الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
خلفيات تعيين البرتغالي انطونيو غويتريس امينا عاما للامم المتحدة
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
2016 / 10 / 10
مواضيع وابحاث سياسية
خلفيات تعيين البرتغالي انطونيو غويتريس أمينا عاما للأمم المتحدة
من المنتظر ان يتم تعيين البرتغالي السيد انطونيو غويتريس أمينا عاما للأمم المتحدة ، خلفا للامين العام الحالي السيد بانكيمون . لقد صادق مجلس الأمن بالإجماع على الأمين العام الجديد للأمم المتحدة ، وهذا يعني حتمية فوز السيد انطونيو بالأمانة العامة في مطلع يناير من السنة القادمة .
لكن ما يهمنا نحن من هذا التعيين ، ليس شخص السيد انطونيو او البلد الذي ينحدر منه ، بل ما يشغلنا هو المآل الأكثر من اسود الذي ينتظر ملف نزاع الصحراء الغربية . فإذا كان الأمين العام الحالي السيد بانكيمون حريصا كل الحرص على مواقفه المعادية لمغربية الصحراء ، حين اعتبر في زيارته الأخيرة للمنطقة ، التواجد المغربي في الصحراء بمثابة احتلال ، والتركيز على القرار ألأممي 1514 الذي يعتبر الصحراء الغربية تخضع لتصفية الاستعمار ، وتبنيه فقط لحل الاستفتاء وتقرير المصير ، دون حل الحكم الذاتي الذي اقترحه النظام كمخرج للتخلص من تبعات مخاطر نزاع الصحراء على وجوده ، وهو الحل الذي مات قبل ان يجف الحبر الذي كتب به ، فإن موقف السيد انطونيو من نزاع الصحراء سيكون اشد وطأة وأكثر قسوة من مواقف نظيره بانكيمون . وهنا لا يجب ان ننسى دوره المحوري في انفصال تيمور الشرقية عن اندونيسيا ، ودوره المحوري في مساندة قضية اللاجئين ، ومناصرة حقوق الشعوب في تقرير مصيرها . كما لا يجب ان نغفل زياراته المتكررة لمخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف ، وبالمنطقة العازلة التي تعتبرها جبهة البوليساريو بالمناطق المحررة ، ثم كون ان للسيد انطونيو علاقات قوية ومتينة مع قيادة الجبهة الشعبية والجمهورية الصحراوية . ان السيد انطونيو الذي كان يركز على القرار 1514 للأمم المتحدة ، ويتشبث بكل قرارات مجلس الأمن ، وبتوصيات الجمعية العامة التي ترفعها إليها اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار ، هو من دعاة تقرير المصير والاستفتاء لحل نزاع الصحراء الغربية التي ينفي عنها صفتها المغربية . لذا فمواقف السيد انطونيو هذه ، ستجد معارضة من قبل الشعب المغربي المتشبث بمغربية الصحراء ، وستجد معارضة ستكون محتشمة من قبل النظام المغربي الذي يتمسك لوحده بخيار الحكم الذاتي الذي لم يستفت فيه الشعب ، لتحديد موقفه النهائي من صراع عمر لأكثر من إحدى وأربعين سنة مضت .
فهل المواجهة القادمة في المحافل الدولية ستكون بين السيد انطونيو والشعب المغربي ، ام أنها ستكون بين الأمين العام القادم ، وبين النظام الملكي الذي خان قسم المسيرة ، وخان قضية الصحراء حين انهزم و رضخ للإملاء الجزائري ، بقبوله تصويت الجزائر والجمهورية الصحراوية على قبول او عدم قبول طلب عضوية انضمامه إلى الاتحاد الإفريقي .
ان إجماع كل أعضاء مجلس الأمن على رئاسة السيد انطونيو للأمانة العامة للأمم المتحدة ، لم يأت صدفة او كان حادثة سير غير منتظرة ولا متوقعة . بل ان هذا التعيين للسيد انطونيو وهو المدافع عن حق الشعوب في تقرير مصيرها ، كان بفعل المد الصهيو – امبريالي المسيطر على مجلس الأمن الذي تمثله الدول الدائمة العضوية ، ودورها التخريبي المدمر في العراق ، وسورية ، وليبيا ، واليمن ، والسودان ، والحبل على الجرار . ان دعاة سايكس بيكو الجدد والسيد انطونيو من ضمنهم ، اختاروا هذا الأخير للأمانة العامة للأمم المتحدة ، لتكملة التفتيت والتقسيم الذي تتعرض له دول الشرق الأوسط ببلاد الشمال الإفريقي . فالمشروع الصهيو – امبريالي واضح ، و آفاقه واضحة المعالم ، وزمن تطبيقه بالنسبة للمنطقة ، يكون قد دخل مرحلة عده العكسي ، والذي لن يحيد عن ابريل 2017 ، اللهم اذا استعملت فرنسا لأسباب جيو – سياسية ، ومصلحية ،حق الفيتو ، وهنا يمكن توقع إحدى الحالات :
--- الحالة الأولى ، هو ان الستاتيكو الذي قد يكون مرتقبا بعد القرار الفرنسي ، قد يفتح الباب نحو الحرب ، وهو احتمال وارد بنسبة كبيرة لملء الفراغ الناجم عن مفاوضات عقيمة منذ التوقيع على وقف إطلاق النار في سنة 1991 . وهنا التساؤل المطروح : كيف ستكون الحرب ، هل ستكون حرب عصابات ام ستكون حربا نظامية ، لان للجبهة مدرعات ، ومزنجرات ، وعربات عسكرية ، ومدفعية ، وصواريخ مختلفة ومتعددة ، اي لها شبه جيش ؟ هل ستقتصر الحرب على الطرفين المتصارعين النظام والجبهة ، ام أنها ستتوسع لتحشر فيها الجزائر ، وهذا يعني تدويل الحرب بدخول أطراف أخرى فيها ، سواء مساندة للنظام المغربي ( مجلس التعاون الخليجي ) او مساندة للجزائر وللجمهورية الصحراوية . وهنا وبسبب القرارات الأممية ( مجلس الأمن والجمعية العامة ) ، ومواقف الاتحاد الإفريقي ، والاتحاد والبرلمان الأوربيين ، سيدعمون الشرعية الدولية التي لا ترى خيارا خارج خيار الاستفتاء .
--- الحالة الثانية ، ان يضغط الأمين العام للأمم المتحدة القادم السيد انطونيو ، أمام عجز مجلس الأمن عن تطبيق قراراته بفعل الفيتو الفرنسي ، باللجوء مباشرة الى الجمعية العامة ، وطرح النزاع على أنظار الأمم المتحدة لتجاوز ستاتيكو مجلس الأمن ، ولملء الفراغ الناجم عن الوضع ألشاد ، بخلق أمر واقع يلزم الجميع ، ولا يخرج عن :
1 – إما الاعتراف ألأممي بالجمهورية الصحراوية ، وهنا فان الدعوة لهذا الاعتراف المنتظر ستكون مؤيدة من قبل أكثرية الدول المساندة للأطروحة الجزائرية .
2 – وفي اقل الحالات الاعتراف بالجمهورية الصحراوية كعضو مراقب مع رفع علمها أمام المدخل الرئيسي لمبنى الأمم المتحدة .
لذا وأمام التكالب الدولي باسم الحق في تقرير المصير بالصحراء الغربية ، مع انه حق أريد به باطل ، فإن ما ينتظر ملف الصحراء من أخطار يجب ألاّ يفاجئ أحدا . ان سنة 2017 ، وبالضبط منذ شهر ابريل ، ستكون سنة الحسم مع مجيء البرتغالي السيد انطونيو غويتريس إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة ، لتكملة ما أنجزه بانكيمون من مواقف معادية لمغربية الصحراء . ان ملف نزاع الصحراء الذي عمر ستة عشر سنة في حالة حرب كانت كارثة على الشعب المغربي ، وعلى الجيش الذي مات منه الآلاف ، ودُفنوا في حفر جماعية بالجرّافات ، وأُسر منه لمدة تفوق ستة وعشرين سنة ، أكثر من أربعة آلاف أسير حرب تنكر لهم النظام الملكي ، وعمر لأكثر من أربعة وعشرين سنة في حالة لا حرب ولا سلم ، مع مفاوضات عقيمة وغير منتجة منذ التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار في سنة 1991 ، وعمر بالمجمل لأكثر من إحدى وأربعين سنة من 1975 إلى 1016 .... لا يمكن ان يستمر معلقا الى ما لا نهاية . ان أصل المشكل اكبر من النظام المغربي والنظام الجزائري ، وما ينتظر المنطقة من أهوال سيكون فضيعا ومهولا ، ولن يرحم أحدا ، حتى ولو حاول التّمظْهُر بالحياد ، واخذ نفس المسافة من أطراف النزاع .
ومن خلال تحليل كل المعطيات المتوافرة الى حد الآن ، فان أغلبية أعضاء مجلس الأمن خاصة الدائمين ، وربما باستثناء فرنسا ، يدفعون في اجتماع 26 او 28 ابريل القادم من سنة 2017 ، الى اتخاذ او استصدار قرار غريب تحت البند السابع من الميثاق ألأممي . وبتواجد السيد انطونيو على رأس الأمانة العامة ، وهو المدافع عن حق الشعوب في تقرير مصيرها ، تكون إرادة الأمانة العامة للأمم المتحدة ، وإرادة مجلس الأمن ، قد إلتقيتا على استنساخ نموذج تيمور الشرقية على وضع الصحراء المغربية .
ان كل الدول الغربية وبما فيهم واشنطن يجمعون على حل الاستفتاء وتقرير المصير في الصحراء . وما يجهله نظام القبيلة العلوية الغبي و المنغولي ، أن الغرب منذ مجيء محمد السادس ، لم يعد يولي أية أهمية او اعتبار إلى الملكية المطلقة ، ولا إلى رأسها الذي تعرض لإهانات كثيرة ومتواصلة . ان الغرب يعرف ان ذهاب الصحراء يعني ذهاب النظام ، ومع ذلك يصر هذا الغرب على حل الاستفتاء في نزاع الصحراء رغم انه يدرك جيدا ، أن تنظيم الاستفتاء وبإشراف الأمم المتحدة ستكون نتائجه أكثر من 99 في المائة لصالح الانفصال وتكوين الدولة الصحراوية . ان الغرب الذي سئم من ( نظام ) عشائر محمد السادس لأنه سار ضد الإصلاح والتغيير الذي راهنوا عليه في بداية ( حكمه ) من اجل الاستقرار ، بصدد التفكير لتجاوز النظام الحالي المنغلق والغارق في الماضوية والرجعية ، و المغلف باستحقاقات انتخابوية ، المؤطرة بدساتير استبدادية ، بصدد التحضير لتغيير في ظل الاستمرارية الدولتية ، أي تغيير نظام إقطاعي عبودي ، بنظام آخر ديمقراطي ، في إطار نفس الإطار الدولة . ولن يكون المرشح المفضل لدا الغرب ، غير شخص من نفس القبيلة يؤمن بأفكار جون لوك ، و منسيكيو ، وهوبز ، وفلسفة الأنوار ، والليبرالية ، وتقرير المصير وحقوق الإنسان . وبما ان الأغلبية التي قاطعت العملية الانتخابوية والتي تصل إلى 75 في المائة ، تتشبث بالدولة الديمقراطية ، تلك الدولة التي تتشبث بها كل التنظيمات الرافضة للملكية المطلقة ، فان التقاء الأغلبية المطلقة المقاطعة للمسرحية الانتخابوية ، بالتنظيمات المطالبة بالدولة الديمقراطية ، وإصرار الغرب على التغيير ، والإصلاح لضمان الاستمرارية والاستقرار ، كل هذا وغيره كثير ، قد يجد في الأمير الجديد حلا جديا لتفادي ما يجري اليوم بدول شرق أوسطية . وان المدخل لهذا المشروع سيكون ملف نزاع الصحراء الذي اشرف مع مجيء البرتغالي انطونيو غويتريس على نهايته المعروفة .
ان ملف نزاع الصحراء هو المدخل للملكية البرلمانية التي يرغب فيها الغرب ، ويرغب بها جزء من المغاربة وهم الأكثرية ، رغم وجود مطالبين بالجمهورية . الم يسبق للأمير هشام ان قال " يمكن للمغرب ان يعيش بدون ملكية ، لكن فاتورتها ستكون جد مكلفة " ؟ .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. رويترز عن مصادر أمنية: 36 قتيلا بقصف إسرائيلي على حلب بينهم
.. شعارات الحملات الانتخابية..جدل الإنجازات وسخاء الوعود
.. المرصد: الغارات الإسرائيلية على حلب استهدفت مستودعات أسلحة ت
.. مسؤولون أميركيون: أضعفنا قدرات الحوثيين لكن الحرب ضدهم لم تن
.. كيف نراقب الوزن في شهر رمضان؟ |#رمضان_اليوم