الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لبنان على حاله ، رئيس الجمهورية والحكومة ، خيبة اللبنانيين والسوريين والأحرار

مروان صباح

2016 / 11 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


لبنان على حاله ، رئيس الجمهورية والحكومة ، خيبة اللبنانيين والسوريين والأحرار

مروان صباح / أخيراً ، بعد مشوار طويل ، مثقل بالطموح والدماء ، استقر حال الجنرال عون وأصبح خلف مكتب الرئاسة بقصر بعيدة ، وهذا الوصول في واقع أمره ، ليس سوى اعتراف من عون نفسه ، بأن لبنان مازال أرض تتبع نظامي الإيراني والسوري إلى يومنا هذا ، كما أن هناك اعتراف ، ما من مفر منه ، بالطبع ، جاء بعد سلسلة حروب ومطاردات أدت بعون في نهاية المطاف ، الي الاستسلام ، قبل أي شخص أخر لحاكم لبنان الفعلي ، وبين هذه الاعترافات ، هناك حقيقة أخرى ، لا يمكن للمرء استغفال عنها ، بأن في وسط هذه الاعترافات ، هناك شخصيات لبنانية دفعت أرواحها من أجل تخليص لبنان من التبعية والانقياد بعد ما رفعت القوى الكبرى عنها الغطاء ، بالطبع ، على رأسهم الحريري الأب ومن قبله كمال جنبلاط والقائمة تطول ، وبالرغم أن عون ، كان من بينهم ، السباق في خوض معركة الخلاص ، والتى سميت حركته بتحرير لبنان من الوِصاية الأسدية ، وقد يذهب المرء إلى أبعد من عون ، ولكي يكون أكثر انصافاً ، فأن ، أغلبية أمراء الطوائف ، وعلى رأسهم سعد الحريري ، استسلموا إلى ذات الحقيقة التى استسلم مؤخراً اليها عون ، الجنرال ، صانع فكرة الخلاص ، بقوة السلاح من التبعية .

شخصياً يحضرني من الذاكرة تلك العلاقة التى حرص ياسر عرفات وصدام حسين الحفاظ عليها مع الجنرال عون ، أثناء ترؤسه حكومة العسكر ، وهنا ، يستذكر المرء أيضاً ، أن المساس بعون جسدياً كان محرم دولياً ، لهذا خرج الرجل وعاد إلى لبنان دون قدرة النظام الأسدي تصفيته ، لكن أيضاً ، كان وجوده في فرنسا ، العامل الأهم أو الخلاصة التى جعلته أن يعيد ترتيب تحالفاته والانتقال من مربع العراقي الفلسطيني السني إلى المربع الإيراني الأسدي اللبناني الشيعي ، وهذا طبعاً ، يُحسب إلى النصائح والتوجهات الفرنسية التى اشارت على الجنرال بذلك ، كونها على علم حول المسارات والنهايات التى ستنتهي بشخصيات المربع الأول ، أما الغير مفهوم ، تلك الحالة البليدة للدبلوماسية السعودية ومربعها ، كان من الأولى ، على المملكة العربية السعودية ، وارثة التركة السياسية السنية ، بعدم التفريط بملف عون ، ودراسة وتقييم حجم الرجل وثقله ، لبنانياً ، وهذا ، يأخذنا إلى تعامل السعودي مع كل من الملفات المنطقة ، الحريري الابن ومصر والأردن وتركيا ، حيث ، تغيب الحكمة وترتفع مؤشرات الشخصنة وتتساقط التحالفات واحدة تلو الأخرى لصالح المربع الإيراني أو الفوضى ، وهنا يستحضرني في هذا الخصوص من الذاكرة ايضاً ، كيفية تعامل عرفات وصدام مع تحالفاتهم ، في ظل وطأة الأسد الأب الأمنية على لبنان وحربه المضادة لثورة التحرير كما أطلق عليها ، جنرال بعبدة في حينها ، أرسل ياسر عرفات مستشار خاص ، هو ، محمد الأمين ، المعروف بأبوالأمين ، أقام بجانب عون ، كان حلقة الإمداد والوصل بين الجنرال والعراق والثورة الفلسطينية ، كما أنهما ، حرصوا على ابقاء العلاقة أثناء وجوده في باريس رغم عزلته السياسية والحزبية .

لا أر بأن الجمهورية الإيرانية ، من الدول الصناعية أو حتى التجارية ، يرتقي فعلها إلى مستوى الاكتفاء الذاتي أو التسلل إلى داخل السوق العالمي أو حتى الإقليمي ، بل ، شأنها كما شأن الأخريات من مصدرين النفط في الإقليم ، تعتمد على تصدير النفط ، لكن ما يميزها ، بأنها قادرة على قراءة التوازنات وتثمن بجدارة تحالفاتها ، وهذا نشهده ، في إمداد حلفائها في العالم ، على سبيل المثال ، اختلفت طهران مع حركة حماس بشكل جذري ، بسبب موقف الأخيرة من الثورة السورية ، إلا أنها ، اعتمدت الفصل بين تيار حماس السياسي والعسكري ، حيث ، أبقت على دعم الجناح العسكري مع مواربة الباب للجناح السياسي ، بعكس ، المملكة العربية السعودية ، التى باتت تشكو من نقص في المال وعجز في تسديد فواتير الإمداد لحلفائها أو التلكؤ أحياناً بهدف العقاب ، وقد يجد المراقب ، أن سياسة السعودية في إدارة تحالفاتها ، تنطلق من مفهوم واحد ، التبعية الكاملة دون الالتماس إلى خصوصية كل ملف ، فللبنان والحريري ، خصوصية ، لا بد أن تُفهم ، لأن ، تركه في منتصف الطريق ، لا يصب في صالح أحد ، سوى الجانب الأخر ، ولحلفاء الحريري ، أيضاً خصوصية ، فهؤلاء لهم تاريخ في الانتقال من خندق إلى أخر ، في النهاية ، السياسة هي هكذا ، مصالح ، لا ثابت فيها .

ولكي نحرض العقول الراكدة ، وذلك لأسباب عديدة ، منها النظر أبعد من الهالة الإعلامية التى قدمها الإعلام ، في حراك انتخاب الرئيس الجمهورية اللبنانية ، في واقع الحال ، لبنان على حاله ، لم يتغير في واقعه الفعلي ، مازال ، أمين حزب الله حسن نصرالله ، الحاكم الفعلي للبنان ، لكن الذي تغيير ، قبول الجنرال بدور مندوب الحزب في الرئاسة ، بل ، الأبعد من ذلك ، استيعاب حزب الله للكتلة السنية البرلمانية في الحكومة القادمة ، حيث ، تتمثل بخمسة وزراء في حين الأغلبية الأخرى تنقسم بين تيار الرئيس عون وحزب الله وحلفائه .

وأخيراً ، بعد هذا الاكتشاف الخطير ، لا قيمة فعلية لانتخاب الرئيس والحكومة ، لأن التبعية تأصلت واستقطبت مضاداتها ، بل ، قد تبشر حالة الاستقطاب إلى انصهار كامل في المستقبل ، وإذا المرء وضع جانباً ، كل ما اسلفناه ، وابتعد عن المصالح السياسية والذاتية ، فإن لبنان تنازل عَن ثورته تلك التى تمثلت بثورة التحرير التى خاضها الجيش بقيادة عون ، وأيضاً كذلك ، تنازل عن ثورة الأرز التى تمثلت بتيار 14 آذار وقادها الحريري ، إلى مجموعة من الشبيحة وليس كما تدعي آلة الاعلام ، من أجل لبنان ، بالتأكيد ، بل ، الجميع اليوم ، يقفون أمام باب المجرمين وعند مشارف بلد ، منكوب بكثرة ارامله وفائض شهدائه وأيضاً أهله المشردين في اصقاع الأرض ، بل ، وقفتم أيضاً أيها الثورين ، تؤدون القسم فوق أكوام من الجثث ، لتمجدوا شبيح العصر الذي يتنفس من ارواح ودماء الشهداء ، مهلا ، بل تمهل أيها الصديق القديم عن سبنا ، وأيضاً أنت أيها الشقيق تمهل ، لماذا تشتم من اتسم بك خيراً ، ايسب الولد أباه ، فأنتما خيبة اللبنانيين والسورين والأحرار .
والسلام
كاتب عربي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجارات أصفهان.. قلق وغموض وتساؤلات | المسائية


.. تركيا تحذر من خطر نشوب -نزاع دائم- وأردوغان يرفض تحميل المسؤ




.. ctإسرائيل لطهران .. لدينا القدرة على ضرب العمق الإيراني |#غر


.. المفاوضات بين حماس وإسرائيل بشأن تبادل المحتجزين أمام طريق م




.. خيبة أمل فلسطينية من الفيتو الأميركي على مشروع عضويتها | #مر