الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احترس..إنهم -يسقطون- عيوبهم عليك!

محمود عبد الله
أستاذ جامعي وكاتب مصري

(Dr Mahmoud Mohammad Sayed Abdallah)

2016 / 11 / 12
التربية والتعليم والبحث العلمي


احترس..إنهم "يسقطون" عيوبهم عليك!

إخوتي و أخواتي الأحباء...سأتحدث اليكم اليوم في موضوع مهم للغاية يمس حياتنا الإجتماعية و سلامتنا النفسية...إنه الإسقاط النفسي projection الذي بات ظاهرة واضحة استشرت و انتشرت بيننا كمصريين وعرب كسريان النار في الهشيم...الاسقاط هو احدى الحيل الدفاعية (أو آليات الدفاع النفسي) Defense Mechanisms التي يمارسها الفرد للتغلب على توتره النفسي و تحقيق نوع من التوازن في حياته...ومعنى الاسقاط ببساطة هو أن يسقط الشخص عيوبه و نقائصه و صفاته السلبية على الآخرين...فمثلا قد يتهم الزوج الخائن زوجته البريئة بالخيانه,.ويشك في كل المحيطين به والمقربين منه ، متصورا أنهم لا شغل لهم في حياتهم إلا التآمر عليه.. و ربما يتصور النرجسي المتمركز حول ذاته - والذي يود تسيير الكون كله وفقا لمشيئته ورغباته المريضة المنحرفة - أن كل من حوله مرضى ونرجسيون مثله؛ لذا تجده دائم الخلاف والتشاحن مع كل من حوله...وأحيانا يتوهم الرجل المخنث معدوم الرجولة و الشخصية و فاقد كل معاني الحمية و الرجولة و الشهامة أن كل الناس مخنثون مثله (مع أن الزوجة هي الشخص الوحيد الذي يمكنه تحديد ذلك)...وربما ظن الشخص المتعالي ذو الاحساس العالي (غير المبرر) بذاته أن كل أصدقائه كذلك؛ و قد يعميه الحقد و الغرور أن يعترف بمكانة أقرانه و انجازاتهم...لا شك أن هناك منا من هو بارع في الرياء والتصنع واظهار وجه جميل و جذاب يرتدي وراؤه آلاف الأقنعة...ويخفي خلفه الحقد والدهاء وحب السيطرة (غير المبرر)...مع أن تصرفاته وكلامه من ورائك لا ينم عن أي خير أو إصلاح أو تصالح مع الذات - كما يدعي..وقد يتوهم "الفاسد" الزنديق أنه عبد الله المختار المفوض من الناس لفضح الفاسدين وكشف المنحرفين..مع أن تاريخه الأسود مليء بالإنحرافات والمخالفات والتجاوزات التي تقشعر منها الأبدان! وأحيانا يظن الشخص المتكبر المصاب بجنون العظمة
Paranioa أنه من طينة غير البشر ..يتمتع بمواهب خارقة تستحق الإحترام والتقدير ..ولذا لا يجب أن يعارضه أحد..وأن كل من حوله أقل في الأهمية لا يتعدون كونهم "أدوات" (أو عرائس ماريونيت) يحركها كيف وأنى شاء! العجيب أن الكثير من هؤلاء يتهمون غيرهم بتهم يندى لها الجبين.. وقد يعتقد الجاهل الخامل الفارغ (المغرور أكاديميا) عديم الإنجازات - والذي لا يوجد معادل موضوعي ملموس (من كتب ومقالات وأبخاث ومؤلفات ...الخ) يبرر صلفه وغروره وتعاليه - أن كل من حوله جهلة فارغين لا قيمة لهم إلا هو! من يراقب هؤلاء جيدا و يتأمل أحوالهم سيدرك سريعا أنهم يعانون بشدة من معظم ما يتهمون غيرهم به و أنهم ان التزموا الصمت و توقفوا عن تصيد عيوب غيرهم و الحديث المستمر(غير المبرر) عن نقائص أقرانهم، لكان أنفع و أجدى لهم في دينهم و دنياهم...ولكن ماذا نقول؟ دع الكلاب تعوي و القافلة تسير بإذن الله...
خالص تحياتي
د. محمود محمد سيد عبد الله (كلية التربية - جامعة أسيوط)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نور الغندور ترقص لتفادي سو?ال هشام حداد ????


.. قادة تونس والجزائر وليبيا يتفقون على العمل معا لمكافحة مخاطر




.. بعد قرن.. إعادة إحياء التراث الأولمبي الفرنسي • فرانس 24


.. الجيش الإسرائيلي يكثف ضرباته على أرجاء قطاع غزة ويوقع مزيدا




.. سوناك: المملكة المتحدة أكبر قوة عسكرية في أوروبا وثاني أكبر