الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبو خليل ..!

ميشيل زهرة

2016 / 10 / 18
الادب والفن




كان أبو خليل من بيئة فلاحيّة ، لا تعرف عن التمدن شيئا. و أم خليل ليست أكثر معرفة ، أو تمدنا منه ..! وكان يحب زوجته و أولاده بعفوية فلاح . و رغم إخلاصه و حبه لأم خليل لم يستطع أن يقاوم إغراء الأنثى نتيجة حرمانه الطويل من جسد أم خليل .
سُحب محاربا ، في المستعمرات ، مع جيوش الفرنسيينن الذين كانوا يستعمرون سوريا ..! و يبدو أن هذا الجندي ، من خلال تنقله في المستعمرات ، قد عاش تجربة مع أنثى كانت ترتدي حامل أثداء ( سوتيان ) عندما تعرّت . و قد سيطر عليه شبق جندي أرهقه البعد عن الوطن و الجسد الأنثوي . و لا شك أنه سأل العشيقة عن هذه الأداة التي تستخدمها لحمل ثدييها ، فأجابته عن مواصفاتها الصحية ، و الجمالية التي لاحظها أيضا..!
ضمر أبو خليل في نفسه أن يُرسل لأم خليل واحدة ، لترفع ثدييها عندما يأتيها في إجازة ، لتبدو أكثر إغراء كالسيدة التي عاشرها ..!
أرسلها مع زميل له حصل على إجازة ، في كيس مُحكم الإغلاق لكي لا يُفتضح أمره . لأن ذلك فعل غير مألوف في بيئته المتخلفة و المحافظة جدا . و قال له : هذه أمانة في عنقك ، أن توصلها لأم خليل باليد شخصيا ..و تسلم لي عليها ، و تبوس لي أولادي ، خليل ، و حسن .!
كان الصديق وفيا حقا ..أوصل الأمانة كما أرسلها صديقه ..و سلم له على أم خليل ..و قبّل الطفلين و مضى إلى أهله .
و عندما فتحت أم خليل الكيس المغلّف ، أصيبت بالصدمة ، لأنها ظنت أن الكيس يحتوي على بعض الحلويات ، كالنمورة ، أو الحلاوة البيضاء ، أو الحمراء ..! و فردت الهدية المرسلة بين يديها ، و قلّبتها مرارا لكي تفهم ، معناها ، و مبناها ، لكنها فشلت ..و خاصة عندما وضعتها على رأسي الطفلين بعد أن قاربت بينهما ظنا منها أنها قبعتين ..لكنها لم تقتنع أن تكون الهدية قبعات لرأسي الطفلين . لأنها ستشل حركتهما ، و تمنعهما من اللعب في الحي ..استدعت أم خليل المخلصات من الجارات ، و أطلعتهن على الهدية ، التي أدهشت الجارات أيضا ، و ذهبت بعقولهن في معرفة ماهيتها ، و طريقة استعمالها ..! فأرسلن بطلب الدّاية ، أم الجميع ، لعلها مرت عليها هذه التجاويف القماشية الصلبة ، و المعلقة في بعضها ..! فابتسمت الداية ، و انشرحت أساريرها انتصارا ، و نظرت في وجوه النسوة بمشاعر لا تخلو من استغباء ، و تفوق عليهن لفشلهن المعرفي ، و قالت : يا عيب الشؤم عليكن ..و لا واحدة منكن عرفت ما هذه ..؟؟ ما هي إلا طاقيتان للأولاد ..هاتي مقص يا أم خليل ..هكذا نقص من هنا ..و نقص هذه الزوائد من هنا..و نضع واحدة على رأس خليل ..و واحدة على رأس حسن ..و خلصت يا عرب ..!! بدها الكثير من التفكير يا أم خليل ..؟؟؟؟
فردّت أم خليل ، بين انكسار الجارات لغبائهن ، و قلة معرفتها بهذه الهدية الغامضة : و الله يا خالتي ..قلت لحالي : ماهي إلا طاقيات للأولاد .. الله يلعن الغشمنة ..! و بقي ثديا ام خليل مثل بالونين فارغين من الهواء ..ولم يأت أبو خليل في إجازة ..و لم يكف عن التردد على صاحبة الأثداء العامرة عشيقته الحسناء . رغم الحنين ، إلى ضيعته ، الذي بدأ يتراجع كلما زارها في سريرها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز


.. لحظة تشييع جنازة الفنان صلاح السعدني بحضور نجوم الفن




.. هنا تم دفن الفنان الراحل صلاح السعدني


.. اللحظات الاولي لوصول جثمان الفنان صلاح السعدني




.. خروج جثمان الفنان صلاح السعدني من مسجد الشرطة بالشيخ زايد