الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة المدنية تعريف واضح وصريح بقلم جلالة الملك عبد الله الثاني

راوية رياض الصمادي

2016 / 10 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


لقد تناول جلالة الملك في الورقة السادسة العديد من القضايا التي تهم المواطن والوطن وتمحورت حول عدد من النقاط المهمة:-
- النزاعات بين الدول
- نجاح الدولة المتقدمة
- سيادة القانون
- الواسطة والمحسوبية
- تطوير الجهاز الإداري
- سيادة القانون عماد الدولة المدنية

هذه النقاط التي تمحورت حولها ورقة النقاش السادسة التي طرحها جلالة الملك عبد الله الثاني وعند قراتها والتمعن بها نجد انها تناقش ما يجري حاليا ومنذ سنوات عديدة في ارض الواقع

ان واقع الدول الحالي والنزاعات المستمرة فيما بينها تجعلنا بلداً عليه ان يطبق سيادة القانون وبحزم وأكثر وعيا من السابق لان كل تلك الثورات التي حصلت في دول عديدة سببها تلك النقاط التي أشار اليها جلالة الملك في طرح ورقته السادسة والتي نشرت عبر التلفزيون الأردني لتخاطب جميع فئات المجتمع، وهذا الخطاب هو خطاب في نظري خطاب ابوي موجه الى أبناء هذا الوطن حتى يكونوا متنبهين لما يدور حولهم، نحن كاسرة واحدة يضمنا وطن واحد بجميع اطيافه وجميع ملله وجميع مذاهبه جزء لا يتجزأ من
نسيج الأردن الغالي.

لقد استشرفت من تلك الكلمات عمق الألم الكامن في قلب جلالة الملك لما يحدث في اردننا الغالي، ومن تطاول بعض الفئات التي قال عنها في مقالته "البعض يظنون أنهم الاستثناء الوحيد الذي يُعفى من تطبيق هذا المبدأ على أرض الواقع. بغض النظر عن المكانة أو الرتبة أو العائلة، فإن مبدأ سيادة القانون لا يمكن أن يمارس بانتقائية."، وهذا كما السوس الذي ينخر شجرة التفاح المثمرة والتي يقضي عليها.

يجب علينا ان نتكاتف كلنا وان نكون يدا واحدة من اجل محاربة كل هذه الظواهر وقبل ان نحاسب الاخرين على تقصيرهم علينا ان نحاسب أنفسنا ونعرف مواطن الخلل فيها وان لا نرضي على الاخرين ما لا نرضي به على أنفسنا وهذا يذكرني بقوله تعالى: "إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون".

وبحديث سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، حديث صحيح مسلم: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم.

وفي الحديث: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه أي يحب للمسلم ما يحب لنفسه.

ان كل ما يحدث وما أشار اليه جلالة الملك هو نابع عن بعدنا عن كتاب الله وتعاليمه وعن وصايا الرسول في المعاملات لأنه كل ما طرحه هو يصب في بوتقة الاخلاق وفي بوتقة التربية، لان عند النظر في مفهوم الكلمات والتعمق فيها سنجد ان كل شيء أساسه واضح هو عدم فهم العديد من الاخلاقيات والتي أشار اليها الرسول في العديد من احاديثه وأشار الى ان اخر الزمان سيكثر فيه ما يحدث الان، عند النظر الى العديد من الدول المتقدمة نجد انها تتميز وتتقدم لأنها التزمت بتعاليم الإسلام ولكن بشكل غير مباشر التزمت بها وارتقت وعبرت عن ذلك من خلال انها مبادئ تترسخ في مجتمعاتهم ولم يعترفوا انها تعاليم الإسلام السمح.

إذا أراد الأردن ان يرتقي وان يتقدم عليه ان يقرأ ويستشرف ما جاءت به كلمات جلالة الملك عبد الله، اننا يجب ان نرسخ في عقولنا وعقول الأجيال القادمة الاخلاق وان نزرع في دوائرنا الحكومية فكر الابتكار في العمل الحكومي وان على كل موظف في مكان عمله مسؤولية ان يبتكر في عمله وان لا يسمح بان يكون هناك تهاون في مجال تقديم الخدمات التي تسهل على المواطنين حياتهم واعمالهم وان يعرف كل موظف مهما كان مركزه وموقعه انه وجد في مكانه ليقدم خدمة ويرتقي بها لا ان يكون عاله على الجهاز الحكومي او يكون مسبباً ومعرقلاً بفكره ومنطقه وعاداته وتقاليده على الأداء الحكومي وان يكون سبب في عرقلة التطور والابتكار وان يكون مساهما مساهمه فعالة في موقعه، ان سيادة القانون يجب ان تكون على الجميع وليس فقط على جهة دون اخري

وانا من موقعي وكاتبة وصحفية اتمني ان يتم وضع قوانين رادعة وفرض غرامات مالية عالية على مرتكب كل مخالفة ممكن ان تأدي إلى استباحة فكر وحرية الاخرين لأنه حريتك تنتهي عندما تبدء حرية الاخرين، انا شخصيا وقعت ضحية الواسطة والمحسوبية ولا ارغب بان اتعين فقط لان فلان يمت لي بصله لأنني ارفض هذا المبدأ كليا ولكن اغلب الأماكن والشركات وكوني فتاة عند التقدم لأي وظيفة اعاني من عدم كفاءة الشركة او ان هناك في الشركة مهما كان مسماها ما يسمي بالتنمر الوظيفي كفتاة مثلا لها باع طويل في العمل تعمل على عدم استمراري او لان احد المدراء يرغب بأمور خارجة عن اطار العمل وبالتالي اترك العمل ولا اعود، متى سنصبح مثل الدول المتقدمة التي تنظر إلى الكفاءة والمهارات ولا تنظر إلى أمور تافهة اذكر انني قدمت إلى وكالة الانباء الأردنية وكنت من بين 250 شخص وتقدمت لجميع الامتحانات وكان هناك شاب جالس بجانبي لا يعرف شيء من أي شيء وكان طوال الوقت يطلب مني ان اغششه وان اعطيه معلومات وساعدته في ذلك رغم ان هذا غلط ولا يجب ان اعمله ولكن هذا ما حصل ونجح في الاختبار، ووصلنا الى المرحلة الأخيرة في اختيار الموظفين وكنت من بين 5 اشخاص المضحك في ما حصل انه قبل ونجح وانا لم اقبل في اخر مقابلة كانت، وبعد سنوات من التفكير وجدت ان من يتعب ويدرس ولا ينام لا ينال شيء سوى ان يكون في الصف الأخير وان من يغش هو من يفوز ويوظف، ومن الأمور التي جعلتني امقت الواسطة وامقت الغش وامقت العديد من الخصال، عندما كنت في المرحلة الجامعية كانت فتاة من زملائي كانت الاولي في الجامعة واسمها الأول في قائمة الشرف وحصل ان أصبحت صديقتي ولكنني صدمت وسقطت الفتات من عيني يومها عندما قالت سر نجاحها وكيف وصلت وأصبحت على لائحة الشرف الجامعية كانت تغش ارتني بلوزتها التي كتبت عليها الغش لكل مادة وكانت تضع في ساعتها كانت تمتهن الامر باحترافيه شديدة وكانت تدخل امامي بكل جاهزيتها لتغش كل المواد صعقت لأنني كنت ادرس واتعب كثيرا وكنت اقضي الساعات والأيام حتى انجح وهي لم تكن تعمل شيء طوال السنة لا تدرس حتى المحاضرات كانت لا تحضرها ودائما تأتي بأعذار، ولكنها نجحت واجتازت وربما عملت بوظيفة مرموقة بسبب معدلها المرتفع، ومن المضحك انني عندما تخرجت في عام 2007 كان لدي زميل تخرج في نفس الفترة وكنت قد قدمت على وظيفة في وكالة الانباء هو تم تعينه كفراش في البداية هو الان صحفي وانا لم اعين كيف عين هو وهو خريج جديد في وظيفة في وكالة الانباء الأردنية وهو خريج 2007 ما دامت وكالة الانباء تعين من خلال ديوان الخدمة وليس هو فقط العديد من الناس الذين اعرفهم تعينوا ليس عن طريق ديوان الخدمة، عندما أتذكر هذا العنوان العريض الذي اخذته كمساق في الجامعة الإدارة الحكومية واذكر مساق الرقابة الإدارية اجد ان هذه المساقات ضرب من الكلام فقط لأنها لا تطبق في واقع الحياة وان كل ما نتعلمه في الحياة هو علم وثقافة ولا يطبق منها شيء، الجهاز الإداري في الدوائر الحكومية يحتاج الى عاصفة التسونامي تضربه ضربا لكي نعيد الثقة به هناك جانب في نفسي لا يثق به ابدا وهو مليء بالعديد من الوساطات والمحسوبيات المشكلة ليست بنظام الخدمة المدنية لأنه كنظام هو نظام ناجح تماما ولكن المشكلة بالعاملين في هذا النظام لا اقصد شخصاً بعينه لأنه يحتمل الكثير ولا أخاطب اشخاص بأعينهم ولكن هذه التجاوزات موجودة في كل دائرة حكومية حتى في القطاع الخاص.

يجب علينا إعادة تفكيرنا في منظومة الاخلاق والتربية وزرع قيم الإسلام السمحة لأنها جاءت اترفع منا ونحن الان نعود الى الجاهلية ونعود الى عصور حاربها الإسلام ورسولنا الإسلام انتشر بأخلاق من نشروه، والرسول صلي الله عليه وسلم يقول "إنما جئت لأتمم مكارم الاخلاق"

قرأت الورقة السادسة وكل ما فيها يرتكز على كلمة واحدة وهي الاخلاق لنعود اليها لأنها هي من سترفعنا وعندما نحب الاخرين ونتمنى الخير لهم ابداً لن نكون بذلك ضعفاء بل بالعكس نحن بذلك نكمل ما أراد الله ورسوله من هذا الدين وان نعطي للأخرين الصورة الصحيحة عن المسلم.

لقد اكد جلالته على تعريف الدولة المدنية للعديدين من الذين لا يعرفون معناها وأوضح أوجه الاختلاف في المفهوم المغلوط للعديدين من الذين يحاولون تشويه التعريف وبمقالته وقلمه اصبح هذا التعريف يحمل طابعا دستوريا بفكر جلالته وهو تعريف قائم على "أن الدولة المدنية هي دولة تحتكم إلى الدستور والقوانين التي تطبقها على الجميع دون محاباة؛ وهي دولة المؤسسات التي تعتمد نظاما يفصل بين السلطات ولا يسمح لسلطة أن تتغول على الأخرى، وهي دولة ترتكز على السلام والتسامح والعيش المشترك وتمتاز باحترامها وضمانها للتعددية واحترام الرأي الآخر، وهي دولة تحافظ وتحمي أفراد المجتمع بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو الفكرية، وهي دولة تحمي الحقوق وتضمن الحريات حيث يتساوى الجميع بالحقوق والواجبات، وهي دولة يلجأ لها المواطنون في حال انتهاك حقوقهم، وهي دولة تكفل الحرية الدينية لمواطنيها وتكرس التسامح وخطاب المحبة واحترام الآخر وتحفظ حقوق المرأة كما تحفظ حقوق الأقليات."

وأشار إلى النظام القضائي والى تفعيل مدونة السلوك القضائي "من تطوير وتحديث معايير تعتمد الجدارة والكفاءة في تعيين القضاة ونقلهم وترفيعهم بما يحقق العدالة والشفافية. ومن الضروري بمكان تعزيز قدرات القضاة وإكسابهم المهارات الضرورية لإصدار الأحكام القضائية العادلة والنزيهة؛ كما ويجب تطوير وتحديث وتمكين أجهزة الرقابة والتفتيش القضائي لتكون تقارير التفتيش أداة قياس حقيقية وواقعية لأداء القاضي وسلوكه."

بكلمة مختصرة اعتقد ان الدوائر الحكومية عليها تبني الابتكار في عملها حتى لا تندثر وتشيخ وتصبح في ذاكرة التاريخ والابتكار ولماذا تبتكر؟ ولماذا نطور العمل الحالي؟ لأن الابتكار مدفوع بمتغيرات معينه، وهو لا يأتي من فراغ، وهو يأتي من متغيرات معينه في حياتنا والسبب في انه يجب على الحكومة ان تبتكر في عملها انه هناك العديد من الدوافع أولها التكنولوجيا الجديدة والتغيرات الديموغرافية والمتغيرات الاجتماعية. وعلى الحكومة ان تعرف قاعدة مهمة وهي (لا يمكن التعامل مع التحديات الحديثة بالآليات القديمة". وانه من يواجه التحديات الحديثة بالآليات القديمة سيكون مصيره الفشل أما الابتكار او الاندثار.

الأردن حاليا يواجه تنافسية كبيرة بينه وبين الدول التي أصبحت في القمة ومن اهداف التنافسية الإنتاجية، والنمو، وتحسين مستوى الحياة للمواطنين، وحتى يستطيع الأردن ان يدخل في ضمن دائرة الدول التي تتميز ويصبح من الدول التي تتنافس نحو القمة هو ان يكون هناك ابتكار في العمل الحكومي والقطاع الخاص والافراد من خلال تقديم أحسن الخدمات لمواطنيها ورفع مستوى المعيشة دائما وبتحسين الإنتاجية، وان ثروة أي دولة يتم خلقها وليس توارثها لأن تنافسية وثروة الدول لا تنمو من الموارد الطبيعية ولا من حجم سوق العمل ولا سعر الفائدة، تنمو من عامل واحد أساسي وهو قدرة مؤسسات هذه الدولة الخاصة والعامة، قدرة كل هذه المؤسسات على الابتكار، أن الابتكار شيء أساسي للتنافسية وللبقاء والاستمرار الا انه لا يمكن المحافظة عليها حتى ولو تم بنائها وانه لا يمكن المحافظة على التنافسية إذا حصلنا عليها بيوم بمجرد كنا مبتكرين اليوم وخرجنا بمنتجات جديدة وأفكار جديدة لا يعني اننا سنبقي نعيش عليها لمدة طويلة فالابتكار هو السعي الحثيث للتفكير بخدمات ومنتجات جديدة دائماً. حتى يستطيع الأردن الدخول ضمن تنافسية الدول المتقدمة على الجهات الحكومية والجهات الخاصة ان تعمل جنباً الى جنب ويوم بعد يوم وسنة بعد سنة على النمو والتطوير وان تحافظ على مستوياتها لازم تبتكر دائما وتتطور بشكل مستمر.

ان التنافسية نابعة من مجموعة من المؤسسات والسياسات والعوامل التي تحدد مستوى الإنتاجية (المنتدى الاقتصادي العالمي)، والإنتاجية تحدد مستوى "المعيشة" في الدولة. وأصبح أساس للتنمية وللنمو، والنمو هو أساس المحافظة على مستويات الحياة وعلى مستويات المعيشة وبالتالي الإنتاجية هي أساس النمو والتنمية وأهميتها لا يمكن التجديد بدون الابتكار في العمل الحكومي.

ولا بد من الانتقال من الفكر الحكومي القديم من ناحية التنمية والاقتصاد الكلي بعناصر الاقتصاد وإدارة الحكومات كاقتصاد كلي شامل إلى البناء والتفكير في التنافسية وانا لن أتكلم عن التنافسية بشكل واسع لأنه علم قائم بذاته.

أساس التنافسية في المستقبل واساس بقاء الدول واستمرارها ونجاحها سيكون مبني على قدرة مؤسساتها الخاصة والعامة على الابتكار، ومن هنا يأتي الابتكار الحكومي واساسيته واهميته في المستقبل والنمو.

أن الابتكار في الحكومات ليس ترفاً فكرياً أو تحسيناً أدارياً أو شيئاً دعائياً، الابتكار في العمل الحكومات سر بقاءها وتجددها وهو سر نهضة شعوبها وتقدم دولها.

اردننا الحبيب الان يمر بأزمة بسبب تلك الحروب التي تقع في الجوار ونحن نتحمل عبء تلك الحروب فعلينا ان نكون أكثر حكمة وأكثر وعيا وان نكون صفا واحداً وان نقف وراء جلالة الملك عبد الله لأنه يريد من هذا البلد ان يناهض تلك الدول التي تتميز في العديد من الخدمات وترتقي بها.













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن


.. الشرطة الفرنسية تعتقل شخصا اقتحم قنصلية إيران بباريس




.. جيش الاحتلال يقصف مربعا سكنيا في منطقة الدعوة شمال مخيم النص


.. مسعف يفاجأ باستشهاد طفله برصاص الاحتلال في طولكرم




.. قوات الاحتلال تعتقل شبانا من مخيم نور شمس شرق طولكرم