الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ينتهي داعش في العراق بعد تحرير الموصل

عدنان جواد

2016 / 11 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


هل ينتهي داعش في العراق بعد تحرير الموصل؟
إن داعش وقبلها القاعدة تنظيم انطلق من فكر إسلامي مريض، والفكر لاينتهي بانتهاء قوته المسلحة، في التاريخ لنا دلائل كثيرة، فالخوارج الذين ظهروا من رحم الإسلام ولازال أصحاب رسول الله (ص)على قيد الحياة، فبقروا البطون وذبحوا ، واستندوا في أفعالهم على آيات قراء نية، وأحاديث نبوية ، حرفوها حسب مقتضيات ظروفهم، وكان في قبالهم الإمام علي(ع) الذي طبق حقوق الإنسان والقانون بحذافيره، ولازالت آثارهم الفكرية باقية لحد هذا اليوم، فزرع الفكر يتجذر في المجتمع و يصعب قلعه .
إن منهج التكفير، ونحن الفرقة الناجية ، ونحن أفضلهم، ولن ترضى عنك اليهود والنصارى، والإقصاء والتهميش ، وخطب أهل المساجد الرنانة هو الذي اسقط الموصل فداعش كانت تسيطر على الموصل فعليا قبل حزيران 2014 وبعلم الحكومة المحلية، فهم كانوا يجبون الأموال بشكل قسري من المواطنين والشركات، وحتى الدوائر الحكومية، ولا ننسى إن الطريقة النقشبندية وحزب البعث ، وهما فكر أيضا موجودان في الموصل، والجيل الجديد المؤمن بداعش ، ولا يعقل أن كل الذين يقاتلون اليوم في الموصل كلهم من اتو من خارج الحدود!.
البعض قال وتكهن بان العراق سوف يكون مقسم وان داعش سوف تنتهي، لان كل طائفة وقومية لايمكن أن تثق بمحيطها بعد الذي حصل، فالايزيدين يأخذون إقليمهم في شنكال وهم يصرحون بأنهم سوف ينظمون لإقليم كردستان وإنهم ليس لهم ثقة بالعرب الذين استباحوا ديارهم وأعراضهم وكل شيء يملكون، ويؤكدون إن من غزاهم من جيرانهم المحيطون بهم، والشبك كذلك فهم يقولون نحن فقدنا أكثر من 1384 شهيد و 208 مفقود، والمسيحيون كذلك يفضلون إقليم خاص بهم وهم يحمون نفسهم فهم لم تعد لديهم ثقة بالحكومة المركزية والمحلية بالموصل، والبعض يقول ان عراق ما بعد الموصل سوف يعود عراق مركزي موحد، ومحافظات ذات صلاحيات أوسع، وانه سوف تجرى مصالحات مجتمعية كبيرة.
الجميع هدفهم هو عراق خالي من داعش، ويحتضن كل الأطياف والأديان والاثنيات، تحت مظلة واحدة وهي الوطن وشعور المواطنة، لكن هذه النظرة تصطدم بجدار المحاصصة، فالسنة يقولون إن الحكم عند الشيعة، والشيعة يقولون إن السنة مشاركون في العملية السياسية وقد منحوا أكثر من استحقاقهم، والأقليات تعبر عن مظلوميتها بالمناصب والامتيازات، ورأينا المظاهرات التي ظهر بعدها داعش وما سميت بالاعتصامات، كيف تسلقها رجال دين كل كلامهم عن الدين والطائفة، وسياسيين تم إبعادهم من المنصب ربما لفساد أو تنافس حزبي، اخذوا دفوفهم وقرعوها مع الطائفيين ، وان السنة مظلومين والشيعة ظالميهم، فحدثت الكوارث من سبايكر الى الانفجارات الكبيرة التي دمرت أحياء بكاملها، الى سقوط مدن بكاملها بحجة الدفاع عن الطائفة.
واقع اليوم يفرض على الجميع التخلي عن الأنانية والتفكير بجدية، وان يتحول القادة السياسيين من امراء حرب ودعاة دين إلى مواطنين صالحين، فداعش لعبة سياسية استعملت من قبل دول كل حسب مصلحته، ولولا إطلاقها النار على نفسها عندما استهدفت الدول القوية، كالولايات المتحدة الامريكية وأوربا و روسيا، لما اجتمعت الإرادة الدولية للخلاص منها، وكف السياسيين عن استخدام الدين للوصول إلى السلطة، وان يتم الاهتمام بالتربية والتعليم والابتعاد عن الأفكار الطائفية، وتفعيل دور القانون، وبناء دولة المؤسسات، تحت مظلة الدولة المدنية، بعيدا عن الأخطاء السابقة، فإذا بقى نفس المنهج سوف تتشرذم الطاقات وتتبعثر الأهداف ويزداد عدد الشهداء والأرامل والأيتام والتهجير من دون فائدة، وهل يتم العفو عن المجرمين بمنطق(عفا الله عما سلف) وماذا يكون رد أهل المغدورين، أو الثار هو المقبول، أو جعل القضاء يأخذ مجراه وأيضا سوف يتهم بأنه مسيس فالأمر في غاية التعقيد ويحتاج لتكاتف الجميع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمطار غزيرة تضرب منطقة الخليج وتغرق الإمارات والبحرين وعمان


.. حمم ملتهبة وصواعق برق اخترقت سحبا سوداء.. شاهد لحظة ثوران بر




.. لبنان يشير إلى تورط الموساد في قتل محمد سرور المعاقب أميركيا


.. تركيا تعلن موافقة حماس على حل جناحها العسكري حال إقامة دولة




.. مندوب إسرائيل بمجلس الأمن: بحث عضوية فلسطين الكاملة بالمجلس