الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تنظيم الأمراء الأحرار

ميسون البياتي

2016 / 10 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


من قرأ خماسية الدكتور عبد الرحمن منيف ( مدن الملح ) لن يجد ما سأكتبه في هذا الموضوع غريباً لأن القاريء كان قد تعرف على نفس المعلومات ولكن بأسماء وعناوين مشفره . فرق هذا الموضوع عن الروايه أني أكتبها بأسماء صريحه , كما أني سأربط هذه الأسماء ليس بواقعها المحلي فقط .. ولكن بأحداث ووقائع إقليميه وعالميه لتتبع الشأن العربي ليس بإعتباره محض شأن محلي خاص ولكن من خلال ترابطه بالواقع العالمي والإقليمي ليعطي الصورة الأوضح عن تاريخ العرب المزري

من هم ملوك آل سعود السبعه منذ تأسيس المملكه العربيه السعوديه وحتى اليوم ؟ هم على التوالي جلالة الملوك : الملك الأب المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود وأولاده : الملك سعود بن عبد العزيز . الملك فيصل بن عبد العزيز . الملك خالد بن عبد العزيز . الملك فهد بن عبد العزيز . الملك عبد الله بن عبد العزيز . و الملك الحالي سلمان بن عبد العزيز

الفتره التي تشكل فيها ( تنظيم الأمراء الأحرار ) تبدأ منذ عام 1958 وتنتهي عام 1964 أي أنها بدأت خلال النصف الأخير من حكم الملك سعود وحتى أزاحته عن العرش من قبل أخيه الأمير فيصل ليتحول الأمير الى ( الملك فيصل ) الذي تم في عهده وعلى يده خيانة كل العرب وبيعهم في سوق النخاسة العالمي تحت شعار ( النفط سلاح في المعركه ) الذي لم يكن أكثر من تجسيد لشعار آخر رفعه العرب في وقت ما من تاريخهم ذلك الشعار الذي يقول : شيّم العربي وخذ عباءته .. لذلك لاعجب أن يموت الملك فيصل مقتولاً على يد إبن أخيه الأمير فيصل بن مساعد بن عبد العزيز

نعود الى الملك الأب المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود , الرجل كان مهووس جنسياً تزوج عدد غير معلوم من النساء وتسرى بعدد غير معلوم من الجواري وأنجب من كل هاتيك النسوه 53 ولد و50 بنت .. كان يكنى بكنية ( أبو تركي ) إبنه الأول وقرة عينه الذي كان سيخلفه على العرش لكن تركي مات في حياة أبيه بالحمى الإسبانيه , لذلك منح الأب المؤسس ولاية عهده الى إبنه سعود الذي كان يقل كثيراً بحنكته عن والده وعن أخيه الفقيد تركي

ولي العهد الأمير سعود كانت له علاقه سيئه مع أخيه التالي الأصغر منه ب 4 سنوات وهو الأمير فيصل , وكان التنافس بينهما شديداً , ذكرت وثيقه بريطانيه مؤرخه في 5 نوفمبر 1934 أن سعود كان يعاني من مرض مزمن في العين لكنه كان يخاف من السفر الى الخارج للعلاج لئلا يستغل أخوه الفرصه
ويقنع الوالد عبد العزيز بتعيينه ( أي فيصل ) ولياً للعهد بدلاً من سعود الغائب , ولذلك لم يجد الوالد حلاً للحد من غلواء خصومتهما سوى بتعيين ولده الأمير فيصل بوظيفة ( مسؤول العلاقات الخارجيه ) التي سرعان ما تحولت الى وظيفة : وزير خارجية آل سعود التي أمضى فيها الأمير فيصل خدمة 49 عام قبل أن يصبح هو : الملك فيصل . الوالد المؤسس وحتى حين حلت ساعة منيته كان يوصي سعود بأخيه فيصل ... ويوصي فيصل بأخيه سعود

إضافة الى الصراع بين سعود وفيصل كان لهما منافس قوي هو أخوهم الأمير منصور وتسلسله الثامن بين أبناء عبد العزيز أمه جاريه أرمنيه إسمها شهيده , تم تعيينه وزيراً للدفاع في عهد والده وكانت له شخصية مستقله وهو الوحيد الذي يجرؤ على مخالفة والده , تمت إزاحته عن الطريق عام 1951 حين سافر مع أخويه فيصل وخالد ( الملك فيصل والملك خالد فيما بعد ) الى باريس وبعد هبوط الطائره سقط في صالة المطار ومات ميتة مفاجئه وسط شبهات كبيره أنه مات مقتولاً

إضافة الى هذه الصراعات كان هناك صراع الأمير ناصر بن عبد العزيز وهو الإبن السادس للملك , وصراع الأمير محمد بن عبد العزيز المعروف بلقب ( أبو الشرين ) لشدة قسوته ودهائه وهو الإبن الرابع للملك , لكن فضائحهما الجنسيه وإدمانهما شرب الخمور جعل الأب يستبعدهما من الحكم تماماً , ومما يذكر أن الملك الأب أمر بجلد ولده ذي الشرين أمام الناس بسبب احدى فضائحه

لاحظ الملك عبد العزيز أن ولده ذا التسلسل 16 بين الأبناء كان ولداً طموحاً جداً لذلك قام بتعيينه وزيراً للبلاط الملكي رغم أن عمره هو 19 عام فقط .. هذا الولد هو الأمير طلال بن عبد العزيز

توفي الوالد المؤسس عام 1953 فتسلم ولي العهد الأمير سعود حكم المملكه وأصبح هو : الملك سعود بن عبد العزيز وكان ولي عهده هو أخوه الأمير فيصل الذي للملك سعود حساسيه شديده معه

الملك سعود لم يكن أقل من أبيه في عدد الزوجات والجاريات اللواتي أنجب منهن 111 ولد وبنت , وحال جلوسه على العرش بدأ بإقصاء إخوته وتعيين أولاده محلهم . عيّن إبنه محمد وزيراً للدفاع , وإبنه مساعد رئيساً للحرس الملكي , وإبنه خالد رئيساً للحرس الوطني , وإبنه سعد رئيساً للحرس الخاص

كما إعتمد الملك سعود على الحكم بواسطة المستشارين وتهميش الوزراء ومجلس الوزراء الذي كان يرأسه أخوه فيصل غريمه على كرسي الملك , إضافة الى قيام الملك سعود بتعيين وزراء من خارج أمراء آل سعود مثل تعيينه لمحمد بن سرور الصبان وزيراً للماليه , إضافة الى قيام الملك سعود بالضغط على أخيه الأمير طلال لإجباره على الإستقاله من منصب وزير النقل

هاجت حميّة أخوة الملك سعود بن عبد العزيز نتيجة هذا الإقصاء , الأمير طلال بن عبد العزيز ( تسلسل 16 بين أبناء الملك عبد العزيز ) الذي كان وزيراً في عهد والده , والذي كان متزوجاً منذ عام 1954 من الأميره ( منى الصلح ) إبنة رياض الصلح أول رئيس وزراء في لبنان ( قتل رياض الصلح عام 1951 بسبب مشاكل حزبيه مع الحزب السوري القومي الإجتماعي ) الأمير طلال كان يرى نفسه متنوراً أكثر كثيراً من غالبية أخوته , وأنه متضرر جداً من ذلك الإقصاء فقام في العام 1958 بتزعم حركة تمرد في صفوف أخوته وأولادهم الذين تم إقصاؤهم فتم من الجميع تشكيل تنظيم ( شباب نجد ) أو ( الأمراء الدستوريون ) الذين كان عددهم 9 إضافة الى الأمير طلال , وفيما بعد حين إشتدت المنازله بين الأخوه تناقص العدد من 9 الى 3 . تم تشكيل أمراء نجد الذين طالبوا ب ( مجلس وطني ) و ( إصلاحات دستوريه تحد من صلاحيات الملك أمام سلطة المؤسسات ) و تأسيس جمعيه منتخبه من المستشارين , حركه ظاهرها إصلاحي لكن دافعها المحرك هو شخصي وذاتي

رغم أن الأمير فيصل ( وزير الخارجيه ) لم تكن له أية علاقه بتنظيم شباب نجد إلا أن الملك سعود كان يرى أن أخاه الأمير فيصل هو السبب في هذا التمرد لذلك حاول أن يتملقه بتعيينه رئيس وزراء مملكة آل سعود في العام 1958 العام الذي تشكل فيه تنظيم شباب نجد

الأمير طلال بن عبد العزيز إقترح عام 1958 تأسيس مجلس وطني , وكتابة دستور للمملكه , وغيرها من الإصلاحات مثل تساوي الحقوق والواجبات بين الجنسين والتي عدّها الملك سعود وأخوه فيصل نوعاً من الإصلاحات الشيوعيه

في مايس عام 1960 صرح الأمير طلال بن عبد العزيز الى صحيفة الجمهوريه المصريه بأنه يجب السير تدريجياً في خطوات تبدأ بتشكيل جمعيه تأسيسيه للمملكه تتولى كتابة الدستور ثم تأسيس المحكمه العليا وبعدها تأسيس لجنة التخطيط العليا ... لكنه عاد وإستدرك : كيف يمكن لنا تحقيق مثل هذه التجربه ؟!

في ديسمبر 1960 تحالف الأمير طلال وجماعته مع الملك سعود للوقوف بوجه طموحات الأمير فيصل المتعاظمه في أن يصبح هو الملك . قام الملك سعود على الفور بعزل الأمير فيصل من منصبه كرئيس للوزراء ووزير للخارجيه , وقام بتعديل منصب الأمير طلال من وزير للنقل الى وزير للماليه

لم يسكت فيصل على عزله عن منصبه فقام بالتحالف مع أخوته السديريين ( أولاد حصه بنت أحمد السديري منهم الملك فهد والملك سلمان الحالي ) ورتبوا خطه في العام 1962 لعزل الملك سعود عن مسانديه وجعله يتخذ بنفسه قرار طرد طلال وجماعته عن مناصبهم

مباشرة بعد عزلهم عن مناصبهم قام جماعة الأمراء الدستوريون بمغادرة البلاد وذهبوا للعيش كلاجئين في لبنان , فتعقبهم فيصل وجماعته الى بيروت فأسقطوا عنهم الجنسيه السعوديه وألغوا جوازات سفرهم ليصبح وضعهم غير قانوني للبقاء في أي بلد . في 15 آب 1962 عقد الأمير طلال مؤتمراً صحفياً في بيروت هاجم فيه النظام السعودي غير أنه لم يذكر الملك وكان معه 4 من الأمراء هم الأمير عبد المحسن بن عبد العزيز , الأمير بدر بن عبد العزيز , الأمير فواز بن عبد العزيز , الأمير سعد بن فهد

قلقت الحكومه اللبنانيه من أن يكون وجود الأمراء على أراضيها سبباً للمشاكل بينها وبين حكومة السعوديه عندها بدأت بالتضييق عليهم فقام الأمير طلال بالإتصال بالسفاره المصريه في بيروت طالباً حل لهذه المشكله , فتم الترحيب به ودعوته الى زيارة مصر للقاء جمال عبد الناصر

في حديث متلفز للأمير طلال بن عبد العزيز تم تسجيله قبل أشهر , ذكر أنه تم لهم إستقبال مهيب في مطار القاهره وفي تلك اللحظه أطلقت عليهم تسمية ( تنظيم الأمراء الأحرار ) لأنهم من قبل هذا كانوا يعرفون بالأمراء الدستوريين , وأنهم كانوا بعدها قد قابلوا عبد الناصر بالفعل وأنه وعدهم بالحصول على الجنسية والجوازات المصريه لكن هذا الإجراء تأخر 9 أشهر لغرض حجزهم في مصر التي إن غادروها فلن يجدوا دولة تقبلهم على أراضيها , إستغلهم عبد الناصر خلال هذه الفتره من عام 1962 كأبواق دعايه ضد خصومه آل سعود في حربهم المشتركه في اليمن لطرد البريطانيين من حامية عدن , حيث عبد الناصر يدعم إنقلاب عبد الله السلاّل في اليمن بينما آل سعود يدعمون الملك اليمني محمد البدر

نهاية عام 1962 أسس الأمراء الأحرار في القاهره ما يعرف ب ( جبهة التحرير الوطني العربيه ) كان من نتيجة فتح إذاعة القاهره للأمير طلال وجماعته للحديث يومياً عن الأحوال في مملكة آل سعود من خلال رؤيتهم ( الجبهويه ) قيام 40 ضابط طيار سعودي بالهروب الى مصر متعاطفين مع شعارات عبد الناصر الرنانه وأحاديث أمرائهم الأحرار فأدى ذلك الى إنهيار القوة الجويه السعوديه بكاملها

إستمر خلال العام 1963 صراع حاد بين الملك سعود والأمير فيصل للإستحواذ على كرسي الملك كان من الممكن أن يؤدي في الكثير من وقائعه الى قتل أحدهما

عام 1964 أعلنت بريطانيا بأنها ستغادر حامية عدن عام 1967 عندها أدركت الولايات المتحده الأمريكيه أنها يجب أن تعيد ترتيب المنطقه بما يناسب مصالحها في المرحلة المقبله , ولهذا نجح فيصل في عزل الملك سعود وحل محله على كرسي الملك , ذهب سعود منفياً الى اليونان وتوفي فيها عام 1969 وبذلك طويت صفحة الملك سعود الذي قاد جانباً من الحرب في اليمن

الذي قاد صراعاً شرساً بين مصر والسعوديه لتصبا جام غضبهما على رأس بريطانيا في حامية عدن وأقصد به ( تنظيم الأمراء الأحرار ) تم حله وتنازل الأمراء عن ألقابهم كأمراء وعادوا الى السعوديه ولم يطالبوا بالإصلاحات مجدداً حتى يومنا هذا

عبد الناصر الذي قاد الطرف الآخر المقابل للسعوديه من حرب اليمن تم تأجيل إزاحته عن الحكم حتى عام 1970 فقد كان عليه أن يدخل حرب حزيران 1967 ليمنح اسرائيل كل الأرض العربيه التي كانت تريدها أثناء مفاوضات تقسيم فلسطين ولم تمنح لها بسبب وجود بريطانيا في تلك المفاوضات , وكان عليه قبل أن يرحل تسقيط العروبه والمد الناصري , ومكافأة له على جهوده المبذوله تم تسميمه قبل الإعلان الأمريكي بفصل اليمن الجنوبي عن اليمن الشمالي

عام 1970 فيصل يحكم في مملكة آل سعود , وأنور السادات يحكم في مصر .. لكي يخدما أهداف الولايات المتحده الأمريكيه بعدما أصبح البحر الأحمر ( بحيره أمريكيه ) بإحتلالها لقناة السويس وباب المندب , قام فيصل ببيع الموقف العربي سراً لإسرائيل مقابل تصدير العرب للنفط , أما أنور السادات فقام ببيع الإجماع العربي بتوقيعه علناً ومنفرداً على معاهدة تطبيع علاقات مع اسرائيل . بالتضليل الإعلامي .. ولأن غالبية العرب لا تقرأ فقطاعات واسعه من العرب تترحم اليوم على الرجلين بإعتبارهما من أقدس رموزها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مدير الاستخبارات الأميركية: أوكرانيا قد تضطر للاستسلام أمام 


.. انفجارات وإصابات جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب




.. مسعفون في طولكرم: جنود الاحتلال هاجمونا ومنعونا من مساعدة ال


.. القيادة الوسطى الأمريكية: لم تقم الولايات المتحدة اليوم بشن




.. اعتصام في مدينة يوتبوري السويدية ضد شركة صناعات عسكرية نصرة