الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من سيفوز..هيلاري ام ترامب؟.تحليل سيكولوجي

قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)

2016 / 11 / 8
مواضيع وابحاث سياسية



من سيفوز:هيلاري..أم ترامب؟
تحليل سيكولوجي

أ.د.قاسم حسين صالح
مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية

يستند هذا التحليل على قراءة سيكولوجية للمناظرات بين المرشحين للرئاسة الأمريكية، الديمقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب،ومتابعة لادائهم الشخصي في حملاتهم الانتخاية،فضلا عن استطلاعات الرأي في داخل اميركا وخارجها.
وبدءا نشير الى ان استطلاعات الرأي كثيرا ما تكون غير موفقة في تنبؤاتها،فلقد تقدم مرشح الجمهوريين (رومني) بنقطة على منافسه الديمقراطي (أوباما) في انتخابات عام 2012 ،وتقدم جون كيري الديمقراطي على جورج بوش الجمهوري في انتخابات عام 2004 ومع ذلك فقد خسر رومني وكيري الانتخابات رغم تقدمهما في آخر استطلاعات للرأي..فضلا عن ان سباق الرئاسة الحالي (2016) يعدّ الأشرس في تاريخ الانتخابات الأمريكية بحسب المراقبين..وأن الرئيس في اميركا،سواء أكان جمهورياً أم ديمقراطياً، لا بد له من الانصياع لمؤسسة الحكم في الولايات المتحدة تحدد له ما يجب أن تكون عليه سياسته وفقا لأطر ثابتة يلتزم بها الرئيس الجمهوري أو الديمقراطي مهما تعددت واختلفت شعارات كل منهما،مع أنه ليس كل ما يقوله كلا المرشحين سيطبق على أرض الواقع.
ومع انه لا توجد نتائج نهائية في الأمور السياسية لكونها متغيرة،فان التحليل السيكولوجي يقدم مؤشرات ترجح فوز احد المتنافسين..نبدأها بالمواصفات الشخصية لكل من هيلاري وترامب.
ان احد العوامل الاساسية في نجاح المرشح في انتخابات الرئاسة الأمريكية هو تمتعه بـ(كاريزما) تدغدغ مشاعر الناخب الأمريكي التي لعبت هوليود والثقافة الامريكية وانتخابات اربعة واربعين رئيسا على ترسيخها في اللاوعي الجمعي الامريكي.وتقوم هذه الكاريزما على صفات الابهار والذكاء والنباهة والمظهر وقوة الشخصية والحذلقة الفكرية واللغة التجديفية Profanity))..والاتيان بافكار مدهشة تقوم على فكرة (التغيير) التي عزف عليها اوباما وجاءت به الى البيت الأبيض.
ويميل هذا المؤشر الى ان يكون لصالح ترامب.فبرغم ان الرجل بدا في ايام حملته الانتخابية الأولى (سخيفا) ملفّق اكاذيب،عنصريا،مريبا،محرّضا على العنف وداعية حرب،مثيرا لانتقاد حتى حزبه،وغامضا لا يعرف من يستمع اليه ما الذي يريده بالضبط..وبرغم تعرّضه الى حملة تشهير لفضائح جنسية جعلت الفارق بينه وهيلاري كيرا،الا انه استطاع ببراعة ان يقصي اولا خصومه الجمهوريين من حلبة المنافسة على الانتخابات الرئاسية في السباق الرئاسي،وأن يتقدم ثانيا على هيلاري في الاسابيع الأخيرة..ما يعني ان ترامب ضمن أهم عامل سيكولوجي في الفوز هو (كاريزما) فقدت بريقها عند هيلاري بتراجع حماسها وانخفاض شعبيتها بعد إعلان مكتب التحقيقات الاتحادي " FBI" فيما اطلق عليه "فضيحة رسائل المرشحة الديمقراطية" التي استثمرها ترامب بوصفه لها انها أكبر كثيرا من فضيحة ووترجيت،لكونها تكشف عن فساد غيرمسبوق لمرشحة رئاسة ينبغي ان تكون رهن التحقيق والحبس.فلقد أظهر استطلاع للرأي لقناة (ABC) وصحيفة واشنطن بوست نشر الثلاثاء (الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) حصول ترامب على 46% من أصوات المشاركين في الاستطلاع مقابل 45% لكلينتون وذلك للمرة الأولى منذ انطلاق الحملة الانتخابية، وهبوطها الى 268 نقطة بحسب استطلاع فضائية (سي ان ان) مساء الجمعة(4) الشهر الجاري. وسيكولوجيا فان الهبوط في الأسبوع الذي يسبق موعد الانتخابات يشكل عدّا تنازليا لصاحبه فيما الصعود يشكل عدّا تصاعديا لصاحبه، وان كان هذا لا يعني ضمانة الفوز.
ويلعب (التغيير) دورا كبيرا في سيكولوجيا الناخب الامريكي.ولأن نسبة كبيرة من الأمريكيين شعروا بالخيبة من سياسة اوباما التي لم يحقق فيها (التغيير) ما كانوا يريدونه منه،ولأن هيلاري هي الامتداد السياسي للرئيس اوباما الذي وصف ادارته بأنها (مجموعة فاشلين)،فان ترامب أدهش الامريكيين ب(تغيير)غير مسبوق..منطلقا من ادانته لاوباما الذي حمّله وكلينتون مسؤولية ظهور تنظيم الدولة الإسلامية،متهما سياسته بأنها تركت الشرق الأوسط في حالة فوضى، و"خلقت فراغا بسحبه القوات الأمريكية من العراق" ،ومحذّرا بأن فوز كلينتون بالرئاسة لن تقضى على التنظيم،وان سياستها بشأن سوريا قد تقود الى حرب عالمية جديدة.
ومن جديده الذي يغري ناخبين امريكيين انه دعا إلى إعادة النظر في تحالفات الولايات المتحدة مع دول العالم بما فيها بلدان الشرق الأوسط.وطالب بضرورة أن تدفع الدول الحليفة للولايات المتحدة مقابل حمايتها،لاسيما السعودية ودول الخليج. ولهذا فان دول الخليج تدعم هيلاري بالمال وباصوات العرب في امريكا. فوفقا لاستطلاع اجرته صحيفة (عرب نيوز) السعودية شمل (18) بلدا عربيا فان 78% من المشاركين في الاستطلاع يرون في كلينتون الأختيارالأفضل للعالم العربي، فيما كانت نسبة الذين يفضلون ترامب 9% فقط.وبخلاف موقف هيلاري التي تؤكد على التعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي عسكريا وأمنيا،فان ترامب يرى امكانية ان تكون ايران شريكا استراتيجيا للولايات المتحدة وان على دول الخليج ان تدفع ثمن حماية الولايات المتحدة لها.
ومن جديده ايضا انه يهدف الى القضاء على العداء التاريخي بين امريكا وروسيا،وانتقاده لحلف (الناتو)،والتصريح بانه معجب بالرئيس الروسي بوتين وحصوله على اول شعبية لمرشح امريكي بين افراد من الشعب الروسي عملوا له دعايات مبتكرة في أكلات شعبية سريعة، وواصفين هيلاري بانها شيطان في جسد امرأة.وكان بوتين قد اتهم واشنطن بأنها تصور موسكو كعدو لها لتشتيت انتباه الامريكيين عن ازماتهم الداخلية التي ركّز عليها ترامب.
على ان هيلاري تعزف على وتر مبدأ "مونرو" الذي يؤكد على اولوية مصالح اميركا في الاصلاح الداخلي والاقتصادي قبل ان تتجه الى الخارج.وتركيز حزبها الديمقراطي على تسويقها بوصفها مصلحة اجتماعية واقتصادية،وكانت تتقصد لبس الملابس الحمراء والوردية!،وانها عقلانية فضلا عن كونها امرأة تكره الحرب بطبيعتها، وانها النقيض لرجل (مهووس) بنفسه وخطر على اميركا والعالم ليس له خبرة في السياسة فيما هي معبأة بخبرة ثلاثين سنة سياسة بما لا وجه للمقارنة بينها ومليادير اقتحم السياسة بملياراته!..فضلا عن موازنات صادمة بينهما على غرار ما كتبته (الايكومنست) بان فوز هيلاري ليس مجرد كونها ضد ترامب بل لكونها كفوءة وصاحبة خبرة ورصينة،ولأنها أول امرأة تمثل حزبا سياسيا كبيرا في تاريخ الانتخابات الرئاسية الأمريكية بحسب نيويورك تايمز،فيما ترامب لا يليق بان يكون رئيس الدولة القدوة للعالم،ولأنه اذا فاز سيكون رهيباterrible وكريها الى اقصى حد horrible.
ان الفوز تحدده عوامل كثيرة اخرى تتعلق باستراتيجيات المرشح بخصوص البطالة والاقتصاد والوضع الاجتماعي ونزاهة الادارة الحاكمة والانطباع الذي تركته سياسة اوباما لدى الناخب الامريكي، وما اذا كان ما تحقق يعدّه نجاحا في الشؤون الخارجية والعسكرية ام اخفاقا..وعلى مزاج الناخبين الذين لم يقرروا بعد.وبرغم ان الفارق بين المرشحين صار ضيقا جدا(46%هيلاري،44%ترامب)،وان التنبؤ صعب في السياسة الامريكية،فان المؤشرات السيكولوجية تميل لصالح ترامب فيما المؤشرات السياسية تميل لصالح هيلاري..وان المفاجأة يمكن ان تحصل!. فعلى خلاف المحللين السياسيين وبينهم الراحل محمد حسنين هيكل الذين توقعوا فشل اوباما،فان توقعنا بفوز اوباما المبني على التحليل السيكولوجي والموثق بمجلة (الأسبوعية) بفوزه كان قد حصل..فهل يصدق توقع السيكولجيا هذه المرّة وتفوز على السياسة برغم انها في حال ترامب ليست بالقوة التي كانت في حال اوباما؟!..ذلك ما سيثبته الثلاثاء الكبير في الثامن من نوفمبر تشرين الثاني..على بعد ساعات.
الاحد 6 /11/2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال