الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الراقصة والطبّال .. عاهرة اسمها .. نغمة سياسية عربية ...؟؟

بلال فوراني

2016 / 10 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


حين تشرب ماء بردى تشعر بأنك تشرب ماء زمزمّ .. حين تصلي في الأقصى تشعر بأنك تصلي في الكعبة المكرمة .. حين تأكل من تفاح العراق تشعر بأنك تأكل من تفاحة آدم .. حين ترقص في المغرب العربي تشعر أنك تطير في سموات الرب .. حين تعلكّ القات في اليمن تشعر بأنك قد امتلكت أنهار الرب الأربعة كلها .. حين تسكر في كازينوهات لبنان تشعر بأن كل نهد مكشوف هو مشروع ليلة حمراء .. وحين تعيش في دول الخليج تشعر بأنك مجرد خنزير معلق في رقبته بطاقة مكتوب عليها .. وافد عربي ؟؟ ...وحين تعيش في أوروبا تشعر لأول مرة بأنك إنسان له ما له وعليه ما عليه ...تلك الانسانية التي خسرناها يوما حين صدقنا أن الرشوة أسهل وسيلة وأن الواسطة أسرع طريق ؟؟


هل صدقتم هذا الكلام حقاً ... هل صدقتم كل هذا الكذب الذي قلته سابقا .. لو صدقت فأنت شخص وطني ولكنه ما زال يعيش في الوهم .. وان لم تصدق فأنت شخص عقلاني لا يعرف معنى الوطن .. فنهر بردى صار ملوناً بدم الشهداء الذي كان كل ذنبهم أنهم أمنوا أن الوطن أم .. والأقصى الشريف قبلة المسلمين الأولى صارت مسرح حقير لليهود يرقصون فيه والعرب يصفقون .. وتفاح العراق صار جريمة لا تغتفر لذا انطرد أكثر من اربعة ملايين عراقي من جنتهم .. والقات اليمني لا يجعلك رباً بل يجعلك طفلا تعاقبه دولة السعودية على شقاوته ... ولبنان ليس دولة العاهرات والراقصات والطائفيات.. بل هي محسوبة على العالم العربي بأنها دولة تعيش تحت الوصاية السنية الشيعية ... ودول الخليج ليست حقيرة كما تتصوروا .. بل تأكدوا أنها أحقر مما تتصوروا ...تأكدوا أن شعوبها القادمة من خيمة حقيرة ورمل رخيص وجمل غبي .. صاروا من يصدروا للعالم بطاقات التهنئة بالحرية والعدالة والمساواة .. في الوقت الذي فيه العربي الوافد مجرد أجير يحتاج الى من يكفله كي يعيش في هذه البلاد القذرة .. وأوروبا التي تحلمون بها .. أوروبا التي تظنون أنها مهد الانسانية والبشرية ... ما هي سوى مجرد قبر كبير وحقير لكل من يحلم أن العدالة ما زالت على قيد الحياة .. وأن من استعمر بلادنا يوما سيكون بشراً .. ولن يكون حيوانا .. أوروبا أخذت أجمل ما عندنا كعرب ثم بصقت علينا بأوسخ ما عندها كغرب .. وللأسف نحن تعلمنا منها كل شيء قذر وهي لم تتعلم منا سوى أجمل شيء ..الفرق بيننا وبينهم حين تسأل نفسك لما شوارعهم نظيفة .. الاجابة تكون لأنهم يتعاملون مع وطنهم كأنه بيتهم .. والعربي يتعامل مع بيته كأنه وطنه .. لذا شوراعنا دوماً قذرة ولكن بيوتنا نظيفة ..؟؟

كلكم تقرأون اليوم ما يحدث في سورية .. رغم أن ما يحدث في اليمن أفظع .. وما يحدث في فلسطين أوسخ .. وما يحدث في ليبيا لا أحد يعرفه .. ولكن الأنظار كلها معلقة بساحات سورية ومدنها وشوارعها .. كل الإعلام يصبّ خمره على أفواه دمشق ... كل الجرائد تكتب بالحرف الآشوري ..كل المشاهير يتباكون على دماء السوريين .. ولكن لماذا لا أحد يهتم بما يحدث في اليمن أو فلسطين أو حتى ليبيا التي دمروها بدعوة الحرية ... صدق هذا المجنون الذي نختلف عليه في الاراء .. معمر القذافي .. نعم صدق حين مارس جنونه في زمن الخيانة .. صدق حين فضح الجامعة العربية لما كشف قبل انعقادها البيان الختامي لها .. يا لها من مهزلة .. هل تعرفون ماذا .. صدق حين قال كلمة واحدة .. من أنتم ... حين ترى اليوم داعش وجبهة النصرة وهم يرفعون علم الاسلام وحين ترى كل تاجر حرب صار عمر المختار في زمانه وحين ترى لصوص المراحل يتسلقون على ظهور الابرياء .. حين ترى ساحات القتل وحمامات الدم وقطع الرؤوس والأعناق .. حينها فعلا تقول في نفسك .. من أنتم .. حقاً من أنتم ...؟؟

ضحكت من قلبي حتى صار أوردته تنتفض بالغضب حين قام الأجير محمود عباس بالعزاء في موت كلب اسمه شيمعون بيريز ... ولكني شعرت بالخجل من غضبي حين سمعت أن قاضي القضاة في فلسطين أفتى بأن الرسول لو كان حيا لكان في عزاء بيريز متواجدا .. للحظة ضحكت ثم غضبت ثم ضحكت ثم استغربت .. فعلا لا أحد يلوم كلبا ينوح على كلبه الصديق ..ولكن العزاء في من يعتقد نفسه خليفة الاسلام ويقول على الرسول كلام .. لو سمع الرسول هذا الكلام لكان بصق في نصف وجهه .. لقد وصلنا الى مرحلة أن عالم الدين في الاسلام صار قواد حقير يتاجر بكلام الله ويفتي على لسان الرسول ما لم يقوله .. صرنا على عتبة أن يقول كل حمار على نفسه أنا من سلالة الرسول .. وأبي من سلالة من اختارهم الله شعبه المختار .. وأمي هي أم المؤمنين من نسل آل عمران ...؟؟

لا تظنون أني بكلامي هذا أدافع عن حماس .. كي أشوه ثوب فتح .. لا على العكس .. فأوسخ ممن لا يعرف الله ويكفر بالله .. هو من يعرف الله ويدعي أنه من أنبياء الله .. عن من أتكلم .. عن قواد اسمه اسماعيل هنية .. أو خنزير اسمه خالد مشعل .. عمن أتكلم حين أحدهم يقلم أظافر يهودي اسمه القرضاوي والاخر يعيش في قطر ويبيع القضية الفلسطينية كأن فلسطين أمه وأخته ... كلهم أوسخ من بعضهم .. حماس .. فتح .. حماس باعت شرفها لأجل السياسة .. وفتح باعت وطنها لأجل السياسة .. ولأجل السياسة صارت فلسطين خبر عابر في صفحاتكم .. صار موت طفل فلسطيني مجرد نكتة ... وقتل أسرة كاملة مجرد حادثة ... واعتقال ألف طفل من قوى الاحتلال الصهيوني مجرد إجراء روتيني بداعي الأمن القومي ...؟؟


أنا لا أؤمن إلا بالرصاصة التي تكون فوهة بندقيتها موجهة الى قلب اسرائيل .. أما الذين يقتلون باسم الاسلام .. الذين يجرمون بحق البشر وهم يقولون الله اكبر .. الذين يذبحون ويقطعون الأعناق ويظنون أن ربهم التافه يعدّ لهم حفلة عشاء .. الذين يصدقون قناة الخنزيرة أو قناة العبرية ... الذين يصدقون أن الربيع العرب كان ثورة شعوب وليست ثورة مرسومة كي تحرق البلاد والقلوب .. الذين يرفعون علم ثورة على أرض سورية وهم يظنون أن هذه هي الحرية .. الذين يصلون في الكعبة ثم يدعون على من يقولون لا إله الا الله كأنهم أبناء كلبة .. الذين يتباكون على كل جريح ودموعهم دموع تماسيح .. الذين يتاجرون بالشرف والوطن .. ومنهم تفوح رائحة العفن .. الذين اقتنعوا بأن اسرائيل دولة صديقة .. ولم يقتنعوا أن أمهم كانت زنديقة ... الذين يشربون دماء البشر كأنهم حيوانات .. ثم يتكلمون عن العدل والحريات .. إلى كل هؤلاء .. الى من لا يعترف فيهم لا رب في الأرض ولا في السماء .. إلى كل هؤلاء أقول لهم وأبصق في وجوههم .. أنا عربي .. فلسطين أرضي .. سورية عرضي ..ليبيا وجعي .. العراق دمعي .. اليمن غصتي والسودان ذبحتي .. والله عالم والنبي ليس غبيّ .. يا طبلة يرقص عليها كلاب العرب اسمها السياسة .. لقد بعتم ربكم من أجل كرسي الرئاسة .. الخيانة في دمكم والعمالة في لحمكم .. كل ما يحدث يصبّ في مصلحة اسرائيل .. يموت اليوم عميل فيخرج لنا ألف عميل ... ولكن سنظلّ برغم كل مؤتمرات الخيانة و العمالة .. سنظل نؤمنّ بأننا باقون هنا .. وأنتم ذاهبون الى مكبّ الزبالة ...؟؟

يوجعني حين أرى من يتفاخر بأمريكا ومواقفها .. يوجعني أن الأخلاق صارت عندهم مجرد زبدة تذوب في مقلاة المصالح .. يوجعني أكثر حين أرى من يظن نفسه مثقفاً وهو يسجد على سجادة اسرائيل .. يضحكني أكثر حين أرى أبناء سورية من دير الزور او الحسكة او حلب او درعا وهم ينتفضون على دولتهم كأنهم أبطال خارقون وهم لم يكونوا يوماً سوى هامش حقير في قصة سورية .. يضحكني أبطال الفيس بوك حين يتكلمون ويبصقون ويصرخون بأسماء وهمية وليس عندهم الشجاعة أن يقولوا أسماؤهم الحقيقية .. يضحكني من يقبض أجره بالدولار كي يخترع قصة سخيفة عن حياته ومأساته في ظلّ نظام ما زال يحمي حتى اليوم أبناؤه وما زال يعيش في حمى هذا النظام .. يضحكني أكثر وأكثر ... حين أجد أكثر من يشتم سورية .. هم سوريون يحملون شهادات جامعية سورية .. ويتاجرون بوطنهم كي يقبضوا اخر الشهر راتبهم العزيز .. يضحكني أكثر حين قالت لي مذيعة سورية مشهورة .. أنتم يا سيدي بعتم فلسطين.. فقلت لها يا سيدتي المثقفة لو اعتقدنا فرضاً أن أهل فلسطين باعوا أرض فلسطين فلماذا هذه الانتفاضات ولماذا هذه الشهادات ولما هذه الصرخات .. أقول لك شيء صغير من دون حقد .. اذا كنا بعنا فلسطين كما تعتقدين ويعتقد بقية الحمير فلقد باع شعبك كل سورية عن سابق اصارار ويقين ؟؟ يكفينا شرف أننا لم نرى فلسطيني يأكل قلب فلسطيني .. ولكن رأينا سوري يأكل قلب سوري كأنه حيوان جاء من الغابة .. يكفينا شرفاً أننا لسنا حيوانات .. ولكن في سورية ظهر الكثير من الحيوانات ..شكرا لك يا سيدتي المثقفة الحيوانة ... لن أعتبر كلامك إهانة لي .. فمن بيته من زجاج لا يرمي الناس بحجارته .. ؟؟
الوجع يا سادة حين يتحول المثقفون
الى فوهات حقد تقذف ما عندها من دون تفكير ..
الفاجعة حين تضحك اسرائيل علينا ونحن نخوض هذا النقاش
المأساة حين نصدق أننا نكره بعضنا ..
ونسينا أن نكره كلبة حقيرة اسمها اسرائيل ...؟؟

-
-
-


على حافة العرب

يا طبلة يرقص عليها كلاب العرب
وخنازيرها اليهود كأنه قضاء وقدرّ
هذه دول تبيع ربكم لو استطاعوا
تبدأ من السعودية وتنتهي في قطر
لو كان الشرف فيكم ورق على الشجر
لكان طلعّ الورد الجوري فوق سطح القمر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي