / 3 جانفى 1969 ]
مفتاح التطوير التام للديمقراطية فى صفوف الحزب بأيدى المنظمات القيادية للحزب . يتعين على كافة أعضاء الحزب الذين يكلفون بمسؤوليات القيادة أن يملكوا أسلوب عمل ديمقراطي ممتاز وأن يحترموا الحقوق الديمقراطية لأعضاء الحزب الاخرين وأن يوفروا الظروف لكل فرد ليقدر على إستيعاب خط الحزب وتوجهه ومبادئه السياسية وليفهم الوضع والمشاكل ويعبر عن رأيه بحرية . وهذا يعنى أن كل قرار ،مهما كان صغيرا – صادر عن أجهزة أعلى –يجب أن ينقل بسرعة الى الأجهزة الأسفل وكذلك الى أعضاء الحزب
حين يقدمون تقاريرا عن عملهم الى الإجتماعات العامة لأعضاء الحزب أو لمفوضيهم ، يتعين على الرفاق القياديين ألا يفرحوا بمجرد تحديد المهام وتقديم خطبهم الخاصة بينما إستمع إليهم الآخرون و قاموا بتحاليل و تلاخيص على أساس الوقائع . يتعين أن يشددوا على النجاحات وكذلك أن يعترفوا بالنواقص والأخطاء وأن "يشرّحوا " أنفسهم وأن يقوموا بشجاعة بالنقد الذاتي ويخضعوا أنفسهم بطواعية لمراقبة جماهير أعضاء الحزب ويستمعوا الى آراءها . وفى نفس الوقت ، يجب أن يعطوا الجماهير حق الكلمة و أن يكشفوا الموقف الخائن من آراء الناس والحائل دون إفساح المجال لهم ليعبروا على ما يخالجهم. لا بد أن يستمعوا بصراحة الى جميع الآراء –آراء الأغلبية وكذلك آراء الأقلية . من الأرجح أن يكون رأي الأغلبية صحيحا لكن من الممكن أيضا أن توجد الحقيقة بين أيدي الأقلية . لا بد أن يدعوا الأقلية تعبر بحرية عن آراءها وبالتالي عليهم شرح الأمور بوعي ومن الضروري الإستماع الى الآراء المساندة كذلك من الضروري الإستماع الى الآراء المعارضة . ومثلما من الضروري القبول بالآراء الصحيحة كذلك من الضروري التعامل السليم مع الآراء الخاطئة ، بعد القيام بالعمل الدؤوب الإيديولوجي والسياسي . على هذا النحو فقط يمكن للديمقراطية الحزبية أن تنتعش ، و يمكن لأعضاء الحزب جميعهم أن يعبروا بتطوع و بصورة مفتوحة عن أنفسهم ويمكننا أن نطبق المركزية المعتمدة على الديمقراطية و الديمقراطية فى ظل قيادة ممركزة . على هذا النحو فقط يمكن توطيد وحدة الحزب و يمكن أن يجري عمل الحزب بصورة جيدة و يمكننا أن " نوجد وضعا سياسيا توجد فيه كل من المركزية والديمقراطية ، كل من الإنضباط و الحرية ، كل من وحدة الإرادة ولكل شخص، ذهن مرتاح وحيوي ..."[ هذا التوجيه موثق فى القانون الأساسي المصادق عليه خلال المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي الصيني ] .
ان تطوير الحياة الديمقراطية فى صفوف الحزب مرتبطة أيضا بجهود كافة أعضائه . على كل شيوعي أن يتخذ موقفا نشيطا ومسؤولا تجاه القضية الثورية وأن يقدم بشجاعة آراءه حول أي مسألة سياسية و يضم صوته الى الذين هم على صواب و يعارض الذين على خطاء عدم المثابرة على الآراء الصحيحة وعدم مكافحة الآراء الخاطئة ، يعنى أن نكون غير مسؤولين تجاه الحزب ويعنى المضي ضد الروح الحزبية للشيوعي.
لأجل أن نمارس بشكل سليم المركزية الديمقراطية ، يجب كذلك أن نتمسك بالوحدة الممركزة للحزب . يعلمنا الرئيس ماو :"الحزب الشيوعي لا يحتاج الى الديمقراطية وحدها ، بل يحتاج ،أكثر من ذلك، الى المركزية"[ م3،ص 546]ُ حزبنا طليعة منظمة تقود البروليتاريا والجماهير الثورية فى نضالها ضد أعدائها الطبقيين.
دون أن نكون متحدين وممركزين ،من غير الممكن للحزب أن يهزم العدو . نحتاج الى الديمقراطية ولكن كوسيلة وليس كغاية . الديمقراطية تخدم توطيد المركزية ،لضمان القيادة الممركزة للحزب ولتعزيز دكتاتورية البروليتاريا –وليس لإضعافهما . عندما نتحدث عن المركزة ،نحيل فى المقام الأول الى مركزة الآراء الصحيحة . يتعين على لجان الحزب على جميع المستويات أن يطبقوا بشكل سليم المركزية ،متخذين الماركسية –اللينينية –(فكر ماو تسى تونغ )مرشد عمل لهم . على هذا النحو فحسب سيتمكنون من بلوغ الوحدة فى التفكير و السياسة والخطة والقيادة والعمل وهكذا يقودون كافة أعضاء الحزب والجماهير فى النهوض بالمهام النضالية التى حددها الحزب .

(من كتاب "المعرفة الاساسية للحزب-شنغاي 1974)
ترجمة ونسخ: محمد علي الماوي
23 سبتمبر 2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي