الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من ذكريات الالقاء بي في السجن المصري لصالح السعودية !

صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)

2016 / 10 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في بداية شهور إعتقالي , منذ مارس عام 2000 ، برهن التحقيقات ، كنت في الزنزانة الانفرادية ، أنام علي البلاط ، عقب الخروج من شهر فبراير.. البرد شديد ،  وفرشتي وغطائي عبارة عن ٣ بطاطين خفيفة ، ويوجد شباك مفتوح باستمرار فوق باب الزنزانة لا يمكنني الوصول اليه ، وتوجد فتحة - شباك صغير - بمنتصف سقف الزنزانة  . في عنبر اسمه " التأديب "  , و أكيد دخله كل من زج بهم في سحن مزرعة طرة العمومي  بالقاهرة  . اتهموهم بالازدراء ! ربما آخرهم الباحث " إسلام بحيري " الذي لم يفرجوا عنه بعد , وربما سكنوا بنفس الزنزانة - آخر زنزانة بالعنبر - والفرق انهم دخلوا بعد تجديد زنازين ذاك العنبر عام 2003 , فلعلهم لم يجدوا بحيطانه شقوقاً مملوءة بحشرة البق .. ولم تسقط الخنافس فوق رؤوسهم من فتحة السقف , وهم نيام ليلاً فيهبوا مذعورين , خشية أن يكون عقرباً من عقارب الصحراء ..  كنت ممنوعا من التحدث مع أحد  ، عدا السجان ..
لن أطيل في الوصف , فأوضاع السجون المصرية  باتت معروفة .. سأتكلم عن المهم الذي قصدت قوله في هذه الصفحة :

ذات يوم .استدعاني من الزنزانة ، ضابط أمن الدولة ، المخصص للسجن . دخلت مكتبه  ، أشار لي بالجلوس ، فجلست .. وجدت أمامي رجل في حوالي الأربعين من عمره ، أسمر .. شكله يبدو من أصحاب الحرف أو الصنائع .. 
قال لي الضابط ، وهو يشير نحوه  " ... فلان بيك " من أمن الدولة , ويريد التحدث معك ..
قلت : تفضل
  سألني ( بخبث , وبعدما حك رأسه بأصابعه بسرعة ) : انت عاوز تجري أحاديث او لقاءات مع الصحافة والإعلام  ؟ ( قالها بلهجة تبدو محايدة ، لكنها تشف عن مكر ) وأردف. ، مضيفا : حيقولوا ، مصر تقول ....

اندهشت من كلامه !! كيف عندما أتكلم أنا ، سنجد من يقولون : مصر بتقول!!؟
أتراني انا المتحدث الرسمي باسم مصر ؟! ، أم أنني وزير خارجية مصر !؟
اتضح لي فيما بعد ، أن تليفزيون الخليج ، ويمثله الإعلامي الأستاذ محمد سعيد محفوظ - ( عمل في  بي بي سي ، أيضا )  كان موجوداً  في تلك اللحظة أمام بوابة السجن ، في انتظار السماح له بالدخول لإجراء الحديث معي ، حول ظروف قضية إعتقالي فيما يتعلق بحرية الري والفكر ، التي أسموها " ازدراء أديان " ..

فهمت من لهجة الضابط ، انهم لا يوافقون علي اجراء الحديث التليفزيوني ، ويرغبوا في أن يأتي الرفض من ناحيتي أنا .. فكان لابد من أن أسارع بالتقاط الخيط ، وأرفض ،  والا نغصوا علي أوقاتي وأنا سجين عندهم ، وتفننوا في ايذائي , وأيضا لن يتم اجراء الحديث , ما داموا لا يرغبون ..
لذا كان الأفضل هو أن أشرب الكأس " بيدي لا بيد عمرو - كما يقول المثل -
اذ كنت متعبإً ، وليس من الحكمة ان أدخل معهم في معاندات ، فقلت له ، لا .. لا أرغب في عمل أية مقابلات إعلامية 

علي الفور ، قال لي : طيب ..اكتب لنا هذا الكلام..
!!
وأعطاني بسرعة ، ورقة وقلم .. لم يكن امامي سوي كتابة ما قلته .. ، وأنا لا أدري ما يدبر ... أخذ الورقة ، وخرج بها لمندوب التليفزيون الخليجي  وقال له  ، ان " صلاح الدين محسن - وليس أمن الدولة - هو غير الراغب في اجراء المقابلة التليفزيونية
!!
 بعد خروجي من المعتقل , للمرة الأولي , - بالتليفون - عاتبني الأستاذ محفوظ , وقال لي انه حضر بسيارة استأجرها , وبطاقم التسجيل التليفزيوني ,وصدمه أنني رفضت لقاءه .. !!
      فشرحت له حقيقة ما حدث

المهم في كل تلك الحكاية هو  - وما أريد التوقف عنده -  قول ضابط أمن الدولة لي   "  .. حيقولوا .. مصر بتقول " ..
  لو ان شخصي  ككاتب تكلم بانتقاد عقيدة الاٍرهاب)  !!
 هذا ما أريد التوقف عنده ..
فمن هم الذين سيقولون ذلك ؟؟
هل أمريكا هي التي ستقول ، وتتهم مصر بانتقاد عقيدة الاظلام - لان كاتبا ، نشر كتابا حول ذلك !!؟
هل بلجيكا هي التي ستقول ، وتلوم مصر ، لان كاتبا مصريا نشر كتابا , استخدم فيه حقه في حرية الرأي والتعبير . وانتقد عقيدة الاظلام  !؟؟
هل دولة جنوب افريقيا ، هي التي ستقول ؟ وتلوم مصر علي ذلك !؟
هل يقصد سيريلانكا ، والسيريلانكيون ، هم الذين سيقولون : مصر بتقول  ..
هل يخشي جهاز الأمن المصري ، ملامة نيجيريا ، او الصين الشعبية ، ، بسبب انتقاد كاتب مصري للإسلام  , بموجب حق من حقوق الانسان !؟
هل الروس هم الذين سيقولون ، أم البولنديون !؟
طبعا ، من الواضح ، ان الذين سوف يلوموا مصر ، وسيقولون : ها هي مصر تزدري الاسلام ، هم : السعودية ، والسعوديون
                                 
 كل الذين زج بهم جهاز الأمن المصري بالسجون ، بسبب ممارستهم حق ابداء الري ، والتعبير حول عقيدة الاظلام - متهماً إياهم  ب "  ازدراء الأديان  "!! - ، تم سجنهم لأجل السعودية.. وأرضاءً لها ..
لأن السعودية تعطي للسلطات مقابلا مالياً ، نظير أن يحرسوا لها الاسلام
فمن يستخرج شيئاً مما يفضح حقيقة الإسلام - من القرآن والاحاديث والتراث ، يكون توصيفه عندهم هو : مزدري للأديان ، ويحاكم ويسجن ..

(( بالانترنت توجد صولا للرئيس السيسي مع ملك السعودية الراحل " الملك عبد الله " , مرة يقيب رأسه , ومرة ينحني للملك الجالس :
وإعلامي سعودي , يعلق علي الصورة بالقول : : من يحاول إثارة البلبلة بشأن انحناء السيسي للملك . جاهل وحقير - الثلاثاء 12-08-2014  )) .
 
--ومن يترك الاسلام ، ويعتنق ديانة أخري ، البهائية او المسيحية, او يتحول من المذهب السني الاسلامي ، الي الشيعي الاسلامي ! او يعتنق عقيدة الالحاد ، يزج به في السجن ، بتهمة يسمونها : ازدراء أديان .. الغرض منها : حراسة الدين العربي البدوي ، لصالح السعودية ، التي تتربح من الشعوب الفقيرة ومنها مصر، مليارات الأموال ، في كل عام من وراء الحج والعمرة ..
وتدفع السعودية للخفراء الأمنيين - أجهزة أمن حكام  الدول الفقيرة المكبلة بالإسلام ،، وللوزارات المسماة ب السيادية ، رشوة سنوية ، تحت زعم انها : مكرمة ملكية سعودية من خادم الحرمين الشريفين  .. !! ...
اذ نقرأ :
15 مليار جنيه يدفعها المصريون للعمرة والحج !
موقع مصرس - بالانترنت -  نشر في صباح الخير يوم 13 - 09 - 2011
15 مليار جنيه يدفعها 800 ألف مصرى سنويا فى الحج والعمرة.. رقم كبير يمثل ضغطا كبيرا على الاقتصاد المصرى، ( هذا منشورمنذ 5 سنوات .. )

---- وزارة الحج: المصريون فى المرتبة الأولى بإصدار تأشيرات العمرة العام الجارى السبت، 25 يونيو 2016  موقع جريدة اليوم السابع
أعداد المعتمرين الذين وصلوا المملكة حتى أمس 24-5-2016  بلغ 5 ملايين و956 ألفًا و631 معتمرًا.
وجاء المصريون فى المرتبة الأولى بإصدار مليون و303 آلاف و67 تأشيرة عمرة، وصل منهم إلى المملكة نحو مليون و252 ألفًا و800 معتمر، بزيادة بلغت 17 بالمئة عن موسم العمرة الماضى، ثم باكستان بـ991 ألفًا و337 ألف تأشيرة عمرة بزيادة 287 ألفًا و24 معتمرًا عن موسم العمرة الماضى، ما يعادل 29 بالمائة وجاءت إندونيسيا فى المركز الثالث بـ699 ألفًا و612 تأشيرة عمرة بزيادة 7.2% عن الموسم الماضي

---  وما نشرته جريدة السفير العربي   إ08-05-2013 
اجمالي نفقات المصريين على رحلات الحج والعمرة خلال عام 2008، تصل إلى2584.9 مليون دولار أميركي، نصفها تقريباً دخل إلى الاقتصاد السعودي. فإذا قارنا بين ما انفقه المصريون داخل المملكة السعودية أثناء أداء الفرائض العام 2008 ( منذ 6 سنوات ) والتحويلات المالية للعمال المصريين الموجودين في المملكة إلى ذويهم في مصر، والتي بلغت 959.4 مليون دولار، لنا أن نتصور حجم إيرادات المملكة، والتي نقدرها بأكثر من 35 مليار دولار سنوياً، بما يزيد عن ضعف ما تقوم المملكة بتحويله لصالح العمال الأجانب والعرب العاملين فيها.

---  هذا ما تقوم بعمله السلطات المصرية ، بالأجرة .. لصالح السعودية ... ضد حرية الرأي وحرية العقيدة ، مخالفة للدستور ، وضد مواثيق حقوق الانسان الدولية ..
======








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأستاذ المحترم
عدلي جندي ( 2016 / 10 / 15 - 15:28 )
صلاح
السجن المصري اليوم لم يعد سجن طرة أو وادي النطرون أو ألخ ألخ
تلك التي ذكرتها (حضرتك )مجرد نماذج تتعرف عليها الطبقات من
الكتاب ..المثقفين..المعارضين
في نجوع وقري مصر سجون مفتوحة تُمارس فيها كل ما ذكرته حضرتك من قبل مثلا العمدة أو شيخ الخفر أو كبير في قبيلة ويعيش فيها مواطنين ولدوا داخل السجون المفتوحة وتحت إشراف سجانين معترف بهم من الدولة ومسموح لهم بممارسة التمييز والعقاب لكل من تسول له نفسه أن يفكر أو حتي ينظر في تعجب علي ما يدور بحوله وأبسط مثال الأقباط عند بناء دور عبادة لهم ( بالمناسبة من وجهة تظري أفضل من بناء دور عبادة بناء ورشة تعليم أو عيادة اأو...ألخ ألخ )ولكن مجرد مثل علي السجون المفتوحة إضافة إلي إنتشار المافيا وفرض الأتاوة وكله من أفضال ثقافة الوهابية التي تتبناها السعودية بالتمويل
يا سيدي العقول بها الصراصير والقمل والبراغيث وتستعذب ثقافة التفخيخ والإجرام وأكل لحم الكافر
مصر بلد غني جداً ولكن عقول المصريين فقيرة تنتظر المعونة من رب السماء وإذا تعذر فلا مانع من معونة حامي رب السماء المهم أن تأتي المعونة دون جهد أو فكر أو إزعاج للرب وبطانته
تحياتي


2 - أستاذ عدلي جندي - تعليق 1
صلاح الدين محسن ( 2016 / 10 / 15 - 16:31 )
لا أدري ماذا أقول .. !! والكتابة أدت دورها , وزادت , وما أفادت
!!
لم يعد سوي الأمل في أن يطلع نهار , لهذا الليل الذي طال , وطال جداً
تحياتي اليك

اخر الافلام

.. حكاية -المسجد الأم- الذي بناه مسلمون ومسيحيون عرب


.. مأزق العقل العربي الراهن




.. #shorts - 80- Al-baqarah


.. #shorts -72- Al-baqarah




.. #shorts - 74- Al-baqarah