الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حركة بطيئة(جان لوك غودار):الوقت الملفت للنظر

بلال سمير الصدّر

2016 / 10 / 19
الادب والفن


حركة بطيئة(جان لوك غودار):الوقت الملفت للنظر
كنا نعتقد في البداية ان الحركة البطيئة(Slow Motion)،عبارة عن تأكيد للموقف أو اللحظة الوجودية...لحظة الأدراك الوجودية الخاصة المستوعبة للمحيط،ولكن وبعد مشاهدتنا للملحق بلسان غودار عن الفيلم،اكتشفنا ان غودار كان يهدف فقط الى لفت النظر للحركة السينمائية البطيئة التي تستخدم كثيرا في السينما،ولكن غودار الذي لازال مناصرا للقضية الفلسطينية يقدم فيلمه الأول بعد الانتهاء من فترة (دريغا فيرتوف) الذي كنا قد كتبنا عن هنا وهناك كأحد أبرز وأهم الأفلام في تلك الفترة،نراه يحقق فيلما حتى لو كان اشكاليا في معطياته وغريبا في الطرح السينمائي،ولكنه خاضع للسينما بكل تأكيد هذه المرة...غودار وكأنه يعود الى البداية...يعيد الطرح ويعيد التشكيل للخروج بنظرية عامة للفيلم كما حدث ذات مرة في فيلم(لاهث)،ولكن هذه المحاولة المتأخرة لن تحمل نفس القيمة الفيلمية لفيلم جان لوك غودار الأول.
على العموم وبعد كل تلك السنوات والعمل السينمائي الذي اقحم فيه غودار لحظات ليست سينمائية بالتأكيد،وحتى من غير الممكن اخضاعها لسينما تقليدية ولاحتى لسينما ربما من الممكن ان تكون محرفة ضمها غودار لصورة دعاها بالفيلم السينمائي...
بكل تأكيد ان الصورة موضوع الحديث ليست صورة سينمائية،بل هي صورة لعمل فيلمي دعاها غودار بالسينما،أو دعونا نقول السينما على طريقة جان لوك غودار....
الموضوع يحتمل الكثير وما يحتمله لسنا في خضم سرده الآن
حركة بطيئة 1980 هي سينما غودار الحاضرة بكل تأكيد...ولكن هناك نوع من الحداثة الفيلمية
والكلمة الأخيرة (حداثة) تصلح تقريبا لكل افلام جان لوك غودار،وان صححنا الجملة وقلنا(نوع آخر من الحداثة)،فهذا بالتأكيد لن يجعل من هذه الجملة خاطئة.
يقول غودار في الملحق الفيلمي عن سيناريو الفيلم:
ما أحاول أن اريكم اياه هو كيف أرى انا الاشياء،وبذلك انتم تستطيعون الحكم...أنا اريد ان اريكم العلاقات بين الصور وبذلك سوف تكونون في محكمة القانون...هناك سوف تكونون كلاهما المدعي والمدعى عليه.
لذلك:الشيء الذي اريد ان اريكم اياه هي زاوية الرؤية،على سبيل المثال تركيب الصور والتلاشي والحركة البطيئة،واستخدام الحركة البطيئة ايضا خلال تركيب الصور أو في اللقطة العادية...
من الممكن القول أذا وبسهولة أن فيلم غودار هذا هو نموذج تعليمي خالص،يقصد به لفت نظر المتفرج ليس الا للقانون السينمائي،على شاكلة:لفت النظر لما تريد ان تقوله اللقطة أو متى تستخدم اللقطة البطيئة ضمن الحبكة،وهذا من الممكن ان يكون احد مواضيع الحبكة ولكن ليس هو فقط ومرة أخرى فاللقطة البطيئة لاتعبر عن اي موقف حاسم وجودي كما فهمنا من المشاهدة الأولى للفيلم...
ولكن-والسؤال لغودار-ماهو الشيء الذي من الممكن ان يحول مسار القصة-ومن هذه النقطة لابد ان نخوض في العمل ولكن على خط المبدع جان لوك غودار.
لنتأمل في الجمل التالية:
الوجود ناشئ عن سلسلة من الأحداث...كلاهما (داخلي وخارجي)...
ولكن هل المقصود هو الوجود الفيلمي،أم الوجود الفلسفي،ام الوجود الطبيعي؟!
بالتأكيد |ان الخيارات الثلاث في الأعلى،هي خيارات صحيحة ومن الممكن قياس الفيلم على انواع الوجود الثلاث المذكورة آنفا...الفيلم ابسط مما كنا نتصور عن الصورة قبل كل شيء...قبل كل شيء عن جان لوك غودار...
غودار يحاول ان يكون عالم بدائي للمحيط الفيلمي،أو كما قال احد النقاد:
هو محاولة من قبل المخرج للرجوع الى نقطة الصفر...إلى نهاية الستينات
على انه يوجد طريقة أخرى لفهم الفيلم...
الفيلم عن ثلاثة عوالم منفصلة،عن بول جودار صانع الافلام المنفصل عن زوجته ودينيس صديقته التي تحاول ان تكتب رواية أو كتاب،وايزابيل الفتاة القروية التي تنتقل الى المدينة لممارسة الدعارة.
يظهر عنوان على الشاشة حركة بطيئة..ومن ثم الهرب من اجل حياتك
دينيس تركب الدراجة وغودار يطيل استخدام اللقطة البطيئة،ليس لدلالة معينة سوى للفت النظر-عذرا سيد غودار فهكذا فهمنا نحن الفيلم-فالموقف هو عن دلالات اللقطة البطيئة..ولكن ماذا اذا كانت دينيس تعمل على كتابة شيء له علاقة بالموقف الوجودي،أي باللقطة البطيئة ولكن من منحى آخر ومن وجهة نظر أخرى...
انت تعملين على سلسلة جديدة عن ماهية الاشياء...About How Thing Really Are
ومن هنا نحن نستطيع ان نفهم اللقطة البطيئة في قصة دينيس بالذات وتحديدا،وعلى انها موضوع ضروري في الفيلم من الممكن ان يختصر ب:
الوجود...الحياة القصيرة...آلية الانسان...المحور الاساسي بالوجود...ما هو الموقف الذي هو بحاجة الى الحركة البطيئة...
الحركة البطيئة باختصار هي الموقف الملفت للنظر،أو الموقف الذي يستدعي التفكير فيه ولو قليلا
ومن ثم القصة الثانية خوف عن بول جودار...حين يقول بول:
هل سمعت عن كاسترو...انه يدعي بان العمال الأمريكيين هم افضل من عماله الكوبيين فهذا ليس باشيء المهم في الفيلم...انه مجرد شيء من ماضي جان لوك غودار
ولكن لنتأمل في هذه الجمل عن النص...يحتمل أن يكون نص سينمائي ايضا:
الكتابة تقريبا تشبه الاختفاء...هي ان تكون خلف شيء ما،ولكن الاشارة المادية المركزة تجعلني اعي...ادرك بأنه كان هناك شيء ملتبس ...مريب مشكوك فيه...شيء ما تقريبا لا أخلاقي
الصمت الذي يحيط بالنص...بقراءة النص هو هذا الشيء...انها الكلمات المنطوقة التي خلقته
النطق بالنص مرتبط بالشخصية،والنطق (بحد ذاته) من الممكن ان يحول مسار النص نحو وجهة اخرى غير المقصودة تماما
الانفصال مؤكد بين العنصرين ولكن السينما تجبر على الدمج بينهما في الحالة التقليدية السينمائية وليست اي حالة أخرى.
ومن ثم-ويطيل غودار الحديث عن ذلك-يبدا الجزء الثالث من الفيلم ويدعى (تجارة)ر عن ايزابيلا التي امتهنت الدعارة والتجارة ليس المقصود فيها فقط التجارة الجنسية بل هي التجارة الفيلمية.
حين يحيط غودار شخصية ايزابيلا بزبائن غريبيين التصرفات فهو يؤكد على موضوع السلعة،والامتهان هو المحور الاساسي للمؤسسة التي تمتهن الدعارة لغايات التسويق الفيلمي...العنصر هو احالة الشكل الى التجارة ومع ان الانفصال مؤكد على ان السينما تحبر على الترابط بين هذه الاجزاء وهي الاشكالية الكبرى بالنسبة لجان لوك غودار.
ولكن ماذا عن الموسيقى...؟!
الموسيقى هي عنصر مهم،لفت النظر اليه غودار في الكثير من المواقف،ولكن من خلف موقف لأحد الشخصيات من الممكن ان تظهر الموسيقى ما يعنيه هذا الموقف بالنسبة لشخصية اخرى...غودار يشرح السينما من نقاط لانستطيع القول عنها سوى بانها البدايات،او ربما العناصر التجريدية الأساسية لأي سينما من الممكن أن تكون على حيز الوجود من دون الاعتبار ولا حتى الاحتكام لأي زمان.
بلال سمير الصدّر
18/12/2015








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصدمة علي وجوه الجميع.. حضور فني لافت في جنازة الفنان صلاح


.. السقا وحلمى ومنى زكي أول الحضور لجنازة الفنان الراحل صلاح ال




.. من مسقط رأس الفنان الراحل صلاح السعدني .. هنا كان بيجي مخصوص


.. اللحظات الأخيرة قبل وفاة الفنان صلاح السعدني من أمام منزله..




.. وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني عن 81 عاما