الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظل يكتب بحبر البحر

أسامة سليم

2016 / 11 / 11
الادب والفن


ظِلٌ يَكْتُبُ بِحِبْرِ البَحْرِ
إلي روح الشيخ الامام .... أعذرني ... لكن هذا البحر لا يضحك ... انا لا أعرف السبب و علي الأرجح أن أغنيتك هو البحر بيضحك ليه كانت إستفهام انكاري

أيضا أهديها لصديقي الرائع برهان بن شريف الهلاّك اللذي يحب البحر كما لا يحب البحر أحدا .. اللذي أدمن البحر حدّ الحب .. فأدمنه الاستلاب ... اللذي عشق البحر و كان أكثر وفاء له من حنّا مينا ... صديقي ... و أنت هنالك .. بعيدا عن الصخب في تلك المدينة الرائعة بطقسها الجنوبي ... أعلم انّك تريد ان تكون مثل مفيد الوحش ... و أعلم ان نهايتك ستكون مثل نهاية رجل شجاع

« فرشت من الخيبات حبّا ... فمتي أبدأ الكذب ....»

بقي يسير حتي وجد مكان يجلس فيه دون ان يكون وجوده ثقيلا علي بعض العشاق الذين أرادوا تبادل القبل بعيد عن الرقابة ..... يا لحظه العاثر ... ما إن نجح في إفتكاك مكان تحت الشمس حتي حلّ المساء ...نسيم الهواء يداعب خصلاة من شعره المهمل ... .... إلتفت يمينا ... إلتفت يسارا ... بحث عن العزلة حتي وجدها ... بعيدا عن الصخب و الضوضاء و تلك الابتسامات المتعفنة ... ظل يتأمل مليّا في البحر ... يا تري كم من أسرار دفنت هنا .. كم من أحلام و كم من أمالٍ و ألامٍ تم إغتصابها.... كم أجهض هذا البحر أحلام شباب ... كم من حلم بلعهُ الحوت ... و كم من حوتٍ وجد نفسه في بطن سياسي قذر ... يا اللغرابة و يالغربة .... غرباء نحن ... حتي عن أنفسنا غرباء .... الفقر يزني بنا و الكره و الامن و الحب ... كلهم .. و لا أستثني منهم شيئا ...... هذا البحر لا يبتسم ... يجب محاكمة الشعراء بتهمة التزيف و الكذب ... البحر لا يضحك يا شيخ الإمام .... محمود درويش لن يسجل أنه عربيُ.. بعد الان .. لقد تم التصالح يا أمل دنقل .... دمشق ليست كنز احلامك يا نزار القباني بل علي العكس تماما .. إنها كنز كوابيسك ..... هذا البحر ليس لك يا محمود درويش... صدقا انا احدثك
وضع يده في جيبه .. أمسك بورقة البلانات .. كانت خاسرة كالعادة رماها في البحر فابتلعها في لحظة ... قبل ان تنام اجفانه كي لا يري خيباته تُدفن امامه ... كم هو كبير و طويل هذا البحر الذي أقف على شاطئه , وأكتب اسم حبيبتي بملح القلب .... ماذا هنالك خلف البحر .... مونيكا بليوتشي ... تنتظرني .هنالك حيث الحرية و الاحلام و الاجابات عن الاسئلة ... هنالك حيث سيتسلق برج ايفيل و يعلن قمته عاصمة للحب ... هنالك حيث سيستوي برج بيزا المائل ... هنالك حيث سيفعل ما يحلوا له
يجيبه البحر بعد ان إكتفي من سخافاته :
.. عليك أن تعدّل وجهته ... وراء هذا البحر تنتظرك أمك ... في عينيها وطن و بين يديها بحر أخرً.. في سمائها ... سحابة تمطرك حبّا و في قلبها غيمة تملؤك حنانا ... و في كيانها ملاد جديد لك أيها الاستاذ القادم علي مهلٍ
_ لكن ماذا لو سقطت جريحا كالشمس بين الامواج في هذا البحر المالح ؟ أشعر بالخوف و الجبن ... الصمت يحاصرني ... أحاول الصراخ لكن صوتي يخونني ... هذه أول مرّة ... أفكر في الرحيل .. في النسيان ... في الهروب ؟.. بعيدا بعيدا .. عن هذا الصخب و الكذب و النفاق ..ز
و ها أنا ... أكتفي بمراقبة امواج البحر ... او بالاحري ... أمواج قلبي ... أين السبيل ... علي ما أضن لا يوجد درب واضح بعد هذا البحر ... سوي النسيان .. أين ظلي ... لماذا يخونني ... هل تاه هو الأخر في زبد البحر و سقط جريحا بنيران الامواج .... أنا لا أشم رائحة البحر .. أشم رائحة ظلي الجريح ... و رائحة القبل و السجائر و الكره و النفاق ..
_ لا تقلق البحر هنالك,,,, هناك حيث ستحيك لي حبيبتك منديلا من ضوء القمر و من أشعة الشمس ... هنالك يهزمك الحنين فينتصر لك الحب .... لا أتخيل جمالك أمام إنعكاس البحر
... ألهة الجمال انتي ,,, نرسيس كان مغرورا أما أنت فلا ...لن أعكر نقاء هذه اللحظة و أتخيل أخر رسائلك لي ....
هذا البحر المترامي حول خصرك ... يلفك كأنك عروس البحر ... تغطسين و تحلقين في هذا الفضاء الخلاق ... أنا جننت ... أكاد اجزم انني جننت .,,, أريد الهروب ... زواج السفر إنتهت صلاحيته و حرس الحدود سيطاردني و احلامي تحاصرني و كوابيسك تكبّلني ...لا أستطيع ... لا تقدم نحو الأمام أو العودة إلي الخلف .؟؟؟؟
لآ أريد الإنتضار أكثر .. ملامحي قد تغيرت كثيرا ، ذلك التغير هو تلك الخيبات المتكررة التي مرت عليّا مسرعةّ ولم يكن مجرد ماضٍي ومضى ولم يكن رقماً في خانة عمري ، لقد كان ذلك الجزء الاهم من حياتي ... الفترة الجامعية ... تجربة المبيت الجامعي ... الحرية النسبية .. التعرف علي أشخاص أخرين .... مدينة لا تشبه مدينتي ... سوي في الطيف الذي يحاصرها ليلا ، اين هي الطفولة و اللهو و المراهقة و العبث و الشباب و الحب و الفوضي المبعثر في اكتشاف الذات الهائمة المشتتة .... اين عيني و البريق الساطع منها .... حتي أحلامي ذابت كالملح في البحر ... أحلامي العظيمة و مشاريع المستقبل كلها ضاعت في غمرة العربدة و التفكير بالحب و الانتشاء لكلمات عابرة ... لم يبقي منها سوي شجرة زيتون غرستها وسط الصحراء و ليس في البحر ....شامخة أمام جميع الرياح العاصفة التي سرقت مني كل شيئ حتي تذكرة ذهابي إلي البحر كي أبحث عن ظلي

عل كل .موعد رحيلي إقترب... سنحتسي نخب وحدتنا الابدية .. أنا و ظلي ... فقط حين يلفظ انفاسه متأثرا أمواج البحر .... أو الصحراء
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أسامة سليم ... قبيل الغروب بلحظات ... شاطئ سيدي بوسعيد
09/10/2016








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا