الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى وضاح

كفاح حسن

2016 / 11 / 13
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


في ذكرى وضاح
لا تنسى الوصية.. إنسى الأعذار
بعد أن نجح الوالد من تخليصنا أنا ووضاح من براثن البعث, و إيصالنا آمنين إلى دمشق, أبلغنا بأنه قد أدى واجبه, و البقية علينا. و كان الوالد واضحا و صريحا, و قالها لنا كلمة لاتنسى..
كونوا حسينيين.. و لا تكونوا حسنيين
و قد صادف دخولنا الشام في شباط 1979, هروب الشاه الإيراني من طهران, و هبوط الطائرة الفرنسية القادمة من باريس في مدرج مطار طهران حاملة على متنها رجل الدين آية الله الخميني, معلنا بذلك إنهيار النظام الشاهنشاهي و بدء عهد الجمهورية الإيرانية, و التي سرعان ما إستولى عليها الإسلاميون. و بمقدار فرح الوالد بإنهيار النظام الشاهنشاهي, أبدى غضبه من الطغمة البعثية التي لم تتعظ من درس سقوط الشاهنشاهية. و تريد بقوة القمع و الإرهاب ( إرهاب الدولة ) أن تسقط حقوق الناس في حرية الرأي و المبدأ و الإتجاه و التعبير.
و تركنا الوالد و الوالدة عائدين إلى العراق. بينما إلتحقنا أنا ووضاح بصفوف المقاومة الفلسطينية.
و بقت وصية الوالد مرشدة لنا و لا تنسى..فمرت السنين و قادنا العمل الوطني و المعارض للطغمة الصدامية إلى مواقع و مهام مختلفة. ففي بعض الأحيان كنا قريبين و أحيان أخرى بعيدين. و لكن الإتصال بيننا لم ينقطع. لقد كنا نفهم واحدنا الآخر بدون مشقة أو تعب. فلقد ربينا في نفس البيت و المدينة و الظروف. و تلقينا العلم و المعرفة من نفس المنبع. و كم كان يخجلني وضاح و هو يعاملني كأخ أكبر. حيث كنت لا أحب هذا الدور و لا أجيده.
و كنت أذكر وضاح دائما بوصية الوالد التي يجب أن نكون أمناء لها, ليبقى رأس الوالد مرفوعا. فنحن مدينون له بكل ما وصلنا إليه بفضل تربيته الجليلة.
تذكرنا وصية الوالد و نحن على قمة قنديل في أيلول 1983, حيث توجهنا مع بقية الأنصار لأخذ الثأر من شهداء بشت ئاشان. لقد خدعونا القادة بمسألة الثأر. و كان في بالهم فكرة مغايرة رتبوها بأمر من البارتي. لقد كان وضاح أكثر غضبا مني على ما سارت إليه معارك بشت ئاشان في أيلول 1983.
و إلتقينا ثانية بنية التوجه للعمل في منظمات الحزب في الفرات الأوسط في 1985. و تكررت لقاءاتنا. وكانت دوما وصية الوالد أمامنا..التمسك بالمباديء و عدم المهادنة أو التراجع أو التردد..دائما حسينيين..
و شائت الظروف في 1989 أن نفترق..حيث بقى وضاح في العراق. و تحركت أنا مع المجاميع المهاجرة. و بقت صلتنا عن طريق الرسائل و التلفونات.
لقد ثقلت المهام على وضاح. و كان سعيدا بها. فكان يعمل ليل نهار و بدون إنقطاع..
و دخل للعمل في قيادة الحزب.. و أبقوه وحيدا في شقلاوة..بينما لجأ الآخرين إلى أوربا. و قبل بذلك وضاح. فوصية الوالد تدفعه دائما للعمل.
و سقطت بغداد الحبيبة بيد المحتلين الأمريكان. و كان وضاح يبغضهم بشدة. و إلتحق بالعمل القيادي في بغداد. و أختير للعمل في البرلمان العراقي..
و أصبح وضاح بمواقفه رقما صعبا لايمكن تخطيه..
فكان لابد من تصفيته..و تلاقى الحاقدون و الخونة ليزيحوا وضاح عن طريقهم..
و كان وضاح صلبا و عنودا و قاتل حتى اللحظة الأخيرة من حياته..
لقد خلد وضاح.. و لحق الخزي و العار قتلته من واشين و مجرمين..
أخي وضاح ..بقيت وحدي أحمل وصية الوالد..
و هاأنا أكرر عهدي لوالدي و لك بالحفاظ على الوصية..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس


.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم




.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟


.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة




.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا