الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الحوار وتراكم المقاومة الجماهيرية والبديل
تاج السر عثمان
2016 / 10 / 11اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
الحوار وتراكم المقاومة الجماهيرية والبديل
بقلم : تاج السر عثمان
اولا: خطل دعاوي الحوار
اكدت الاحداث أن لنظام الطفيلية الاسلاموية تجربة كبيرة في نقض العهود والمواثيق، بعدم تنفيذ الاتفاقيات التي وقعها مثل: اتفاقية نيفاشا مع الحركة الشعبية وابوجا مع مجموعة مناوي واتفاقية الشرق مع جبهة الشرق واتفاقية القاهرة مع التجمع الوطني الديمقراطي ...الخ.
كل ذلك يوضح أن الحوار مع النظام بعد كل هذه التجارب المريرة معه في نقض العهود والمواثيق ماهو الا ذر للرماد في العيون، ولدغ من الجحر لاكثر من مرتين، وهو حوار هدفه مفضوح: المراوغة وكسب الوقت، واطالة عمر النظام، وشق صفوف المعارضة واضعاف مقاومتها له، مهما كانت المسميات : حكومة عريضة أو دعوة مستشارية الأمن للحوار ، أو حوار الوثبة وكيف يتم الحوار مع من يقمع ويعذب المعتقلين السياسيين ويصادر حرية الصحافة والتعبير ، ويستخدم العنف المفرط ضد مظاهرات الطلاب ، والوقفات الاحتجاجية ويصادر حق الحياة، ويستمر في القمع والحرب، ويعتدي علي الاطباء ولايوفر أدني مقومات البيئة الصحية الملائمة للعمل؟
ثانيا : تراكم المقاومة الجماهيرية
كشفت احداث الايام الماضية عن مدي هلع النظام من التحركات الجماهيرية التي بدأت منذ أحداث بيع جامعة الخرطوم واضراب الاطباء واتساع دائرة التضامن معه، والقمع الوحشي لمواكب ومظاهرات الطلاب والوقفات الإحتجاجية للنساء والشباب ومتضرري السدود والاراضي، واطلاق الرصاص علي الطلاب مما أدي لاستشهاد بعضهم، وقبل ذلك هبة سبتمبر 2013 التي هزت النظام واستخدم فيها العنف المفرط وإستشهاد عدد كبير من المواطنين فيها ، وهي جريمة مازالت تلاحق النظام بالمطالبة بمحاكمة المجرمين وتقصي الحقائق....الخ..
هذا اضافة الي مظاهرات المدن في العاصمة والأقاليم وخارج السودان، واضرابات الاطباء وبقية المهنيين والعاملين من أجل تسوية حقوقهم وسداد متأخراتهم. ووقفات مزارعي الجزيرة والمناقل وبقية المشاريع الزراعية ضد الخصخصة وتشريد المزارعين من اراضيهم، وبيع 450 الف فدان للصين، وضد الجباية والضرائب الباهظة والتكلفة العالية للانتاج، واستيراد التقاوي الفاسدة التي الحقت ضررا كبيرا بالمزارعين. ومقاومة المتأثرين بالسدود في كجبار ودال والشريك..الخ، ومقاومة الإنتخابات المزورة الأخيرة ومقاطعتها وعدم الاعتراف بنتائجها . ، ومقاومة مخطط المؤتمر الوطني الذي نجح في فصل الجنوب نتيجة تمسكه بالدولة الدينية، ومخططه لاثارة الفتنة القبلية وللعودة للحرب مرة أخري، وتوتر الاوضاع في شرق السودان نتيجة لسياسات المؤتمر الوطني، ومطالبة المفصولين من أجل ارجاعهم للعمل وتسوية حقوقهم، ونضال العاملين من أجل قانون ديمقراطي للنقابات وتحسين الاجور واوضاعهم المعيشية..الخ.
ولاشك أن تصاعد المقاومة اليومية للنظام تفضي في النهاية الي الانتفاضة الشاملة التي تطيح بالنظام.
اكتسب شعبنا تجارب كبيرة في مقاومة النظم الديكتاتورية، التي حينما يشتد اوار النضال ضدها تلجأ الي دعاوي الحوار والمصالحة بهدف امتصاص مقاومة الحركة الجماهيرية . حدث هذا ايام الاستعمار عندما اعلن عن قيام الجمعية التشريعية 1948م ، وخلال فترة ديكتاتورية عبود(1958-1964) عندما تم الاعلان عن قيام المجلس المركزي ، و المصالحة الوطنية 1977م ايام ديكتاتورية نميري. ولكن التجربة أكدت ان هدف تلك النظم كان وقف وامتصاص المقاومة لها ، واستطاعت الحركة الجماهيرية تجاوز تلك الدعاوي والمؤسسات التمثيلية الصورية ، واستفادت من الانفراج السياسي النسبي الذي حدث وعملت علي تصعيد النضال الجماهيري حتي تم انتزاع الاستقلال عام 1956م، و تفجيرثورة اكتوبر 1964م، وانتفاضة مارس- ابريل 1985م ، عن طريق الإنتفاضة الشعبية والاضراب السياسي والعصيان المدني.
ثالثا: البديل يخرج من صلب المقاومة الجماهيرية .
واجهت الحركة الجماهيرية منذ ايام نميري سؤال البديل اثناء مظاهرات الجماهير واضرابات العاملين في اغسطس 1973م، ، وأذا سقط النظام البديل سوف يكون الطائفية، ولكن الجماهير ردت علي السؤال بالمزيد من مقاومة النظام: فكان تصاعد المقاومة الجماهيرية مثل: اضرابات العمال والمزارعين والاطباء والفنيين والمعلمين والقضاء، ومقاومة قوانين سبتمبر 1983م، واستنكار اعدام الاستاذ محمود محمد طه، واستنكار التفريط في السيادة الوطنية، وفضح الفساد، ونهب ثروات البلاد، والمطالبة بوقف حرب الجنوب والحل السلمي الديمقراطي بعد اندلاع الحرب مجددا بخرق ااتفاقية اديس ابابا عام 1983م ، وتواصل نهوض الحركة الجماهيرية حتي تمت اللاطاحة بحكم الفرد عن طريق الانتفاضة الشعبية والاضراب السياسي العام والعصيان المدني.
واكدت التجربة أن البديل هو نظام الحكم الديمقراطي، وأن مشاكل الديمقراطية تحل بالمزيد من الديمقراطية، لا الانقلاب عليها، وأن الانظمة الديكتاتورية التي جاءت بانقلابات عسكرية هي التي دمرت البلاد فاكثرت فيها الفساد ونهبت ثرواتها وفرطت في سيادتها الوطنية حتي وصلت الي مرحلة تمزيق وحدتها كما فعل نظام الانقاذ. وأن اشاعة الديمقراطية واستمرارها هو الضمان للاستقرار ولنشر الوعي والاستنارة،ومحاربة الاستغلال الطائفي للجماهير والدجل باسم الدين، وتحقيق التنمية المتوازنة وحل مشاكل القوميات والحكم الذاتي الديمقراطي لاقاليم السودان المختلفة. كما اكدت التجربة ضرورة متابعة انجاز مهام الثورة حتي نهايتها بالغاء كل القوانين المقيدة للحريات، وتغيير كل بنية النظام حتي لاتحدث الانتكاسة من جديد.
اذن البديل يخرج من صلب النضال اليومي للجماهير، ويعبر عن قضاياها ومطالبها التي تناضل من أجلها والتي تتلخص في رفض الغلاء و تحسين الاوضاع المعيشية والغاء القوانين المقيدة للحريات ، ودستور ديمقراطي يكفل الحقوق والحريات الأساسية وحقوق الانسان، واحترام المواثيق الدولية وتوفير فرص العمل للعاطلين، ولجم الفساد ومحاسبة المفسدين، وتوفير خدمات التعليم والصحة ومياه الشرب النقية والكهرباء..الخ، مقاومة مصادرة الاراضي وبيعها للاجانب وقيام، وقيام السدود في الشمالية التي تشرد اهلها وتصادر اراضيهم ، ووقف الحرب وتوصيل الإغاثة ، وقيام الدولة المدنية الديمقراطية التي تفتح الطريقلعدم تمزيق ماتقي من الوطن، وارجاع المشردين وتسوية حقوقهم، ، والحل الشامل والعادل لقضايا المناطق الثلاث ، وغير ذلك من قضايا الوطن المتفجرة والتي تتطلب مواصلة النضال الجماهيري حتي الاطاحة بهذا النظام وقيام حكومة انتقالية بديلة تنجز مهام التحول الديمقراطي وتحقيق المطالب التي اشرنا لها سابقا.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهداف مناطق عدة في قطاع غزة
.. ما الاستراتيجية التي استخدمتها القسام في استهداف سلاح الهندس
.. استشهاد الصحفي في إذاعة القدس محمد أبو سخيل برصاص قوات الاحت
.. كباشي: الجيش في طريقه لحسم الحرب وبعدها يبدأ المسار السياسي
.. بوليتيكو تكشف: واشنطن تدرس تمويل قوة متعددة الجنسيات لإدارة