الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار رفاقي حول مقاطعة انتخابات 7 أكتوبر 2016

عبد السلام أديب

2016 / 9 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


دارت بيني وبين بعض الرفاق على الفايس بوك حوارات رفاقية حول دواعي مقاطعة انتخابات 7 أكتوبر 2016، ونظرا لضرورة فتح حوار عام مباشر ما أحوجنا إليه في كل مكان بين المناضلات والمناضلين والثوريين المحترفين والجماهير الشعبية بلغة بسيطة وواضحة حتى تنتشر ثقافة الحوار البروليتاري الضرورية في مجال تطور الوعي الطبقي الجماهيري، اخترت بعض مقاطع هذا الحوار لطرحها للنقاش كما يلي:

عبد السلام أديب الاثنين 26 شتنبر 2016 الساعة 11 و22 دقيقة

إن اية مشاركة جماهيرية واسعة في انتخابات 7 أكتوبر 2016 التشريعية في هذه الظرفية سواء عبر الترشيح أو التصويت، هي في رأيي مجرد تزكية صريحة وتواطؤ مباشر مع طبيعة النظام الدكتاتورية والحكم الفردي الاستبدادي المطلق وتزكية لإملاءات صندوق النقد الدولي والبنك العالمي التي ما فتئت تعمق فقر وتشريد الجماهير الشعبية الكادحة لصالح اغناء الاقلية البرجوازية الكومبرادورية المهيمنة بدون شريك سياسيا واقتصاديا ومن خلفها الاحتكارات الرأسمالية العالمية المتغلغلة والمستحوذة على كافة المقدرات الاقتصادية للبلاد وارتماء في احضان المجهول نظرا لما يشكله ذلك من قمع اقتصادي وسياسي رهيب للجماهير الشعبية واحتمالات انفجارات شعبية مدوية عفوية كرد فعل على هذا الهجوم الاستبدادي غير المسبوق.

إن مواجهة الحكم الفردي والديكتاتورية السياسية والاقتصادية واملاءات الامبريالية العالمية لن تتم من خلال الانتخابات التشريعية المفبركة بل تتم فقط من خلال مقاطعة واعية للانتخابات المسرحية وللمرشحات والمرشحين الانتهازيين الجوعى للتسلق الطبقي والذين لن يخدموا سوى مصالحهم الشخصية عبر بيع ارادة وتطلع الشعب المغربي للحرية والديموقراطية مقابل الانبطاح الكلي لنمط الحكم الفردي والاستمرار في نفس النهج الاستبدادي ولن تنطلي مسرحيات الاطراف المتصارعة المتسابقة نحو خدمة الكومبرادور فالجميع يلتقون حول نفس البرامج لخدمة نفس نموذج الحكم المطلق والاستبداد والاغتناء والنهب غير المشروع وتهريب الثروات نحو الخارج دون حسيب ولا رقيب على حساب أوسع الجماهير الشعبية واللجوء الى أوهام الدين لتبرئة ذمة ناهبي المال العام كمقولة "عفا الله عما سلف". ولن تغير نتائج الانتخابات المقبلة من أوضاع الجماهير الشعبية المفقرة ولو قيد أنملة، بل لن يتحقق الا الأسوأ خلال الستة سنوات قادمة كما يحدث دائما منذ الاستقلال الشكلي يتم فيها تجاهل كافة الوعود والاوهام التي يطلق لها العنان خلال الحملة الانتخابية. فليس من بين هؤلاء المشاركين في مهزلة الانتخابات المقبلة من يتطلع للتحرر والحرية والديموقراطية واستعادة الشعب تحكمه في مصيره.

إن مصير الشعب المغربي ومصير تطلعاته نحو التحرر والحرية والديموقراطية وتحسين أحواله المعيشية توجد اليوم بين يديه، فلن يكفي مقاطعة الانتخابات والاحزاب الوصولية الانتهازية المشاركة، بل على طليعة الجماهير الشعبية الكادحة أن ترفع من مستوى إيقاع الصراع الطبقي ونشر الوعي الطبقي عمليا وميدانيا لفرض تحررها وحريتها من خلال دستور شعبي ديموقراطي شكلا ومضمونا. عالم اليوم يسير نحو التحرر والحرية والديموقراطية بينما لا زال هناك من بين الشعب المغربي من لا زال يساهم بدون وعي منه أو تواطؤا مع الانتهازيين في تكرار نفس الحكم الفردي الاستبدادي الذي تغتني فيه الأقلية على حساب الاغلبية عبر القهر والقمع والتفقير.

ياسر معروف: الأربعاء 28 شتنبر 2016 على الساعة 00 و32 دقيقة صباحا

فعلا الرفيق أديب، إن الطريق الوحيد الممكن للانعتاق من نير الاستغلال الطبقي ومن القمع والاستبداد البورجوازي الذي يجسده النظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي القائم على أعناقنا نحن ابناء الطبقات الكادحة وخصوصا الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء و باقي المهمشين والعاطلين والتجار والحرفيين الصغار هو طريق غير طريق الإصلاح (إن كان هناك إصلاح أصلا) من داخل مؤسسة البرلمان ولا من داخل المجالس المحلية أو الجهوية و غيرها من مؤسسات التلهية والتهدئة الأخرى من مجالس "وطنية" وهيآت استشارية أخرى.

لا بد لقائد لنضالات هذه الطبقات على طريق التحرر والاشتراكية الكفيلة وحدها لرفع ظلم المستغلين. في "انتظار" ذلك تبقى مقاطعة للانتخابات والتصدي لحملات الدعوة للمشاركة أقل ما يجب على كل مناضلة ومناضل عمالي القيام به.

عبد السلام أديب: الأربعاء 28 شتنبر 2016 الساعة الثالثة صباحا و28 دقيقة

نعم رفيقي ياسر إنهم يكذبون علينا وعلى الطبقات الشعبية المسحوقة كما عهدناهم منذ الاستقلال الشكلي، يجرون الطبقة العاملة جرا الى صناديق الاقتراع لإضفاء الشرعية على نهبهم لصناديق الدولة البرجوازية وخزائنها الممولة عبر الضرائب من طرف ذوي الدخل المحدود بل وتشديد استغلال الكادحين وتكميم افواههم وقمع أبنائهم عند اول احتجاج على النهب الذي يمارسونه في واضحة النهار. لقد سئمنا من هذا الكذب والبهتان والضلال علما أن كافة الأحزاب العاملة في ظل النظام الدكتاتوري القائم تعلم انها تقدم مسرحية رديئة تظهر خلالها للطبقات الشعبية المسحوقة انها ستصل الى الحكم وتحقق لهم النمو والرفاهية والديموقراطية. لكنها في الواقع تعلم انها لن تطبق تلك الوعود المعسولة التي تقدمها خلال الحملة الانتخابية لأنها بكل بساطة مجرد كومبارس في مسرحية رديئة وان الحكم في الواقع هو حكم فردي استبدادي خذيم للرأسمال المالي العالمي وان السياسات الاقتصادية والاجتماعية مملات من طرف الدوائر المالية العالمية وهي سياسات لاشعبية لا وطنية لا ديموقراطية تخدم فقط مصالح الاحتكارات الكبرى محليا وعالميا.

ان الطبقات الشعبية المسحوقة ملت لعبة الانتخابات البرلمانية لانها فقط واجهة لتزكية خدمة الدولة للباطرونا والرأسمال المسيطر، فحتى حق الاضراب تمت مصادرته بعدما تمت مصادرة قانون الشغل وأصبح وضع الطبقة العاملة الصناعية والفلاحية أكثر هشاشة من أي وقت مضى. لقد عانى أبائنا خلال العقود الأولى من الاستقلال الشكلي وتحملوا وحشية الاستغلال والاضطهاد لعلهم يضمنون لأبنائهم حياة رغيدة في ظل الوعود التي كان السياسيون الانتهازيون ينشرونها خلال كل حملة انتخابية، وكان آبائنا يعلمون ويشعرون بكذب هؤلاء الأفاقين لكنهم ظلوا صابرين لعل أبنائهم يحققون ما لم يحققوه، تم جاء جيلنا وظل الحال على ما هو عليه، لكننا استوعبنا من آبائنا الدرس جيدا ان لا أمل في التحرر والحرية والديموقراطية الا من خلال خوض صراع طبقي مرير في مواجهة الباطرونا المهيمنة ودولتها الكومبرادورية التي تغلب مصالح رأس المال على العمل. لقد وجد جيلنا نفسه مضطرا أن يصبح ثوريا محترفا ينتقد ويفضح وينخرط بشكل مباشر أو غير مباشر في نضالات شعبية من أجل مطالب أساسية كالحق في مجانية التعليم والصحة العموميتين ومناهضة الغلاء وتدهور الخدمات العمومية والمطالبة باسقاط الفساد والاستبداد.

لكن مطالبنا الأساسية هاته ظل السياسيون الافاقون من مختلف الأحزاب الانتهازية يركبون عليها لبلوغ الكراسي البرلمانية ثم الولوج الى الحكومة لخدمة مصالح الكومبرادور وبالتالي الامعان في استغلال واضطهاد الطبقات الشعبية المسحوقة. ان الجيل الصاعد اليوم بعضه يناضل في الجامعات وبعضه الآخر في مجموعات المعطلين وحيت تعرض المئات منهم للاختطاف وتلفيق الاتهامات والزج بهم في السجون، بينما بعض الشباب الآخر حرم مبكرا من التعليم العمومي المتدهور فولج القليل منهم سوق الشغل بينما يحاول البعض منهم الهجرة عبر قوارب الموت بينما ظل الباقي ضحية الفقر والتسكع والارتماء في أحضان تنظيمات ظلامية.

إن من يراهن على الانتخابات التشريعية ليوم 7 أكتوبر انما يقلد النعامة التي تخفي رأسها في التراب وتعتقد انها آمنة، فأي أغلبية برلمانية كيفما كان انتمائها وبالتالي أي حكومة تصل الى الحكم فلن تزيد المغاربة خلال الستة سنوات المقبلة سوى بؤسا واستغلالا ومزيد من القضاء على مختلف المكتسبات الماضية. وسنلتقي بعد ستة سنوات مع نفس هؤلاء السياسيين الانتهازيين لمحاولة الكذب من جديد على الجماهير الشعبية المسحوقة لسرقة اصواتها وهكذا دواليك.

إن الصراع الطبقي يجب ان يأخذ مساره الحقيقي، فأغلبية الجماهير الشعبية الكادحة المسحوقة من عمال وفلاحين فقراء وموظفين وفئات وسطى تطالب اليوم بالتحرر الحقيقي وبتكريس الحرية الحقيقية عبر دستور شعبي ديموقراطي شكلا ومضمونا، علما أن هذه المطالب لن تتحقق عبر صناديق الاقتراع والمسرحية الانتخابية البرجوازية خلال كل ستة سنوات، ان مطالب الشعب الواضحة في التحرر والديموقراطية لن تحضى بها مجانا بل يجب انتزاعها انتزاعا من التحالف الطبقي الحاكم وعبر صراع يومي لا يكل أو يمل، فالتراكم الصراع اليومي هو وحده الذي سيحقق مطلب التحرر والحرية والديموقراطية بمفهومها الشعبي في طريق الاشتراكية.

عبد السلام أديب: الأربعاء 28 شتنبر 2016 الساعة 20 و30 دقيقة

عندما قامت حركة عشرين فبراير سنة 2011،وكانت متأثرة بنهوض الجماهير في تونس ومصر من اجل تدخل جماهيري ارادي لتحقيق التغيير المنشود وهو اسقاط النظام الدكتاتوري القائم وهو ما جعل الدكتاتورين زين العابدين بنعلي وحسني مبارك يتنحيان بسرعة عن السلطة، استطاعت أن تفرض آنذاك تنازلا نسبيا على النظام في المغرب من خلال فرض تعديل دستوري ممنوح والذي لم يقبل من طرف حركة 20 فبراير نظرا لطبيعته الاستبدادية بل قاطعته بجانب جماهير واسعة كما قاطعت انتخابات 25 نونبر 2011 التي قفز ظلاميو الييجيدي على نفس شعارات حركة 20 فبراير لاستغلالها خلال حملتهم الانتخابية مطلقين نفس الوعود التي كانت الجماهير الشعبية المسحوقة ترددها، لكن بنكيران "الكذاب" كما تبث ذلك اليوم وبالحجج الدامغة مدعوما بحلفائه في التقدم والاشتراكية وحزب الاستقلال وبعد ذلك التجمع الوطني للاحرار ثم الحركة الشعبية؛ تنكر لجميع وعوده وبدأ بذبح 4000 معطل سبق لحكومة عباس الفاسي ان وقعت معهم محضر تشغيل مباشر خلال احتجاجات حركة 20 فبراير وقمع الآلاف من طلبة الجامعات واعتقالهم والزج بهم في غياهب السجون وحرمان عشرات الآلاف من الأساتذة المتدربين من التوظيف وتخفيض أجور مئات الآلاف من الموظفات والموظفين والمتقاعدين كما رفع اسعار المنتجات والخدمات والمحروقات على الملايين من الجماهير الشعبية المسحوقة منتهيا بقرار تعفيض العملة الذي سيشكل كارثة حقيقية على كافة المغاربة وسيعيد أجواء سياسات التقويم الهيكلي اعقد الثمانينات من القرن العشرين ولم يكتفي بذلك بنكيران بل شبه الموظفين بالكراد العالق في اعناق الكلاب يجب التخلص منهم كما يجب التخلص من التعليم والصحة العموميتين غبر خوصصتهما وقد شاهذنا كيف ان طفلا ذو 12 سنة ينتحر لان والدته غير قادرة على ان تشتري له ادوات مدرسية فكيف سيعلم الكادحون ابنائهم في المدارس الخصوصية وهم لا يملكون حتى القدرة الشرائية لاعالة انفسهم وابنائهم كما سن بنكيران وحكومته قانونا تكبيليا للاضراب لمنع الطبقة العاملة من السياسات الارهابية للحكومة.

لكن الائتلاف الحكومي لا يمكن اعتباره المسؤول الوحيد عن هذه النتائج الكارثية للسياسات المملات من طرف الباطرونا والكومبرادور وصندوق النقد الدولي والبنك العالمي، بل تتحمل مسؤوليتها كافة الاحزاب والمركزيات النقابية التي لم تكن تحرك ساكنا أمام هذه السياسات بل كانت تساهم في تكسير محاولات الاضراب والاحتجاجات الجماهيرية عبر مسرحيات رديئة خاصة منها احتجاجات الطلبة والمعطلين والاساتذة المتدربين واضرابات النقابات القاعدية فحتى اضراب 29 أكتوبر أريد له أن يكون اضرابا عاما صوريا يستهدف احتواء الغضب العارم للكادحين وتواطؤا غير مباشر مع سياسات الحكومة.

ها نحن نرى اليوم جميع هؤلاء المرتزقة السياسيين والنقابيين يتسابقون لفرض التصويت على الجماهير الشعبية لسرقة أصواتها وهي نفس الجماهير التي تم ذبحها دون شفقة خلال الخمس سنوات الماضية كما ذبحوا معها كافة طموحات حركة 20 فبراير المجيدة، بل هناك من الاحزاب الانتهازية الجديدة من يحاول استغلال ما تبقى من الرمز النضالي لحركة 20 فبراير لجر الجماهير الشعبية جرا نحو صناديق الاقتراع والجميع يعلم ان الستة سنوات المقبلة ستكون اسوء على الكادحين مهما كان لون التشكيلة التي ستفوز في انتخابات 7 أكتوبر 2016 ببساطة لأن الاجراءات التي اتخذتها حكومة بنكيران سريعا ما سيضهر مفعولها الكارثي على الاوضاع الاجتماعية العامة للجماهير الشعبية المسحوقة كما أن مقاليد الحكم الفردية الدكتاتورية لا قدرة للمتخبين على مواجهتها مهما رفعوا من شعارات تغليطية للجماهير بل أمامهم فقط الانبطاح أمام الحكم المطلق والانقياد له انقيادا أعمى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تتطور الأعضاء الجنسية؟ | صحتك بين يديك


.. وزارة الدفاع الأميركية تنفي مسؤوليتها عن تفجير- قاعدة كالسو-




.. تقارير: احتمال انهيار محادثات وقف إطلاق النار في غزة بشكل كا


.. تركيا ومصر تدعوان لوقف إطلاق النار وتؤكدان على رفض تهجير الف




.. اشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال في مخيم نور شمس بالضفة ا