الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكريات للذكرى والاعتبار!

أنطوني ولسن - أستراليا

2016 / 10 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


في ذكرى انتصار السادس من أكتوبر من عام ،1973 تعود بنا الذاكرة الى أحداث ذلك اليوم العظيم، وما حدث في يوم السبت الموافق السادس من شهر اكتوبر عام 1973، وبالتحديد في تمام الساعة الثانية من بعد ظهر ذلك اليوم، حيث عبرت الجيوش المصرية قناة السويس، وأقتحمت خط "بارليف"، وتوغلت في الضفة الشرقية للقناة إلى حوالي 30 كيلومتراً. بهذا العبور تم تحطيم أسطورة:
1- الجندي الإسرائيلي الذي لا يقهر.. "على الأقل بأيدي العرب"!
2- خط بارليف، احد الخطوط الفاصلة الحربية، التي كان من المتوقع من هذا "الخط" منع العبور إلى ما ورائه، بأي قوة بشرية مهما كانت براعتها وقوتها!
وقد اصبحت خطة العبور هذه، تُدرس في جميع الأكاديميات الحربية، كخطة من أنجح خطط الحرب في القرن العشرين.
عن ذلك اليوم احاول جاهدا في البحث عن السبب لهذا الأنتصار، التي كان وراءها: الخطة المصرية، وبسالة الجندي المصري وتصميمه على ازالة آثار عدوان يونيو ،1967 والتي جلبت علينا في مصر وفي العالم العربي كله، نوعا من الخجل وخيبة الأمل، وأصبح الحديث عن الحرب، وعن إسرائيل، حديثاً يشبه الكابوس.. يخشاه الإنسان العربي، ولا يريد أن يتحدث عنه، أو حتى يفكر فيه؛ لأننا كشعوب عربية، كنا نظن أن الحرب بيننا نحن الأكثر من مائة مليون عربي في تلك الفترة وبين ما يقرب من 2 مليون إسرائيلي، لا شك حرب خاسرة للإسرائيليين والنصر لنا مائة بالمائة.
وقد أفاق العرب بعد الهزيمة، ووجدوا أنفسهم مشتتين متفرقين. وشعر الجندي العربي في كل بلد عربي في نفسه بالرغبة الأكيدة لرد العدوان واعادة الكرامة العربية للأمة العربية.
من المعروف دائما أن الجندي المصري هو المقاتل من أجل العرب، والمتحمل لكل التضحيات المفروضة عليه والتي يعتبرها جزءا من واجبه حيال أشقائه العرب.
ليس فقط الجندي المصري هو الذي عبر قناة السويس في تلك الفترة. لكن الذي عبر قناة السويس نوع من الوحدة القومية والوطنية لفت المنطقة واحتضنتها بقوة وعزيمة ورغبة مشتركة أكيدة بين الجميع على ضرورة الأنتصار، وغسل العار، الذي لحق بهم في عام 1967.
اتحدت جميع زعامات ورياسات الحكومات العربية الملكية والرئاسية على حد سواء. وحدت كلمتها وخطتها. كل قام بما عهد اليه من دور يقوم به سواء مادي بالتمويل والوقوف الى جانب القوات المتحاربة، وبأرسال القوات المسلحة للمساهمة في تلك الحرب التي نظر الجميع اليها على انها مقدسة.
أيضا التضامن الوطني الداخلي في مصر، والذي دائما وأبدا يعتمد على أبناء الأمة الواحدة وهي الركيزة التي يعرف قوتها كل عدو وكل غريب على البلاد ويحاول أن يدخل عن طريقها الى اضعاف الأمة، عن طريق اضعاف وحدة التقارب والتفاهم بين عنصري الأمة المسيحي والمسلم. لأننا هنا في أستراليا سمعنا الكثير عن الجندي المصري والقائد المصري الذي قاد عملية العبور.تارة نسمع عنه أنه مسيحي وتارة نسمع عنه أنه مسلم وهذا يعكس تماما وحدة الأمة .لأن الذي قاد والذي عبر القناة جندي مصري ابن مصري شرب من ماء النيل، وترعرع على ضفافه الجميلة.
لكن يبدو أننا أستكثرنا على أنفسنا مثل هذا الأنتصار، وبدأنا نتفرق ونبتعد. بل تحول المدفع الموجه الى العدو، تحول الى أنفسنا في عمليات انتحارية، نقوم بها نحن بضرب بعضنا البعض. أو عن طريق الكلمة النابية التي يوجهها رؤساء وزعماء وملوكنا العرب كل الى الآخر. أيضا اشعال الفتنة الطائفية بيننا.
كل هذا جعلني اقول أن السادس من أكتوبر، تشرين الأول "العاشر من رمضان"، كان اكبر دليل على وحدة الأمة العربية، ووقوفها صفا واحدا أمام عدو واحد. عرفت قيمة نفسها، وعرفت حجم العدو، واستطاعت أن تعيد الى نفسها في ذلك اليوم العزة والكرامة.
أما ما حدث بعد ذلك، فلا أعرف له معنى سوى اننا لا نحب سوى الكلمات الرنانة. ولا نسعى الى الأعمال الناجحة. وفقدنا الأحساس بقيمة أنفسنا.
وهذا ما نفعله كل عام دون حُمرة خجل مما قد وصلنا إليه!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة القميص بين المغرب والجزائر


.. شمال غزة إلى واجهة الحرب مجددا مع بدء عمليات إخلاء جديدة




.. غضب في تل أبيب من تسريب واشنطن بأن إسرائيل تقف وراء ضربة أصف


.. نائب الأمين العام للجهاد الإسلامي: بعد 200 يوم إسرائيل فشلت




.. قوات الاحتلال تتعمد منع مرابطين من دخول الأقصى