الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحقد الطائفي يقتل حب الوطن

نوري جاسم المياحي

2016 / 10 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق




اصاب الفيلسوف كارل ماركس عندما قال (الدين افيون الشعوب) ولكي اوضح هذه العبارة لمن قد لا يفهمها ...الافيون هي مادة مخدرة قوية جدا وعندما يتناولها الانسان تفقده عقله ووعيه ... ولا يخفى على أحد ان هذا المرض القاتل المتمثل بالتعصب الديني والطائفي قد انتشر في مجتمعاتنا العراقية والعربية والاسلامية الى درجة افقدت الناس رجاحة العقل وحسن التصرف والاخلاق التي ميزت الانسان عن الحيوان ...
وتعرف الطائفية .. هي الانتماء لطائفة معينة دينية أو اجتماعية وقومية عرقية وع هذا فمن الممكن ان يجتمع عدد من القوميات في طائفة مع اختلاف اوطانهم أو لغاتهم.
وتعرف الوطنية ... هي حب الوطن وهي الرابطة العاطفية القوية التي تجعل المواطن في ارتباط شديد مع الوطن وبشكل طبيعي وعفوي لا ارادي ..ولا يعرف تفسير معين لهذا الاحساس العاطفي والمفروض ومن المنطقي ان يكون حب الوطن هو المفضل على حب الطائفة ولسبب بسيط ...لان الوطن هو الأرض التي ولد وعاش واكل وشرب وتربى عليها هو واباءه واجداده ... وكمثل بسيط عنا نحن العراقيون ... الم يحارب شيعة العراق شيعة إيران لمدة ثماني سنوات وضحوا بمليون شهيد دفاعا عن ارض العراق واستقلاله ؟؟؟ لماذا يتغاضى وينكر ذلك الطائفيون وبكل صلافة طائفية ؟؟
وكم غمرتنا الفرحة العارمة عندما يفوز فريق القدم العراقي على فريق القدم التركي او الايراني او السعودي ونغضب ونثور عندما يخسر فريقنا ؟؟ ولماذا لا نقف مفكرين مليا عن هذا الاندفاع العاطفي والعفوي عند المواطن البسيط ؟؟؟ هذا وببساطة اطلق عليه شخصيا حب الوطن العفوي ..
اما ما حصل ويحصل في الآونة الأخيرة عند بعض المرضى من ضعاف النفوس ومنهم صحفيون واعلاميون وكتاب ومثقفين وأعرف أحدهم شخصيا وقد تجاوزعمره الثمانين ان تغلب ولائه الطائفي الضيق والمليء بالحقد والكراهية على حب وطنهم العراق وقدسيته وسموه وانبروا يدافعون عن الاحتلال التركي واردوغان وتجاوزاته على شعب العراق ... والكل يعلم ان نسيج اهل الموصل الكرام نسيج رائع وهو عبارة عن شدة ورد جوري ولكل مكونات العراق بلا استثناء
..وهذا ما استغربه وادينه وحتى اشجبه من تعصب هذا البعض الطائفي الحاقد على العراق ولاسيما ممن يدعي الدفاع عن اهل الموصل والذين لا يمثلون الا انفسهم وهوسهم في تاجيج الفتنة الحاقدة وبين أبناء الشعب الواحد وانني كعراقي احب كل ما يمت للعراق بصلة وانبذ كل ما لا يمت للعراق بصلة وحتى لو كان حرامي وفاسد وفاشل ...فانا ادعوا أهلنا العراقيين للاقتصاص منه وحتى ولو سحلوه بالحبال و بالشوارع كعادتهم ولكني لا ارضى الاستعانة بالأجنبي تركيا او إيرانيا حتى ولو كان عربيا الاستقواء به على ابن وطني ...وهذا يعني انني سأستمر بالتحريض والمطالبة بمحاسبة الحرامي والفاشل والفاسد وابقى أطالب بمحاكمته ومعاقبته ان تمكنت من ذلك...وما دام في عرق ينبض ..
أنا شخصيا مقتنع وعلى عكس ( البعض ) من الطائفيين ان الرئيس التركي أعتدى على وطني العراق عندما يريد ابقاء جيشه الاحتلالي في وطني رغما عن انف الشعب العراقي وانف ممثليه الرسميين والحكوميين ورغم مناشدات كل الخيرين الاحرار بالعالم ..ولم يكتفي بذلك وانما تجاوز بالكلام على شخص رئيس الحكومة العراقي...وانا كمواطن عراقي اشتطت غضبا لهذه التجاوزات الغير مبررة ...وانا اشاهد الاتراك ومن على شاشات التلفزيون وباستماته يدافعون عن احتلال بلادهم لبلادنا ويدافعون عن اردغوان وكانه النبي محمد وظهر من جديد على الأرض ويحرفون الحقائق ويقلبونها ...وان تصدى لهم وحاججهم اتهموه وكانه كفر ..والغريب وبتفس الوقت اشاهد ( البعض من العراقيين ) من المتعصبين طائفيا وهم يصطفون الى جانب المعتدي التركي ...فأي منطق عقلاني يرضى بذلك ؟؟؟
وانا كعراقي واعرف الطبيعة العاطفية للعراقيين توقعت ان ينبري كثير من العراقيين للتحريض والمطالبة بإعلان الحرب على الجيش التركي الغازي وطرده بالقوة المسلحة من ارض العراق ...وبما انني اكره الحروب ومن انصار السلام ..فنشرت مقالا احذر فيه من مغبة دق طبول الحرب لأنها ليست في صالح الشعبين العراقي والتركي ...وادنت ولا زلت ادين تصرفات اردوغان الطائفية المعادية لشعب العراق ..كما ادين يوميا فساد الساسة العراقيين ..ومن رأيي ليس غريبا ان يتعصب التركي لتركيا اما الغريب ان يتعصب العراقي لتركيا ..بحجة ان بعض العراقيين يتعصبون لإيران !!!والاثنان مخطئان ..
ومعروف عني انني ضد الاحتلال الأمريكي وضد ما افرزه الاحتلال من عملية سياسية خائبة وضد كل ما جاء بعد الاحتلال سواء على الدبابة الامريكية او راكب الجمال العربية والإسلامية او ماشيا وزاحفا على بطنه من البلاد الاعجمية فارسية او تركية ..
ولكن ما حدث بعد نشر المقالة انبرى بعض العراقيين من المثقفين الطائفيين ومن الحاقدين والكارهين لأنفسهم كما اظن واعتقد قبل ان يكرهوا وطنهم العراقي ... فقد انبروا مستميتين للدفاع عن الاحتلال التركي وعن اردوغان وسلوكه الجلف تجاه شخص العبادي وصب جام غضبهم على ايران وكان بعشيقة إيرانية أو كان العبادي إيراني ...ومن أناس غلبوا مشاعرهم الطائفية وكشروا عن حقدهم وكراهيتهم للوطن تحت ذريعة الانتماء الطائفي ...هذا السلاح الطائفي والاجرامي القذر الذي دمر العراق ومزق لحمة شعبنا والإسلام وسيدمر السلام في منطقتنا العربية ...
انا شخصيا انطلق من حب الوطن العراقي وأتمنى من كل عراقي مثقف او امي ومهما كان انتماءه العرقي او الديني او الطائفي ان يحب العراق ويخدمه بإخلاص وصدق .. فأرض الوطن اعز ما في الوجود وكما تربيت واحببت فهي تضمّ أناساً من كلّ الأديان والقوميات، أناساً أحبّوا بعضهم البعض وبتجرد انساني وقبلوا أن يعيشوا مع بعضهم البعض بمحبة وسلام ...الى ان لعبت الطائفية الحقيرة لعبتها القذرة ..فثقوا لن يبقى العراق عراقا ولا نجاة لنا كعراقيين تحت ظل وخيمة الطائفية والولاء للأجنبي من دول الجوار ..فالف لا للسكوت والقبول بالعدوان من الخارج ضد العراق او من العراق ضد دول الجوار ..
انا اعلم ان العبادي بريطاني الجنسية وينتمي الى حزب الدعوة الإسلامي وهواه مع ايران ..كما انا اعلم ان اياد السامرائي أيضا بريطاني الجنسية وينتمي للحزب الإسلامي وهواه مع تركيا ...واعلم أيضا ان جميع من يشارك بالعملية السياسية ينطبق الشعار عليهم ( باسم الدين باكونا الحرامية ) وهم عراقيون رضينا ام ابينا...وليس عيبا ان اعترفت انني لا احترم كل هؤلاء العراقيين الذي اوصلوا العراق وشعبه الى هذه الحالة المهينة والمذلة ...وبنفس الوقت انني احتقر ولا احترم أي عراقي يدافع او يوالي أي اجنبي ينتمي الى ارض غير وطني العراق حتى لو كان من نفس طائفتي او ديني او قوميتي ...فندائي لكل العراقيين ...احبوا وطنكم العراق ..فلا تركيا تفيدكم ولا ايران تنفعكم ولا السعودية تحبكم ...العراق وحده من يحبكم ...ويأويكم
اللهم احفظ العراق وأهله أينما حلوا او ارتحلوا ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وتنسون سابقة لهم
علي عدنان ( 2016 / 10 / 13 - 15:09 )
ذاكرة العراقيين لاتحتفظ بما كانوا اسلاف الطائفيين الاوائل وكيف باعوا العراق الى الغرباء
ننسى بسرعة ان البعثيين والقومجيين قد باعوا الموصل الى الشوفيني المجرم جمال عبد الناصر في احداث 1959 بمؤامرة الشواف وجماعة المغامرين الضباط من اللواء الخامس والفرقة الثانية المتمركزة في كركوك وبمباركة شركات النفط والانكليز
وقد اعادوا الكرة مرة ثانية باقلابهم الشرير في 8 شباط 1963 بمساعدة نفس القوى الخارجية اضافة الى امارة الكويت والمتاسلمين والاقطاعيين
جد النجيفيان كان حامل راية انضمام كركوك والموصل الى تركيا
واجدا د ظافر العاني من نشطاء وهب محافظات شمال وغرب العراق الى تركيا والاردن والسعودية
الزبالة الجديدة هي بنت الزبالة القديمة صديقي العزيز


2 - تحياتي استاذ نوري-الوطنية العراقيه هي المنتصره حت
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2016 / 10 / 15 - 08:30 )
اشد على يديك واحييك من كندا -عاش العراق -الموت والخزي للخونه


3 - الزبالة
نوري جاسم المياحي ( 2016 / 11 / 11 - 08:52 )
القد احسنت الوصف لكل من يبيع الوطن ويستعين بالاجنبي ووصفك لهم بالزبالة سواء ان كانت قديمة او جديدة فتبقى هي زبالة ونفايات تطرحها الشعوب في مزبلة التاريخ من ابو رغال وحتى يومنا هذا فالخزي والعار لكل خائن وعميل مهما حمل من شهادات واشغل من مناصب عليا ...والف شكر لمرورك الكريم

اخر الافلام

.. بعد -الإساءة لدورها-.. هل يتم استبدال دور قطر بتركيا في الوس


.. «مستعدون لإطلاق الصواريخ».. إيران تهدد إسرائيل بـ«النووي» إل




.. مساعد وزير الخارجية الفلسطيني لسكاي نيوز عربية: الاعتراف بفل


.. ما هي السيناريوهات في حال ردت إسرائيل وهل ستشمل ضرب مفاعلات




.. شبكات | بالفيديو.. سيول جارفة في اليمن غمرت الشوارع وسحبت مر