الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطاب انقرة لبغداد: هذه ارضنا لن نتركها ونحذركم من التدخل فيها

سامان نوح

2016 / 10 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


عينها على الولاية المفقودة.. مواقف شيعية محذرة، ولا مواقف كردية، وغياب سني كامل
حذر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان حكومة وقادة بغداد من التدخل في شؤون "شمال العراق"، مؤكدا ان القوات التركية باقية هناك ولن تنسحب وسيكون لها دور في استعادة الموصل، مبينا ان أن أي جهة لا يمكنها منع ذلك، داعيا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الى معرفة حدوده "تركيا لن تأخذ الأوامر من العراق".
اردوغان كأنه يقول وبوضوح: هذه ارضنا ولن نسمح للعراقيين بالتدخل فيها. والعراقيون هنا ليسوا شيعة العراق، فهؤلاء وان كانوا يديون التدخل التركي باعتبارهم الحاكمين الفعلين للبلاد فان الاصرار التركي على التواجد "بالشمال العراقي" لا يعنيهم كثيرا، فيما يصمت القادة الكرد عن ذلك المشروع فهم اعجز عن اطلاق اية مواقف او حتى تصريحات ضد الخطوات التركية العملية الأولى لاستعادة ولاية الموصل، اما القادة السنة فلا وجود لهم اصلا فهم مجرد زعامات عشائرية ومناطقية تتلقى التعليمات من مسؤولي الصف الثاني في تركيا ودول الخليج.
اردوغان يقول ان وجود قواته في بعشيقة يأتي لمنع احداث تغيير ديمغرافي ولحماية المكونات هناك، ولمن لا يعرف فبعشيقة باطرافها هي مناطق لانتشار المسيحيين والايزيديين، هؤلاء الذين ارتكب آباء واجداد اردوغان عشرات الابادات بحقهم حتى انهوا وجودهم في تركيا بجغرافيتها الحالية، وواصل العثمانيون غاراتهم الدموية على المسيحيين والأرمن حتى بعد لجوئهم الى العراق هاربين. كما فعلها اردوغان قبل عامين حين تحالف سرا وعلنا مع تنظيم داعش ليكرر ابادة الايزيديين.
اذن هل يقصد اردوغان بكلامه عن المكونات، المكون العربي السني، هذا الذي حكمه العثمنيون طوال قرون بالنار والحديد. اي مجنون عربي سني او حتى كردي سني، يصدق ان اردوغان جاء لحمايتهم وهو الذي يحرم عرب تركيا من كل حقوقهم حتى الثقافية منها، كما يحرم كرد تركيا من الحد الأدنى لحقوقهم ويشن حرب ابادة كبرى في مدنهم وقراهم اليوم.
السلطان والحاكمون بأمره، يقولونها نهارا جهارا "جئنا لنبقى"، وعلى العراقيين معرفة حدودهم وعدم تجاوزها الى مسائل سيادية بالنسبة لتركيا كاستعادة ولاية الموصل شاء من شاء وأبى من ابى.
يقول رئيس الحكومة التركية بنالي يلدريم: العراق يجب أن يكون دولة أولاً قبل انتقاد تركيا “من يتحدثون حول تواجدنا يجب أن يحموا بلدهم أولاً، ويجب أن يعرفوا ما ذا تعني كلمة دولة أولاً قبل انتقاد تركيا، وإلاّ سيكونوا موضع سخرية". فيما يقول نائب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم ياسين أقطاي “تركيا لا تريد سوى إعادة البلدان لأهلها، والموصل الآن تحت احتلال داعش، ولا ترغب تركيا إلا في تحرير المدينة من التنظيم”.
يأتي ذلك في وقت كشف كاتب تركي مقرب من الحكومة التركية عن تقديم اردوغان مقترحات للولايات المتحدة الامريكية لفتح طريق لهروب عناصر تنظيم “داعش” خلال عملية تحرير الموصل المرتقبة . وقال الكاتب المقرب من حكومة حزب العدالة والتنمية عبد القادر سلفي، في مقال نشرته صحيفة حريت التركية ان اردوغان قدم خطة عسكرية بشأن عملية تحرير الرقة والموصل الى الاميركيين تقضي بفتح طريق لهروب عناصر داعش من الموصل عبر سوريا او الأردن، بحجة منع تقليل الخسائر بين المدنيين.

الموقف الشيعي
التصريحات التركية دفعت قادة الشيعة بالحكومة العراقية الى إطلاق تحذيرات واضحة، فالعبادي قال ان بلاده لن تسمح للقوات التركية بالمشاركة في تحرير الموصل “لا تتصور القيادة التركية ان هناك نزهة في العراق، نحن سنسهل لهم الأمر بالعودة إلى بلادهم”، محذرا من ان إبقاء تركيا لقواتها قد يؤدي إلى “حرب إقليمية”.
فيما قال زعيم التحالف الوطني عمار الحكيم ان العراق ليس ضعيفا وأن لصبر العراقيين حدود “من ينظر الى محافظة نينوى أنها سنية سيجد المعارضة من السنة قبل الشيعة”، داعيا انقرة الى تغيير مواقفها وسحب قواتها فورا، مؤكداً أن “العراق وحده من يحدد من يشترك في معركة الموصل ومن لا يشترك".
بينما قال عضو ائتلاف دولة القانون النائب موفق الربيعي إن “التهور التركي في شمالي العراق ليس نزهة برية للجنود الاتراك"، مهددا بأن القوات العراقية والحشد الشعبي "لن يتركوا الأمر دون رد مؤملم".."أردوغان وقع ضحية الدكتاتورية العثمانية التوسعية كما فعلها سابقاً صدام حسين في الكويت في تسعينات القرن الماضي". ودعا الربيعي الى حملة دبلوماسية كبيرة توضح الاطماع التركية لاجبار انقرة على تغيير مواقفها، الى جانب فرض ضرائب تصل إلى 200% على البضائع التركية، وإيقاف عمل الشركات التركية في العراق، واعتبار “القوات التركية قوة احتلال شبيهة بعصابات داعش الارهابية وتوجيه القوات الأمنية ولاسيما الحشد الشعبي؛ لاستهداف مقارهم باستخدام حرب العصابات".
يقول مراقبون ان الموقف الشيعي الرافض للتدخل التركي، لن يتجاوز التصريحات وبعض التحركات الدبلوماسية التي لن تغير في الامر شيئا، فالحكومة العراقية ضعيفة وعاجزة عن اتخاذ اي موقف عملي، الا اذا تطورت اللعبة وتلقت المليشيات الشيعية الضوء الأخضر من ايران لاستهداف التواجد التركي، وهي قادرة الى حد ما على فعل ذلك، او تم دعم حزب العمال الكردستاني (شكل في جبل سنجار جناحا عراقيا يضم اكثر من الفي مقاتل يتلقون الدعم المالي من بغداد) بأسلحة متوسطة لشن هجمات "حينها ستعرف تركيا ورطتها".

اللا موقف الكردي
اقتصر الموقف الكردي، على بيان اصدرته خمس كتل بالبرلمان الكردستاني المعطل منذ أكثر من عام، طالبت فيه القوات التركية بالانسحاب من الاقليم "نرفض التدخل التركي في شؤون اقليم كردستان..التدخل غير دستوري وغير قانوني، ويشكل انتهاكا فاضحا لسيادة الاقليم".
ورفضت كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني وهو الحاكم الفعلي للاقليم، توقيع البيان، كما رفض الاتحاد الاسلامي الكردستاني ذلك وهو المنتمي فكريا لمدرسة الاخوان المسلمين المدعومة تركيا. الكتلتان دعتا الى ادانة جميع التدخلات في الشان العراقي، في اشارة الى ايران.
مراقبون كرد وصفوا الموقف الكردي بالمفهوم والمتوقع فهم "مسلوبو الارادة" الى حد عدم قدرتهم على اصدار بيان منتقد للتدخل التركي الذي يعنيهم بالدرجة الاولى كونه يستهدف ضمن مشروعه الطموح اعادة ضم كل كردستان (ولاية الموصل) الى تركيا، بعد ان نجحت انقرة في احتلال الاقليم اقتصاديا وعقد شراكات لا يمكن للاقليم الفكاك منها، كما نجحت في التغلغل امنيا عبر انشاء اكثر من عشرين مركزا امنيا (وفق مصادر حزبية) موزعا بمناطق نفوذ الحزب الديمقراطي.
يقول بعض مسؤولي الاقليم في جلساتهم الخاصة: اذا كنا سنظل تحت الاحتلال فلم لا نكون جزءا من تركيا وتحت احتلالها، وهي الدولة القوية المتطورة، بدل ان نكون جزءا من العراق الفاشل المتخلف. ويأتي الجواب من مسؤولين آخرين: نحن في العراق لنا حقوق وسيادة تكاد تقترب وضع الدولة المستقلة بعد ان تجاوزنا الفدرالية بمراحل، فماذا ستمنحنا تركيا التي تبيد كردها على مرأى من العالم.. تركيا تريد ما بقي من ثروات هذه الأرض ومازالت تنظر الى اربيل كمدينة تركمانية كما هي كركوك.

تذكير:
- القادة الاتراك يذكرون جمهورهم دائما ان شمال العراق جزء من الأراضي التركية، والصحافة التركية في كل مناسبة تتحدث عن الحق التاريخي لتركيا في الموصل ومن ضمنها كركوك. كان الرئيس التركي توركوت اوزال يقول في 1991: إذا كان صدام حسين يقول إن الكويت محافظة عراقية فإن العراق كله كان تابعاً لتركيا، مقترحا بناء اقليم فدرالي تركي في شمال العراق. في 1994 دعا الرئيس التركي سليمان ديميريل الى تعديل خط الحدود التركية - العراقية لأسباب أمنية مشيرا الى ان الموصل تركية. في 2004 قال وزير الخارجية التركية عبد الله غول «إذا تقسّم العراق، فإن لتركيا حقوقاً تنجم عن ذلك» في إشارة إلى ولاية الموصل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال