الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مصير الرأسمالية والليبراليين مقابل اشباه الرأسمالية ومصائرهم ..
مروان صباح
2016 / 10 / 8مواضيع وابحاث سياسية
مصير الرأسمالية والليبراليين مقابل اشباه الرأسمالية ومصائرهم ..
مروان صباح / لم تعد تنّفعَ جميع الاستقراءات التى يجتهد المرء في تقديمها ، لأن ، الحاصل يحتاج إلى النزول للعالم السفلي ، وأول شروط الدخول إلى هذا العالم ، يتطلب التنازل عن إنسانيته ، نعم ، الإنسانية لا شيء آخر ، وهذا التنازل قد عبرت عنه في الماضي القريب ، النظرية الرأسمالية ، التى تطورت تدريجياً وتجددت مرات من خلال الليبراليين الجدد ، وبالتالي ، عندما تمكنت الرأسمالية من التفرد في الاقتصاد العالمي ، تخلت تدريجياً الدّول العاملة بها عن العدالة الاجتماعية ، وبالتالي ، في واقع أمرها ، لم تكن فعلاً تؤمن بالمساواة بقدر التكافؤ ، وبالفعل ، تفوقت الرأسمالية وسجلت انتصارات مختلفة على جميع النظريات المضادة ، وترسخ مفهوم علاقة الفرد بالاقتصاد ، والتى تنتهي فقط إلى معاملات ، لتصبح ، الدول ذات النهج الرأسمالي غير ملتزمة بأي مسؤوليات اجتماعية ، وقد يلاحظ المرء ، أن المدرستين في الاقتصاد العالمي الحديث ، قادهما شخصيتين يهوديتين ، كارل هانريك ماركس 1818 م 1883 م ، فيلسوف اقتصادي وعالم اجتماع ، اشتراكي ثوري ، وفي الجانب الآخر ، فريدريك فون هايك 1899 م 1992 م ، اقتصادي مدافع عن الليبرالية الكلاسيكية والرأسمالية القائمة ، خلاصة مدرسته التى كافح في الدفاع عنها ، اعتبر أن العدالة تكمن في السوق ، والسوق وحده فقط ، يتيح للفرد الفرصة ، طبعاً ، من خلال التكافؤ لا شيء أخر ، في الحقيقة ، كانت الأمور في السابق تختلف عن العقود الأخيرة ، حيث ، استطاعت ثلة من الليبراليين ، الاقتصاديين ، مواجهة المدرسة الاقتصادية الماركسية والمبادئ الاشتراكية والاقتصاد الجماعي ، ودافعت هذه الثلة عن الليبرالية الاقتصادية بعنف واستطاعت أن تشكل اقتصاد عالمي انتقائي ، حيث ، كانت الحركات الاشتراكية ، في وقت سابق ، في ذروة صعودها في العالم ، الذي تطلب جهد مضاعف في مواجهة التمدد الماركسي الاقتصادي .
انتهت اليوم جميع النظريات المضادة للرأسمالية ، بل ، تحولت الصين والإتحاد الروسي وأمريكا الجنوبية والعرب ، أكثر انخراطاً في نظرية النسبية عن القيمة والنفعية ، ولهذا ، نشهد في هذه المجتمعات رفض قطعي للقيم الاجتماعية المستقلة عن المصالح الفردية ، وتسوّق هذه المجتمعات مفهوم السوق الحر ، حيث ، يصنف على أنه يسير دون تخطيط جماعي ، لكنه ، كفيل أن يحقّق الرفاهية والتقدم والإنتاج ، يحصل ذلك ، فقط ، عن طريق سعي الفرد نحو تحقيق مصلحته الشخصية ، بالطبع ، عكس ما يطرحه الإسلام وماركس ، من دعائم أخلاقية ومعايير ، ومن الإنصاف في هذا السياق ، يسجل التاريخ للعرب محاولة ، كانت تحمل ، تفاؤل ، عندما أحدث الأردن ، منظومة بنكية إسلامية حديثة ، مبتكرة ، انتهت في نهاية المطاف ، إلى انصهار في الليبرالية الجديدة بسب عدم توفير الدعم العربي لها ، فالليبرالية الجديدة ، تعتبر أن الحياد هو مصدر قوة للسوق ، الذي يبرر عدم حاجته إلى أي دعائم ، إلا أن ، وفي ظل غياب البدائل ، تنقسم الرأسمالية اليوم إلى صنفين ، الأول ، الأصل ، والثاني ، الشبيه ، ومن هنا ينطلق الأصل مجدداً ، إلى تغيرات جذرية في الرأسمالية المعدلة بالأصل من الليبراليين ، طبعاً ، من معرفتهم اليقينية بجهل الشبيه لهذه المتغيرات ومصائرها ، حيث ، يسوق الاقتصاد العالمي ، منذ سقوط الإتحاد السوفيتي والتغير الذي طرأ بشكل جذري على الاقتصاد الصين ، إلى إعادة ترتيب البنك الدولي ، على أسس واضحة تقترب من الحد للفكر الرأسمالي ، المتواري خلف تكافؤ الأفراد والانتقاء البشري ، فالفرد أينما كان ، أصبح يٍحّتكم إلى مفهوم الربح والخسارة ، محسوبين بالنقود ، ليتحول العالم كله إلى بورصة وسندات واسهم ، وهنا ، تجد أن العالم يفقد تدريجياً السوق السلعي ، الذي يتيح للرأسمالية التحكم بكل المصادر والموارد الطبيعية ، للدول الغير صناعية ، وبالتالي ، يسمح للرأسمالية الأصلية ، التفرد ، وهي الوحيدة القادرة على تصنيع الحداثة والتكنولوجيا والوحيدة القادرة على تلبية احتياجات العالم من صناعات وغذاء ، تماماً كما هو في الجانب الآخر ، تُخضع الرأسمالية جميع الموارد الطبيعية إلى البورصة العالمية ، وبالتالي ، مردودها وأصولها وسياساتها تعود إلى مؤسسيها التقليدين .
إذاً ، الملّخص الفعلي ، العالم بطريقة أو بأخرى ، أشباه أو أصليين ، أصبحوا في خندق الرأسمالية ، المهذبة أو المتطرفة ، وهذا التساوى لا يستوى عند أصحاب فكر السوق الحر ، بالطبع ، كانت في الماضي البعيد ، الرأسمالية هَدَف ، يُرغب في تحقيقه ، وليس كما يدعي هايك ، بأنها نمو تلقائي غير مقصود ، وشهدت الرأسمالية تطور مع الليبراليين الجدد ، بشكل مقصود ، والآن ، بعد تخطيط بالغ الجهد ، يتم تأسيس فلسفة جديدة باسم الليبرالية ، حيث ، يحمل الجديد في طياته دمار أشمل للبشرية ، تطرّف اقتصادي أعنف ، مما شهدته البشرية من قبل ، وقد درج في السابق مقولة خطيرة ، نعتبرها أقرب إلى الهروب أو التملص من المسؤولية ، حيث ، يردد أصحاب مذهب السوق الحر ، أنه سوق غير مسيطر عليه ، الذي يؤدي في الأغلب ، إلى نتائج غير مقصودة ، وهذا الغير مقصود ، أنتج ما يقارب أربع مليار إنسان بين جائع ومشرد وكادح يكدح خلف حفنة من دولارات ، ومع مرور عقود من الكدح ، تحولوا الكادحين إلى عبيد ، معذبون حتى الموت ، لهذا ، تسعى اليبرالية الرأسمالية ، ادخال العالم بأسره في حروب دموية ، مبنية على أسس دينية ومذهبية وقومية ، أي عنصرية ، ومعارك أخرى ، تقع في الجزء الآسيوي ، فقر يتجاوز الموت ، بالكاد الإنسان الآسيوي يجد طعامه اليومي ، رغم جميع الطرق والخطوات التى وضعت في الآونة الأخيرة ، من أجل النهوض بشعوب المنطقة ، إذاً ، المرحلة المقبلة ستشهد مزيد من الاحتكار للتقنية والموارد البشرية ، في المقابل ، تسعى الرأسمالية إلى توسيع تلك الكائنات الاستهلاكية في ارجاء الأرض ، لتُصبح كالإسفنجة ، كي يحلو لها تحريكها كما تشاء ومتى تشاء .
أصبح الاقتصاد العالمي مرهون بأكمله إلى البورصات ، وجميع السلع مرتبطة بسعر البترول ، الدواء والغذاء المُصنع ، والزراعة وجميع الصناعات الثقيلة والخفيفة ، وقد تكون دول المنتجة للبترول ، تورطت دون أن تعي ، خطورة ارتفاع اسعار النفط الجنوني ، لكنها ، تعي الآن ، أن الارتفاع كان أشبه بالفالصو ، حسب المصطلح الشعبي ، فالدول الصناعية ، لم تتأثر بارتفاعه ، طالما ، الإنتاج بشتى عناوينه ، مرتبط بالبورصة الدولية ، التى تتحكم بها بالأصل ، ومع مرور الوقت وتقلبات أسعار النفط ، الدول المنتجة للبترول ، تضررت وتورطت ، بل ، تقف عند عتبة الانهيار ، في المقابل ، تتهيأ الدول الكبرى ، تهيؤ المتخلي عن حلفاءها التاريخيين ، الذي سيضيف من أزمة الدولة العربية ، أزمة كبيرة ، بعد ما فقدت نظامها الاقتصادي ، التكافل والسوق الجماعي ، إذاً ، العالم جميعه سيشهد سياسات جديدة في الاقتصاد ، ستكون سياساته بعيدة كل البعد عن السياسات ، المعروفة أو بالمعنى المألوفة ، دول شكلية ستذهب مع ادراج النظام الاقتصادي ، الجديد ، ودول سعت في الآونة الأخير التشبه بالرأسمالية ، لكنها في واقع أمرها ، فقدت النهج الذي قامت عليه ، الاشتراكي ، وعجزت من تقليد الرأسمالية أو التمكن من السيطرة على تفلتاتها ، فالحروب الكبرى ، التى تخوضها الصين من أجل الدفاع عن أمنها القومي شرق اسيا وروسيا الاتحادية شمال أوراسيا ، تحتاج إلى اقتصاد ، يعتمد على الذات ، اولاً ، وعابر للقارات ثانياً لأن ، الرأسماليين الحقيقيين ، يراهنوا على القتال الطويل واحتكار للاقتصاد الدولي لمدة أطول .
والسلام
كاتب عربي
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مقهى في أربيل يتيح للزبائن فرصة اللعب مع القطط
.. فيتو روسي ينهي النظام الأممي لمراقبة العقوبات على كوريا الشم
.. وضع -كارثي ومرعب- في هايتي مع تواصل تدفق الأسلحة إلى البلاد
.. المرصد: 42 قتيلا بقصف إسرائيلي على حلب بينهم عناصر من حزب ال
.. -بوليتيكو-: محادثات أميركية لإنشاء قوة حفظ سلام في غزة | #ال