الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلمة الرفيق غسان ديبة عضو المكتب السياسي في الحزب الشيوعي اللبناني أمام الاجتماع العالمي الثامن عشر للأحزاب الشيوعية والعمالية الذي انعقد في هانوي

الحزب الشيوعي اللبناني

2016 / 11 / 6
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية



حضرة الرئيس
الرفاق الاعزاء،

نحن في الحزب الشيوعي اللبناني نعرب عن امتناننا للحزب الشيوعي الفيتنامي لكرم الضيافة ولجهوده التي لم تعرف الكلل في تنظيم الاجتماع العالمي ال 18 للاحزاب الشيوعية والعمالية الذي يأتي في مرحلة حاسمة جدا في تاريخ العالم وتاريخ حركتنا والتي عكسها موضوعا المؤتمر: الأزمة الرأسمالية والهجمة الإمبريالية، والذي هما بدون شك مترابطين ارتباطا وثيقا.

ايها الرفاق،

إن أي شخص عاش وناضل في الفترة التي اعقبت نهاية الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي وغيرها من الانظمة الاشتراكية المحققة، يدرك مدى الصعوبات التي فرضت نفسها على الجبهات النظرية والسياسية؛ وبالنسبة للأحزاب الشيوعية الحاكمة، ايضا على الجبهة الاقتصادية. وبدت هذه الصعوبات في ذلك الوقت وكأنها امرا لا يمكن التغلب عليه. لكننا اليوم نعيش في عالم مختلف حيث تتفاقم أزمة الرأسمالية بدءا من عام 2008 وهي الازمة الاشد منذ الكساد العظيم في عام 1929. وهذه الازمة اعادت طرح السؤال الذي كان لفترة طويلة طي النسيان "هل هناك مستقبل للرأسمالية؟"

بالنسبة للكثيرين، بدت هذه الأزمة مألوفة ومتوقعة. لكن توقع الأزمات في كل وقت هو ليس تنبؤا على الإطلاق، وهو شرك يقع به بعض الماركسيين الذين يرون الأزمة الرأسمالية دائما واقعة لا محالة. ولكن فقط عبر فهم طبيعة هذه الأزمة، يمكننا ان نستشف الفرص التي توفرها.

ان الأزمة هذه المرة حقيقية ليس فقط بوصفها مرحلة من مراحل دورة الأعمال أو مظهر من مظاهر ميل معدل الربح نحو الانخفاض، ولكن أيضا في كونها أزمة طويلة الامد للرأسمالية. أولا، فهي تتجلى في استنفاد "حل الكينزية" اذ ان تزايد الديون العامة وانفلاش ميزانيات البنوك المركزية وبلوغ الفوائد حاجز معدل الصفر تقض مضاجع صناع السياسة في الدول الراسمالية المتقدمة وتشل أدوات "إنقاذ الرأسمالية" في مواجهة الركود الطويل الامد الحالي وفي مواجهة أية أزمة مالية متوقعة في المستقبل.

ثانيا، ان الرأسمالية اليوم تواجه عدوا أكثر خبثا متمثلا في تطور القوى المنتجة الذي يتم بوتيرة غير مسبوقة ويتمثل بالتحديد بتطور الروبوتات والذكاء الاصطناعي.

ايها الرفاق،

نحن نعيش اليوم في ما سمي ب "عصر الآلة الثانية" والذي يتمثل في استبدال العمالة من قبل الالات الذكية. وقد كان ماركس الاقتصادي الأول الذي تحدث عن "الاستبدال التكنولوجي" المدفوع من قبل التنافس الرأسمالي. وكانت الراسمالية سابقا قد استوعبت الموجة الأولى من هذا الاستبدال، وهي الموجة التي قضت على وظائف لا تتطلب مهارات، وذلك من خلال تدابير مختلفة تراوحت من تدخل الدولة وصولا الى التوسع الجغرافي. ومع ذلك، فإن الموجة الثانية التي بدأت الآن، وستستمر في المستقبل، عبر استبدال العمالة الماهرة ستقضي على نصف الوظائف التي تتطلب مهارات في السنوات ال 20 المقبلة، وسوف تولد بطالة هيكلية عالية جدا في العقود القليلة القادمة كما توقع عدد من الاقتصاديين والتكنولوجيين البارزين الغير الماركسيين.

تنبأ ماركس في قسم "الجزيئات حول الالات" في مخطوطات ال Grundrisse هذا التطور الحاصل اليوم حيث اكد انه في المستقبل ستصبح الصناعة الكبرى والعلوم والتكنولوجيا اصل الثروة ويتم تهميش العمل. في هذه الحالة من التطور الرأسمالي، تصل التناقضات بين قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج إلى ذروتها. وتطرح أسئلة عدة نفسها مثل "من اين سيأتي الاستهلاك حين يفقد العمال مداخيلهم بوتيرة سريعة؟" وسوف تطارد هذه الأسئلة النظام الرأسمالي بحثا عن جواب من دون طائل. وان اية حلول مثل نظام "الدخل الأساسي" الذي يجري مناقشته اليوم في العديد من البلدان لن تكون كافية. فقط في الانتقال إلى الاشتراكية سوف يتم حل هذه التناقضات.

في هذا السياق من الازمة، نشهد تكثيف الهجمات الإمبريالية في جميع أنحاء العالم. في أمريكا اللاتينية حيث يستمر الهجوم اليميني على الحكومات اليسارية التقدمية. في الشرق الأوسط، حيث بلغ التدخل الإمبريالي ذروته مع غزو العراق والفتنة اللاحقة في جميع أنحاء العالم العربي وتوليد الانقسامات الطائفية والعرقية وتفريخ المنظمات السياسية الإجرامية مثل "الدولة الاسلامية" ومتفرعات القاعدة. في أوروبا حيث بلغ الهجوم ذروته في الهجوم بقيادة الترويكا على شعب اليونان وفي التقشف المفروض على الطبقات العاملة الأوروبية بالإضافة إلى صعود الفاشية الجديدة. في أوروبا الشرقية وأوكرانيا حيث حلف شمال الأطلسي يمارس عسكريتاريته بزخم؛ في بحر الجنوب/بحر الشرق حيث تمارس الولايات المتحدة سياسة عسكرة البحار وتحلم باستعادة "دبلوماسية البوارج الحربية" مما يهدد السلام والازدهار في المنطقة.

ايها الرفاق،

نحن نعيش في "أرض خراب الرأسمالية" والمهام التي تواجه الأحزاب الشيوعية والعمالية العالمية عديدة. ففي عشية الذكرى المئوية لثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى سنحتفل بالتأكيد في العام المقبل في روسيا وحول العالم ولكن الأهم من ذلك، أننا بحاجة إلى تطوير البرامج السياسية والاقتصادية التي تأخذ بعين الاعتبار الظروف المادية الموضوعية البارزة امامنا، ما يستدعي تنبه العقول الماركسية. كما يجب علينا التخلي عن كل أشكال الدوغمائية والتعلم من أخطاء الماضي للمشروع الكبير لبناء الاشتراكية في الاتحاد السوفياتي وليس التستر عليها تحت أي عباءة غامضة بطريقة تبريرية.

ايها الرفاق،

ان الحركة الشيوعية العالمية، وليست اية حركة يسارية فكرية، يجب أن تقدم نفسها كقوة سياسية وفكرية في مواجهة اليمين والتطرف الديني والرجعيات التي هرعت، مصنعة في بعض الأحيان، لترث الفراغات التي تركها فشل مشروع الرأسمالية النيوليبرالية.

نحن في الحزب الشيوعي اللبناني نتابع عن كثب وبأهتمام كبير المسارات المختلفة نحو الاشتراكية في العديد من البلدان. ان هذه المسارات بكل إنجازاتها الكبيرة، بالإضافة إلى المخاطر والمزالق الكامنة، تمثل اختلافات داخل الوحدة. وهي وحدة هدف تحقيق الاشتراكية التي ستحل محل الرأسمالية سواء انتهت الرأسمالية بإنفجار كبير أو بهمس خافت.

ان هذه الوحدة في الهدف يجب أن تعكس نفسها على مستوى علاقات مفتوحة ومتساوية وأخوية بين الأحزاب الشيوعية والعمالية في العالم. ويجب ان يتم تعزيز هذا الاجتماع للاحزاب الشيوعية والعمالية من خلال جعله أكثر مرونة وأكثر فعالية، وإضفاء الطابع المؤسسي عليه. في هذه المهمة، تتحمل الأحزاب الشيوعية الحاكمة وما يمكن تسميته مراكز الجاذبية الشيوعية في العالم مسؤولية خاصة. بالإضافة إلى المسؤولية التي يتحملها كل حزب منا.

ونحن في الحزب الشيوعي اللبناني نعدكم اننا سنكرس كل ما يمكن أن نكرسه من أجل تحقيق هذه المهمة الحاسمة.

تحيا الأحزاب الشيوعية والعمالية

عاشت الاشتراكية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فى الاحتفال بيوم الأرض.. بابا الفاتيكان يحذر: الكوكب يتجه نح


.. Israeli Weapons - To Your Left: Palestine | السلاح الإسرائيل




.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا


.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا




.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز