الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البوم طالبة جامعية

سمير عبد الرحيم اغا

2016 / 10 / 26
الادب والفن


صورة رقم 1
أعطتني زميلتي انتصار ورقة صغيرة في أيام الامتحانات النهائية ، وقالت : أنها هدية ، وقفت إمامي تنظر بعيون ساحرة، لأول مرة أخرجت من حقيبتها ورقة صغيرة مطوية بهيئة قلم رصاص لا يظهر عليها أي كتابة من الخارج ، ورقة بيضاء ناصعة يكفي كل من ينظر إليها يعرف أنها ورقة " حجاب " قالت بجدية واضحة :
- خذها وضعها في جيبك
سرى خيط الاستهزاء إلى ذهني وقلت :
ـ ما بها هذه الورقة ..؟
ـ ستعرف بعد الامتحان !
أمسكت الورقة ووضعتها في جيبي ، سحبتني إلى أيامنا التي تعد بالأصابع ، كانت موانئ معمورة بالأحلام ، انتصار ، هادئة خجولة تصنع النجاح لنفسها ولغيرها ، تلك الخصلة .... احتفظت بها ، تقرا الأفكار في عيون زملائها، تتمنى أن أتخطى عتبة الامتحان النهائي، وأنا أريد أن أتمسك بأي شيء لأنجح ، لم أكمل دهشتي حتى شعرت بشي غريب يزاحم أفكاري ، أفسحت له مكانا بحجم هيكله الصغير ووضعته في جيبي ، حدقت في الورقة استغربت : هل هناك شيء ما يربطنا بهذه الورقة ..؟ كنت مع كل عبارة اذكرها انتظر منها ردا أو ضحكة قالت :
الورقة ..!
أضرم الخجل شباك قلبي أصبح من المستحيل إلغاءه ، يقولون: أن للزمالة في الكلية دور في ارتباط الأحبة تحت سقف واحد ... ما قلته لها أخيرا : أنني رسمتك على خارطة الارتباط فما رأيك ...؟ ترد بهدوء : كم صيف مر وأنا مازلت خالية اليدين ، تعلل وتقول : ليس في سمائي هلال ، في قاعة الامتحان جلست مرتبكا خائفا من شيء وضعته في جيبي وفي نفس الوقت في قلبي امتد نظري إلى انتصار والى ما موجود في الورقة هل كتبت فيها مواد من مقررات الامتحان ..؟ رهبة المكان جعلتني ارتعد ، حتى فقدت السيطرة على مفاصل جسمي، فتحت الدفتر وقلبي محاط بالارتباك ..زملائي في القاعة ينظرون نحوي ، المح انتصار من بعيد جالسة في مقدمة القاعة قلت لها في نفسي :
كفى جنون ،لو رآني المراقب انظر إليها ، سيطارده الشك بالغش ولو للحظة واحدة ، أضع يدي على الورقة وأتذكر انتصار، موجة خوف تجرفني إلى شاطئ الارتباك ، قرأت الأسئلة والصمت يلف القاعة الكبيرة ، جدرانها تحتفل بكتابات ورسوم الطلبة كأنها لوحات فنية رسمت بدقة لفنانين كبار ، كتبت أجوبة أحس أنها كانت مغلقة صعبة وانأ غير مصدق ، كل ما حولي يتأرجح من الخوف ، ولو جاء المراقب ووجد ما في جيبي لكنت في خبر كان ، الورقة التي دستها انتصار في جيبي دهست تفكيري وأنا لا اعرف ما بها ، أنا لم أقرا الورقة ، توالت كتابة الأجوبة وانأ غير مصدق ، اكتب بسرعة ، مرت مدة طويلة ، و لم يرفع احد من الطلاب يده يطلب السؤال لماذا لا يسال احد ..؟ خيل إني سمعت احدهم يقول : أنها ستكون عنوان نجاحه الذي سيرفعه إلى التخرج ... تردت في فتح الورقة لأعرف ما بها فاصطدمت بالمراقب الذي ينتظر أن افعل أي شيء مخالف لكي يطوي دفتري ويطردني!! وضعت أجوبتي في مكانها كأنني أتذوقها وجدت فيها حلاوة " انتصار " هواجس كثيرة تناسلت في ذهني ، ورقة بيضاء صغيرة منزوعة من كراس جامعي تفوح منه رائحة عذبة أنستني الخوف الراكد في قلبي خرجت من القاعة بفرح قوي ، رأيت الطلاب أمامي وعيون تخفي ورائها نجاح أكيد ، بحثت عن انتصار في ممرات وحدائق الكلية قلت بصوت عال:
انتصار ... انتصار
بقيت أنادي حتى... خرجت من الكلية ،لم اعرف ما قاله لي ، لأنني كنت ساهما وعيناي مسمرتان بالأرض كأني أضعت شيا ثمينا ، رسمت في خيالي صور عديدة لما موجود في الورقة : أجوبة لأسئلة : رسالة حب " حجاب من الحسد " خبأت الورقة عن زملائي بين تلال صدري مارست إغفاءة بسيطة استعدادا لمواجهة ما فيها أتكات على الجدار الخلفي للكلية أخرجت الورقة ، قربتها من وجهي.. فتحتها قرأت السطور برائحة زكية وبابتسامة ناعمة :
ـ أنا موافقة على الارتبــــــاط بك ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة


.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي




.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة


.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با




.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية