الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوقفوا هذا الأزدهار

أسامة هوادف

2016 / 11 / 2
المجتمع المدني


يقول صديقي والناشط الدولي أنيس بوزيد (إذا لم تستطيعوا توفير حياة كريمة لأولادكم ...وفروا حبوب منع الحمل لزوجاتكم.)...بهذا يكون قد وضع أصبعه على جرح عميق في فكر هذه الأمة وعقليتها المتخلفة حيث أصبح أنتاج الأطفال في ارتفاع مستمرا وهو الانجاز الوحيد المحقق في الوطن العربي ,حيث أصبح الكثير من الشباب يتزوجون رغم بؤسهم وشقاءهم وينجبون طفل تلو الآخر عير مبالين بالعواقب وهم بين أنجاب هذا وذاك يفرحون لأنهم يعتقدون أن كثرة الأولاد هي المصدر الوحيد لفرحة العائلة والأدهى والأمر أن الكثيرين ما زلوا ينظرون إلى أنجاب الأطفال على أنه بركة وخير وتكاثرا ,وهم مستندين الى ذلك بحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم: "تناكحوا تناسلوا تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة"وعلى أن كل طفل يرزقون به يأتي ومعه البركة والخير ولا أحدا تجرأ أن يقول لهذا الشعب أنكم على خطئ والصواب أن تقللوا من عنايتكم بكمية الأولاد وأكثروا من عنايتكم بكيفهم,وكل من حاول أن ينبش هذه الأفكار السائدة والمسيطرة على أذهان الكثير من الناس وكل من أراد تحطيم هذه الأصنام الماثلة أمام الشعوب يتهم بأنه ضد مشيئة الله في الكون وأنه ضد وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن شبابنا يحلمون وينشدون الحياة الأوروبية ولكننا مع الأسف لم تستهوينا إلا سلبياتها من اللهو ومجون وشرب الخمر ولم نتوقف عند نظرية الإنسان الأوروبي في تنظيم حياته وتفكيره في الأجيال القادمة.
فأما الأوربيون على عكسنا تماما فهم لا يكثرون من الأولاد وذلك حتى يستطيعوا أن يعلموهم ويعدوهم للحياة ولا يحرمونهم من أي شئ وينفقون أموالهم في إرضاء رغباتهم ويذلك ينجبون لوطنهم أطباء و مهندسين وكفاءات عالية المستوى وفي نفس الوقت يستمرون في النمو وتطوير أنفسهم دون أن يحول الزواج والأبناء دون ذلك

أما نحن فننجب العديد من الأطفال ولا نستطيع تحقيق رغباتهم ونحرم أنفسنا في نفس الوقت من الكثير من الرغبات ونبرر ذلك بمقولة ’’لا بأس أن نتعذب من أجل أطفالنا ولابد أن يتعود أطفالنا على الفقر فالفقر يصنع الرجال’’ ولكن عندما يكبر أطفالنا سوف يلعنونا لأننا أنجبناهم وسوف يعتقدون أن ميلادهم ما هو إلا جريمة وسيزيد اكتئابهم وبؤسهم فيغرقون في مستنقعات المخدرات والجريمة والتطرف بأنواعه وهنا أنساءل هل سوف يتباهى الرسول الله صلى الله عليه وسلم بمستهلكي المخدرات والعاطلين عن العمل والمتطرفين ؟ أن سواء فهمنا الإسلام هو ما جعلنا نستدل بقول منسوب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم دون أن نبحث في الزمن وخصائصه الذي قيل فيه الحديث ونقارن بين ذلك الزمن وزماننا.

ان مشكلتنا في هذا الازدهار المخيف في إنجاب الأطفال مع عدم امتلاكنا الوسائل لتربيتهم ورعايتهم وأعدادهم للدخول في حلبة التاريخ وأن الواقع وصيرورة التاريخ فد أثبتت مما لا يدعو الشك إن طفلا واحدا صحيحا في جسمه وراقي في ذوقه ورفيع في فكره خيرا من مئة طفلا يعانون من علل في صحتهم الجسمية والنفسية والأخلاقية ..هل تظنون أننا نستطيع أن نواجه إسرائيل ونهزمها بكثرة العدد كلا فتاريخ أمتنا مليئ بوقائع انتصارنا فيها على القوى المعادية ونحن قلة وهم كثرة بل أن إسرائيل اليوم عدد سكانها 8 مليون ببنما نحن العرب فنجاوز 350 مليون ومع ذلك لم نستطع أن نملي عليها شروطنا ..أقول شروطنا على الاستسلام وتقديم تنازلنا والمتمثل في مبادرة السلام العربية ببيروت ...وذلك لان العالم العربي ينتج كل يوم الألاف من البؤساء والأميين والعاطلين عن العمل بينما إسرائيل تنتج علماء الذرة والفيزياء والأطباء والمهندسين ولقد فهم وعمل الكيان الصهيوني والدول الأوروبية بمقولة مالك بن نبي ’’يجب أن تأكل الأفواه جميعا ويجب أن تعمل سائر السواعد’’

إننا نعبث ولا نحيا وعندما تكون مشكلتنا في إنجابنا وإزهارنا كبشر هنا يكمن الخلل لأن الحل في أيدي الشعب وحده...وأختم مقالي بمقولة لا أعلم صاحبها وهذا نصها ’’الإنجاب في حدا ذاته لا يعد إنجازا فأغلب الكائنات تستطيع ذلك الانجاز الحقيقي فعلا لتحقيق حياة كريمة نوفرها لمن نحبهم’’فيا ليت شعوبنا تجعل من هذه المقولة منطلق لها في الحياة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل


.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون




.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة


.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟




.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط