الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
المتأهِّبُ دوماً.. للحُبِّ
ضيا اسكندر
2016 / 10 / 18كتابات ساخرة
كان يتأمّل وجه زميلته وهي جالسة إلى مكتبها، سارحاً بشغف عاشقٍ ولهان. حالماً أن تحصل معجزة وتقبل به حبيباً.
فتحت حقيبتها تبحث عن محرمة لتجفّفَ عرقها فلم تعثر. التفتت صوب زميلها وسألته إن كان معه محرمة. هرع مغتبطاً وقدّم لها ما تريد معقّباً بحياء: «لكن بشرط إعادتها بعد استخدامها!»
فتحت عينيها على اتساعهما دهشةَ وسألته وهي ترمش بطريقة ودّية: «ولكن لماذا؟!»
أجاب وهو مغمض العينين وقد امتلأ وجهه بابتسامة مضيئة: «لكي أحتفظ بأغلى ذكرى في حياتي، تمنحني زاداً يكفيني إلى أن أحلّق نحو الباري..»
***
خرج من الفرن حاملاً ربطة خبز بعد طول انتظار. عند زاوية الشارع اصطدم بصبيّة مسرعة قادمة من الجهة المعاكسة، وكادت أرغفة الخبز تسقط من الكيس الذي لم يغلقه بعد. اعتذرت الصبية بالقول: «أنا آسفة جداً!». فبادرها سريعاً وقد بدأ قلبه يخفق بجنون:
«ولماذا الأسف والاعتذار أيتها اللقيا النادرة؟! سوف أطلب من أهمّ نحّاتي البلاد إقامة نصبٍ تذكاريّ على هذه الزاوية، تخلّد هذا الاصطدام العفوي البهيج. هنيئاً لثيابك التي تلتصق بك.. أنا متأكّد من أنها تكون في غاية الحزن عندما تستبدلينها. هل أطمع باصطدامٍ يوميّ معك وفي مثل هذا الوقت لأرقص فرحاً في الشوارع والساحات معبّراً عن أن لحظات السعادة يمكن أن نصادفها حتى في أحلك أيام الحروب؟!»
***
كان يتمعّن في واجهة سوبر ماركت وما تعرضه من سلع، فجأةً تخرج من السوبر صبية حسناء رهيفة رقيقة مثل لمسة فراشة، وقد وضعت جوّالها على أذنها تتحدّث. التفتت إليه وهي تبتسم وبادرته مستوضحةً: «عفواً يا سيد! لو سمحت، ما اسم هذه المنطقة؟ أين أنا بالضبط؟»
ابتسم هو الآخر وأجابها بعفوية وقد لمعت عيناه واحمرّ وجهه من السعادة: «أنت قريبة من القلب جداً، وأملي أن تقفزي إلى حناياه، لأنثر عليك كل تويجات الزهور في العالم، وأحيطك بكل أقواس القزح في هذا الكون.. يا إلهي كم أنا محظوظ برؤيتك! ألستِ ملكة جمال الكون الذي تم إعلان فوزك بمسابقة البارحة!؟»
***
جلس على الرصيف غير أبهٍ بأحد بعد أن أعياه الوقوف منتظراً الباص لأكثر من ربع ساعة. حاول أن يتشاغل عن نظرات الناطرين مثله ومراقبتهم الفضولية له بأن امتشق «جوّاله» وبدأ بتصفّحه.
بمحاذاته تماماً كانت تقف صبية منتظرة. لفت انتباهه قدماها اللتان تنتعلان صندلاً ملوّناً أنيقاً. دقّق مليّاً بأصابعها وتناسق توضّعها ونبضات عروقها وطلاء أظافرها.. تمنّى لو كان بوسعه ضمّهما إلى صدره حتى ولو مع الصندل. وجّه كاميرا الجوّال إليهما والتقط صورة. ويبدو أن صوت الجوّال أثناء التقاطه جعل الصبية تنتبه وتلتفت إليه. لاحظت صورة قدميها على الجوّال فسارعت إلى معاتبته بغضب قائلةً:
- بأيّ حق تسمح لنفسك بأخذ صورة لي دون إذنٍ منّي؟!
رفع رأسه باتجاه محدّثته فوقع بصره على وجهها وقد اكتسى مزيداً من الجمال بانفعالها. نهض مبتسماً وهو يقترب منها أكثر والجذل يتراقص في عينيه وأجاب:
- صدّقيني يا آنستي، لقد مضى على وجودي في هذه الدنيا ما يقارب الأربعين عاماً، لم أصادف قدمين أجمل من قدميكِ! لقد صُعِقتُ، أصابني مسٌّ من الجنون، طاش صوابي، ولم أجد نفسي إلا وقد انصعتُ لأمرٍ ملائكي بالتقاط هذه الصورة لأستعين بها في وحدتي وأرشو مخدّتي بها كل ليلة لعلّي أنام..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فودكاست الميادين| مع الممثل والكاتب والمخرج اللبناني رودني ح
.. كسرة أدهم الشاعر بعد ما فقد أعز أصحابه?? #مليحة
.. أدهم الشاعر يودع زمايله الشهداء في حادث هجوم معبر السلوم الب
.. بعد إيقافه قرر يتفرغ للتمثيل كزبرة يدخل عالم التمثيل بفيلم
.. حديث السوشال | الفنانة -نجوى كرم- تثير الجدل برؤيتها المسيح