الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى نغادر الحروب والانتصارات الكاذبة

عدنان جواد

2016 / 11 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


متى يغادر العراق الحروب والانتصارات؟
عند قراءة تاريخ العراق تجده مليء بالحروب والنزاعات ، ولا تستطيع أن تحصي عدد المعارك وعدد الشهداء، واغلب المعارك يسميها إعلام الحكومات المتعاقبة بانتصارات ، ولكننا لم نجد من تلك الانتصارات شيء يذكر، وعند التسلسل في تاريخها وما تركت من كوارث وأحزان وتخلف وحقد ، نتساءل أين الانتصارات ومع الأسف لازالت المعارك ولازالت الطبقة الفقيرة هي من يدفع ثمنها ، ومن يفوز بنشوتها القادة الذين يترفهون فترة من الزمن حتى يأتي قوم آخرين فيتسلمون زمام الأمور، فتنقلب الانتصارات إلى هزائم والحكم الضرورة إلى عهد مباد، عهد الجهل والطغيان، كلما أتت امة لعنت أختها، ويتأمل الناس خيرا بالقادم ، ولكن غالبا ما يحصدون أوهام، فيتضح إن ما تكلم به الجدد مجرد كلام وإنهم بياعو كلام، ونحن اليوم على ابواب الموصل ومعارك تحريرها ، البعض يقول لنا إنها انتصارات ، وان ما يتبعها استقرار ونعيم واطمئنان، والبعض الآخر يقول: إنها بداية المحن والتقسيم ، ولا باس بالتذكير بتاريخ المعارك في العراق نبتدئ بها بحروب ما قبل تأسيس الدولة الحديثة، من حرب سقوط بغداد عام 1258 م علي يد المغول ونهاية حكم الدولة العباسية، إلى غزو تيمور لنك للعراق واحتلال بغداد عام 1401 م ، ثم حملة بلاد الرافدين من قبل بريطانيا العظمى وسقوط حكم العثمانيين على العراق من عام 1914- 1918 م ،و ثورة العشرين بعد فرض الانتداب البريطاني على العراق، ثم حروب ما بعد تأسيس الدولة العراقية الحديثة،ثم انقلاب رشيد عالي الكيلاني عام 1941م ،و انقلاب تموز عام 1958 وسقوط الملكية وتولي عبد الكريم قاسم رئاسة الجمهورية، وانقلاب 8 شباط عام 1963 بسقوط نظام عبد الكريم قاسم وتولي عبد السلام عارف الرئاسة، و انقلاب 18 تشرين الثاني عام 1968م وتولي احمد حسن البكر رئاسة الجمهورية، وحرب الخليج الأولى أو الحرب العراقية الإيرانية من 1980- 1988م، وحملة الأنفال عام 1988م ، وغزو العراق في رئاسة صدام حسين للكويت عام 1990م ، وحرب الخليج الثانية أو عاصفة الصحراء عام 1991م ، والانتفاضة الشعبانية عام 1991م، والغزو أو الاحتلال او...الأمريكي للعراق، والعمليات العسكرية من عام 2004 – 2008م ضد القاعدة، وعام 2011 م انسحب الأمريكان، من عام 2014 ولحد الآن العمليات مستمرة ضد داعش.
عند تتبع التاريخ لاتجد فترة راحة يعتد بها في العراق فيا ترى ماهو السبب، هل الموقع الجغرافي وطمع الآخرين، أم الشجاعة والتضحية بالنفس ، أم سهولة الانقياد للآخرين من قبل القادة ، أم حب النفس والأنانية لدى الطبقة الحاكمة، أم الجهل في المجتمع، والواقع اليوم ونحن نعيش الثورة الالكترونية ومعرفة الحقيقة ، ولازال مجتمعنا يقدس أشخاص يدعون الايمان والصلاح ، وهم سارقون كأنه في عصر الجاهلية ، وساسته الديمقراطيين ينتمون لأحزاب تمول من دول خارجية ، وهم منتمين لمحاور إقليمية مختلفة، ولا ينتمون لشعبهم ولا يسمعون ولا يرون معاناتهم ، فساسة السنة شعبهم بين مشرد مهجر وبين مقتول وبين منتمي لداعش ، وساسة الشيعة ينتشر في صفوفهم الفقر والجهل ، مع بعض العطف على البعض بان وجدو لهم وظائف كالسياقة والخدمة والحراسات، وجعلوا منهم ضحايا لحروب هم ليسوا أصحابها بحجة الوطنية ، وان الحكم للشيعة ويجب الحفاظ عليه، لكن بالمقابل ماذا حصلوا ؟!!!، مزيدا من الأرامل والأيتام وكثيرا من القبور حتى إن ارض النجف لم يبقى فيها فراغ ، وأصبح المتر يباع بمئات الآلاف من الدنانير، وماذا حصل الأكراد غير الانقسام وعدم دفع الرواتب ، وانحصار الأموال لدى الجهات الحاكمة.
فمتى نغادر الحروب ونعيش كما تعيش باقي الشعوب، فلا الدكتاتورية نفعت معنا ، ولا الديمقراطية انتفعنا بها بل تحولت عندنا إلى فوضى وعادت بها العشائرية والقبلية إلى زمن الجاهلية، بعد أن غاب القانون، ولم يبقى لنا سوى الدعاء بالعيش بسلام على الأقل للأجيال القادمة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مهاجمة وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير وانقاذه بأعجوبة


.. باريس سان جيرمان على بعد خطوة من إحرازه لقب الدوري الفرنسي ل




.. الدوري الإنكليزي: آمال ليفربول باللقب تصاب بنكسة بعد خسارته


.. شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال




.. مظاهرة أمام شركة أسلحة في السويد تصدر معدات لإسرائيل