الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فن إدارة الوقت: العمل المتواز!

محمود عبد الله
أستاذ جامعي وكاتب مصري

(Dr Mahmoud Mohammad Sayed Abdallah)

2016 / 11 / 9
التربية والتعليم والبحث العلمي


فن إدارة الوقت: العمل المتواز!

بقلم: د. محمود محمد سيد عبدالله
(كلية التربية - جامعة أسيوط)

كان مما يلفت نظري دائماً في عيادات بعض الأطباء لافتات جميلة مكتوب عليها عبارات دينية مثل: "اجعل أوقات الإنتظار...أوقات ذكر وحمد واستغفار"...أو "رطّب لسانك بذكر الله في لحظات الإنتظار"...بالطبع، هذا شيء جميل...فما أعظمها من نصيحة في زمن تكالب فيه الناس على الدنيا حتى نسي بعضهم ذكر الله!

ولكن أوقات الإنتظار هذه قصيرة...وذكر الله وحمده واستغفاره فيها فعل عظيم جليل يملأها ويمضيها...ولكن ماذا عن الوقت الطويل الذي نهدره دون أن ندري أثناء قيامنا بأعمال حياتية تتخللها فجوات زمنية كبيرة؟ هل تتذكر كم ساعة أهدرتها أثناء سفرك بالقطار لمدن بعيدة كان يمكنك أثناؤها أن تقرأ كتاباً أو تكتب مقالاً؟ هل تتذكر كم من الساعات أهدرتها في المقاهي والشوارع والنوادي كان يمكنك خلالها إنهاء بعض الأعمال المتأخرة أو المؤجلة؟ هل تدرك كم ضيعت من عمرك في مكتبك وأنت تخوض في أحاديث لا تغني ولا تثمن من جوع؟

في الغرب شاهدتهم يستغلون معظم هذه الأوقات في القراءة والإطلاع...وكأن جزءاً من إرثهم الثقافي يحثهم على القراءة الدائمة...لدرجة أنك لو قلت لأحدهم أن القراءة هي أحد هواياتك فلربما استغرب وسخر منك! فالقراءة عندهم ليست بالهواية ولكنها شيء أساسي وضروري للحياة مثل الماء والهواء والغذاء!!! لقد يسرت لنا التكنولوجيا الحديثة هذا الأمر ورفعت عن كاهلنا عبء حمل الكتب الورقية...فبإمكانك الآن تحميل كل التطبيقات والكتب اللازمة على مكتبتك الإلكترونية بهاتفك النقال...وبدلاً من حمل الكتب والأوراق والمجلات والجرائد، ما عليك الآن سوى حمل الشاحن الكهربائي للجهاز معك من باب الإحتياط! AND that s it

أول من أثار لدي فكرة العمل المتواز بطرحه الحماسي الجميل هو الداعية د. عمرو خالد في برنامجه الرائع صناع الحياة ...فقد استحضر أمثلة عديدة من حياة عظماء العلماء المسلمين...حيث حكى عن العالم المسلم فلان الذي ألف كتاباً كاملاً وهو على دابته أثناء سفر طويل...وعن آخر ألف كتاباً وهو يمر بأحلك الظروف: وهو في السجن! وعن آخر أخرج للعالم أفضل إبداعاته وهو محتجزٌ في بئر!

ومع تعقد الحياة المعاصرة وتزايد تفرعاتها وتضاعف دروبها وأعبائها، أضحى موضوع العمل المتواز...أو المواز أهم بكثير من ذي قبل! وأصبح لزاماً علينا أن نستغل كل المعطيات التكنولوجية الحديثة (خاصة تقنيات المعلومات والإتصالات) في تنظيم وتيسير هذا الأمر...وحتى تصبح الصورة أكثر وضوحاً، عليك ببساطة الإجابة عن هذا السؤال: كم جهاز أو أداة كنت تحملها في الماضي (في الثمانينات أو حتى التسعينات مثلاً) أصبح هاتفك الجوال الآن يغنيك عن حملها؟ أنا مثلاً أغناني عن: 1. الساعة 2. المنبه 3. البوصلة 4. الكاسيت أوMP3أ 5. الراديو 6. الكاميرا 7. أجندة المواعيد 8. القلم 9. التليفزيون 10. الكتب الورقية 11. الكشاف 12. الخريطة 13. (أحياناً) الكمبيوتر 14. جهاز تحديد القبلة 15. المرآه 16. أجندة أرقام الهواتف 17. الآلة الحاسبة 18. الMP4أ 19. القاموس 20. ألبوم الصور والكثير والكثير من الأدوات والتطبيقات التي كانت تزدحم بها غرف نومنا ومكاتبنا وبيوتنا! خلاصة القول: لم تعد لنا حجة تمنعنا من تنظيم الوقت وانجاز الأعمال بشكل متوازٍ يلائم طبيعة العصر!
خالص تحياتي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجوم إسرائيل -المحدود- داخل إيران.. هل يأتي مقابل سماح واشنط


.. الرد والرد المضاد.. كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟ و




.. روايات متضاربة حول مصدر الضربة الإسرائيلية لإيران تتحول لماد


.. بودكاست تك كاست | تسريبات وشائعات المنتجات.. الشركات تجس الن




.. إسرائيل تستهدف إيران…فماذا يوجد في اصفهان؟ | #التاسعة