الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسلم بين التوحش والأنسنة !!

رمضان عيسى

2016 / 10 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الاسلام كالقمر له جانب مضيء وجانب معتم ولا يمكن أن ينفصلا . فسيرة النبي محمد وفقره ويتمه وصدقه وصبره في بداية الدعوة لا ينفي عنفه وجبروته وقسوته في التنكيل بالآخر وترسيخ أفعال ونصوص وشرائع تدعو المسلمين لعدم مغادرتها
والسؤال الآن : هل داعش ردة فعل عصبية ضد ما فعلته المسيحية والرأسمالية والاستعمار عبر التاريخ بالمسلمين وبلاد المسلمين ؟
أم هي ولية النصوص الاسلامية وردة فعل ضد الفِرقْ والمذاهب الدينية الاسلامية الأخرى وخاصة ضد الشيعة ؟ أم داعش هي ردة فعل وحشية ضد الحضارة ومظاهرها ، ودعوة للعودة بالحياة الى الصحراوية بدون حضارة بما فيها من حروب وسبي وعبودية للنساء واشعال النوازع الجنسية بكامل تفرعاتها ؟
لقد أجابت - داعش - على كل هذه التساؤلات ولو بشكل جزئي ، ولكنها في المحصلة النهائية كانت وبالا ومصيبة على العرب والمسلمين ، فهي منهم وإليهم . ، وكانت النور الذي كشف الجانب التطبيقي المعتم للاسلام والذي لا يمكن تجزأته .
إن بعث النوازع الوحشية من قتل وذبح وتعزير للآخر وتعظيم الفرقة بين بني الانسان يجري في الاسلام بمبررات ونصوص دينية ، وهنا يفقد الاسلام مبررات اعتماده كدين كان قد جاء لتنظيم علاقة انسانية راقية بين الناس وتعظيم مكارم الأخلاق ، وبهذا تصبح مقولة : -انما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق - لاغية لأن مثل هذه الأخلاق لا يمكن هضمها في هذا الزمن . هذه هي بعض أقوال النبي :
1 - بُعثت بالسيف بين يدي الساعة
2 - جعل رزقي تحت ظل رمحي
3 - أما والذي نفس محمد بيده ، لقد جئتكم بالذبح
4 - اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم
= وهذه من أفعال النبي : فشخ ام قرفة بشدها بين بعيرين ، وذبح العصماء لمجرد كلام، وذبح النضر بن الحارث أسيرا بعد ان اعجزه النضر بالحجة والبرهان، وأرسل من اغتال كعب بن الاشرف واستدرجه من بيته لمجرد كلام قاله كعب .
فداعش تمارس العنف ولم يستطع أحدا من ممثلي الدين الرسمي أو العام ، لم يستطع أحدا من المشايخ أن يكفرهم ، مع أننا نجد ان كل أفعالهم ضد مسلمين ، أو فِرق قريبة من الاسلام .
فالعنف متجذر ليس في النص الاسلامي ، بل وفي الممارسة عبر التاريخ والسيرة النبوية وعصور الخلافة الأموية والعباسية والعثمانية . وداعش
وهنا لا بد من السؤال : هل القتل وقطع الرؤوس والسبي وفتح سوق للنخاسة وتعظيم العبودية وجعل نساء الغير ملك يمين وبعث العبودية من جديد واطلاق النوازع الجنسية اتجاه النساء والعبث بهن من مجرمي الحروب ومالكي السلاح . هل هذه من مكارم الأخلاق ؟
الاسلام بهذا الشكل هو نقمة ، هو مصيبة ، هو شر البلية ، أصيبت بها المنطقة العربية ، والمصيبة الأكبر هي القول : - الحمد لله على نعمة الاسلام - ، فأن تعتبر المصيبة ، البلاء ، القتل ، الذبح ، الاغتصاب ، تحطيم الأُسر ، التفريق بين الانسان بسبب الاختلاف في الدين ، - نعمة - ، فهذا الخلل الأعظم الذي تهاوى له انسان هذه المنطقة في القرن الحادي والعشرين .
ان الأديان تحاول تعظيم مطلقاتها – كل دين له مطلقاته الخاصة – والتركيز على أبلسة المختلف وإلغاء الأخر ، في حين أن الأجدر بكل دين هو تعظيم الملامح الانسانية ، وليس بإشعال شهوة القتل وإلغاء المختلف . وما نطمح إليه من المطلق ، القيَّم هو أنسنة المتدين ، وليس أبلسة المختلف .
إن عالم الأفكار القِيَّمي – المتماهي مع القيَّم – له من الأهمية بمكان لما له من انعكاس على الواقع ، حيث يخلق الدوافع والحوافز لتغيير الواقع الى الأفضل . فهدف القِيَّم ليس بإطلاق النعوت بالكفر والهرطقة وأبلسة المختلف ، بل أنسنة المتوحش أيا كانت معتقداته وتوجهاته سواء كانت بمبررات دينية أو غيرها . فإذا غابت القيَّم يتوحش الانسان ، و التوحش لا بد من مبرر ، و للأسف فإننا نرى أن هذا المبرر موجود في النصوص المقدسة والفتاوي الدينية .
ان عالم القيَّم هو عالم المُثل العليا والأخلاق السامية التي تفرز علاقات اجتماعية تليق بالانسان وحياته ككائن راقي . " فليست الحياة نفسها شيء – كما يقول سقراط – أما أن تحيا حياة الخير والحق والعدل هو كل شيء " .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وصف رائع
على سالم ( 2016 / 10 / 9 - 17:00 )
الشكر الجذيل للسيد الكاتب الموقر , لقد اعطيت صوره حقيقيه وصادقه للاسلام الرهيب الاجرامى والدموى والذى تم توارثه ويؤمن به السذج والجهله والدهماء والبلهاء على مر العصور , اتمنى ان يتيقظ هؤلاء المغيبون ويعرفوا حقيقه رسولهم الدجال وقاطع الطريق واللص والدباح وايضا الغير ناطقين بالعربيه المسلمين وهذه كارثه مروعه اخرى يجب التركيز عليها كثيرا لتعريفهم حقيقه اسلامهم المزيف


2 - الى متى يبقى الأسلام على التّل
شاكر شكور ( 2016 / 10 / 10 - 01:47 )
الدواعش يعرضون للعالم الآن فلم الرسالة المحمدي الحقيقي وليس كما جاء في وقائع فلم مصطفى العقاد المزيف ، الإصرار على ان الإسلام صالح لكل زمان ومكان هو كمن ينطح رأسه في جدار ليخدر نفسه نتيجة اليأس لينسى الواقع ، إنه الفشل تلو الآخر لنتائج تطبيق الشريعة الإسلامية ، ان تظمين دستور الدولة نص بأن سيف الشريعة الإسلامية هو المصدر الرئيسي للتشريع يعتبر ذلك مخالفة لمبادئ وقوانين حقوق الإنسان ، الكذبة عندما تُكتَشف ويكثر معارضيها يكثر المغيبين والمنتفعين المدافعين عنها أيضا ويصبح الصراع ليس ايماني بل صراع الغابة والكفة تكون في صالح من له انياب طويلة والأكثر شراسة وقوة ، العلمانية لا تعارض الدين بل تضعه في موضعة الصحيح فلماذا يخافون الإسلاميون من النظام العلماني ؟ اليس السبب هو عدم قبول الإسلام لأي تطور ؟ وماذا ستستفيد البشرية من دين جامد يأمرنا ان نعيش بين البعرة والبعير بحياة صحراوية بدوية تذكرنا بالموت بدلا من الحياة ؟ وهل حوريات الجنة تستحق ليعيش الإنسان في امل وهمي مسيّر ومساق بسوط الآية التي تقول لا تسألوا عن أشياء إن تُبد لكم تسؤكم ؟ تحياتي استاذ رمضان


3 - الحياة في ظل الخلافة
رمضان عيسى ( 2016 / 10 / 10 - 12:02 )
لو تتبعنا تاريخ الخلافة لو جدنا أن نظام الحكم يتماهى مع القبلية ، وأقرب الى المَلكية التي تحكم بطريقة العصور الوسطى ، والنظام سيكون مليء بالعبيد وملك اليمين والأمراء المميزون الذين يتصارعون على السلطة ويصعد من له فخذ أكبر في القبيلة ومن لدية أملاك أكثر ..
مثل هذا لا يتناسب مع العصرولا مع حقوق الانسان ولا مع تحديد فترة الحكم ولا يعترف بالانتخابات ولا بالبرلمان ولا بدور الشعب ولا يعترف بقوق الأقليت العرقية ولا المذهبية .
ومن الناحية الفكرية ستكون السيطرة للمشايخ وفتاويهم المتعددة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تهاجم كل جديد في العلم والتطور الاجتماعي، ولا حقوق للمرأة .
باختصار سيكون نظام ارهابي ، وداعش وأنظمة الحكم العشائرية مثال واضح للعيان .
هذا من جانب ، ومن جانب آخر ، الفتاوي تشعل النزاعات الطائفية وتشوه العلاقات بين مكونات المجتمع . وتحرك نوازع التوحش ونسيان القيم من حق وخير وجمال والفن .
من هنا فالعلمانية نظام متوازن يحفظ لجميع المواطنين حقوقهم الحياتية والفكرية .
شكرا من شارك قراءة وتعليقا .


4 - من فتاوي ابن تيمية
رمضان عيسى ( 2017 / 9 / 16 - 16:37 )
■-;- من قال إنه يجب على كل مسافر أن يصلى أربعاً فهو بمنزلة من قال إنه يجب على المسافر أن يصوم شهر رمضان، وكلاهما ضلال، مخالف لإجماع المسلمين، يُستتاب قائله، فإن تاب وإلا قُتل. ابن تيمية، مجموع الفتاوى، الجزء 22، صـ 31.

■-;- الرجل البالغ إذا امتنع عن صلاة واحدة من الصلوات الخمس أو ترك بعض فرائضها المتفق عليها، فإنه يُستتاب فإن تاب وإلا قُتل. ابن تيمية، مجموع الفتاوى، الجزء 3، صـ 429.

■-;- لو صلى صلاة بوضوء وأراد أن يصلى سائر الصلوات بغير وضوء، استُتيب فإن تاب وإلا قُتل. ابن تيمية، مجموع الفتاوى، الجزء 21، صـ 379.

■-;- من زعم أن الله لا يُرَى فى الآخرة فقد كفر وكذّب بالقرآن وردّ على الله تعالى أمره، يُستتاب فإن تاب وإلا قُتل. ابن تيمية، مجموع الفتاوى، الجزء 6، صـ 499.

■-;- أكل الحيات والعقارب حرام بإجماع المسلمين، فمن أكلها مستحلاً لذلك فإنه يستتاب فإن تاب وإلا قُتل. ابن تيمية، مجموع الفتاوى، الجزء 11، صـ 609.

■-;- من قال: «القرآن مخلوق» يستتاب فإن تاب وإلا قُتل. ابن تيمية، مجموع الفتاوى، الجزء 12، صـ 507.
من قال: كلم الله موسى بواسطة فهذا ضال مخطئ؛ يستتاب فإن تاب والا قُتل . الجزء 12، صـ532.

اخر الافلام

.. الأرجنتين تلاحق وزيرا إيرانيا بتهمة تفجير مركز يهودي


.. وفاة زعيم الإخوان في اليمن.. إرث من الجدل والدجل




.. بحجة الأعياد اليهودية.. الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي لمدة


.. المسلمون في بنغلاديش يصلون صلاة الاستسقاء طلبا للمطر




.. بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري