الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


توافق الأزمة

رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)

2016 / 10 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


توافق الازمة
طالما اصوات المدافع تسمع والحشد الشعبي مقيد فان جميع القوى السياسية والدينية في العراق متوافقين ولو بالحد الادنى ، لكي لا يجري الطعن من الخلف ، وإن كان هذا التوافق يعطي ارتياحا لأكثر من سبب ، فهو توافق مفرح للشعب العراقي ، وهو توافق يدل على ذكاء وعلى حسن التصرف (وليس حسن النية) في الازمات ، وهو موقف ايجابي للاميركان لأنه يبين جدوى الدورات التي ركز عليها الجانب الامريكي في تدريب العراقيين على كيفية ادارة الازمات ، وهو ايضا مؤشر ايجابي للمستقبل وإن كان لا يمثل اي ضمان في المجال السياسي المبني على الخداع والغلبة.
الا ان ما يحزن ويصيب بالاحباط ان الاعلان منذ وقت مبكر للبدء بالعمليات العسكرية لتحرير الموصل والتصعيد الاعلامي ونشر معلومات التحشد ونسب المشاركة للتحالفات العسكرية الاقليمية والدولية جعل داعش يخطط للابتعاد عن المواجهة ، وهذا امر متوقع لأننا نعلم ان داعش ليس لها القدرة على المواجهة العسكرية في حروب الجيوش النظامية بل ان قدراتها تكمن في معارك العصابات ( اضرب واهرب او Hit and Run) ، لذلك وكما نشر قبل اسبوع من بدء المعارك وما نشاهده بوضوح الان ، إن داعش خطط ونفذ انسحاب مبرمج وتدريجي من الموصل في وقت مبكر قبل المعركة ويبدو ان هذا ما كانت ترغب به اميركا تكتيكيا ، لأنها تريد تقليص مستوى المواجهة حفاظا على قواتها العسكرية وتقليل خسائرها الى اقل ما يمكن ، وهذا امر منطقي ويتوافق مع طموحات اميركا اليوم ، ذلك لأن حصادها في هذه المعارك سياسي يتعلق بالانتخابات الامريكية المستعرة الان وهو اهم من المواحهات العسكرية والوطنية في العراق ، وهو على عكس ما يريده العراقيين او بالاحرى ايران ممثلة بالحشد الشعبي والحرس الوطني الايراني الذي يريد حربا لا خسارة فيها مادام هناك فرصة للقضاء على شوكة السنة في العراق لأنهم يشكلون مصدر قلق وحراك وحاضنة سلبية في وجه طموحات ايران التي تريد احياء وفرض واقع الهلال الخصيب الذي يربط ايران مع شمال الشرق الاوسط العربي .
وتعتبر هذه المعركة فرصة ذهبية بعد ان كان اصطياد السنة على اساس انتمائهم وولائهم للبعث واعتبارهم جميعا بعثيين ، الا ان هذا المبرر ، عفى عليه الزمن واستهلك ليصبح الان السنة جميعهم داعش . من ناحية اخرى فاننا لايمكن ان نغفل او ننكر الحس الوطني للعراقيين ولا مجال للمزايدات في وصف المشاعر والدوافع العراقية الحقيقية لتحرير الموصل لأن الغيرة العراقية لا تقارن مع القذارات السياسية ولا يمكن مقارنة الشعور الوطني وحب الارض وحماية العرض بما يخطط له السياسيون والغرباء القادمون مع الاحتلال والمرتبطة مصالحهم بالخارج . فلا زال في العراق مقاتلين تغلب روحهم الوطنية على الفتن والطائفية ، ولكن ومع الاسف فان هذه الانتصارات والتضحيات يجني ثمارها السياسيين والزعماء الدينيين الذين يتاجرون بدماء وغيرة الشعب العراقي ، لذلك فأن ما ينتظر العراق ما بعد تحرير الموصل اخطر بكثير من ما يصوره الاعلام او ما يصفه السياسيين من تفاؤل كاذب يرقى الى مستوى التقية السياسية التي اصبحت بديلا شرعيا للخداع السياسي المتداول في اروقة السياسة.
لازال النازحين من المدن المحررة في جميع انحاء العراق لم يعودو الى مدنهم ولم تقدم الدولة ولو بشكل اولي اي خطط لأعادتهم او لأعادة اعمار مدنهم لما دمرته العمليات العسكرية عند تحرير المدن ، مع العلم ان وزارة المالية سبق ان اعلنت ان هناك عجز مالي للدولة قد بلغ ذروته الى الحد الذي قد تعجز الحكومة فيه عن صرف رواتب الموظفين للسنة القادمة ، لذلك فأن تعثر الدولة وانعدام التخطيط وغياب النضج في صناعة القرار نتيجة ضعف الادارة والفساد وعدم الجدية في معالجة نقاط الضعف مع انتشار الفساد وانعدام الامكانات والوسائل بكل انواعها ، كل ذلك ، يعطي مؤشر سلبي عن حال النازحين من الموصل الذي من المتوقع ان يكون ضعف ما موجود من نازحين على ارض العراق في مناطق النزوح حاليا.
لذلك يجب عدم التسرع في التفائل وضرورة ابعاد الحشد الشعبي عن معارك الموصل او دخول المدينة (لأنهم وكما اعلن ممنهجين لتصفية السنة انتقاما وللثأر من احفاد قتلة الحسين) وهذا يعطي اندفاعا همجيا لسفك الدماء وحصد ارواح ابرياء كل ذنبهم انهم في المكان والزمان الخطأ ومع الناس الخطأ . ومهم ايضا ابعاد الوجود او على الاقل الظهور الايراني ولو شكلا عن دوائر صنع القرار في العراق ، عند ذاك يمكن احتواء الوضع و التفاؤل بمستقبل جديدة مبني على اسس التوافق و المواطنة العراقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أميركا تخشى هجوما سيبرانيا على بنيتها الحيوية من قراصنة صيني


.. الشرطة الفرنسية توقف رجلاً هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإير




.. نتنياهو يرفع صوته ضد وزيرة الخارجية الألمانية


.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة




.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو