الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- العقدة السورية - ومنظومة الغرب

زياد عبد الفتاح الاسدي

2016 / 9 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


بعد غارات طيران التحالف الامريكي الاخير على مواقع الجيش السوري في محيط ومطار دير الزور والتلال المجاورة بمشاركة مجموعة من الطائرات الحربية لكل من الولايات المُتحدة وبريطانيا والدانمارك واستراليا ... أثبتت السياسة الخارجية والعسكرية والاستخباراتية لمنظومة الغرب والناتو بقيادة الولايات المتحدة بأنها ليست فقط معادية بشراسة وبإصرار للدول وللانظمة التي لاتسير في فلكها أو لا تخضع لنفوذها وهيمنتها ونهب اقتصادياتها ... , بل أيضاً لا تتردد بعدم الالتزام الاخلاقي بأي اتفاقيات ثنائية أو دولية تعقدها , أو بانتهاج مختلف أساليب التضليل والكذب والخداع أو شن كافة أشكال الحروب العدوانية والتدخل التخريبي والمُدمر لهذه الدول والانظمة دون أي اعتبار للمعايير الحقوقية والاخلاقية والانسانية لشعوب هذه الدول ..... وهذا ماشاهدناه يحدث في أنحاء مختلفة من العالم ومنذ الحرب العالمية الثانية سواء في الحروب التي شنها على كوريا وكمبوديا وفيتنام وغيرها من دول جنوب شرق آسيا , أو في انشاء دولة الاحتلال الصهيوني في فلسطين كترسانة عسكرية متقدمة للغرب في الشرق الاوسط , أو في اختلاق المبررات لشن حروب عدوانية همجية هنا وهناك كما حدث في العراق وأفغانستان في العقدين الاخيرين , او في التآمر على طموح شعوب المنطقة العربية في التحرر من الانظمة العميلة والفاسدة من خلال إغراقها بثورات تدميرية مُضادة قادتها كل من السعودية وقطر وتركيا والرجعية العربية بالاعتماد على فصائل الاخوان والاسلام السياسي المُتطرف والجماعات الهمجية المسلحة من الفصائل التكفيرية الوهابية والسلفية الجهادية .... هذا عدا عن التآمر المُدمر والمتواصل والمكشوف على أنظمة أمريكا اللاتينية المناهضة للغرب في كوبا وفنزويلا وبوليفيا ونيكاراغوا والبرازيل ....الخ .
ولكن المُشكلة المستعصية التي واجهتها منظومة الغرب بقيادة الولايات المُتحدة في الشرق الاوسط ولم تزل تواجهها ولاسيما في المشرق العربي والتي شكلت هاجساً واندفاعاً محموماً للتخلص منها , فهي سوريا أو ما تعتبره منظومة الغرب " العقدة السورية " التي تتمثل بالصمود الاسطوري للجيش العربي السوري وللشرائح الواعية والوطنية من الشعب وتكاتف كافة الاحزاب الوطنية والتقدمية , ومن التماسك المُذهل للنظام السوري وكافة مُؤسسات الدولة ..... وهذه " العقدة السورية " ترافقت كما نعلم مع تراجع نفوذ منظومة الغرب والناتو على الصعيد العالمي والشرق أوسطي في مواجهة القطب الروسي والصيني الصاعد ..... فهل ياتُرى ستبقى العقدة السورية تشكل هوساً وهاجساً واندفاعاً محموماً لمنظومة الغرب والولايات المُتحدة بهدف التخلص من هذه العقدة المُستعصية التي يُعاني منها الغرب ؟؟؟ والتي قد يُشكل بقائها وصمودها في مواجهة مواجهة المُؤامرة الكونية الشرسة المتعددة الاطراف نقطة انعطاف حاسمة ليس فقط لتراجع منظومة الغرب على المسرح السياسي العالمي , بل ربما لبداية انهيار هذا النفود الاجرامي الجاثم على صدور الشعوب المستضعفة في العالم الثالث .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح