الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثورة الاصلاح ضد المنافقين

عدنان جواد

2016 / 10 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


ثورة الإصلاح ضد المنافقين
غالبا ما يخوض الخطباء في أحداث غير واقعية حد تاليه الإمام المعصوم، والبعض يلعن ويسب وانه سبب للفوز والخلاص، ولولا اللعن مانبت زرع ولا قبلت صلاة ، وحولها الخطباء من الحقيقة إلى الأسطورة، ومن القيم إلى الطقوس، ومن المحبة إلى الضغينة، ومن المضمون التربوي والروحي إلى الشكل.
إن ثورة الإمام الحسين (ع) قامت على مبادئ أخلاقية وإنسانية واجتماعية، ومنظومة إصلاح وتغيير متكاملة على صعيد الفرد والجماعة، وتوقف عندها المصلحين الاجتماعيين في الشرق والغرب، فوجدوا فيها أهداف عملية تدعوا إلى العدالة والمحبة والحرية والتضحية والكرامة.
فالحسين دعا بعدم السكوت على الظلم والعدوان والفساد ، وخير الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر، عندما سمع انحراف الدين وتغير الرسالة ، فيلقب السلطان الحاكم الظالم بأنه خليفة المسلمين وأمير المؤمنين، وهو يذيق الناس ذلا وهوانا، و يأخذ من بيت مال المسلمين ، ليمارس الدعارة، وإشباع الشهوات وانتهاك المحرمات ، وتجويع الناس وعدم منحهم حقوقهم ليسود الفقر وتثري طبقة مقربة من الحاكم، فهو حارب دين السلطة والسياسة والشهوة وبقوة وقال):الا وان الدعي ابن الدعي قد ركز من بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة).
ثورة الإمام الحسين(ع) ثورة إصلاحية لاتقل أهمية عن ثورة الرسول (ص) في الإصلاح وتقويم المعوج، فالرسول ثار في مجتمع جاهل يعبد أصنام متعددة ، والبعض منها هو من صنعها من التمر والخشب وغيره، وفي زمن الإمام الحسين تعددت الأصنام فبالرغم ممن يدعو الإسلام والتدين، وإنهم كانوا يصلون ويصومون، ولكن يتبعون أهواءهم وشخوص هم جعلوهم قادة ومنحوهم السيادة، ويتبعون الشيطان ويحاربون رسالة النبي والقائمين عليها من أهل بيته.
واليوم هناك الكثير من المنافقين وعبدة الأصنام الجدد، ممن يظهر الحزن على الحسين، ويمارس شعائر وطقوس حزنا عليه، والبعض يشجع التصرفات الجنونية التي تدخل مظاهر غير مقبولة فيها إيذاء للنفس وتوهين للإسلام والمذهب الشيعي، من أيدي تبذل المال على خدمة الشعائر الحسينية من أموال الرشوة والفساد الإداري والمالي، وأيدي تلطم وهي لاتؤدي فروض الله، وأرجل تمشي لمرقد الإمام الحسين(ع)، وهي نفسها مشت كثيرا لارتكاب الذنوب ، واعين تبكي على الحسين وكم ملئت بنظرات محرمة، والكثير من يلبس السواد ويقطع الطرق باسم الحسين ، ويرفع مكبرات الصوت ويزعج الآخرين باسم الحسين ، فالنبي يقول): المسلم من سلم الناس من لسانه ويده) فأين المسلمين من هذا القول اليوم، ويقول أيضا: ( لايؤمن أحدكم حتي يحب لاخية ما يحب لنفسه)، وما شاء الله مدعي الإسلام والإيمان كثيرون ، فترى مواكبهم كثيرة ويلطمون يومية ويطبخون يومية، لكن بعد هذا الموسم ينتهي كل شيء، فالفقراء كثر في مجتمعنا ، والسلطة تم استغلالها لفئات معينة، والمال يوزع حسب العلاقات والتعيينات حسب القرب والبعد من صاحب السلطة ، فأين الحسين وثورته أيها المنافقون.
وقد قالها الحسين: ( الناس عبيد الدنيا والدين لعق على ألسنتهم، يحوطونه ما درت معايشهم فإذا محصو بالبلاء قل الديانون) وهو حارب من اجل الأخلاق والمبادئ والقيم والإسلام الحقيقي، ولكي لايصبح الحاكم خليفة للمسلمين وأمير للمؤمنين حسب وعاظ السلاطين، وعلماء الدين كهنة للمعابد باسم الدين المزيف وإنهم يتحدثون باسم الرب، لأجل هذا ثار الحسين ليفضح المدعين المنافقين فهم اشد عداوة للإسلام والمسلمين والناس أجمعين، والإصلاح كان منهجا له فقد قال: ( لم اخرج أشرا ولا بطرا، ولكن خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي رسول الله).
وباختصار بسيط ان عاشوراء وثورة الإمام الحسين(ع) نهضة إنسانية متكاملة، ولا يجوز تحويلها لمصلحة شخصية أو حزبية أو يتصرف بها كيفما يشاء، بغية استدرار دموع الحاضرين وإعجابهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حولوها الى تجارة
علي عدنان ( 2016 / 10 / 9 - 17:27 )
مباديء عظيمة ونكران ذات لامثيل له وروح انسانية خالدة !!!! كل ذلك حولوه المنافقين والكاذبين والحرامية وشذاذ الافاق مدعي الدين والتشيع الى تجارة
يسرقون باسم الدين والتشيع وباسم الحسين
مايسرقوه هي اموال اليتامى والفقراء والارامل والمساكين
ملعونين الى الابد مهما تظاهروا بالتقوى والصلاح

اخر الافلام

.. القناة 12 الإسرائيلية: اجتماع أمني تشهده وزارة الدفاع حاليا


.. القسام تعلن تفجير فتحتي نفقين في قوات الهندسة الإسرائيلية




.. وكالة إيرانية: الدفاع الجوي أسقط ثلاث مسيرات صغيرة في أجواء


.. لقطات درون تظهر أدخنة متصادة من غابات موريلوس بعد اشتعال الن




.. موقع Flightradar24 يظهر تحويل الطائرات لمسارها بعيداً عن إير