الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عروبة الحرم القدسي الشريف ليس رهينة لقرارات اليونسكو وغيرها من المنظمات الدولية

تميم منصور

2016 / 10 / 18
مواضيع وابحاث سياسية



القرار التاريخي الذي اعتمده المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونيسكو"، وما لحقه من قرار المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للرياضة من اجل التنمية والسلام ويدعى (ويلفريد ليمكه)، طالب هذا المستشار باسم الاتحاد الدولي لكرة القدم بمنع فرق المستوطنات الإسرائيلية من المشاركة في دوري كرة القدم الإسرائيلي، لأن هذه الفرق تتواجد في قرى وفوق أراضي محتلة، كما أن الدبلوماسية الإسرائيلية التي يقودها نتنياهو فوجئت عندما تم ادراج مسألة الاستيطان على جدول أعمال مجلس الأمن.
هذا الكم من عدد وحالات الملاحقة لإسرائيل أمام مؤسسات الأمم المتحدة يرى به الكثيرون داخل إسرائيل وخارجها فشلاً ذريعاً لسياسة حكومة الكوارث التي يقف نتنياهو على رأسها، هذا الفشل المتراكم أيقظ نتنياهو من أحلام اليقظة وسكرة عرس تشييع شمعون بيرس الذي حاول نتنياهو استثمار هذا المأتم الدبلوماسي باعتبار أن مشاركة هذا العدد الكبير من الزعماء الكبار في التشييع هو نجاح لسياسة حكومة الابرتهايد برئاسته، خاصةً وجود وفود عربية في مقدمتهم الرئيس الفلسطيني.
لكن هذه اللفحات الساخنة التي اكتوى بها نتنياهو مرة واحدة وخلال أسبوع الأعياد السنوية اليهودية أعادته إلى حجمه الحقيقي بأنه أحد كبار السفاحين الذين ارتكبوا أبشع الجرائم ضد الشعب الفلسطيني ، وأنه يقود الشعب في إسرائيل إلى الهاوية، لقد سبق غيره من زعماء العالم المعروفين بجرائمهم في قتل أكبر عدد من الأطفال، منذ توليته رئاسة الحكومة حتى اليوم.
عادت افتراءاته وألاعيبه واصراره على الاستمرار والتشبث في استعباد شعب آخر، سياسة الصلف هذه لم تمنع ادانة إسرائيل أمام كافة المرافق الدولية والمؤتمرات العالمية.
إن أكثر ما أثار نتنياهو ومعه العديد من وزرائه هو قرار منظمة اليونيسكو بشأن الحرم القدسي الشريف، هذا القرار أزاح الزبد الذي حاولت السياسة الإسرائيلية التوسعيه وضعه فوق سمن الحقيقة، كما أن هذا القرار أكد فشل سياسة التمويه والتزييف والخداع التي تتبعها حكومة نتنياهو.
بدد هذا القرار وحطم جميع الصروح الإعلامية والغوغائية التي بناها نتنياهو حول نفسه ،وحول استراتيجيته في الحكم إلى درجة أنه اعتقد أن الأخرين وافقوا عليها، لقد ردد أمام وزراء حكومته وعلى مسمع من الرأي العام في إسرائيل ، وأمام العديد من رؤساء دول العالم، بأن إسرائيل دولة عظمى، وأنها تنعم برضى ودعم غالبية دول وشعوب العالم، وقد حاول تزيين هذه الأوهام عندما قال بأن العالم سئم من الشعب الفلسطيني وقضيته، وأن قوة إسرائيل الاقتصادية والعسكرية حولتها إلى قطب مغناطيسي جذبت إليها غالبية الدول الأفريقية والعديد مم الأنظمة العربية ، وأن جميع هذه الأنظمة أصبحت تتفهم الموقف الإسرائيلي وقلقها من ايران ومن الإسلام المتطرف.
لقد ذهب نتنياهو بعيداً في أحلامه وتصوراته، عندما حاول ترويج أن لا قيمة للدعم الروسي والدعم الصيني لحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة، وقد قادته نشوته إلى اطلاق تصريحات للصحافة بعد أن ودع عدداً من رؤساء الدول الذين شاركوا في جنازة بيرس، قال أن غالبية دول العالم التي كانت تقف إلى جانب الحق الفلسطيني في إقامة دولته لم تعد موجودة، وأضاف بأن مسألة الاستيطان والاحتلال لم تعد قائمة، وأن غالبية دول العالم أصبحت تدعم إسرائيل في سياستها الاحتلالية والتوسعية لكن هذا الطيش لم يستمر خاصة بعد قرار منظمة اليونيسكو، كان قرار هذه المنظمة جازماً وصريحاً لأنه أعاد كل محاولات تزييف الوقائع التاريخية والدينية إلى نقطة الصفر.
هذا القرار حطًم كل صروح الأوهام التي اقامته القوى الدينية والسياسية، خاصةً بالنسبة لمدينة القدس ، حاولوا أضافة صفحات مغايرة للواقع التاريخي بالنسبة للأماكن المقدسة في القدس العربية، لتبرير الاحتلال، فدمروا وحفروا الأنفاق تحت الحرم القدسي الشريف، لكن دون جدوى، فالحرم القدسي الشريف عربي فلسطيني وكنيسة القيامة عربية فلسطينية، كما اعتبروا حائط البراق جزءاً من الهيكل المزعوم، فهدموا أحد أحياء القدس وهو حي المغاربة للاستيلاء على حائط البراق.
لقد قطع هذا القرار الشك باليقين بأن حائط البراق هو أراضي فلسطينية محتلة وليس لليهود صلة دينية أو تاريخية به، لقد زاد من ذهول نتنياهو عندما علم أن العديد من الدول التي كان واهماً بأنها تدعم سياسة الاحتلال خيبت أماله وبددت أحلامه في مواقفها، بعد أن دعمت قرار اليونيسكو مثل الأردن، مصر، تشاد، روسيا، الصين، حتى دولة فيتنام التي تشتري السلاح من إسرائيل خيبت أماله، كذلك اليونان الذي اعتبرتها إسرائيل حليفة وداعمة لسياستها دعمت قرار اليونيسكو، كذلك الهند.
أثبت هذا القرار أن أصدقاء إسرائيل لم يتغيروا، وأن الصداقة الحقيقية تظهر فقط في العلن وليس من وراء الكواليس، كما أثبت هذا القرار وقرار الفيفا وعرض مسألة الاستيطان أمام مجلس الأمن مدى نجاح الدبلوماسية الفلسطينية، لأنها سوف تزيد من تعرية إسرائيل محلياً وعالمياً.
لم يكن رد نتنياهو وعدداً من وزرائه على هذه القرارات مفاجئاً، فقد شعر نتنياهو بأنه كالبطة التي أصابها سهم الصيّاد، فقد صب غضبه على اليونيسكو واتهمها بأنها منظمة عنصرية وكرر مقولته البائسة بأن كل العالم ضدنا دون أن يسأل نفسه لماذا! أما في الداخل فقد قرر ملاحقة منظمة حقوق الإنسان (بتسيلم) لأن مندوبها في منظمة اليونيسكو دعم القرار، لأن هذا القرار انساني ونتنياهو عدو الإنسانية.
ملاحظة : ادعت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية أن المكسيك قررت التراجع عن موقفها من قرار اليونسكو الخاص بالحرم القدسي الشريف بضغط أمريكي ، حتى لو حدث ذلك فهذا لا يغير ولا يبدل في التاريخ شيئاً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما


.. عبر روسيا.. إيران تبلغ إسرائيل أنها لا تريد التصعيد




.. إيران..عمليات في عقر الدار | #غرفة_الأخبار


.. بعد تأكيد التزامِها بدعم التهدئة في المنطقة.. واشنطن تتنصل م




.. الدوحة تضيق بحماس .. هل يغادر قادة الحركة؟ | #غرفة_الأخبار