الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مناقشة هادئة: لأراسيات أهداف الثورة الثرية ، وما انجز منها: (1- 3)

عقيل الناصري

2016 / 11 / 7
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


مناقشة هادئة:
لأراسيات أهداف الثورة الثرية ، وما انجز منها: (1- 3)
من مميزات حركة الضباط الأحرار منذ مطلع الخمسينيات في العراق, وجود غائية عامة مستهدفة, مقارنةً بتلك التكتلات التي سبقت حرب فلسطين الأولى, وهذا ما ميزها, في الوقت نفسه عن الحركات الانقلابية التي سادت آنذاك في عموم المشرق العربي. كمنت هذه الغائية في إسقاط النظام الملكي بالاساس، اما ما تبلور من اهداف فقد تم مناقشته شفاهً بعد تكوين اللجنة العليا للضباط الأحرار . ولهذا يكتنف هذه الغائيات المتبلورة والتصورات المتبناة الكثير من الغموض والتشوش إستناداً إلى ما عرضه الضباط الأحرار أنفسهم أو بالأحرى الاشخاص المحوريون منهم في اللجنة العليا .
هذا الغموض مستنبط من خلفياتهم الاجتماعية والطبقية ومساحات التباعد النفسي بينهم ؛ وفضاءاتهم الفكرية المتباينة التي إتسمت بالتناقض بل وحتى التناحر في بعض مفاصلها, رغم أن جامعها الأرأس تجسد في البعد السياسي المتمثل بإسقاط النظام الملكي، حيث رأوا فيه إستنزافه لذاته وبالتالي فقدانه لمبررات وجوده الدستوري والسياسي الشرعي وضيق قاعدته الاجتماعية وتخلف أهم عناصرها (الاقطاع و الارستقراطية التقليدية والطفيلية الكومبرادورية).
وعند العودة إلى البحث في ماهيات برامج كتل ضباط الأحرار, بإستثناء اللجنة الوطنية لاتحاد الجنود والضباط، سنصل إلى مدى واقعية الإستنتاج أعلاه. إذ لم يُعثر على برنامج موحد متفق عليه بين هذه الكتل ولا حتى عند أعضاء اللجنة العليا، الذين لم يدونوا في حينها برنامجاً مكتوباً لغائيتهم المستهدفة, وذلك لتحريم كتابة اي شيء بينهم. وأغلب من كتب عن أهداف الحركة بالتفصيل، فاعتقد أنها دونت ما بعد الثورة بما فيهم محمد حسين الحبيب وعبد الوهاب الأمين الذي اشار فيها إلى وجود ميثاق وطني يشتمل على المبادئ الجوهرية التي اقرها الأربعة عشرا ظابطاً دون قيد أو شرط .
لكن "... من خلال مقابلاتنا لأعضاء اللجنة العليا فأنهم أكدوا بأن هذه المذكرات ربما كتبها العقيد الأمين بعد قيام الثورة وبالأخص أثناء محاكمة العقيد الركن عبد السلام عارف. لآنهم أقسموا اليمين بعدم كتابة أية ورقة أو جملةعن التنظيم خوفاً من أنكشاف الحركة لدى سلطات العهد الملكي. أما عن الميثاق الوطني الذي يتضمن الأهداف والمبادئ، فأن التنظيم لم يقر أي ميثاق، وإنما كانت هناك أهداف ومبادئ أساسية تعتبر من البديهيات لأية حركة أو عسكرية ضد الحكم الملكي الرجعي وهي التحرر السياسي والاقتصادي... ".
ولهذا الاسباب تمت مناقشات عامة وحورات شفهية لبعض الأهداف المرجوة والتي كانت متاثرة، إن لم تكن مستنبطة من مطالب الحركة الوطنية المعارضة بشقيها العراقوي والعروبوي، بحيث صيغت من خلال إستنطاق الأحداث اللاحقة، التي تزامنت مع الأمنية الآنية والمستقبلية. لذا أصبحت أهداف الحركة موضع جدل بين أعضاء اللجنة العليا والكتل المتحورة حولها والقريبة منها.
وهنا ستطرح الأسئلة التالية نفسها بقوة : هل فكر القادة، المحوريون على الاقل، في حركة الضباط الأحرار، في تحديد أهم الأهداف الغائية لذاتها ؟؟ وإن وجدت فما هي هذه الأهداف ؟؟ وبعضها يناقض الفلسفة الحياتية لاغلبية قادة اللجنة العليا حيث انهم متبنون للفكر العروبوي الاسلاموي بصيغته التقليدية ؟؟ وإذا وجدت مثل هذه الأهداف هل تم مناقشتها والاتفاق عليها داخل اللجنة العليا ؟؟ أم كُتبت بعد نجاح الثورة ؟؟ أم انها تم استخلاصها من مطاليب الحركة الوطنية المعارضة ؟؟ وإذا كان بالايجاب فهل تم الاستعانة بالقوى السياسية المدنية على بلورتها إن وجدت ؟؟ وما مدى تطابق هذه الاهداف مع تطلعات الشعب العراقي؟؟ وغيرها من الأسئلة بهذا الخصوص.
ينفرد محسن حسين الحبيب من دون بقية اعضاء اللجنة العليا .. في تحديد، حسب قراءته اللاحقة، ما يقارب من عشرين هدفاً ضمتها ثلاثة مستويات هي:
1- الداخلية:
- إلغاء النظام الملكي وإقامة النظام الجمهوري؛
القضاء على الإقطاع وتوزيع الأراضي على الفلاحين ؛
- إسترداد حقوق العراق النفطية وإقامة صناعة نفطية عراقية؛
- الخروج من منطقة الإسترليني وتحرير الإقتصاد من التبعية؛
- تحقيق الوحدة الوطنية والحل العادل للقضية الكردية ؛
- تضييق الفوارق الإجتماعية وتأمين العدالة الاجتماعية .
2- العربية:
- الخروج من الإتحاد الهاشمي ؛
- التقارب الوثيق مع الجمهورية العربية المتحدة والدول العربية المتحررة ؛
- إسناد الشعب الفلسطيني في إستعادة أرضه ؛
- الوحدة العربية هدف مصيري يجب السعي لتحقيقها على مراحل, إلا إذا تعرض العراق إلى غزو خارجي يستهدف إعادة النظام الملكي, حينئذ يمكن المناداة بالوحدة الفورية مع ج.ع.م.
3- الدولية:
- الخروج من حلف بغداد؛
- إزالة السيطرة البريطانية على القواعد العسكرية في العراق؛
- إتباع سياسة الحياد الإيجابي؛
- إقامة علاقات مع الدول الإشتراكية؛
- سياسة العراق الخارجية تبنى على أساس الإحترام المتبادل والمصلحة المشتركة.
هذا البرنامج يطبق من خلال تأليف: مجلس قيادة الثورة من أعضاء اللجنة العليا والذي هو بمثابة السلطة التشريعية: ومجلس وزراء أغلبه من المدنيين؛ ومجلس سيادة يقوم مقام رئيس الجمهورية؛ وتحديد فترة إنتقالية يشرع بعدها الدستور الدائم .
إن هذه الاهداف المسطرة ـ تتشابه إلى حدٍ كبير مع ما ذكره ليث الزبيدي في موسوعته الموضوعية والقيمة عن ثورة 14 تموز بالعراق.. والتشابه في المضامين وفي تصنيفها الداخلي والعربي والدولي.
فمن جهة.. هذا الطرح للإهداف يضع الباحث في مواجهة عدة إستفهامات وتساؤلات عن مدى مصداقية هذا البرنامج شبه المتكامل للجنة العليا, في وقت كان معظم ضباط المؤسسة العسكرية يعانون من ضعف في مقوماتهم الفكرية والسياسية, علاوةً على كون البرنامج كان أرقى مما سطرته القوى السياسية المؤتلفة بجبهة الإتحاد الوطني آنذاك, في برنامجها المستهدف ذو النقاط الخمس , من حيث: الشمولية والسعة؛ في المدى الآني والمستقبلي؛ بصدد المضامين الاجتماعية والسياسية؛ التحالفت الإقليمية والدولية؛ طبيعة النظام السياسي؛ أوالية ( ميكانزم) تداول السلطة.
وإزاء هذه الحالة وشفوية ما تردد على ألسن الضباط الأحرار وعبر مذكراتهم كلها دللت على عدم إتفاقهم على ماهية برنامجهم, لا يسعنا سوى التأمل في ما طرحه الحبيب من برنامج والقول أن فيه : تضخيم كبير للذات المهنوية للضباط ؛ وللإيحاء بكونهم قادرون على إستعادة مكانتهم و(دورهم التاريخي) في السلطة ولهم الأولوية في إدارتها, ليس لكونهم يتصرفون بوسائل العنف المادي حسب, بل (لمشروعهم التنموي !!) ذات الأبعاد الشاملة للمعضلات الاجتصادية/السياسية والثقافية. وهذا ما يتبين من تبنيهم لمشروع نهضوي لم يتم الاتفاق عليه، ناهيك عن أخذ رأي الشعب فيه, لذا ليس من حق بعضهم أن يسطروا مبادئ معينة ويدعون إنها تمثل رأي الكل, بخاصة في غياب القادة الكبار أو صمت بعضهم المكره . وبالتالي فالاستنتاج الذي خرجنا به، عبر طرح الاستفهامات المتعددة حول الاهداف الغائية من الحركة، نتوصل إلى أنه تم كتابته على ضوء المنجز المتحقق والتي تبنتها حكومات الزعيم قاسم .
ومن المعلوم من تاريخية المؤسسة العسكرية إنها بدأت في استيعاب ذاتها المهنية وإستنهاضها منذ الثلاثينيات، واستعادته ثانيةً بعد ما أصابها من تحلل في أعقاب فشل حركة مايس 1941 والتخفيض المعتمد لحجمها من قبل مثلث الحكم الملكي, وبالتالي فإن بروز ظاهرة حركة الضباط الأحرار في مطلع الخمسينيات، دلالات ذات مغتزي في بلوفها نحو إعادة استنهاض ذاتها. وعليه فإن الاهداف الأولية التي سطرتها الحركة الغائية كانت، كما نعتقد، تقتصر على أهداف محدودة أراسية تتمثل في إسقاط النظام الملكي، ولم يكن في وسعها أن تطرح مثل هذا البرنامج الواسع الشامل لأغلب المعضلات الاجتصادية/ السياسية التي كان يعاني منها المجتمع العراقي, وعلى الأقل, لدى العديد من أعضاء اللجنة العليا.
أن هذا التعدد الكبير للأهداف, كما جاءت في مذكرات الحبيب, توحي بأنها مستوحاة من مصدرين أراسيين ، كما اتصور، هما :
- مما طرحته الحركة الوطنية المعارضة للنظام الملكي ؛
- ومما طبقته حكومة تموز/قاسم في عمرها القصير (الجمهورية الأولى1666 يوماً).
وتأسيسا على ذلك يحاول الحبيب من جهة، الإيحاء بأن هذه الأهداف كانت من بنات أفكار اللجنة العليا, علماً بأن حكومة الزعيم قاسم قد نفذت أغلبها المطلق وبما يقارب من 85% من مجموع الأهداف المذكورة ؛ أو أن محسن الحبيب, وبصورةٍ لا شعورية, أراد بذكرها بهذا الشكل, إدانة كل الذين خرجوا على قاسم من الضباط الأحرار وغيرهم, وهو من أولهم, وإستلموا السلطة من بعده ولم يستكملوا بقية الأهداف غير المنجزة والتي مثلت منطلق محاربتهم لقاسم, والمتمثلة في :
- عدم إستكمال المشوار بالنسبة لحل القضية القومية وبالأخص الكردية منها ؛
- عدم تشكيل مجلس قيادة الثورة؛
- عدم تحديد نهاية فترة الإنتقال وتشريع الدستور الدائم .
ومن جهة أخرى يلاحظ على الأهداف التي سطرها الحبيب, أنها، كما قلنا سابقاً، تتعارض مع معتقدات أغلب أعضاء اللجنة العليا، وكذلك ضباط بعض الكتل ذات التوجه القومي أو تلك ذات الولاءات الدنيا, الذين لم يستطعوا الخروج من محيطهم الضيق, والذين لم يملكوا الرؤية الكلية، ولا الترابط الجدلي بين الأهداف الداخلية والعربية والدولية.
وتاسيسا على ذلك فيمكن الاستنتاج من أن الحكم على قاسم من قبل البعض في اللجنة العليا وغيرهم, بكونه إنحرف عن الثورة لا مجال لطرحه, بقدر ما تفوحمنه الثأرية والقسوة المبالغة وغير العادلة.. والتساؤل الذي يفرض نفسه هنا هل أستطاع الناقدون لقاسم إستكمال غير المُنفذ من الأهداف ؟؟ وبخاصةً ما يتعلق بالوحدة العربية التي كثرت إتهامهم لقاسم بعدم تنفيذها ؟؟ سندع لسان التاريخ الاجتماعي ينطق, ليقول لنا ما فعلته الحكومات القومانية طيلة الجمهورية الثانية (9شباط 1963- 9 نيسان 2003) من أجل تحقيق الوحدة (الفورية أو غير الفورية) ؟؟ سندع القارئ اللبيب إلى الاجابة على هذا التساؤل . كما سنتبعه بطرح الاستفهام المتمحور حول تطابق الظروف الموضوعية والذاتية مع هذا الهدف الانساني والضروري ؟؟.
إني أميل ، وبقوة الموضوعية، إلى أن ما سطره الحبيب من أهداف غائية جميعها مستقاة مما نفذته حكومات الزعيم قاسم من برامج عملية على كافة الأصعدة الداخلية والخارجية، وفي المناحي الاجتصادية والسياسية والتربوية الفكرية.. وما أعلنت عنه من مشاريع مستقبلية ونادت به من مبادئ يسترشد بها, ليس كأبعاد نظرية مجردة ، قدر كونها برامج عملية نفذت فعلاً وأحدثت إنعطافاً في بنية وتركيبة الواقع الاجتصادي السياسي والفكري بحيث بمجملها وضعت العراق على سكة الحداثة والتطور.
ومن جهة ثالثة ومما له علاقة بأهداف حركة الضباط الاحرار فيوضح النشاط السياسي لقاسم وهو في اجواء التحضير للثورة من أنه قد طلب المشورة من الحزبين ذويّ المنطلق العراقوي وهما الوطني الديمقراطي والشيوعي العراقي كما مر بنا. لذا اتصل قاسم بالحزب الشيوعي في صيف 1956 من خلال رشيد مطلك.. وحاول التعرف على رأيه بالثورة المنتظرة وأهدافها وبرنامجيتها المستقبلية. يسرده عامر عبد الله القيادي السابق في الحزب الشيوعي بالقول : "... بعد اختتام اجتماعات الكونفرنس الثاني مباشرة، عقدت اللجنة المركزية اجتماعاً... وفي هذا الاجتماع قدم سلام عادل لأول مرة تقريراً موجزاً عن الشوط الذي قطعته حركة الضباط الأحرار وموقف الحزب من هذه الحركة وتطور صلاته بها، والدور الذي يجب أن يلعبه في توحيد صفوفها وتقويم وجهتها وأهمية مساندتها ومساعدتها على الانتصار... وتقرر بالنتيجة تحرير رسالة إلى قاسم تتضمن طائفة من الأفكار والاقتراحات الاضافية وبعض التدابير العملية ... اوصلنا نسخة من الرسالة إلى قاسم بواسطة رشيد... كانت من بين مطالبنا ومقترحاتنا التي تضمنتها هذه الرسالة :
** ضرورة إعلام الحزب مسبقاً بموعد البدء بالحركة والاتفاق على توقيتها؛
** الاستمرار بالاتصالات والمشاورات لاختيار الفرصة المناسبة؛
** ضمان وجود عبد الإله ونوري السعيد والملك فيصل في العراق لدى البدء في الحركة... ".
ويضيف: "...كانت المقترحات التي قدمناها لقاسم برنامجاً متكاملاً تقريباً لسائر أهداف الحركة الوطنية ...ولم أعد استذكر نصوصها الآن. ولكن كان بضمنها: الخروج من حلف بغداد ؛ إجلاء القوات البريطانية ؛ إلغاء اتفاقية الأمن المتلادل مع الولايات المتحدة ؛ وبالتالي تصفية جميع الارتباطات والمواقع الاستعمارية ؛ كما تضمنت ضرورة استئناف العلاقات الدبلوماسية مع الاتحاد السوفيتي ؛ وتوثيق التضامن مع مصر وسورية ودعم القضية الفلسطينية وثورة الجزائر..الخ. وبالطبع جرى التأكيد في المطاليب على إطلاق سراح السجناء ؛ وطائفة من المطاليب المتعلقة بتوزيع الأراضي على الفلاحين ؛ وتلبية حقوق العمال ومكافحة البطالة ؛ وحل مجلس الاعمار؛ وانتهاج سياسة وطنية مستقلة معادية للاستعمار... كنا نؤكد على حق التنظيم السياسي والنقابي وعلى شرعية الحزب الشيوعي والاحزاب الوطنية الأخرى ".
الهوامش
1 - راجع للمزيد مذكرات كل من : محسن حسين الحبيب, صبيح علي غالب, إسماعيل العارف, صبحي عبد الحميد, عبد الكريم فرحان, ومن الكتاب: ليث الزبيدي, حنا بطاطو, ج. 3, د. مجيد خدوري, العراق الجمهوري, الذاكرة التاريخية, د. فاضل حسين, سقوط النظام الملكي, د. محمد حسين الزبيدي, وموسوعة 14 تموز, كلها مصادر سابقة.
2 - راجع مجيد خدوري، العراق الجمهوري، ص. 40، الدار المتحدة للنشر، بيروت 1974، علما بأن مذكرات عبد الوهاب الأمين غير منشورة لحد الآن.
3 - ليث الزبيدي، ثورة 14 تموز 1958، ص.139، مصدر سابق.
4 - يقول محسن حسين الحبيب، إن هذه الأهداف دونها لأول مرة عام 1960، واحتفظ بها لمدة 20 عاما ، واثناء هذه الفترة ظهرت الدراسات الاكاديمية والبحوث والمذكرات، مما "... وجدت أن الوقت قد حان لإعادة قراءة وترتيب ما كنت قد كتبت، فكانت هذه الصفحات ...". كما يذكر ذلك في تقديم امذكراته.
5- سنذكر مؤشرا واحدا على انعدام العدالة الاجتماعية اثناء الملكية "... يذكر الاستاذ صالح فليح حسن الهيتي في كتابه (تطور الوظيفة السكانية لمدينة بغداد الكبرى) ونقلاً عن تقرير حكومي صادر في تموز 1958، إن هنالك قرابة 184 الف نسمة من سكان بغداد يسكنون الصرائف والاكواخ الطينية ، ومعنى ذلك إنهم يشكلون (18.4%) من سكان المدينة ، وإن ثلاث وسبعون بالمائة منهم جاءوا من لواء العمارة ، وعشرة ونصف بالمائة منهم جاءوا من لواء الكوت . كما يورد مصدر آخر إن عدد سكان الصرائف قد اصبحوا قرابة مائتان وخمسون الف نسمة عام 1961 ، وإن المهاجرين سنوياً الى بغداد كانوا بحدود سبعين الف نسمة. آنذاك كان سكان العراق ثمانية ملايين فقط..." مستل من علي بداي ، ثورة تموز ونشوء "المدّور الأجتماعي" موقع الناس http://al-nnas.com/
6 - في هذا المقطع دلالة واحدة تفضح زيف الذين رفعوا شعار الوحدة الفورية ، وبخاصة حزب البعث، الذي أصر زعيمه بضرورة رفع هذا الشعار، رغم قناعة الكثيرين من القيادة القطرية بعدم ملائمته للوضع السياسي . للمزيد راجع خالد علي الصالح، على طريق النوايا الطيبة، رياض الريس ، بيروت- لندن 2001.
7- راجع محسن حسين الحبيب, حقائق عن ثورة 14 تموز, ص. 56, مصدر سابق.
8- راجع للمزيد عبد الرزاق الحسني, تاريخ الوزارات العراقية,ج.10,ط.4, ص. 242, مصدر سابق. وقد شملت هذه النقاط: تنحية نوري السعيد وحل المجلس النيابي؛ الخروج من حلف بغداد وتوحيد سياسة العراق مع سياسة البلاد العربية المتحررة؛ مقاومة التدخل الاستعماري وإنتهاج سياسة مستقلة أساسها الحياد الإيجابي؛ إطلاق الحريات الديمقراطية والدستورية؛ إلغاء الإدارة العرفية وإطلاق سراح السجناء السياسيين وإعادة المفصولين لأسباب سياسية.
9- حسن العلوي, عبد الكريم قاسم, رؤية بعد العشرين, صص.125-148, دار الزوراء, لندن 1983.
10- المصدر السابق, ص. 147.
11 - يذكر عبد اللطيف الشواف: "... لقد سمعت من صديق أثق بخلقه وكفاءته أنه لما نشب الخلاف بين المرحوم الملا مصطفى البرزاني وعبد الكريم قاسم في الستينيات وسرعان ما وصل إلى مواجهات عسكرية خطيرة في شمال العراق - حاول الشاه استغلال الوضع للحصول على مكاسب سياسية فعرض - سراً- على عبد الكريم بواسطة الملحق العسكري الإيراني في بغدداد- التعاون للقضاء على الثورة الكردية ، فجوبه برفض المرحوم عبد الكريم قاسم وقوله له ( بأنه لا يتآمر ضد أبناء شعبه- يقصد الملا مصطفى والثورة الكرددية) - ن الذي روى لي هذه الرواية هو الزعيم عبد الله العمري ( صديق عبد الكريم وصديق الحزب الوطني الديمقراطي وعميد كلية اركان في عهد المرحوم عبد الكريم ...". عبد الكريم قاسم وعراقيون آخرون ، ص.94، مصدر سابق.
12 - يذكرعبد اللطيف الشواف: "... أما الدستور الدائم فقد طلب مني قاسم في أول 1963 دراسته ووضع مشروعه ومسودة حوله، ويبدو أنه قد طلب من وزارة الداخلية إعداد مشروع مواد أولية للدستور بالاستعانة بصيغ الدساتير الأخرى القريبة إلى النظام القضائي العراقي والمعروفة في العراق آنذاك، وقد وضعت لجنة من وزارة الداخلية نصوص الدستور... ويبدو أن هذا المشروع ودراستي القاصرة عن السلطة القضائية وربما غيرها كانت على مكتب المرحوم عبد الكريم قاسم عند القبض عليه في وزارة الدفاع ثم قتله في شباط 1963... ". المصدر السابق، ص. 110.
ومن الجدير بالذكر فقد قال قاسم في آخر مقابلة معه نشرت في جريدة لموند الفرنسية بتاريخ 5 شباط 1963 :"... فإنني أتعهد الآن بأن لجنة من الخبراء ستشكل قبل نهاية شهر شباط هذا..لتكلف بإعداد مشروعين، دستور دائم وتشريع انتخابي جديد وسنضع تحت تصرفها من أجل ذلك، نصوص عدد من الدساتير الأجنبية ومنها النصوص السويسرية والالمانية والفرنسية والمصرية والسورية، وفي كل الأحوال ، إنني أتعهد علناً أمام الشعب بأن يكون عام 1963 هذا عام ولادة الجمعية الوطنية العراقية...". مستل من كتابنا ،ثورة 14 تموز وعبد الكريم قاسم في بصائر الآخرين، ص. 375، دار الحصاد دمشق 2012.

13 حول هذه المواضيع راجع كتابنا, قراءة أولية في سيرة عبد الكريم, مصدر سابق, كذلك دراستنا الموسومة: قراءة أولية في المشروع القاسمي, جريدة الغد الديمقراطي, العددان 120و121, لندن 1995.
14 - عامر عبد الله ، خواطر وذكريات، بمناسبة الذكرى 25 لثورة تموز المجيدة، الثقافة الجديدة، العدد 144، ص. 18، تموز 1983.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التصعيد بين إيران وإسرائيل .. ما هي الارتدادات في غزة؟ |#غرف


.. وزراء خارجية دول مجموعة الـ7 يدعون إلى خفض التصعيد في الشرق




.. كاميرا مراقبة توثق لحظة استشهاد طفل برصاص الاحتلال في طولكرم


.. شهداء بينهم قائد بسرايا القدس إثر اقتحام قوات الاحتلال شرق ط




.. دكتور أردني يبكي خلال حديثه عن واقع المصابين في قطاع غزة