الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسرحية - سرداب- الزمن ذاكرة المستقبل

صميم حسب الله
(Samem Hassaballa)

2016 / 9 / 27
الادب والفن


الزمن تلك اللحظات التي لا تزول من الذاكرة .. ذاكرة تشكلت في معهد الفنون الجميلة ، سنوات طويلة مرت ولم أزل أتحسس ذلك المكان الأثير الذي تعلمنا فيه البحث عن المعنى ، ذاكرة (حامد خضر) التي لن تزول .
احاسيس كثيرة ومشاعر متناقضة رافقتني في لحظات المشاهدة الأولى للعرض المسرحي (سرداب) للمخرج (أحمد نسيم) وتمثيل (عمر دبور، زين العابدين علي، كرم ثامر ، أحمد نسيم) سينوغرافيا (بيان نبيل) والذي قدم في منتدى المسرح ضمن فعاليات مهرجان المسرح ضد الإرهاب .
شكل الفعل الجماعي ركيزة اساسية في تشكيل المتن النصي ، وقد بدا ذلك واضحاً على مستوى تشكيل اللغة الملفوظة التي لم يركن فريق العرض إلى تدعيمها بمقترحات من الشعر الشعبي او الملفوظ المحلي الذي بدا مقحماً في بعض العروض المسرحية التي نتابعها ، الامر الذي يحسب لفريق العرض قدرته على تبني لغة درامية إمتلكت خصوصيتها الدلالة في التعبير عن المضامين المتعددة التي شكلت بمجملها نسقاً نصياً منسجماً مع نظام التعبير الجسدي ، من جهة اخرى فقد بدا واضحاً أن فريق العرض كان متأثراً ببعض النصوص المسرحية ولاسيما مسرحية (مارا صاد) إذ تحيلنا مسرحية (سرداب) إلى ذلك المناخ المجنون الذي جنح (بيتر فايس) إليه في (مارا صاد).
إختار المخرج التعاطي مع المكان المعماري المتمثل بمنتدى المسرح من دون التفاعل مع البيئة التي تتوافر في ذلك المعمار ، وذلك عن طريق إقصاء المكان من مرجعياته التي تشكلت في وعي المتلقي ، والعمل على تأسيس مقترحاته الإخراجية داخل بنية معمارية مغايرة في محاولة لنقل إحساس خشبة المسرح التقليدي إلى فضاء منتدى المسرح وذلك يعد خياراً متاحاً للمخرج وفريق العرض ، إلا أن تغليف الجدران بالقماش الأسود من دون وضع علامات دالة للتعبير عن المكان ، دفعت بالمتلقي إلى التساؤل عن جدوى تقديم عرض مسرحي داخل معمار المنتدى من دون الإفادة منه؟ وقد ذهب بعضهم إلى ضرورة تحويل العرض إلى خشبة مسرح تقليدي ، إلا ان ما يحسب للمخرج هو إصراره على تغييب المنتدى والعمل على تأسيس فضاء العرض مستفيداً من العامل النفسي الذي يسيطر على المتلقي لحظة معرفته بمكان العرض ، ذلك ان منتدى المسرح يحتكم على خصوصية في صياغة الرؤية الإخراجية .
تنوعت الافكار المشهدية وآليات تطبيقها في فضاء السرداب ، لاسيما مايتعلق منها بمفهوم اللعبة المسرحية التي تداخلت بين شخصيات المسرحية ، ومنها شخصية (الرجل/ المرأة) التي جسدها الممثل( احمد نسيم) ، فضلا عن شخصية (الرجل / الأنتحاري) التي جسدها ( زين العابدين علي) ، كذلك شخصية (الرجل / المعاق) التي جسده الممثل ( كرم ثامر) ، وشخصية (الرجل / الراقص) التي جسدها الممثل ( عمر دبور) ، إذ تباينت القدرات التعبيرية عند الممثلين ، ويعود ذلك إلى إختلاف ادوات التعبير عن كل منهم ، إذ إعتمد (احمد نسيم) على جسده الرشيق في تجسيد شخصية المرأة الشابة التي يسيطر عليها المجتمع الذكوري ، تحت مسميات مختلفة منها مايرتبط (بالدين ، والحرام ) ومنها ما يعود إلى العادات والتقاليد الإجتماعية التي تفرض على المرأة ، وقد عمل المخرج وفريقه على إيجاد شخصية النقيض المتسلط الذي يحتكم على اداة تعبير متمثلة بالحزام الناسف الذي يسيطر عبره على السلوك الجمعي داخل فضاء السرداب، ولم يركن فريق العرض إلى فكرة تبادل الادوار داخل فضاء مغلق بل غختاروا التعاطي مع واحدة من القضايا الكبرى المتمثلة بالهجرة العبثية لاجيال من الشباب عبر زوارق الموت ، وقد عمل السينوغراف على تجسيدها مستفيداً من تقينات (الداتاشو) التي جاءت منسجمة مع الملفوظ النصي الذي يحيل إلى الكارثة التي لجأ إليها جيل من المبحرون إلى المستقبل بقوارب الموت.
سرداب ، تجربة مسرحية تؤشر إلى وجود طاقات مسرحية سيكون لها حضورها الفاعل في المستقبل القريب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأسود والنمور بيكلموها!! .. عجايب عالم السيرك في مصر


.. فتاة السيرك تروى لحظات الرعـــب أثناء سقوطها و هى تؤدى فقرته




.. بشرى من مهرجان مالمو للسينما العربية بعد تكريم خيري بشارة: ع


.. عوام في بحر الكلام | الشاعر جمال بخيت - الإثنين 22 أبريل 202




.. عوام في بحر الكلام - لقاء مع ليالي ابنة الشاعر الغنائي محمد