الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دجل الاعلام ام اعلام الدجل

نهاد كامل محمود

2016 / 10 / 7
الصحافة والاعلام


دجل الاعلام ام اعلام الدجل

لقد الفنا ظهور اعلانات على مختلف انواع الفضائيات لاشخاص ذكور واناث يدعون انهم من ذوي القدرات الخارقة في شفاء الامراض المستعصية .. واعادة البصر الى الاعمى .. وتحقيق زواج العازبات .. وجعل الحمل مؤكدا للتي لم تحبل من سنين طويلة .. واعادة القدرة الجنسية لعجائز الرجال .. وفتح ابواب الرزق بتدفق غير محتسب لمن وارده شحيح .. وايجاد المفقود واعادة الغائب وتحرير السجين .. وفك الاسحار وعقد السن الخصوم وغير ذلك مما يمس مباشرة امنيات وحاجات وما يعذب السذج والجهلة والبسطاء من الناس ذكورا واناث فيدفعهم الى الاتصال بهؤلاء المعلنين المدعين انهم من ذوي القدرات الخارقة وتقديم الغالي والنفيس لهم على امل تحقيق تلك الاماني وتوفير مبتغاهم من الحاجات وتخليصهم مما يعذبهم متوهمين ان ماعجز عن تحقيقه كل الاطباء وكل اجهزة الحكومات بكل امكانياتها سيحققه لهم هؤلاء الدجالون ان هم دفعوا لهم المبالغ المطلوبة او اعطاءهم قطع الذهب التي تحتاجها عملية الدجل حسب تشخيص الدجال نفسه .. ولكن املهم هذا لن يتحقق قطعا بجهود وقدرات هؤلاء الدجالين .. اما لو تحقق بعضا من ما يطلبه هؤلاء السذج والبسطاء والجهلة من الناس فهو انما قد تحقق عن طريق المصادفة او ان أوانه قد حان وليس بالقدرات الخارقة المزعومة من هؤلاء المعلنين الدجالين .

الى حد الان وكلامي هذا عن هذه القدرات الخارقة المزعومة لا علاقة له (( بالاعلام )) الذي هو السلطة الرابعة المؤثرة في المجتمع .. انما هو له علاقة (( بالاعلان )) مقابل اجر مسمى وهي ذريعة لاباس بها لاصحاب الفضائيات لتمويل فضائياتهم .

ولكن ياسادتي الاعزاء .. ان تسخر هذه الفضائيات اعلامها واعلامييها لخدمة دجل المدعين بالقدرات الخارقة فانه امر انا شخصيا اراه معيب لتلك الفضائيات ومعيب لاولئك الاعلاميين الذين ارتضوا ان يبيعوا رسالتهم الاعلامية الشريفة لخدمة الدجل والدجالين ضد مصلحة بعض افراد الشعب وضد التحضر والتطور للشعب ككل .. وفي رايي ايضا ان تلك الارباح المتاتية من تسخير الاعلام للدجل والدجالين انما هي ثمن خيانة الواجب الاعلامي وهي مطابقة لارباح الكاتب الذي يبيع حرفه حسب الطلب لمن يشتري بسعر اعلى .

بما انني مؤمن ان الصراحة لا تحمل معناها كاملا ما لم يرافقها وتر قباحة .. فعليه ساذكر اسماء بعض الزملاء الاعلاميين المحترمين واعاتبهم على تغطياتهم لنشاطات الدجل التي هي برايي ليست تغطية اعلامية مقابل اجر .. انما هي عملية اشتراك غير مباشر في دجل يسبب خسارة هؤلاء الناس البسطاء ويساهم في تخليف المجتمع .

اعاتب الزملاء الاستاذ فيصل الياسري الذي تذرع ان برنامج السيد علي الشيباني الذي كان يبث من فضائية الديار التي هو صاحبها انما هو بمثابة اعلان مقابل اجور لتمويل الفضائية .. واقول له يااخي الاستاذ فيصل قد تكون هناك جماعة من اشباه داعش لديها استعدادا ان تدفع لك اضعاف ما يدفعه لك السيد الشيباني فتعليلك عندي على الاقل غير مقنع .

اما الزميل الفنان الاستاذ سامي قفطان الذي كان يقدم برنامج السيد علي الشيباني فاعاتبه لانه اعلى مستوى من هكذا برامج وما كان عليه الا ان يرفض هذا الواجب حتى وان كانت ارباحها اكثر فما كل شيء يقاس بالمادة .

وكذلك اعاتب ادارة فضائية (( دمعة )) وايضا اعاتب الزميل فلاح العزاوي الذي يدير برنامج السيد احمد الوائلي .

واقول لمن عاتبتهم جميعا انني اتكلم بدراية عن القدرات الخارقة المزعومة عند هؤلاء الدجالين .. ولست متطفلا على موضوع لا يهمني امره .. فانا ياسادتي عضو قديم في جمعية الباراسايكولوجي ومتميز بشهادة تقديرية ومن هذا المنطلق وجدت نفسي مسوؤلا ان اطرح رايي بهذا الخصوص .

وختاما تحيتي ومحبتي واحترامي لكل من يقرأ كتابي هذا مؤيدا او رافضا .

نهاد كامل محمود








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التجسس.. هل يقوض العلاقات الألمانية الصينية؟ | المسائية


.. دارمانان يؤكد من الرباط تعزيز تعاون فرنسا والمغرب في مكافحة




.. الجيش الأمريكي يُجري أول قتال جوي مباشر بين ذكاء اصطناعي وطي


.. تايلاند -تغرق- بالنفايات البلاستيكية الأجنبية.. هل ستبقى -سل




.. -أزمة الجوع- مستمرة في غزة.. مساعدات شحيحة ولا أمل في الأفق