الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجذور الإسلامية للجمهورية الفرنسية

مزوار محمد سعيد

2016 / 10 / 7
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لقد صرّح الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي بأنّ الأجداد الفرنسيين منهم مسلمون قاتلوا من أجل فرنسا، في إشارة إلى التضحيات التي قدّمها الكثير من المسلمين من أجل الأرض والشعب الفرنسييْن؛ ومن هذه النقطة تحديدا، ينطلق البحث عن مصدر إمتنان الرئيس اليميني الفرنسي الأسبق للمسلمين الفرنسيين، خاصة وأنّه معروف بتصريحاته وساياساته النارية خلال عهدته الرئاسية المعادية للمسلمين وبالخصوص الإرهاب الذي يتربص بالجمهورية الفرنسية والذي مصدره الجهاد الإسلامي بغطاء الدولة الإسلامية على وجه الحصر.
الكثير من الأحداث خلال السنتيْن الفارطتيْن أعادت الجدل حول مكانة ومكان المسلمين داخل الدائرة الفرنسية خاصة الشعبية والحكومية منها، ولقد أجج البعض هذا الجدل بتعصّبه سواء للأيديولوجية الإسلامية من جهة، أو الأيديولوجية اللائكية من جهة أخرى، ليجد الفرد الحيادي نفسه يقف حائرا أمام سؤال: ما الذي قدّمه الإسلام لفرنسا كدين؟ وما الذي قدّمه المسلمون للمجتمع الفرنسي كفئة تشكّل جزء منه؟

1. حضور التمثّل المسلم في الذهنية الفرنسية المعاصرة:
ينظر الفرنسيون الآن إلى الإسلام على أنّه الديانة الثانية في فرنسا بعد المسيحية الكاثوليكية، مما يعني أنهم أمام موجة ديموغرافية هائلة، وما إذا أضفنا إلى هذا التصوّر بعض التوابل الجهادية القتالية فإنّ ما رسمه الإعلامي باسم يوسف في إحدى حلقاته الساخرة عن "الإسلام هو دراكولا"، يصبح واقعا مبرمجا للذعر في الذهنية الفرنسية من الإسلام ومن المسلمين. لكنّ هذه الصورة عن الإسلام توجد من ناحية أخرى بشكل مختلف بين طيّات الواقع الفرنسي في صورة أطباء ومهندسين، فنانين وكوميديين، رجال أعمال وسياسة، وطلبة علم وكتّاب ... الخ، وهم كلّهم أو معظمهم، أناس ناجحون، فالفرنسي الذي له جار مسلم، هل ينظر إليه إنطلاقا من فاعليته الإجتماعية أم من خلفيته الدينية؟

2. الحجاب ممنوع في الهيئات الحكومية:
معلوم بأن الدولة الفرنسية هي هيكل علماني، وهي لا تعترف بأيّ دين، لدى كان طبيعيّا ما عدى عند الذهنية المسلمة أن تقرر الحكومة الفرنسية منع الحجاب، مع انّ هناك الكثير من المثقفين الفرونكوفونيين المسلمين وبعض المتعاطفين معهم قد نظروا إلى الأمر وكأنه ظلم، قد مسّ فئة من الفرنسيين.

3. الخلفيات المختلفة لعلاقة الإسلام بفرنسا:
في كتاب بعنوان: فرنسا ومسلموها، يشرح الكاتب "صادق سلام" كيف أنّ الإسلام قد ارتبط بفرنسا وخاصة بقيم الجمهورية بشكل وثيق، وأنّ عهد الفرنسيين بالإسلام قديما جدا، وكما استفاد العرب والمسلمون من فرنسا استفادت هي أيضا من أفكارهم التنويرية، بدء بالأندلسيين بعد سقوط غرناطة، ووصولا إلى الهجرة القسرية أو الطوعية، الشرعية أو غير الشرعية من شمال أفريقية إلى فرنسا، حتى بات الإسلام من أهمّ المكوّنات لأركان الجمهورية الفرنسية اليوم.
لقد ظهر مفهوم الإسلام الفرنسي بداية في فترة نابليون بونابارت، حيث أراد هذا الامبراطور الفرنسي بعد اشهار أشهر جنرالاته لإسلامه خلال حملة الفرنسيين على مصر والشام والحجاز، وتزوجه بمسلمة، أن يحتوي المدّ الروحي للإسلام، وهي أذكى حركات العقل الفرنسي باتجاه الإسلام في اعتقادي، حيث عمدت القيادة الفرنسية إلى احتواء هذه الشحنات الروحية في الإسلام وأقلمته مع القيم الفرنسية، وقد بلغت أوجّ صورها في الحربيْن العالميتيْن حين توجهت الطاقات الإسلامية إلى الجيش الفرنسي من أجل حماية وخدمة الأرض الفرنسية.
لا يفوت الذهن دعوة فرحات عباس الجزائري أثناء نضاله السياسي إلى اعتبار الجزائريين فرنسيين مسلمين على الدولة الاستعمارية آنذاك أن تمنحهم حقوقهم في المواطنة الكاملة، وهي الفكرة التي ثوّرت عليه الداخل الفرنسي والداخل الجزائري، فاعتبره الفرنسيون المتطرفون شارذا عن الصفاء العرقي للفرنسيين، واعتبره الجزائريون وخاصة ابن باديس كاذبا ومزوّرا للتاريخ الجزائري خدمة للمحتل الفرنسي؛ حيث أنّ العقلية الاحتلالية الفرنسية قد عاملت الشعوب التي استعمرتها انطلاقا من تجربتها العدائية مع الدين في صورة الكنيسة في عصر القرون الوسطى، وهي من الأفكار التي سرّعت وعززت الكره للفرنسيين خاصة في شمال أفريقية، لأنّ الاسلام لا يشبه المسيحية، لا مؤسسات له لأنه يبني الأمّة بدل الدولة، وهو يخاطب الذهن ويحرّكه نحو التفكير والابداع، وهي كلها قيم كانت مفقودة لدى الفرنسيينن في القرون الوسطى بسبب الكنيسة.
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نكتة وكذبة العصر
ملحد ( 2016 / 10 / 7 - 11:57 )
نكتة وكذبة العصر
اقتباس: ( ....لأنّ الاسلام لا يشبه المسيحية، لا مؤسسات له لأنه يبني الأمّة بدل الدولة، وهو يخاطب الذهن ويحرّكه نحو التفكير والابداع) ????????????????!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

تعقيب: هذه اكبر نكته واكبر كذبة اسمعها في حياتي.......


2 - لماذا التعجب
معلق قديم ( 2016 / 10 / 7 - 15:43 )
أستاذ ملحد لما تتعجب ممن يلوي عنق الحقائق اليوم؟ هذه شيمتهم منذ 14 قرنا وجزء لا يتجزأ من العقيدة


3 - وأَخُو الجَهَالَةِ فِيْ الشَّقَاوةِ يَنْعَمُ
شاكر شكور ( 2016 / 10 / 7 - 16:26 )
هذا هو حال الإسلام منذ نشأته ، الكبرياء والتعالي وطمس حضارات الغير ، فالأسلام اصبح له جذور في فرنسا لأن غزوات الكتل البشرية تعتبر فضل على اهل البلد المحتل بأعتبار ان البدو اصحاب حضارة وقيم اعلى من حضارات غيرهم وكيف لا والإسلام يصلح لكل زمان ومكان ولولا صناعة الفلافل والتداوي بالحبة السودة وأبوال البعران لمات الفرنسيون جوعا ومرضا ، الأمية وصلت بين الجزائرين اعلى نسبة من الجهل ولكن الإسلاميون في الجزائر يكابرون ويتمنون أسلمة فرنسا وطمس آثارها وحضارتها ومحو حتى متحف اللوفر كما فعلوا في الشمال الأفريقي مع الأمازيغ وسكان الشام وغيرها من البلدان المنكوبة بالإسلام ، فالأسلام لا يهمه الحضارة بقدر ما يهمه سماع التكبير بالأله القريشي أكبر ولا يتعايش الأسلام مع اي دين آخر ومن بدل دينه اقتلوه ، يقول المثل الشعبي : الولد العاطل بيجيب لاهله المسبه

اخر الافلام

.. مصادر: مقتل مسؤول في منظومة الدفاع الجوي لحزب الله بغارة إسر


.. قبيل عيد الفصح.. إسرائيل بحالة تأهب قصوى على جميع الجبهات| #




.. مؤتمر صحفي لوزيري خارجية مصر وإيرلندا| #عاجل


.. محمود يزبك: نتنياهو يفهم بأن إنهاء الحرب بشروط حماس فشل شخصي




.. لقاء الأسير المحرر مفيد العباسي بطفله وعائلته ببلدة سلوان جن