الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهدنة في سورية إلى أين.. بعد التدخل الأمريكي والإسرائيلي المباشر

عليان عليان

2016 / 9 / 24
الارهاب, الحرب والسلام



الهدنة في سورية إلى أين.. بعد التدخل الأمريكي والإسرائيلي المباشر
بقلم : عليان عليان
التطورات الجديدة التي أعقبت اتفاق الهدنة ، غيرت قواعد اللعبة في سورية، خاصةً بعد دخول القوات الأمريكية والإسرائيلية على خط القتال المباشر ضد الجيش العربي السوري، ما يعني أن اتفاق الهدنة المبرم بين روسيا وأمريكا في التاسع من شهر أيلول/ سبتمبر الجاري، قد أصبح وراء ظهر الجيش العربي السوري وحلفائه ، وأن الجيش العربي السوري وحلفائه باتوا يستعدون للمنازلة الكبرى مع مشغلي فصائل الارهاب في واشنطن والكيان الصهيوني وبقية الدول الرجعية ، ولتحويل سورية إلى فيتنام جديدة لهزيمة الأمريكان وأدواتهم .
ففي السابع عشر من شهر أيلول الجاري أغار طيران التحالف الأمريكي على وحدات للجيش العربي السوري، في جبل ثردة " تلة أرنبة" بمحيط مطار دير الزور على مدى أكثر من ساعة شاركت فيه طائرات "ف "16 و "م10"، أسفرت الغارات عن استشهاد 62 جندياً سوريا وجرح العشرات، وذلك في عملية تواطؤ مكشوفة مع تنظيم داعش الإرهابي ، ولتغطية هجوم هذا التنظيم على المنطقة ذاتها ولتمكينه من احتلال مطار دير الزور.
وفي ذات الوقت – وبعد توقيع اتفاق الهدنة – لجأ العدو الصهيوني أيضاً للدخول مباشرة في العدوان على سورية، عبر طيرانه الحربي وقصفه المدفعي لمواقع الجيش العربي السوري ، في محاولة يائسة منه لدعم فصائل الارهاب ، بعد أن تمكن الجيش العربي السوري وحلفاؤه من تحطيم غزوة القادسية وإلحاق خسائر كبيرة في صفوق الإرهابيين.
نحن الآن أمام مواجهة مباشرة بين حلف المقاومة المدعوم روسياً وبين الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني وأدواتهما الإقليمية ، إثر اندحار فصائل الارهاب -المدعومة أمريكياً وإسرائيلياً ورجعياً- أمام الجيش العربي السوري، وفشل هذه الفصائل في تحقيق أي اختراق في جبهتي حلب والجنوب، خاصةً بعد مصالحة داريا وإكمال الحصار على القسم الشرقي من حلب.
القيادة الروسية تخلت عن لغة الدبلوماسية والعلاقات العامة، وأعلنت بصريح العبارة عن تواطؤ الأمريكان مع تنظيم داعش الارهابي في دير الزور، ما يعني أن روسيا ستضاعف من دورها العسكري في سورية، وفي دعم الجيش العربي السوري وحلفائه ، بعد أن أدركت أن الأمريكان الذين رضخوا للشروط الروسية والسورية في اتفاق الهدنة الجديد ، باتو يعملون على نقضها عبر عدم التزامهم بالشرط الرئيسي ألا وهو فصل الفصائل المسماة " معتدلة " عن جبهة النصرة، ودخولهم في الحرب مباشرة إلى جانب فصائل الارهاب في مواجهة الجيش العربي السوري وحلفائه.
القيادة الروسية أعلنت أنه لا يمكن للجيش العربي السوري أن يلتزم بالهدنة إثر سلسلة خروقات للهدنة من جانب جبهة النصرة والفصائل المتحالفة معها ، والنظام العروبي في سورية أعلن عبر مواقف صريحةً ومتعددة أنه لن يلدغ من جحر واحد مرتين ، ولن يسمح أن تكون "هدنة 12 أيلول – سبتمبر" كسالفتها هدنة "28 شباط" التي استثمرتها فصائل الارهاب للتزود بالسلاح والذخائر ولالتقاط الأنفاس بعد هزيمتها الساحقة في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي .
لذا لم تتردد القيادة العامة للقوات المسلحة - في التاسع عشر من شهر أيلول الجاري وبدعم روسي- في إعلان عدم التزامها باتفاق الهدنة الجديد، وذلك في ضوء العديد من العوامل أبرزها :
أولاً : استثمار فصائل الارهاب للهدنة لإعادة بناء نفسها ، وللتحضير لهجمات جديدة في محاولة يائسة لفك الحصار عن القسم الشرقي من مدينة حلب، بعد الهزائم المتكررة التي لحقت بها ، ناهيك أنها باشرت فعلاً بشن هجمات فاشلة على طريق الكاستلو وعلى مجمع الكليات في جنوب غرب حلب ، وفي مناطق مختلفة من سورية تجاوزت ما يزيد عن 300 خرقاً، حسب مركز الرصد في قاعدة حميم.
ثانياً : الهجوم الجوي الذي نفذه التحالف الأمريكي على وحدات من الجيش العربي السوري بهدف تمكين داعش من السيطرة على مطار دير الزور وعلى مدينة دير الزور بكاملها .
فالادارة الأمريكية التي سهلت مهمة تنظيم داعش للسيطرة على الرقة وأجزاء من دير الزور ومدينة ألبو كمال، بهدف منع التواصل بين سورية والعراق ، تسعى لإنهاء وجود الجيش العربي السوري في شرق سورية، لمنع التواصل مع الحليف الإيراني براً عبر العراق ، خاصةً أن هذه الادارة تتوقع في ضوء تطورات الحرب أن تصل قوات إيرانية مجحفلة إلى سورية، عبر الحدود السورية – العراقية ، ولذلك فهي تسعى لأن تتم عملية طرد " داعش " من الرقة من قبل أدواتها الكردية ، وليس من قبل الجيش العربي السوري وحلفائه.
واللافت للنظر قيام فصائل الارهاب بقصف قافلة المساعدات القادمة إلى حلب بالتنسيق مع الأمريكان ، وذلك في هروب إلى الأمام، لصرف الأنظار عن جريمة التحالف الأمريكي بقصف وحدات الجيش السوري ، بحيث يصبح الموضوع المتداول في مجلس الأمن هو قافلة المساعدات والبحث عن الجاني، حيث تنفي الإدارة الأمريكية مسؤوليتها عن هذه الجريمة أو أية صلة لها بها.
ثالثاً : تراجع الادارة الأمريكية عن البند الرئيس في اتفاق الهدنة وهو أن توعز لحلفائها من الفصائل المسلحة " الإرهابية" بفك تحالفها مع جبهة النصرة ، حيث تذرعت بعدم إمكانية ذلك لأسباب تتصل بالتداخل الجغرافي وغيره من الأسباب .
وفي ذات الوقت رفعت الفصائل المتحالفة مع جبهة النصرة شعار " دم النصرة هو دمنا ولن نتخلى عن التحالف معها".
وجوهر المسألة أن الإدارة الأمريكية لا تريد التخلص من جبهة النصرة ، لأنها العمود الفقري لفصائل الارهاب ، وهي تسعى لتوظيف جبهة النصرة وداعش لإضعاف النظام العروبي في سورية وإسقاطة.
لقد أصاب الرئيس بشار الأسد كبد الحقيقة عندما قال في مقابلة مع وكالة أسوشويتدس برس مؤخراً " إن الولايات المتحدة لا تمتلك الإرادة للعمل ضد "النصرة" أو حتى "داعش".. لأنها تعتقد أن هذه المجموعات ورقة في يدها تستطيع استعمالها لتحقيق أجندتها الخاصة.. ولأنها إذا هاجمت " النصرة" أو " داعش" فإنها ستخسر ورقة مهمة جداً فيما يتعلق بالوضع في سورية.. ولهذا فإنني لا أعتقد أن الولايات المتحدة ستكون مستعدة للانضمام إلى روسيا في محاربة الإرهابيين في سورية".
رابعاً : رفض الإدارة الأمريكية أن يتم ترسيم اتفاق الهدنة عبر قرار يصدر من مجلس الأمن ، ورفضها نشر الوثائق الخمس لاتفاق الهدنة الموقعة مع الروس في جنيف في التاسع من أيلول الجاري ،نزولا عند رغبة وزارة الحرب الأمريكية "البنتاغون " التي ترى في هذا الاتفاق إذعاناً أميركياً لروسيا ولحلف المقاومة ، واكتفائها بنشر وثيقة واحدة في الثالث والعشرين من الشهر الجاري.
لقد تطورت الأمور في سورية على نحو ينبئ بإطالة أمد الصراع في ضوء ما يلي : 1-دخول الكيان الصهيوني والولايات المتحدة على خط القتال مباشرة ضد الجيش العربي السوري ، بعد أن فشلتا من خلال الحرب بالوكالة في تحقيق أهدافهما في سورية، جراء الهزائم المتكررة لفصائل الارهاب المدعومة من واشنطن والكيان الصهيوني وتركيا وقطر والسعودية.
2- التوغل التركي الأميركي المشترك شمال سورية، وإقدام القوات الخاصة الأمريكية على رفع العلم الأمريكي ولأول مرة في مدينة تل أبيض السورية ، ناهيك أن أردوغان كشف في مؤتمر صحفي في أنقرة عن حقيقة أهدافه من دخول القوات التركية إلى جرابلس وما بعدها ، في أن الأمور لا تنحصر في منع إقامة فيدرالية كردية حيث قال " أنه يعتزم طرح قضية إقامة منطقة آمنة شمالي سوريا، تمتد لـ1930 ميلاً مربعاً".
هذه التطورات قوبلت بتحلل الجيش العربي السوري من الهدنة ، وتحلل الطيران الحربي الروسي منها ، ودخوله بقوة إلى جانب الجيش العربي السوري وحلفائه في قصف فصائل الارهاب في مختلف الجبهات ، وخاصةً جبهة حلب وإدلب ودير الزور، وتزويده الجيش العربي السوري بكل المستزمات اللازمة لاندفاعته الهجومية اللازمة لاستكمال تحرير حلب وغيرها من المدن والبلدات السورية.
كما قوبلت هذه التطورات بإعلان إيران المتكرر وقوفها بكل ما تملك إلى جانب سورية لدحر الارهاب وهزيمته، وفي الذاكرة تصريح علي أكبر ولايتي- مستشار السياسة الخارجية لمرشد الجمهورية الإسلامية أية الله علي خامنئي- "أن سورية وبشار الأسد يمثلان الخط الأحمر بالنسبة لطهران، وأن إیران لن تترك الأسد لا في میدان الحرب، ولا في میدان السیاسیة."
ما تقدم يؤكد أن الحل لن يكون في سورية إلا عسكرياً وليس سياسياً ، بانتصار الجيش العربي السوري وحلفائه ، بحيث تكون مفاوضات تسوية الأزمة السورية في المحصلة هي نتاج ميزان القوى في الميدان ، أما الحديث عن مفاوضات قريبة في جنيف فهي نوع من التنميات البائسة لمبعوث الأمم المتحدة دي ميستورا ، إذ كيف تعقد مثل هذه المفاوضات في ضوء تحلل الإدارة الأمريكية وأدواتها من التزامات الهدنة وفي ضوء دخولها الحرب مباشرةً إلى جانب فصائل الارهاب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أصفهان... موطن المنشآت النووية الإيرانية | الأخبار


.. الرئيس الإيراني يعتبر عملية الوعد الصادق ضد إسرائيل مصدر فخر




.. بعد سقوط آخر الخطوط الحمراءالأميركية .. ما حدود ومستقبل المو


.. هل انتهت الجولة الأولى من الضربات المباشرة بين إسرائيل وإيرا




.. قراءة عسكرية.. ما الاستراتيجية التي يحاول جيش الاحتلال أن يت