الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تدفع هيلاري ثمن شطحات الاوباما

محمد نجيب وهيبي
(Ouhibi Med Najib)

2016 / 11 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


هل تدفع هيلاري ثمن شطحات الاوباما!!؟
غامر الأمريكان لدورتين رئاسيتين متتاليتين بإنتخاب ديمقراطي من أصول افريقية على رأس ادارة شرطي العالم الحديث، طمعا في تنقذ خياراته المتميزة "بالديبلوماسية الهادئة" العالم الرأسمالي من أزماته الخانقة، وتعيد توزيع موازين القوى الدولية لضمان إستقرار النظام العالمي بأقل الخسائر والاضرار التي إنعكست سلبا على الرخاء والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في داخل الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها ومحظييها...إلخ. الا أن إدارة حمائم البيت الابيض ورغم إنطلاقتها الواعدة في الدورة الاولى لأول رئيس "ملون" على رأسها لم تحقق المرجو منها وتخبطت في دورته الثانية في كل الملفات التي لامستها دوليا وداخليا من إيران الى سوريا وحتى في علاقاتها مع شركائها في إدارة المجال العالمي (روسيا ) ومن ملف المهاجرين الى التغطية الصحية والاجتماعية مرورا بقضايا عنف الشرطة ضد السود والملونين عموما... الخ.
لقد تميزت فترة أوباما الثانية خاصة في آخرها بإرتباك ظاهر في العلاقات بين مكونات السلطة التنفيذية والتشريعية (الكنجرس بغرفتيه مجلس الشيوخ والبرلمان ) في قضايا مهمة وحارقة (آخرها رفض فيتو الرئيس فيما يتعلق بملف محاصرة السعودية ماليا وقضائيا ) فاقمها إختلال موازين القوى لصالح الجمهوريين في البرلمان وتذبذب في مواقف بعض الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تجاه بعض سياسات أوباما الخارجية خاصة فشله في الملف السوري وفي حربه التي أطلقها على داعش وتراجع شعبيته الدولية أمام نظيره الروسي... الخ، وهو الامر الذي أجبر ادارة الرئيس المتخلي الى ترحيل ملفاتها الى الادارة المقبلة مع تلغيمها أحيانا، وهو ما يحمل " هيلاري كلينتون" المرشحة الديمقراطية للرئاسة الحالية مزيدا من الاثقال والمعيقات التي قد تجعل الامريكيين لا يستسيغون منح نوابهم صكوكا بيضاء لإختيارها لكونها مرشحة "رسمية" لمرسسة فشلت في إدارة مصالحهم الخارجية والداخلية كما وعدهم بها رئيسها "أوباما" الذي لم يدخر جهدا في الايام الاخيرة لإسعاف حملة ربيبته وشريكته في جزء من حكمه وسياساته فنزل الساحة الانتخابية بثقل كل قوته وعلاقاته حدا ذهب فيه إلى إستعداء أجهزة رسمية أخرى منها (الاف بي آي ) بعد أن سعى في آخر ولايته الى تصدير أزمات إدارته "الديمقراطية" الى الادارة اللاحقة بملفات شائكة ومتداخلة في كل المجالات.
ولذا يبدو أن سعي الرئيس المتخلي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من حظوظ المرشحة الرسمية قد يعود عليها بعوائق أخرى تضاف لما تعانيه حملتها من نقاط ليست في صالحها والتي تلخص في طلب قطاعات واسعة من الأمريكيين وأصحاب المصالح واللوبيات من صقور أمريكا الى ضرورة تمرير مشعل السلطة لهم عبر "الجمهوريين" بعد دورتين متتاليتين "للديمقراطيين" وسياستهم الحمائمية التي لم تنقذ أمريكا مما هي فيه، الى جانب كون الناخب الامريكي لم يتأهل بعد الى القبول بمشاركة المرأة من مواقع متقدمة في صياغة القرار السيادي (100 إمرأة فقط في الكونجرس بغرفتيه من 535 عضوا الذي ترأسته مرة واحدة إمرأة في كل تاريخه!! )، ورغم أن السياسات الامريكية في عمومها ثابتة تحددها مصالح الشركات العملاقة والعابرة للقارات عبر لوبيات المال والأعمال (تكلفة الانتخبات أكثر 10 مليار دولار) و المؤسسات الاعلامية العملاقة وصناعة الرأي... الخ، فإن ممثليها السياسيين يتغيرون حسب تغير نسب المصالح والمكاسب بين قطاعات وشرائح طبقة اصحاب المال والأعمال، أيهم أكثر تضررا وأيهم اكثر إستعدادا للمضي في معركة الضفر بالسلطة الى آخرها بهدف قيادة عملية توزيع كعكة الخيرات، ويبدو في هذا الصدد أن لوبيات صناعة الامراض و الادوية و النفط والصناعات العسكرية من أنصار الحسم السريع والصارم (وفق سياسات الصقور ) في الداخل و الخارج هم الاكثر استنفارا في المعركة هذه المرة لدعم "الجمهوريين" خاصة مع وجود مرشح، "رجل" أمريكي أبيض وأصيل، يظهر في سلوكه رجل أعمال محافظ، مغامر، صارم ذو نزعة هجومية وخطاب قومي "شوفيني" يدغدغ مشاعر قطاعات واسعة من الأمريكان. والاهم أنه في مواجهة مباشرة مع وزيرة سابقة حاملة لجزء من فشل وهنات الادارة المغادرة، ومتسلح بأغلبية حزبية برلمانية تمكنه من فرض رئيس موال له للغرفة الثانية من السلطة التشريعية وبالتالي محاصرة مجلس الشيوخ وضمان أكثر ما يمكن من الاستقرار في مؤسسات الدولة وبين أجنحتها حتى وإن تم إنتخاب نائب للرئيس من خارج معسكره.
ولذا يبدو أن حظوظ دونالد ترامب لرئاسة البيت الأبيض أوفر من منافسته








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجناح العسكري لحركة حماس يواصل التصعيد ضد الأردن


.. وزير الدفاع الروسي يتوعد بضرب إمدادات الأسلحة الغربية في أوك




.. انتشال جثث 35 شهيدا من المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان


.. أثناء زيارته لـ-غازي عنتاب-.. استقبال رئيس ألمانيا بأعلام فل




.. تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254