الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مأزق الدولة الوطنية في الجزائر .

الطيب آيت حمودة

2016 / 9 / 27
مواضيع وابحاث سياسية



°°°الوطنية بفهمين ، فهم سلبي وآخر ايجابي ، فالفهم السلبي يحصر الوطنية في مصطلح القومية ، وهي دعوة لتكوين أوطان متجانسة في الجنس و اللغة والتاريخ ... ،وقد تكونت دولنا الوطنية بعد انحسار الإستعمار الإمبرايالي فيما بعد منتصف القرن العشرين لكنها بملامح لا تحمل من الوطنية سوى الملمح السلبي ، شمولية التحكم ، عسكرية القوة ، مستبدة التسيير ، جهوية الفعل بانتخابات مزورة ، شوفينية القرار بديمقراطية مزيفة ، والفكر الإسلامي يقارع بنهج مخالف تماما لأن معياره هو دولة المؤمنين ،والأرض أرض الله يرثها لمن يشاء .
°°° فالدولة القومية ((nationalisme )التي مركزها الشعب وليس الملك ( من الشعب وإليه) ، منذ مطلع القرن التاسع عشر وهي تبحث عن أصول شعوبها ، فلهذا تعمقت البحوث وتركزت حول جذور الأمة ومنطلقها، فمن الطبيعي أن نعرف من نحن ؟ لتحديد وجهتنا الحاضرة والمستقبلية ، هناك شعوب وفقت في ذلك كالألمان ، وأخرى انتكست أو مازالت تبحث عن أصولها الفعلية ، مثل ماهو الأمر في دول شمال افريقيا التي يتجاذبها تيارا (الأمزغة) ، وتيار (العروبة) ، فإن كان الماضي يركز على تاريخانية أصول الأسر الحاكمة ومدى شرعية حكمها انتماء للشرعية الدينية أو التاريخية ، فإن الدولة القومية تبحث عن جذور ذلك القوم في ذلك الوطن ، فبهذا المنطق القومي فإن الأمازيغ أكثر تجذرا في شمال افريقيا من غيرهم ، فنحن جميعا أمازيغ بحكم قدم الشعب الأمازيغي في هذا الوطن الكبير ، وكل وافد إليه يجب أن يندمج فيه لا ليمحوه ويستبدله بهويته الدخيلة .

°°°الوطنية الإيجابية (patriotisme )هي وليدة إرهاصات الثورة الفرنسية التي أزالت قيم النظام التقليدي الذي يُوالي ويخضع للملك(السلطان) ، الذي تُستمد منه السلطات والتشريعات ، ويحارب باسمه الشعب،إلى نظام جديد يرتكز على (الولاء للشعب ) ، فالبرلمان يجب أن يشترك فيه كل الشعب بأطيافه الجنسية ،واللغوية ، والفكرية ، والدينية ، ، فالكل سواسية لا اختلاف بينهم .
فالدولة الوطنية الحديثة بمفهومها الإيجابي ليست هي دولة دينية ، ولا دولة بوليسية ، ولا دولة قبلية ، ولا دولة قومية عنصرية ، وإنما هي دولة مجتمع واحد ، يعيش في وطن واحد ،يؤمن بالديمقراطية والتداول على السلطة ، يأمل في العيش المشترك المستقر بإرادته مواطنيه ، مجتمع ملامحه شعب متسامح تجمعه الآلام والأمال المشتركة ، فبهذه الصورة يتعايش الجميع في تناغم وإن اختلفوا في (العقيدة) و(المذهب ) و (الأصول) و(اللغة ) و(العوائد) ، فالدولة الوطنية بهذا الملمح تأخذ مسافة واحدة من جميع مكونها السكاني بلا ضرر ولا ضرار ، وتمنح لكل طيف من أطيافها نفس الحقوق التي لغيرها .

°°° في جزائرنا الحبيبة تظهر ملامح الدولة القومية العنصرية واضحة بتأليب من لوبيات إسلاموية بشقيها (الإخواني والسلفي) ، و أخرى( عروبية بعثية ) خائفة عن ريوعها الهواياتية التي تتخذ من الإسلام ، واللغة العربية دروعا واقعية ، و أسلحة فتاكة في ترهيب الخصوم المناوئين ، فأكثر أساليبهم قتل على الهوية كما فعلوا أخيرا مع (ناهض حتر في الأردن) أو ما كما فعلوه سابقا عندنا في الجزائر مع (عبد القادر علولة) ، و(جيلالي اليابس) ، والصحفي (عمر وارتلان) أو مع الفنان( معطوب الوناس) ... ، أو رمي المخالفين في الفكر بالزندقة والكفر والإلحاد .

فمظاهر ، تقديس اللغة العربية مؤدلج قائم عن نفاق ، و التظاهر بالإسلام لتمرير أجندات سياسوية عام ، وسط جموع شعبية ساذجة لا تفكر بعقلالية أو أنها مصابة بتخدير من طول تكرار الخطأ ، فدولتنا الحالية لا تحمل من الديمقراطية سوى الإسم ، ومن الوطنية سوى رمزا فضفاضا لضرب الخصوم المعارضين ، فلا تداول شفاف على السلطة ، ولا حقوق إنسان محترمة ، حتى نظام الحكم غدا شبه ملكي الولاء فيه ( للرئيس) وليس للشعب الذي أصبحت مجالسة المنتخبة صورية وشبه مشلولة ، تكتفي بالمصادقة على مشاريع قوانين لا غير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - طريق التحرر واضح 1
ماسنسن ( 2016 / 9 / 27 - 22:15 )
للأسف لا بديل عن الصدام، كلنا نعلم الحقيقة : الإسلام قومية عربية إستعمارية منذ تأسيسه حيث قال رسوله منذ بداياته في مكة (أمعطي أنتم كلمة واحدة تملكون بها العرب ،وتدين لكم بها العجم؟) والهدف من كلامه هذا ودعوته في العموم هو توحيد العرب ثم إحتلال العالم أجمع!

العروبة أيضا قومية إستعمارية للأسف يقودها أمازيغ تنكروا لأصلهم وادعوا أنهم عرب والأخطر أنهم سوقوا لشعوبنا المغيبة أنها أيضا عربية ولم يُفلت من هذا الإدعاء إلا الناطقون بالأمازيغية وأغلب هؤلاء بما أنهم مسلمون لم يبقى عندهم من أمازيغيتهم إلا اللغة أما الوعي والإنتماء الأمازيغيين الحقيقيين فلا تراه إلا عند قلة منهم!

المستعمِر الأروبي الذي أسس دولا (عروبية) بعد خروجه من بلداننا يدافع بكل قوته لدعم بقاء هذه الهوية (العربية) المزيفة ففيها مصالحه لا في الهوية الأمازيغية الحقيقية!

لنقل الحقيقة كما هي ولنفهم أولا نخبنا البائسة التي تدعي الأمازيغية والتي تردد إلى اليوم أطروحات العروبيين من إدعاء شوفينية الأمازيغ وعنصريتهم ومعاداة القومية ومقارنتها بالنازية والفاشية إلخ من ترهاتهم. أيضا أرى أن أكبر وهم كرسه العروبيون هو وجود عرب كعرق بيننا..


2 - طريق التحرر واضح 2
ماسنسن ( 2016 / 9 / 27 - 22:15 )
كأغلبية أو أقلية حاكمة حسب بلداننا(تونس مثلا كلها عرب!!!) وهذا غير صحيح لأن الغالبية الساحقة في كل بلداننا أمازيغ

عزيزي الطيب : الطريق واضح : التوعية ثم المواجهة، والتوعية تكون بقول الحقيقة! كلها! : الحرية لا تعطى بل تأخذ بالقوة!

كلمة أخيرة أدعي فيها أن من حقي أن أسألك وأسأل كل من يكتب في الشأن الأمازيغي من الدزاير والمروك : أين تونس من كتاباتكم؟ واهمون لو ظننتم أنكم ستحررون وتونس شعبها كله (عربي)!

أزول!


3 - إلى الأخ مسنسن
عقبة بن سعد ( 2016 / 12 / 11 - 22:19 )
بل العكس هو الصحيح : الجزائر عربية و عربية بإمتياز
الجزائر أمازيغية !!! هذا ما يريد ه منا الكذابون أن نعتقد به, أي نعم الكذابون ! الذين نسوا أن الجزائريين يسطيعون القراءة و البحث
كلامك صحيح يا صديقي الجزائر أمازيغية لكن قبل سقوط دولة بني زيري حوالى 1145 للهجرة, اما حاليا و بعد مجيئ أجدادنا قبائل بني هلال و بني سليم إنقلب الميزان العرقي فأصبح سكان الجزائر عرب وهذا ما يفسر إجابات الشيوخ و العجائز الكبار عندما تسألهم عن هويتنا يجيبونك أننا عرب, أما القول بأننا أمازيغ فهي أكذوبة ليس لها أي دليل أطلاقا و مروجوها يتعمدون إخفاء النصوص التاريخية التي تتحدث عن غزوات بني هلال و بني سليم و بالمناسبة أدعوك أن تقرأ كتاب التاريخ لبن خلدون : -.. الحال بالمغرب الأوسط لهذا العهد على ما شرحناه مراراً من تغلّب العرب على الضواحي والكثير من الأمصار. وتقلّص ظلّ الدولة عن القاصية وارتدادها على عقبها إلى مراكزها بسيف البحر، وتضاؤل قدرتها عن قدرتهم، وإعطاء اليد في مغالبتهم ببذل رغائب الأموال، وإقطاع البلاد، والنزول عن الكثير من الأمصار، والقنوع بالتضريب بينهم، والإغراء بعضهم ببعض والله ولي الأمور

اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. هل سيؤسس -الدعم السريع- دولة في د


.. صحف بريطانية: هل هذه آخر مأساة يتعرض لها المهاجرون غير الشرع




.. البنتاغون: لا تزال لدينا مخاوف بخصوص خطط إسرائيل لتنفيذ اجتي


.. مخاوف من تصعيد كبير في الجنوب اللبناني على وقع ارتفاع حدة ال




.. صوت مجلس الشيوخ الأميركي لصالح مساعدات بقيمة 95 مليار دولار