الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مستقبل العراق وأثره على الاستقرار الاقليمي

لطفي حاتم

2016 / 10 / 24
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


(مستقبل العراق وأثره على الاستقرار الاقليمي )

صدر عن دار الرواد في بغداد كتابا للكاتب العراقي الاستاذ فارس كريم فارس موسوما بـ (مستقبل العراق وأثره على الاستقرار الاقليمي) وتعتمد فصول الكتاب على دراسة أكاديمية تقدم بها الباحث الى معهد البحوث والدراسات العربية في القاهرة للحصول درجة الماجستير في العلوم السياسية ولأهمية تلك الدراسة نورد ادناه عرضا لمنهجيتها والتوقف عند مضامينها .
أولا ــ هيكلية الدراسة ومنهجيتها
ـ تحتوي الدراسة على ثلاث فصول تضمن الاول منها ثلاث مباحث توقف الباحث فيها عند نشوء وتطور الدولة العراقية حتى الاحتلال الامريكي للعراق متعرضا الى العهدين الملكي والجمهوري متناولا انهيار الدولة العراقية بعد الغزو الامريكي . وفي هذا المنحى عرج الباحث على التطور الدستوري للدولة العراقية .اما المبحث الاخير فخصصه الباحث الى افاق تطور العملية السياسية في العراق .
ــ في الفصل الثاني من دراسته تناول الباحث متغيرات البيئة الإقليمية الخارجية وتأثيرها على المستقبل السياسي للعراق وقد تضمن هذا الفصل ثلاث مباحث تطرقت الى ( استراتيجية الولايات المتحدة وإسرائيل ازاء العراق ـ استراتيجية دول اقليمية غير عربية ايران وتركيا وأخيرا استراتيجية دول إقليمية عربية السعودية ودول الخليج العربي ).
ــ كرس الباحث الفصل الثالث من كتابه لاستشراف مستقبل العراق السياسي وأثره على الاستقرار الاقليمي وقد تعرض الباحث لهذه الاستشرافات في ثلاث مباحث ركز في الاول منهما على الدراسات المستقبلية والمنهج الاستشرافي ، متوقفا في المبحث الثاني عند مشاهد مستقبل العراق السياسي وقد قسم تلك المشاهد الى ثلاث احتمالات الاول منهما اسماه بقاء المشهد السياسي كما هو عليه اما المشهد الثاني فقد عنونه بالمشهد التفاؤلي اما الثالث فقد تركه لاحتمالات مفاجئة وغير متوقعة. وقد أنهى الباحث هذا الفصل بتحليل حول مستقبل العراق السياسي وأثره على الاستقرار الاقليمي متعرضا لدور العراق في التوازنات الاقليمية عبر مشاهد احتمالات تطوره .
أ ــ منهج الدراسة
ــ اعتمد الباحث على عدة مناهج للبحث منها المنهج التاريخي ، المنهج التحليلي ،المنهج الاستقرائي وفي هذا السياق اغفل الباحث اعتماد المنهج الوصفي رغم ان دراسته ارتكزت في الكثير من مفاصلها على هذا المنهج . وبهذا السياق نؤكد على أن الباحث حسنا فعل حين اعتمد على هذه المناهج العلمية لإخراج بحثه بصيغة اكاديمية وذلك بسبب ان الموضوعات المثارة في مضامين الدراسة فيها من الحيوية ما يتطلب دراستها بمناهج عدة متجاوبة والبحوث الاكاديمية .
ب ــ لغة الدراسة
امتازت لغة البحث بالعرض الموثق للوقائع مع النقد المرافق لما وجده الباحث من غموض ، الامر الذي أكد ان الباحث قد فرض شخصيته في تناول الاحداث ونقل وجهة نظره الفكرية والسياسية الى القارئ المهتم بالشؤون العراقية .
ج ـ الخاتمة
ختم الباحث دراسته الاكاديمية برؤية مكثفة عن مضامين بحثه متعرضا الى أسباب ازمة العراق السياسية مقدما على اساس تلك الاسباب رؤيته السياسية لحل ازمة البلاد السياسية .
د ــ مصادر الدراسة ومراجعها
ـ اعتمدت الدراسة على كثرة من المراجع الامر الذي منحها سمة واقعية ذات طابع علمي وفي هذا السياق استند الكتاب على مصادر كثيرة عربية ومترجمة فضلا عن مصادر باللغة الانكليزية وقد استفادت الدراسة من رسائل جامعية ، ندوات وبحوث وتقارير علمية ولم تهمل الدراسة الاستعانة بالدوريات والمجلات والصحف والمواقع الالكترونية.
ثانيا ــ موضوعات عامة عن البحث
1ـ تناول الباحث نشوء وتطور الدولة العراقية ونظمها السياسية مع بنيتها القانونية متوقفا عند انهيارها بعد الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003
2 ـ لم تتغاضى الدراسة عن دور التفكك الحاصل في مفاصل الدولة وتشكيلتها الاجتماعية في استبدال تناقضاتها الطبقية بنزاعات طائفية / عرقية .
3 ـ قدم البحث مسحا سياسيا لواقع الدولة العراقية مترابطا مع تأثير محيطها الاقليمي وبهذا المسار لم يتم عزل التغيرات الجارية في العراق عن استراتيجيات الدول الاقليمية الكبرى .
4 ـ لخص الباحث في خاتمة البحث تكثيفا ناجحا لأهم الموضوعات المثارة في مضامين رسالته لغرض تطويرها من قبل الكتاب والباحثين .
5 ــ عرض الباحث في توصيات الدراسة رؤيته السياسية لإعادة بناء الدولة العراقية ، شكلها ، نظامها السياسي انطلاقا من الاقرار بفشل العملية السياسية التي جرت صياغتها بمشاركة دولة الاحتلال والمتضمنة مشاركة العراقيين في بناء السلطة على اساس طائفي / عرقي .
6 ـ اكد الباحث على ضرورة التعديلات الدستورية الضامنة لنقل البلاد من مرحلة المشاركة الطائفية الى مرحلة الشرعية الديمقراطية الضامنة لوحدة البلاد الوطنية .
ثالثا ــ رؤى فكرية ـ سياسية
الرؤية الأولى ـ يتمتع الكتاب بقيمة تاريخية لتوثيقه كثرة من التفاصيل السياسية ـ الاجتماعية والقانونية التي احاطت بالبناء السياسي لدولة العراق بعد الاحتلال الامريكي وتكريس بناءها الطائفي عبر الشرعية الانتخابية .
الرؤية الثانية ـ امتازت الدراسة في بعض الأحيان بالسرد التقريري الامر الذي وسم بعض مفاصلها بالطابع الصحفي .
الرؤية الثالثة ــ افرد الباحث في الفصل الثالث مبحثا خاصا للمنهج الاستشرافي وارى ذلك تفصيلا لا يمنح البحث منفعة علمية كبيرة وكان على الباحث الاكتفاء بتبيان مضامين ذلك المنهج بشكل مكثف.
الرؤية الرابعة ـ تقدير المشاهد المستقبلية التي اوردها الباحث ـ التشاؤمية ـ التفاؤلية ـ والفجائية لا يمكن بناءها كاحتمالات في الوضع السياسي العراقي المتقلب دون ربطها ببنية السياسة الدولية وليس بمعزل عنها .
ــ الرؤية الخامسة ـ الفكر السياسي الاجتماعي يكون اكثر واقعية عند تناوله النزاعات السياسية الاجتماعية بتخومها التاريخية الملموسة المترابطة مع نزاعات المراكز الاقليمية وطبيعة استراتيجياتها المباركة من الدول الكبرى ، واستنادا الى ذلك فإن وضع آفاق تطور الدولة العراقية وتشكيلتها الاجتماعية في احتمالات ومشاهد متعددة بمعزل عن طبيعة العلاقات الدولية ربما يفقد التحليل العلمي بوصلته الواقعية.
الرؤية السادسة ـ يعتمد كثرة من الكتاب والباحثين اولية العوامل الداخلية في تقرير مصائر تطور الدول الوطنية ورغم اهمية تلك العوامل إلا ان الانطلاق من الخاص للعام وليس العكس يتجاهل سمات الطور المعولم من التوسع الرأسمالي والمتمثل بسيادة ووحدانية اسلوب الانتاج الرأسمالي وما يشترطه ذلك من منافسة ونزاعات دولية ين الدول الرأسمالية الكولونيالية منها والجديدة وانعكاسات تلك المنافسة على الدول الوطنية .
الرؤية السابعة ــ التغيرات التي حلت بالدولة العراقية وتخريب تشكيلتها الاجتماعية لم تأتي نتيجة لنزاعات اجتماعية رغم مقاومة الحركات الشعبية لنظم الاستبداد السياسي بل ان خراب الدولة العراقية جاء نتيجة للتدخل العسكري الخارجي لذا ارى ان العوامل الخارجية اصبحت ادوات مقررة في تقرير آفاق تطور النزاعات الاجتماعية في الدول الوطنية .
الرؤية الثامنة ـ افاق تطور العراق لا تقرره قواه الاجتماعية فقط بل القوى الاقليمية والدولية المترابطة مع القوى الطائفية والعرقية وكنت اطمح ان يتناول الباحث هذه الترابطات وتأثيرها المتبادل .
اخيرا ارى ان الكتاب ومضامينه السياسية والفكرية يضيف الى المكتبة العربية دراسة جادة تتعرض لتاريخ الدولة العراقية وأزمتها السياسية المتواصلة وسيكون بلا شك ــ الكتاب ــ عاملا مساعدا للباحثين والمهتمين بالشأن العراقي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحقيق مستقل يبرئ الأنروا، وإسرائيل تتمسك باتهامها


.. بتكلفة تصل إلى 70 ألف يورو .. الاتحاد الفرنسي لتنمية الإبل ي




.. مقتل شخص في قصف إسرائيلي استهدف سيارة جنوبي لبنان


.. اجتماع لوكسمبورغ يقرر توسيع العقوبات الأوروبية على إيران| #م




.. استخراج طفلة من رحم فلسطينية قتلت بغارة في غزة