الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصداقة خنجرّ.. لم يخرج من غمدّه بعد ..؟؟

بلال فوراني

2016 / 10 / 19
الادب والفن



الصداقة هذه الأيام ما عادت سوى حبل مشنقة رديئ الصنع نهديها لأشخاص
نطلق عليهم لقب الأصدقاء ليلفوا هذ الحبل حول رقابنا ويشنقونا به…؟؟
وطالما أننا في عصر السرعة فقد صار حتى هؤلاء الاصدقاء
مثل الوجبات الجاهزة أو أصدقاء يستخدمون لمرة واحدة
ثم تلقيهم في أقرب سلة نسيان أو حاوية ندم .. .؟؟

إن إحدى خطاياك في هذا العصر السريع أن تتمسك بمبدأ تعيش عليه
إحدى جرائمك بحق نفسك أن تصدق فعلاً أن الناس سيعاملونك كما تعاملهم
إن أسوأ ما تفعله في حياتك أن تؤمنّ بهذا المبدأ الغير عادل أبدا
مبدأ يجعلك سلحفاة في عصر الأرانب…؟؟

بعض الصداقة مثل الضوء يهجم على حياتك
كي يقنعك أن ستهرب من سواد ظلالك وسيضيء لك الدرب الجميل ,
وننسى أن هذا الضوء لن يدوم أبداً ..لأننا بعدها سننتقل من خانة النور
الى خانة العتمة .. ولكن الضوء الذي ” يخلق ” الظل ..
لن يكترث أبداً إن لم تدرك أنت هذه الحقيقة ..؟؟

بعض الصداقة مثل رهان العمر فيصير صديقك حصان أصيل
تؤمن بقدراته وتؤمن أكثر أنه سيتكفل بك حين يغدر بك الوقت والزمن
وسيحملك ويتحملك .. المأساة حين تكتشف أن هذا الحصان
ما زال نائم في اسطبل الوقت ينتظر موتك البطيء ؟؟

بعض الأصدقاء يصيبوك بحكّة جلدية تجعلك تقتلع أظافرك
وأنت تفركّ جلدك من وساختهم ..بعضهم يصيبوك بحالة يأس حتى تشرب
حلمك كله دفعة واحدة من قارورة مكسورة ..
بعضهم لا يفهم تواضعك لهم فيدوسون عليك ..
بعضهم لا يفهم جوع أصابعك ليد ترتاح فيها فيكسرون أصابعك ..
بعضهم لا يفهم سبب غرامك في الصدق فيطعنونك بالكذب ..
بعضهم يحقد عليك من حيث لا تدري فيضحك في وجهك مثل الذئب
ولمعة أنيابه تفضحه وريقه يسيل منتظراً
أن يفترسك مثل ضحية طال انتظارها..؟؟

ولكن حين تجبرك الظروف الصعبة على أن تشعر بالأسى على نفسك ..
والسقوط في الضيق الذي لا تجد فيه صديق .. وتصير الوحدة فقط
طوق نجاتك من هذا الغرق وأول اسعافاتك الأولية من جروح الاخرين
وسكاكين غدرهم .. فلا تغضب كثيراً .. ولا تحزن ولا تيأس
ولا تشفق على نفسك ولكن قل في نفسك ..
ليل معتم أعيشه خير من صباح كله نفاق وكذبّ ..
وجدران بيتك أولى الأشياء بك .. والأقربون أولى بالمعروف ..
فهي الوحيدة التي رأت ضعفك ولم تشمتّ بك يوماً ..
هي التي رأتك بكل أحوالك لكنها لم تطعنك يوما ولم تفضحك يوما...
هذه هي الوحدة بين جدران بيتك .. أمّ حنون لكنها خرساء ..؟؟

-
/

على حافة الوجع

جدرانك الأربعة في بيتك ليست سجن
فهي أرفعّ لك من أن تصادق الحمير والبقرّ
أشرف ممنّ يسأل عنك فقط في وقت الضجرّ
الوحدة ليست قاتلة يا صديقي
الذي يقتلك هو تغرق في مستنقع أكاذيب البشرّ ..؟؟

#بلال_فوراني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما


.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا




.. الذكاء الاصطناعي يهدد صناعة السينما


.. الفنانة السودانية هند الطاهر: -قلبي مع كل أم سودانية وطفل في




.. من الكويت بروفسور بالهندسة الكيميائية والبيئية يقف لأول مرة