الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مذكر مؤنث (جان لوك غودار)1965:ذلك التبنبؤ الشهير لجان لوك غودار بثورة الشباب1968

بلال سمير الصدّر

2016 / 9 / 28
الادب والفن


مذكر مؤنث (جان لوك غودار)1965:ذلك التبنبؤ الشهير لجان لوك غودار بثورة الشباب1968
قد يكون هو الظهور الأول (لجان بيير لود) في افلام غودار ومن المعروف انه سيظهر لاحقا في افلام لنفس المخرج،ونحن نعرف-وكتبنا عن ذلك سابقا-ـأن (لود) هو ممثل تروفو المفضل،وهذه المعلومة ضرورية لأن غودار يحاكي نفس الشخصية التي لعب فيها لود دور البطولة في افلام تروفو ومنذ فيلم(400 ضربة).
مذكر مؤنث فيلم خفيف عن كل شيء...عن الشباب الفرنسي الستيني....عن السينما وعن الشباب وعن الحب وعن الجنس..عن الثورة وعن الراديكالية،وعن الطموح الشبابي الفرنسي،وعن الرغبة الملحة بالانتقال الى النضج.
كما أن عنوان الفيلم(مذكر مؤنث) فيه اشارة ايضا الى التعارض الكبير بين الجبهتين الشرقية والغربية،أي بين ماركس وثقافة الكوكا كولا،والانقسام الاجتماعي الذي حدث في ذلك الوقت بين المؤيد لتلك الجبهة والمؤيد للجبهة الأخرى قبل ان يكون فيه اشارة الى اي علاقة حب،بل ان علاقة الحب بحد ذاتها تبدو واجهة لتطور الحبكة ليس الا.
باول(جان بيير لود)شاب عاطل عن العمل،يحاول كتابة رواية أو أثر أدبي مثله في ذلك الوقت كمثل كل شاب فرنسي تقريبا،يخرج علبة سجائر ويضع سيجاره في فمه بطريقة مضحكة وكأنه يلاحق سن النضج،ويحاول ان يكون متوترا وهو يكتب روايته ولكن هذا غير حاصل أبدا مع هذه الشخصية الساذجة،فلعل القول بأنه أنطوان دونيل ولكن مع غودار هذه المرة وليس مع تروفو هو خير تشبيه لشخصية باول وهو في جلسته المذكورة في ذلك المقهى،ولعله كان متأثرا بسارتر مثله كمثل كل الشباب الفرنسي ...
يتعرف عرضيا على مارلين(شانتال جويا) التي ترغب في ان تصبح مغنية ويشرح لها كيف انه-اي بول-انهى خدمته العسكرية منذ فترة ضئيلة أو ربما للتو،وتعلق مارلين قائلة:
16 شهر من دون حب أو راحة أو نقود أو فراغ...قد يكون احد مواضيع الفيلم هو(اهتمامات وقت الفراغ).
في المقهى حوار حاد بين زوجين ينتهي بأن تطلق المرأة النار على زوجها في تهكم مؤكد واسقاط سيتكرر أكثر من مرة خلال الفيلم.
قلنا أن فيلم(مذكر مؤنث) في بدايته قد يكون خادعا،فهو بالتأكيد ليس عن امرأة متزوجة...انه عن الشباب والفتيات في سن النضج،وعن الانقسام الاجتماعي بين طرفين من دون جود طرف ثالث مثلما غاص الشعب الايطالي ذات مرة بين قطبين(فليني وأنتونيوني)،بحيث بدا الشعب الايطالي في تلك الفترة ..فترة بزوغ فليني وانتونيوني يجب ان يكون كل افراده اما مؤيديين لفليني أو لأنتونيوني.
ومع وجود العمق الثقافي مع التجديد السينمائي،إلا ان الفيلم يسير ولفترات طويلة على شاكلة أفلام المراهقين الأمريكية المصحوبة بشيء من الاضراب العمالي وتلميحات حول الطبقة العاملة،مع ابراز عنصر الثقافة الأمريكية وكيفية تأثيرها على المجتمع وانتقاد حرب فيتنام وصراعات العالم الثالث.....
غودار يستخدم أسلوبه المعهود (الشاشة السوداء) لنشر تعليقاته للتأكيد على جمل معينة بالنص،والموضوع يحتمل ايضا القاء نظرة على جيل فرنسا الذي يعتبر غودار احد أبناء ذلك الجيل.
لنكتب هذه الجملة على لسان مارلين...في الرواية وفي المونولوج معا:
باريس اليوم...ماهو حلم الفتيات الشابات اليوم؟!...ولكن اي فتيات؟!
المنهكات جدا بعد العمل لايستطعن ممارسة الحب..ذوات الثمانية عشر عاما...مقلمات الاظافر ومصصفات الشعر يلتمسون العهر في الفنادق الأنيقة...فتيات المدارس الذين يعرفون فقط بيرجسون وسارتر ولا شيء آخر لأن والداهما حبسوهم في المنزل.
ومن ثم ملصقات ضد حرب فيتنام ...مازال غودار يعكس ولقع الجيل بطريقة كوميدية تهكمية،فالفيلم يعكس الاحتجاج الاجتماعي الشبابي بالذات فيما يخص المعطيات السياسية في ذلك الحين على انه ليس فيلما محتجا بحد ذاته،على ان الفيلم من الممكن ان يوصف بأنه ذلك التنبؤ الشهير لجان لوك غودار بثورة الشباب عام 1968،حين تظهر عبارة على الشاشة (على طريقة غودار –العبارات المشهدية)
إذا لازال غودار يعكس الانماط الاساسية الشبابية في ذلك الحين...مجتمع الزنوج الأمريكي كما تعكسه وتصوره هوليوود.
روبرت-صديق باول-الرافض للحلول الفردية المطالب بالانضمام الى مسيرة الكفاح،والاسقاط حاصل حين يُسلط الضوء على زوجين في موقف عرضي يدور في حوارهما ذكر معسكرات المذابح النازية...غودار يعكس الواقع ولكن ليس الواقع الحقيقي بل الواقع الانتقادي كما يراه غودار.
الفلاسفة وصناع الأفلام يشاركون الجيل الرؤية...لنتذكر ان الثورة شارك فيها الفلاسفة وصناع الأفلام ايضا.
هذه الجماعة التي تعكس الجيل تتردد على السينما كثيرا ومن الممكن ان يصادف بول خلال ذلك موقف لشواذ جنسيا،وهنا يسجل بول موقف احتجاجي سياسي،ومن ثم يحتج على قطع رقابي في السينما لمشهد اغتصاب بقراءة نص قانوني يخدم ويؤيد حرية التعبير.
ما هو المقبول وما هو غير المقبول في السينما....متى تكون فنا ومتى تكون مجرد تجارة...الأمر الواضع عن السينما بانها تستيطع ان تقول كل شيء حتى في خضم مشهد اغتصاب وحشي،فهي من الممكن أن تعكس صورة في المرآة لوحش اسمه المغتصب...
تظهر عبارة على الشاشة:أطفال ماركس وكوكاكولا.
هي رؤية اجتماعية أكثر منها انقسام اجتماعي،فنحن نعرف ان غوداريوشك ان يصبح مؤيدا رسميا للمادية،وفي نفس الوقت منتقد بشدة لنمط الحياة والسياسة الأمريكية،على انه لم يتنكر ابدا ولم يخجل من الاعتراف بحبه للأفلام الأمريكية وهذا حال تقريبا كل الموجة الجديدة.
مارلين عالقة الآن مع منتج أمريكي للأسطوانات
الفيلم عن الضد...عن القبول وعن المقبول فعلا...من الممكن ان يكون اذا عن الانهزام،أو ربما الاستسلام الجماعي الأوروبي...مذكر مؤنث من الممكن ان يكون ماركس وكوكاكولا.
كمثل الضدين،المذكر والمؤنث هو اشارة الى التعارض الكبير بين الجبهتين ومن كل النواحي،فالفيلم ببساطة يطرح سؤالا على المتفرج ضمن كل المواضيع التي طرحت في الفيلم:
هل انت مع أو ضد..؟!!
ينتهي الفيلم على حادث ادى الى موت بول ليس من المستبعد أبدا أن يكون انتحارا
بلال سمير الصدّر
20/11/2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81


.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد




.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه