الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشكلات تربوية تنتظر الحلول.

سلمان داود الحافظي

2016 / 10 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


العملية التربوية في العراق تمر بمنحدرات خطيرة ان لم تعالج ستكون لها انعكاسات سلبية , ويمكن تشخيصها من خلال الايام القليلة الماضية من العام الدراسي الجديد, رغم ان هناك متسع كبير من الوقت لطباعة المناهج وتوفير القرطاسية والاثاث , خلال العطلة الصيفية والنصف الثاني من العام الدراسي الذي سبق, الا اننا نجد مئات المدارس تعاني من نقص في الكتب والقرطاسية ومقاعد الدراسة , وهذا ناتج عن سوء تخطيط للزمن وعدم حساب موعد بدء العام الدراسي بدقة, واحالة طبع الكتب المنهجية الى مطابع لا تمتلك الرصانة في انجاز عملها حسب السقف الزمني, نامل ان لاتتكرر في السنوات القادمة ويتم انجازها وايصالها الى مخازن المديريات قبل شهر من بدء الدوام, مشكلة بدات تبرز خلال السنوات الماضية وهي عجز في ملاكات المدارس وخاصة خارج مراكز المحافظات, وهذة ناتجة عن تاخر اطلاق الدرجات الوظيفية او التعويضية, كثير من المحافظات انهت استلام الطلبات من المتقدمين يوم 4-10-2016, وهذا يعني ان التعيين الجديد لن يباشروا قبل 15-11 لان هناك فترة اعتراضات ومصادقة من الوزارة واصدار اوامر تعيين, وبالتالي وبسبب هذا البطء تعاني مئات من المدارس من عجز في ملاكاتها, بعضها لايمكن التقليل من اثارها وخاصة الاختصاصات العلمية الكيمياء والرياضيات والاحياء, نامل من قيادات الوزارة ان تستفاد من الاخطاء السابقة وتطلق التعيينات على الاقل في 1-7 من كل عام , ليتسنى لها سد الشواغر في المدارس وانتظام دوامها, ونتيجة المحسوبية والمنسوبية وتدخل جهات عديدة في عمل التربية, هناك مدارس تعاني من فيض او حصص المدرس والمعلم لا تتجاوز ال15 اسبوعيا , بينما مدارس اخرى وصلت فيها حصص المعلم والمدرس الى 28 حصة في الاسبوع, وهذا يؤشر عدم وجود العدالة بين ملاكات مديرية التربية الواحدة او الرقعة الجغرافية, نامل ان تجرى تسوية حقيقية للملاكات وان تشكل لجان رقابية من مقر الوزارة والمفتش العام, للوقوف على هذة الحالة ميدانيا وكذلك زيارة المدارس والاطلاع على مشاكلها, الاكتظاظ في الغرف الدراسية نتيجة تلكؤ الوزارة في انجاز الابنية المدرسية , حيث وصلت اعداد الطلبة والتلاميذ في بعض المدارس بحدود 70في الصف الواحد, اذا كنا نبحث عن مستوى علمي علينا ان نعالج هذة الحالة او التخفيف من اثارها, من خلال انجاز الابنية المدرسية وبالسرعة الفائقة والتي نسب الانجاز فيها , تفوق 80 % من خلال منح سلف للمقاولين او استلامها من قبل التربية وانجازها, الدرس الخصوصي ظاهرة بدات تزداد في كل عام وتشكل عبأ على العوائل العراقية , وهي بالتاكيد ناتجة عن عدم كفاية الطالب والتلميذ بالمعلومات التي يحصل عليها داخل المدرسة, وخاصة لطلبة المراحل المنتهية الثالث المتوسط والسادس اعدادي, وكل من يقول ان الوزارة حدت منها من خلال اعمامها بين الحين والاخر, فهو يجانب الحقيقة فاغلب الطلبة والطالبين الناجحين من الخامس اعدادي, يباشرون بالدورات والدرس الخصوصي مع انتهاء امتحاناتهم , حتى ان المدرسين في امكان عديدة استاجروا بيوت واطلقوا عليها معاهد تقوية للتمويه , نجد من الضروري معالجة الدرس الخصوصي بخطوات مدروسة, من خلال اختيار اكفأ المدرسين للدراسة الاعدادية ومنحهم مخصصات مقطوعة شرط ان لا يزالوا التدريس الخصوصي, تحسين البيئة المدرسية للمدارس الاعدادية وتوفير كافة المستلزمات التي ترفع المستوى العلمي, يمكن العمل بنظام الاختبار من اساتذة اكفاء لمن يتم اختيارهم للدراسة الاعدادية, اجراء استبيان يستهدف الثالث متوسط والسادس اعدادي , عن اسباب رغبتهم باخذ دروس خصوصية. الرياضة المدرسية تعاني من اهمال واضح وعدم توفر مستلزمات انجاح درس التربية الرياضية, فلا وجود لتجهيزات رياضية منذ عامين التي بغيابها لايمكن تقديم درس ناجح, وفقدانها يحرم التلاميذ من فرصة ترويحية اثناء الدوام اليومي, واغلب اطفال العراق وخاصة الذكور يعشقون كرة القدم, نامل ان تجد وزارة التربية باب صرف لتزويد المدارس بحصة معقولة من التجهيزات . التسرب من الدراسة وقبلها مازال موجودا لكن بنسب اقل من السابق كون العائلة العراقية ترغب بتعليم اولادها, يمكن معالجة هذا الامر من خلال تنفيذ قانون منحة الطالب والتلميذ, على ان تقتصر على العوائل الاقل دخلا تحددها لجان من المدرسة والمجالس المحلية ودوائر الرعاية الاجتماعية, واحد اسباب التسرب تكرار الرسوب لقسم من المتسربين نتيجة عدم تمكنهم من القراءة والكتابة بصورة جيدة, ويمكن معالجة هذة الحالة من خلال تحسين التعليم وجعل عدد تلاميذ الشعبة لايزيد على 30 تلميذ, كذلك توفير وسائل تعليمية وحث الاباء على مساعدة المدرسة في عملية التعليم من خلال المتابعة
لايمكن ان يرتقي العراق ويتخلص من معظم مشاكلة الامنية والاقتصادية والاجتماعية , الا بالارتقاء بالعملية التربوية وتخليصها من مشكلاتها التي تعاني منها منذ عقود من الزمن, نامل ان تتعاون كل اطراف العملية التربوية والجهات الساندة لها لعودة التعليم في العراق الى سنوات تميزة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شولتز: المساعدات الأميركية لا تعفي الدول الأوروبية من الاستم


.. رغم التهديدات.. حراك طلابي متصاعد في جامعات أمريكية رفضا للح




.. لدفاعه عن إسرائيل.. ناشطة مؤيدة لفلسطين توبّخ عمدة نيويورك ع


.. فايز الدويري: كتيبة بيت حانون مازالت قادرة على القتال شمال ق




.. التصعيد الإقليمي.. شبح حرب يوليو 2006 | #التاسعة