الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نظرة مكثفة إلى تاريخية الضباط الأحرار(2-4)

عقيل الناصري

2016 / 11 / 2
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


وحظيت هذه الظروف الوضعية بقبول ضمني من ضباط مختلف المراحل اللاحقة, الذين تبنوا فكرة تدخل الجيش في السياسة عبر الانقلابية العسكرية وممارسة الضغط في الكثير من الآحيان. وقد سيطرت هذه الفكرة على أغلبية القيادات العسكرية مما دفعهم آحياناً, تحت ضغط الصراع بين كتل الحكم إلى التفكير بأخذ زمام المبادرة بأيديهم.. وقد شاطرهم الكثير من أعضاء النخب السياسية المدنية المتأثرين بالفكرة الانقلابية، وبخاصة التيار العروبي، التي مثلت في بعض تجلياتها عن:
- التعبير المباشر لصراع الضباط على الحكم سواءً أثناء الحكم الملكي، الذي شكله مدني وجوهره عسكري، أو الجمهوري؛
- كما عبرت في بعض أوجهها عن مدى تناقضات نخب الحكم وعن طبيعة أزمتها البنيوية؛
- كانت تعكس, في بعضها الأخر, عن الطموحات الفردية للضباط المغامرين؛
- وأخيراً فالانقلابات العسكرية عكست, إلى حدٍ ما، عن أوجه التناقضات الاجتماعية والسياسية بصورةٍ عامة، وداخل المؤسسة العسكرية بخاصة.
ومن الملاحظ أن الظاهرة الانقلابية تكاد تنعدم في المجتمعات المتبلورة طبقياً, التي يتميز نظامها السياسي، على الغالب، بكونه من "... المجتمعات الراسخة في الديمقراطية، حيث جعلت المؤسسة العسكرية بكاملها تحت سيطرة المدنيين... ". وتأسيساً على تاريخية المؤسسة العسكرية، فقد وجدت تكتلات عسكرية قبيل تشكيل الحركة الغائية للصباط الأحرار، أي قبل عام 1948 تمثلت، بـ : تبلورها في خضم الصراعات الاجتماسياسية ومعادلات الحياة وتناقضات المصالح، والأهم حسب ما أعتقد, في البحث عن الهوية الوطنية الجامعة وآفاقها المستقبلية، منذ انتهاء الانتداب وبداية مرحلة الاستقلال الشكلي (1932).
لقد تبلورت في رحم المؤسسة العسكرية ، كما نعتقد، أربعة اتجاهات أرأسية جديدة في الساحة السياسية والفكرية منذ تأسيس الدولة ، ووسمت القرن المنصرم برمته إلى حدٍ كبير، انعكست في ماهيات وأوالية ( ميكانزمات) الحراك والصراع الاجتماعيين اللذان شملا اغلب القوى الاجتماعية الحية, بعد ان تراجع نسبيا تأثير الفكر الديني والتقليدي آنذاك من معادلة الصراع الأرأس. هذه الاتجاهات بصورة مكثقفة هي:
-الفكر القومي المنطلق من تاريخ أكبر القوميات, والذي راح يكثر الحديث عن عروبة العراق والبعث العربي و(بسماركية) دور العراق في توحيد الاقطار العربية من خلال القوة العسكرية وإذابة الاقليات القومية في بوتقة الوطن الواحد ؛
- الفكر الوطني ذي الصبغة الليبرالية المنطلق من أولوية عراقية العراق ومن طبيعة تركيبته الاجتماعية والاثنية والدينية، إلى الأمة العربية, دون إهمال أو تناسي علاقة الأغلبية السكانية بإنتمائها القومي ؛
- الفكر الماركسي الذي بدأ يشق لنفسه طريقاً في واقع الحياة السياسية والفكرية في منحاها التقدمي منذ منتصف عشرينيات القرن المنصرم، ليصبح ظاهرة سياسية لها حضورها الفكري والسياسي، شئنا ذلك أم أبينا، إتفقنا معه أم لم نتفق.. وكان له دورا متميزا في تحريك الواقع الاجتماعي وتثويره بكل أبعاده، وخاصة عندما أخذ على عاتقه, من منطلقه الطبقي, الدفاع عن مطالب الفئات الاجتماعية الفقيرة والمكونات الاجتماعية الصغيرة ؛
- ويمكننا الإشارة بقوة أيضاَ إلى الاتجاه القومي الكردي المتمحور حول الحق الطبيعي لأمته المجزئة والطامحة إلى تكوين ذاتها ضمن وحدتها القومية وتقرير المصير.. وقد كان هذا الاتجاه في بداية نشوءه آنذاك وتكونه المضطرد من حيث التنظيم والفعالية والمنطلقات، ثم أخذ يتبلور بفعل نضاله المستمر.
تقابل مع هذه التوجهات الفكرية السياسية، اصطفاف سياسي داخل المؤسسة العسكرية تمثلت بالتوجهين الأرأسين العروبي والعراقوي بمختلف منطلقاته، كما رأينا، بالإضافة إلى انتشار، نسبي، لتنظيمات سياسية تمثلت بـ :
الأولى : ذات نزعة عثمانوية في البدء, ومن ثم ذات نزعة اسلاموية/عروبوية. كان يتزعم هذا الاتجاه الضابط توفيق حسين في الثلاثينيات من القرن الماضي. ولكن هذا الاتجاه سرعان ما اختفى وتشتت أعضاءه في سياق سيرورة الصراع بين الاتجاهين الأرأسيين العروبي والعراقوي.. لكن تمخض عنه تنظيمات دينية بخاصة الأخوان المسلمين الذين تكاثرت اعدادهم وبخاصة في الجمهورية الأولى.
والثانية: التنظيم العسكري للحزب الشيوعي الذي ظهر منذ أواسط الثلاثينيات, حيث بدء في قاعدة المؤسسة العسكرية لذا لم يكن له دور مؤثر في القراربن السياسي والعسكري للمؤسسة، قدر كونه منفذ للقرارات العسكرية وعلية تتركز المهمات التنفيذية الاساسية للعمليات الميدانية. تمركز هذا الاتجاه وانتشر بين الجنود والمراتب بالأساس، ومن ثم أخذ ينمو ببطئ شديد بين الضباط الصغار ذوي المناشيء الطبقية الفقيرة والمتوسطة.. حتى أمسى في بعض المراحل من أكبر التنظيمات. كما كان هذا الاتجاه ذات طابع تنظيمي حزبي حديث.
والثالثة: "...التيار الوطني اللبرالي المستقل الذي هزته سياسات النظام الملكي والحكومات المتعاقبة وتدهور أوضاع الشعب وحياته الاقتصادية والاجتماعية وسياسات الدول الخارجية التي شدت العراق إلى الأحلاف العسكرية والاستعمارية وأهملت القضايا العربية... "
لقد نمت هذه الاتجاهات والتكتلات في رحم المؤسسة العسكرية وكانت تمثل, لحد كبير, انعكاسا لواقع أرأسيات الصراعات الاجتماعية/السياسية والفكرية المطروحة في الساحة السياسية آنذاك.

تأسيساً على ما تقدم، نستخلص, إن كل هذه الكتل والتنظيمات لم تستطيع بخاصة قبل منتصف اربعينيات القرن المنصرم من:
- تكوين قاعدة اجتماعية عريضة منظمة فعالة ومؤثرة, سواءً في المؤسسة العسكرية أو في الحياة المدنية السياسية ؛
- ولم تستطيع تبني برنامجاً سياسياً يستقطب أصحاب المصلحة الحقيقية في التغيير ؛
- كما إنهما لم يمتلكا وضوحاً سياسياً, بنسب محتلفة, لواقع العراق وسبل تطوره ؛
- كما اختلفا في طبيعة العلاقة بين الوطني (الخاص) والقومي (العام).
لقد كان الدور التأثيري للضباط متذبذباً وحسب الظرف الزمكاني الملموس، فتارة يكون مباشراً وفي أخرى بصورة غير مباشرة، فمرة ًقويا وأخرى ضعيفاَ. لهذا فبعد هزيمة حركة مايس 1941 التحررية, التي كانت في إحدى جونبها تمثل إتتكاسة للدور السياسي للضباط ، أتفقت كتل الحكم على تبني استراتيجية جديدة تتمثل في الإبعاد الكلي للمؤسسة العسكرية من المشاركة في حل الخلافات الداخلية الأنوية فيما بينها ككتل حاكمة, وفي إبعادها ما أمكن من المشاركة في حل التناقضات بينهم كنخب سياسية حاكمة وبين الجماهير الشعبية في انتفاضاتها, إلا في حالات الضرورة القصوى.
وعليه فقد تكاثفت جملة من العوامل وراء التكتل الغائي لحركة الضباط الأحرار، لكن قبيل ذلك أفرزت في البدء :
أولاً : المحاولات التنظيمية الفردية (1941- 1948):
بدأت, في مثل هذه الظروف وما قبلها, ارهاصات حراك سياسي تعبوي بين الضباط الشباب ومن الرتب الصغيرة, إتسم بالتكتلية العفوية والسرية, وحاولت, باندفاع الشباب العاطفي وتسرعه وقلة خبرته العملية والسياسية, تكوين تنظيمات حلقية مبنية على الأمنية والشخصية الكارزمية, للمساهمة في تغيير القرارات المركزية للدولة أوعلى الأقل التأثير عليها.. وفي حالات قليلة جداً كانت تستهدف إسقاط النظام السياسي برمته وإن لم يستهدف تغيرات جذرية في العلاقات الاجتصادية. وقد بلغ عدد هذه التنظيمات الفردية ما يقارب العشرة ، منها على سبيل المثال، عندما "... اقتنع عدد من الضباط الصغار سنة 1948 إلى حماية انفسهم بتشكيل تنظيم تعاوني وذلك بتقديم جزء ضئيل من راتبهم تجمع عند أحدهم يستفاد منها عند إلقاء القبض على أحدهم لتصرف على عائلته وكان المنظم لهذه الفكرة هو طه الشيخ أحمد اما الضباط فهم: طه الشيخ أحمد, رفعت الحاج سري, جلال الأوقاتي, ماجد محمد أمين, سليم الفخري,غضبان السعد, إسماعيل العارف, خليل إبراهيم حسين, صبيح علي غالب, محمد خليل, فريد ضياء محمود. ولم تؤدِّ هذه الفكرة إلى خطوة عملية ولم تتطور إلى تنظيم سياسي داخل الجيش... " لأنهم, حسب قناعتنا, ذوي توجهات فكرية وحزبية متباينة والتي تصدم, بالضرورة, بالزمالة المهنية وبطبيعة مضمون التغيير الجذري المرغوب. ولقد ثابر البعض من هؤلاء على الانتماء إلى ما اطلق عليه بجماعة القسم والتي إنتمت لاحقاً إلى التنظيم الشيوعي (اللجنة الوطنية لإتحاد الجنود والضباط).
وتأسيساً على ما ذكر فإن كل الارهاصات الأولى للتنظيمات السياسية في الجيش, المذكورة أعلاه وتلك غير المذكورة, تميزت بأنها:
- كانت غير موحدة مركزياً ولم تتسم في بالاستمرارية, ولم تخلق شخصية محورية أو كتلة مركزية تجمع هذا التشظي أو تدور في رحاها على الأقل, ولهذا كانت كل خلية تعتقد أنها الخلية السرية الأولى التي تكونت في المؤسسة العسكرية؛
- فيها الشيء الكثير من تضخيم الذات رغم صغر حجمها وتأثيرها [ فالعاصفة التي يثيرونها ليست بالعمق الذي يدعونه] وفيها الكثير من الغطاء الدعائي؛
- كانت أغلب هذه التنظيمات ذات سمة عفوية ورد فعل انفعالي لشبان في بدايات مداركهم للوعي السياسي, لم يمتلكوا رؤية سياسية واضحة تستطيع الإجابة على القضايا المطروحة, ما بالك المستعصية ؛
- كانت مفعمة بعواطف وحماس الشباب, الذين لم يتجاوز أعمار أغلبهم عن 18-20 سنة ومن المتأثرين بقيم القوة والرجولة والشهامة؛
- كان أغلب منتميها من الفئات الوسطى وتحديداً من الطبقة المتوسطة الدنيا ومن أسر حضرية حرفية أو صغار التجار والملاك؛
- - مما أكسبهم صفات هذه الفئات المتسمة بالقلق والتذبذب, ونقل الولاء من جماعة إلى أخرى ومن حزب لأخر؛
- لم ترتقِ هذه التنظيمات بذاتها إلى ظاهرة اجتماعية, نظراً لغياب البعد الذاتي والضرورة الموضوعية وظروف تحققهما. لذا مثلوا الارهاصات الأولى لظاهرة برزت بعد أكثر من عقد من الزمن. وكانت الاجراءات التي قامت بها قوى الاحتلال الثاني (1941-1947) ونخب الحكم بمثابة الكابح لبلورة مثل هذه الصيرورات الاجتماعية, نظراً لخطورة المؤسسة العسكرية, بعد إنهزام دور مؤسسة العشيرة, في التأثير على التوازنات السياسية والاجتماعية.
ورغم ذلك فقد مهدت هذه التنظيمات الفردية وتلك الجماعية الضعيفة، وما رافقها من ظروف داخلية وعربية ودولية, على بروز وبلورة وعي نوعي جديد أفصح عن مكوناته ما يمكن أن نطلق عليه اسم :[ ظاهرة الضباط الأحرار]. نتيجة لما ساد من ظروف، داخلية وخارجية كعوامل موضوعية ، وما حدث من تغيرات داخل المؤسسة العسكرية لعد فشل حركة مايس 1941، كعامل ذاتي .. جميعها دفعت بالضباط المسيسيين وبعضهم عضويين :
- نحو إستكمال شروطهم الذاتية والارتقاء بها إلى مستوى الطموح المنتظر والمتمحور حول بلورة حراكهم الاجتماعي في تنظيم ملموس ومجسد من جهة.
- ومن جهة أخرى فإن إحساس الضباط, المسيسيين بخاصة, بقدراتهم الذاتية على إحداث التغيير, نظرا لما يمتلكوه من ادوات قسر مادي بالتماثل مع ما ساد في المنطقة.
بمعنى أخر تفاعلت جدلياً هذه العوامل بصورة جمعية وأثمرت في بلورة كل من :
- شكل الظـاهرة : تنظيمات عسكرية متعددة, تبلورت في مركز واحد, يدور في
فلكه أو قريباً منه تكتلات أصغر حجماً يجمعها :
- مضمون الظاهرة : المُنصب على تبني التغيير المنشود في شكل وجوهر الحكم,
وذات مضامين اجتصادية/سياسية تتلاءم, إلىحدٍ كبير, والواقع
العراقي في إمتداده القومي.


الهوامش
12- سعد الدين إبراهيم ، المجتمع المدني والعسكريين. جريدة الحياة، لندن بتاريخ 23/04/ 2001
13 - كان الجيش العراقي على سبيل المثال عام 1959 يضم خمسة آلاف ضابط... كان منهم 1200 كاصدقاء للحزب الشيوعي .. بينما كانت قوة الأخوان المسلمين تأتي بالدرجة الثانية وتليها قوة القوميين ثم البعثيين وفي آخر القائمة قوة القاسميين. مستل من : ثابت حبيب العاني، صفحات من السيرة ، ص. 260، مصدر سابق.
14 - يقول فاضل البراك مدير الأمن العام السابق إنه: " لو بحثنا في وثائق الحزب الشيوعي العراقي حتى سنة 1941, فلن نجد ما يشير إلى قبوله بفكرة النشاط السياسي في القوات المسلحة, بل على العكس عثرنا بالفعل على وثائق تثبت أنه قد استنكر تلك الفكرة وقاومها وأدانها..." دور الجيش العراقي في حكومة الدفاع ص.133, مصدر سابق. هذا القول غير دقيق ولا يتمتع بالمصداقية العلمية والوقائع التاريخية تدحض ذلك. علماً أنه لم يشر إلى تلك الوثائق وما طبيعتها.
15 - يشير د. كاظم حبيب إلى تصنيف أخر, حيث يقول: "برزت في أوساط الجيش العراقي منذ النصف الثاني من الثلاثينات من القرن السابق 5 تيارات سياسية وهي: التيار الحكومي المحافظ الذي كان يمثله العسكريون القدامى في السلطة ومجموعة من كبار الضباط ممن شاركوا بفعالية في الدفاع عن الملكية ونظام الحكم السياسي القائم وسياساته المختلف, بما فيها نشاطه ضمن المواثيق والأحلاف العسكرية. التيار القومي العربي الذي ارتبط بالعقداء الأربعة وفيما بعد بالضباط المرتبطين فكرياً بحزب الاستقلال أو بحزب البعث والقوى القومية الأخرى (القوميين الناصريين), وهم لا ينفصلون فكرياً عن الرواد الأوائل في النصف الثاني من العشرينات أو في الربع الأخير من الثلاثينيات وبداية الأربعينيات ... التيار الشيوعي الذي بدأ بمحاولات تنظيم الجنود في الثلاثينات من قبل زكي خيري وأرتبط بالحزب الشيوعي العراقي, ومن ثم اتسع هذا النشاط لتتشكل منه لاحقاً (منظمة اتحاد الجنود والضباط)" و "... التيار القومي الكردي الذي تبنى القضايا القومية الكردية ورفض سياسات الحكم إزاء الشعب الكردي. وكان هذا التيار يرتبط بالحزب الديمقراطي الكردي (الكردستاني).علماً بأن بعض الأكراد ارتبطوا أيضاً بالتيار الشيوعي وآخرين بالتيار اللبرالي, كما أن بعضهم كان ضمن التيار الحكومي المحافظ ...". والتيار اللبرالي المستقل . راجع للمزيد، لمحات من عراق القرن العشرين.، في13 جزء، الجزء 6، منشورات آراس اربيل 2013.
16 - راجع عن هذه التكتلات الفردية، كتابنا من ماهيات السيرة عبد الكريم قاسم الفصل الخامس، مصدر سابق.
17 - راجع جواب العقيد صبيح علي غالب على أسئلة العقيد صبحي عبد الحميد, المنشورة في مذكراته " اسرار ثورة 14 تموز 1958 في العراق" ط.2, ص. 252، العربية للموسوعات، بيروت1994.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في


.. التوتر يطال عددا من الجامعات الأمريكية على خلفية التضامن مع




.. لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريبات للبحرية


.. اليوم 200 من حرب غزة.. حصيلة القتلى ترتفع وقصف يطال مناطق مت




.. سوناك يعتزم تقديم أكبر حزمة مساعدات عسكرية لأوكرانيا| #الظهي